مشاهدة النسخة كاملة : انا المنتفى هما
عبد الوهاب القطب
08-04-2003, 08:13 PM
(كفى بكَ داءً ان ترى الموت شافيا)=وحتّى مَ تبقى في شقائكَ ماضيا
أبى الدهرُ الا أن أعيشَ مُشَرَّداً=وأحيا حياتي عن فلسطينَ نائيا
فليتَ لنفسي أن تعيشَ ببقعةٍ=سَقى الله أيامي بها ولياليا
وأعلمُ أن المستحيلَ وَبُعدَه=لَأَقربُ لي منها ذُرىً ورَوابيا
حنيني كماءِ النارِ يَخْرُقُ أضلعي=ولولا رجائي لاحترقت ُ بمائيا
ولولا هروبٌ من مخالبِ غربتي=لواريتُ قلبي مُثخناً بِجِراحيا
أُضَمِّدُ جرحاً أَنْزَفته مشاعري=فأدمى بِجرحٍ كنتُ منه المُداويا
أنا المُنتفى هَمّا ً وشوقا ًوَلوْعةً=أنا المُبتلى عشقاً وما زلتُ راضيا
فلسطينُ.. مَنْ مثلي يحبكِ يا دماً=غدا بخلايا الجسمِ كالروحِ ساريا
تُفارِقُني روحي إذا نِمتُ ساعةً=وأنت ِ معي ما نمتُ أو كنتُ صاحيا
معاذ الديري
09-04-2003, 04:24 AM
بت انتظر قصائدك بشوق المسافر الى واحة جميلة.
تعابيرك تقتلع القلب رقة وشوقا وألما ايضا..
اسمحلي ان اكبر فيك كل هذا الابداع واحيي فيك هذا الوفاء.واعبر عن سعادتي بقراءة ما تكتبه فعلا لا مجاملة.
كما انني انوه الى اعجابي بقصر قصائدك وعذوبتها وجزالتها في نفس الوقت .
كلمة فأنزِفْ تصح عروضيا ولكنها تظل خلاف الفصيح وتستيطع ان توفق بينهما بان تبدلها بمرادف يؤدي نفس المعنى وويحتفظ بموسيقاك ككلمة(فأُدْمى) .
شكرا لتواجد ملئ بروعة الشعور ورشاقة الكلمة.
نسرين
09-04-2003, 07:09 AM
انا المنتفى هما وشوقا ولوعة
...............................................ا ا المبتلى عشقا وما زلت راضيا
فلسطين من مثلي يحبك يا دما
..............................................غد ا بخلايا الجسم كالروح ساريا
تفارقني روحي اذا نمت ساعة
.............................................وا ت معي ما نمت او كنت صاحيا
ألله ألله عليك يا ابن بيسان
لا شلت لك يد
ما أروع ما كتبته صدقني يا ابن بيسان إن شعورنا تجاه فلسطين
حبيبتنا شعور قوي
وكم نبكي بعدنا عنها
وكم ندعي الله ان نعود
وحتماً حتماً سنعود
سلمت وسلم غاليك يا رائع
نسرينـــه :0014:
عبد الوهاب القطب
09-04-2003, 08:27 PM
الاخت نسرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اهنئ وابارك لك بتعيينك الجديد القديم واشكرك على هذا التعليق الذي ينم عن حب صادق واصيل لفلسطين والقضية الفلسطينية.ونامل ان نكون على حسن ظنكم.وجزاك الله خيرا يا اختي
وفي السطور نلتقي.
والسلام عليكم
نعيمه الهاشمي
09-04-2003, 08:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللــــــــــــــــــــــ ـــــــه ماجمل حرفك اخى عذوبه بادخه--مشاء الله عليك
ماعذب هذه الكلامات
انا المنتفى هما وشوقا ولوعة
...............................................ا ا المبتلى عشقا وما زلت راضيا
فلسطين من مثلي يحبك يا دما
..............................................غد ا بخلايا الجسم كالروح ساريا
تفارقني روحي اذا نمت ساعة
.............................................وا ت معي ما نمت او كنت صاحيا
اعاد الله الا كل منفى الى وطنه وجمع الله شمل امتنا والف بين قلوبها يارب
تحياتى لكاختك العنود الهاشمى
عبد الوهاب القطب
10-04-2003, 08:15 PM
اخي عاقد الحاجبين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على اعجابكم واطراكم ونسال الله ان نكون على حسن الظن.
اخي
قتلتني واحييتني (شعرا) في ان واحد
وجدت اقتراحك في الصميم فكلمة "فادمى" هي بعد تفحصي انسب وافضل من فعل التعجب الذي ان صح استعماله يخل بالوزن.وسابدل الكلمة انشاء الله موافقة لاقتراحكم.
قتلتني (هنا للتحبب) بالتنويه لهذا الخطا واحييتني بالاقتراح باستعمال كلمة "فادمى".واظنك اخي الفاضل على حق بان الهمزة توصل في الفعل "فانزف" للتعجب واذا كان كذلك فان الوزن لا يستقيم علما بانني كما نوه اخي كنت اخاطب نفسي فلا يجوز ذلك كما اوضحت يا اخي.
بقي لي سؤال للاخوة الافاضل هل بالمستطاع استعمال فعل التعجب "انزف" للدلالة على نزيف ما بعده نزيف؟
ارجو الرد وتقبلوا فائق احترامي.
وجزاك الله خيرا اخي عاقد الحاجبين على ارشاداتك واقتراحاتك ومنكم نستفيد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. سمير العمري
18-04-2003, 12:45 AM
لــدارٍ تنــاءت قــد رجــوتُ التلاقيـــا =فهلْ يســمعُ الأحبـــابُ يومـاً ندائيــــا
أُداري فــــؤاداً يُســقمُ البينُ صــــدرَهُ =ورَجعَ أنينٍ ســـــاهمَ الطرفِ ناديـــــا
حزينــــاً على بُعـــدِ الأحبَّـــةِ نادمــــاً =على إثرهِـــمْ شــــوقاً أعضُّ بنانيـــــا
تبدَّتْ لعيني في ذُرَى الوجـــدِ لهفــــةً =تكادُ لطولِ العهــــدِ تســـقي المآقيــــا
وما زالَ هـــذا البينُ يوقــــدُ لوعـــــةً =أبتْ في فــــؤادِ الصَّـــبِ إلا تماديــــا
أقامــــتْ بنفــسٍ لا تكــــادُ تطيقهـــــا =كأنَّ صروفَ الدهـــرِ فيها البواقيـــــا
وكنَّــا زرعنـــاها قلـــوباً ضــــواحكاً =فكيفَ جنينــــاها عيـــــوناً بواكيــــــا
تقاذفــــتِ الأيَّــــامُ مقبـــــلَ عُمـــــرِهِ =وقـــدْ غادرته في المشــــيبِ اللياليـــا
ألا إنَّ عيشـــــاً دونَ غَـــزَّة زفــــــرةٌ =تُســـلِّي فؤادي غربـــةًً عن مكانيــــا
فوا أســـفى يوماً حســـبتكَ صـــــاحباً =فســرتُ ولم أســمعْ من العقل ناهيـــا
ومــــا أســــفي إلا على فوتِ رتبــــةٍ =أجاهــــدُ فيهــــا باديــــــاً ومباديــــــا
أجزُّ بها الهامـــاتَ بالســـيف ثائــــراً=وأسقي صدى الأوطانِ بالعزمِ ماضيا
فإمَّــا حيــــاةٌ يكتبُ النصـــرُ عزَّهـــا =وإمَّــــا شــــهادةٌ تغيــــظُ الأعاديـــــا
لكَ الله شــــعباً يجحـــدُ الذلَّ طفلُـــــهُ =ويأبى على ضيقِ الحيــاةِ التغاضيـــا
تألَّـــــقَ في قهــــرِ العــــداة كأنَّــــــهُ=مباســــمُ تحكي في ســــناها اللآليــــا
إذا جـــارَ بالنفـــسِ الأبيّــــةِ جائـــــرٌ=سَــمَتْ كالجبـال الشــامخات رواسـيا
وإنْ قد تمـــادى في التحرُّش جاهـــلٌ =غَدَتْ كالليــوثِ الغاضباتِ عواديـــــا
كأنَّ على صهبٍ من الوحشِ صمصمٌ =بذاتِ الحمى يرعى المروج الفيافيــــا
رعـى اللهُ أهــــلَ الحقِّ من كلِّ حادثٍ =ولا راعهمْ عــــذلٌ لِمَـنْ كانَ لاحيــــا
لعمــركَ ما تنفـــكُّ ســــيبُ غمامــــةٍ =تفي أهلها عذباً منَ المـــاءِ صافيــــــا
إلهــي ومـــا لي غير بابـــكَ ملجـــــأٌ =فإنَّـــكَ ذخري في الأســـى وملاذيـــا
أراني زمـــاني من ضروبٍ عجيبـــةٍ =وما كنتُ أرجو منـــهُ ما قــدْ أرانيــــا
فقيِّـضْ إلهي في الحياة لنــــا الرضى=وأطلقْ إلهي في الممـــاتِ سراحيـــــا
تحياتي وتقديري أخي ابن بيسان على إبداعك الرائع
عبد الوهاب القطب
18-04-2003, 01:21 AM
اخي الشاعر المبدع سمير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تالله انك لتغرف من يم وتنحت من صخر في ان واحد.كم رائعة هذه الابيات وكم هي مثيرة للمشاعر التي يحملها المبعدين عن الوطن ومن لم تحركه مثل هذه الابيات فقلبه ميت واحساسه بارد كالقبر.
تمنيت لو كان لي مثل هذه القريحة الفياضة المغداقة.
شِيَمُ المصطفى دوا كلِّ نفس=تبعثُ الدفءَ في النفوس وتؤسي
مثلكَ القلبُ يشتهي لصفاتٍ=باسقاتٍ تنمُّ عن طيبِ غرسِ
سَنَّهَا المصطفى فملتَ إليها=مثلما مالتِ الغصونُ لشمسِ
تحفةٌ أنتَ يا سميرُ وماسٌ=تعكسُ النورَ نحونا أيُّ عكسِ
عبد الوهاب القطب
11-05-2003, 06:46 PM
الاخت نسرين المبدعة
شكرا على وقوفك ورهف حسك الشاعري واني لسعيد جدا لاطرائك.
فتحية لك اختي الفاضلة ولا تحرمينا من ابداعك.
ياسمين
12-05-2003, 01:15 PM
الله عليكم يااهل الابداع
ابن بيسان
هنا اقف عند كلماتك واشعر بالعجز وتعجز الكلمات معى
حقيقى مااجمل عشق الوطن
ومااروع احساسا الصادق بحب فلسطين
,
,
هذه الفاتنة الفلسطينية من اجمل ماقرأت
تحياتى لهذا القلم المتميز فنا وحسا ومشاعرا
لك منى ارق الامنيات بالسعادة
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين
عبد الوهاب القطب
25-06-2003, 10:33 PM
ليس الهدف من الرفع
سوى شكر الاخت المبدعة
الرائعة ياسمين الواحة
التي فاتني ان اشكرها
في الوقت المناسب
لا ادري ما انساني ذلك.
فشكرا اختي المبدعة ياسمين
على وقوفك واطرائك ونامل ان
نكون عند حسن الظن دائما.
وانا بانتظار البديع من انتاجك.
المخلص
ابن بيسان
دموووع
27-06-2003, 12:10 PM
ابى الدهر الا ان اعيش مشردا
.....................................واحيا حياتي عن فلسطين نائيا
فليت لنفسي ان تعيش ببقعة
......................................سقى الله ايامي بها ولياليا
واعلم ان المستحيل وبعده
..................................لاقرب لي منها ذرى وروابيا
حنيني كماء النار يخرق اضلعي
......................................ولولا رجائي لاحترقت بمائيا
ابن بيسان .....
أثرت كوامن الحزن والألم ..
فاعتصر القلب شوقا ووجدا .. حتى بلغت الروح منتهاها
فاذا بك تهون علينا قليلا .... عندما نشعر بالرجاء يسري
بهدوء الى نفسك .. (ولولا رجائي لاحترقت بمائيا)
تقبل أجمل التحيات وأطيبها .. أيها الرائع
وأعادك الله الى احضان عشقك ...وآذن بانتهاء
منفاك وغربتك.
دموووع
بندر الصاعدي
28-06-2003, 06:09 PM
أأبكاكَ بعدُ الدارِ يا من تناديا= وأشقاكَ شوقُ القلبِ أن كنتَ نائيا
تجلّدْ أخي ما في التّوجعِ راحةً=وصبّرْ فؤاداً علَّ صبركَ شافيا
غريباً يكونُ المرءُ في قعرِ دارهِ=إذا كان عن ربِّ الخلائقِ ساهيا
وليس غريباً من إلى اللهِ قاصدٌ=إذا شطّ دارٌ أو أتى الدارَ خاليا
حدودُ الأراضي إذ تفارقها الخطى=على البعدِ في رحلٍ تظلُّ كما هيا
وأرض التقى تبقى رفيقة متّقٍ=إذا كان في عهدِ مع اللهِ باقيا
صديقي نعمْ في البعدِ شوقٌ ولوعةٌ=ومَن ليس يرجو بالأحبّا التلاقيا
فما الدهرُ إلا غائباً ومغيّباً=وما المرءُ إلا شاطحاً ثمَّ دانيا
وقد قدّرَ اللهُ المقادرَ للورى=ضروباً بإحكامٍ وأعطى المساعيا
وإن يحتجزْ بعدُ الأحبا وصالهم=فليس لحبلِ اللهِ ثمّةَ واقيا
أخي وصديقي الحبيب ابن بيسان وكلَّ مغتربٍ وناءٍ عن وطنهِ
أعانكم الله على البعدِ والغربةِ , هي رحمةُ الله سبحانهُ وتعالى أن ألهم الإنسان الصبر والتجلد فكيف بالإنسانِ المؤمنِ والذي أسلم وجههُ لله سبحانه , ليس غريباً من كان اللهُ معه وليس هناك أيّة واقٍ بين العبد وربهِ أين كان , ومن سكن دار التقوى التمس الأمن والأمان والطمأنينة .
دمتم بخير .
في أمان الله .
عبد الوهاب القطب
29-06-2003, 07:00 PM
اخي بندر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما اروع شعرك وانسب ردك
واصدق عواطفك وطيبة قلبك.
.
غريباً يكونُ المرءُ في قعرِ iiدارهِ
....................إذا كان عن ربِّ الخلائقِ ساهيـا
وليس غريباً من إلى اللهِ iiقاصـدٌ
.................إذا شطّ دارٌ أو أتى الدارَ iiخاليـا
حدودُ الأراضي إذ تفارقها الخطى
...............على البعدِ في رحلٍ تظلُّ كما iiهيا
وأرض التقى تبقى رفيقـة iiمتّـقٍ
................إذا كان في عهدِ مـع اللهِ iiباقيـا
لك مني الحب والتقدير دائما
وجزاك الله خيرا
المخلص
ابن بيسان
عبد الوهاب القطب
08-02-2004, 11:24 PM
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة دموووع
ابى الدهر الا ان اعيش مشردا
.....................................واحيا حياتي عن فلسطين نائيا
فليت لنفسي ان تعيش ببقعة
......................................سقى الله ايامي بها ولياليا
واعلم ان المستحيل وبعده
..................................لاقرب لي منها ذرى وروابيا
حنيني كماء النار يخرق اضلعي
......................................ولولا رجائي لاحترقت بمائيا
ابن بيسان .....
أثرت كوامن الحزن والألم ..
فاعتصر القلب شوقا ووجدا .. حتى بلغت الروح منتهاها
فاذا بك تهون علينا قليلا .... عندما نشعر بالرجاء يسري
بهدوء الى نفسك .. (ولولا رجائي لاحترقت بمائيا)
تقبل أجمل التحيات وأطيبها .. أيها الرائع
وأعادك الله الى احضان عشقك ...وآذن بانتهاء
منفاك وغربتك.
دموووع
الشاعرة المبدعة الجميلة
المتألقة القديرة
دموووع
شكرا على لطفك
واختيارك لابياتي المتواضعة
وشرفني وقوفك وتعليقك
تحياتي وامتناني
المخلص
ابن بيسان
ناصر ثابت
04-12-2004, 06:45 PM
أخي الكريم عبدالوهاب،
رائعة جدا وراقية...
شعرك يزداد جمالا فوق جماله أيها الشاعر المتألق
ورأيي في هذه القصيدة لن يكون أكثر تفصيلا من رأي أحد الكتاب الذي أعجب فكتب عنها مقالا كاملا أورده فيما يلي:
قراءة في قصيدة للشاعر عبد الوهاب القطب
بقلم: محمد رمضان
نتناول هنا بنوع من التحليل إحدى روائع الشاعر الفلسطيني عبد الوهاب القطب و هي المعنونة " كفى بكَ داءً أن ترى الموت شافيا" و التي نشرت بصحيفة دنيا الوطن الفلسطينية في 23/11/2004.
جاءت القصيدة على بحر الطويل و هو من الأبحر الشعرية ذات الأهمية الكبيرة لأن معظم الشعر العربي جاء منه. وقد نظم فيه أغلب شعراء العربية قصائدهم و أشعارهم وبخاصة الفحول منهم. و قد جعل شاعرنا مطلع قصيدته شطرا من القصيدة المشهورة لأبي الطيب المتنبي و التي قالها في كافور الإخشيدي.
و كأن شاعرنا هنا يحاكي أبا الطيب و يترسم خطاه, و يبثنا شجونه و أحزانه على حياته التي يلفها التشريد و البعد عن الوطن الحبيب, هذه الأحزان التي تسري فيه مسرى الدم في العروق حتى أضحت فلسطين دمه الذي يغذي خلاياه, و يبلغ اندماجه في قضيته أقصاه عند خاتمة القصيدة فيعلن لكل الدنيا أنه حينما ينام تفارقه روحه, و هو هنا يستمد هذا المفهوم من القرآن الكريم "و يرسل تلك التي لم تمت في منامها", لكن شاعرنا هنا يخرج عن قوانين الوجود و نواميس الكون و سنن الحياة, فيعلن أن فلسطين هي أكثر التصاقا به و بجسده من التصاق روحه به, فإذا كانت روحه تغادره حين منامه فان فلسطين بشذاها و عبيرها لا تغادره أبدا سواء عند نومه أو أثناء صحوته.
كفى بكَ داءً أن ترى الموت شافيا
وحتّامَ تبقى في شقائكَ ماضيا
و لئن كان المتنبي قد بدأ قصيدته"المعروفة بأنها من المصريات" بهذا المطلع و التي يخاطب فيها كافور الإخشيدي, فإن شاعرنا هنا يخاطب نفسه و يتساءل هل سيكون الموت هو الشافي من كل هذه المعاناة التي يحياها, و ما هو إلا نموذجا لواحد من الملايين من المشردين الذين يعيشون نكبته و مرارته في كل مكان على ظهر البسيطة ما بين المشارق و المغارب, و كأنما الاستفهام هنا قد صيغ ليقرر أبدية الشقاء. و كأن الشاعر حينما يبدأ بهذا المطلع يستمد من تاريخ أمته المجيد خيوطا ينسج منها قصيدته في دعوة مباشرة للقارئ للمقارنة و المقابلة ما بين واقع محزن و ماض مشرق.
وأعلمُ أن المستحيل وَبُعدَه
لأقرب لي منها ذُرىً و رَوابيا
و إمعانا في حزنه على بعده عن وطنه يصر شاعرنا على أن المستحيل إنما هو أقرب إليه من ذرى فلسطين و روابيها, و هذه الصورة الجميلة و إن كنت لا أتفق معه فيها إلا إذا اعتبرناها كناية عن انقطاع أمله في واقع عربي محزن و ليس انقطاع أمل في عودة, و سر عدم اتفاقي مع شاعرنا هنا هو بشارات نراها هنا في فلسطين و هي تقطع الشك باليقين حتى و إن كان الواقع موغلا في سوداويته, لأننا نرى نصاعة الحلم في قلوب زهرات تدب فوق الثرى. و الشاعر هنا كأنه يقرأ الواقع السوسيو- ثقافي و الذي يُستمد منه الواقع السياسي المسيطر و ذلك ضمن خطاب نهضوي يحاول فيه إيقاظ من نام فيهم الحس و تبلد الشعور, خصوصا و الشاعر يخاطب نفسه و هو خطاب ضمني لأمته في ذات الوقت, و هو يعيش في الولايات المتحدة التي تحكم العالم اليوم بمنهجية البلطجة و التسلط, في سؤال ضمني قاطع لأمته: لماذا نحن في مؤخرة الأمم؟؟ و هو السؤال الذي يمثل إشكالية ثقافية و سياسية و ذلك في محاولة لبلورة أسس الصراع ما بين "المثقف" و "السياسي" حيث أن السياسي في وطننا العربي الكبير يكاد "يمحو" شخصية المثقف و يمارس عليه عملية "غسل الدماغ" و ذلك بطرق ووسائل شتى كان أهمها طغيان منهج التغريب و الاستغراب على ثقافة المنطقة ذات الأصالة و العمق الحضاري و هي الإشكالية التي ناقشها إدوارد سعيد و ألقى فيها بثقل اللائمة على المثقف.
حنيني كماءِ النارِ يَخْرُقُ أضلعي
ولولا رجائي لاحترقت ُ بمائيا
ما أجمل التصوير في هذا البيت و هو يشبِّه الحنين ب"ماء النار", و تزداد جمالية النص إذا ما قرأت " يَخْرُقُ" و رجعت إلى يوم لم يكن رسم العربية منقوطا فبإمكانك أن تقرأها أيضا "يحرق" و هذه لعمري بلاغة لا تتأتى إلا للقليل القليل من الشعراء حيث سنقول حينها إن القراءتين صحيحتان, و سنبدأ في قصة التحليل أيهما أجمل من الأخرى. و لقد حللت هاتين الكلمتين فوجدت أن كل واحدة منهما أجمل من الأخرى في هذا الموضع بالذات, و هو تحليل قد يبدو غريبا بعض الشيء, و أتمنى أن يسعفني بعض وقت يوما فأضع هذا التحليل بين يدي القارئ. و لئن كان الكلام في "يحرق" و "يخرق" يثير مثل هذا التساؤل, فإن الفعل "لاحترقت" في الشطر الآخر من البيت و بغض النظر عن كونها محسنا بديعيا فبها من رقي البلاغة و سمو الكلام الكثير الذي يحتاج أيضا إلى مزيد من التحليل, فأي ماء هذا الذي يحرق صاحبه؟ أو حتى نكون أكثر دقة "يحترق به صاحبه", حيث و من المعروف أن الماء يطفئ النار و هو أساس الحياة "و جعلنا من الماء كل شيء حي", و الماء هنا قد غدا حارقا يستخدمه الإنسان ليضع به حدا لحياته, و هي صور جميلة و معقدة تبين مدى تجهم الحياة بوجه شاعر ليس له ذنب فيما يجري, و هذا الشطر أيضا يبين لنا نفسية الشاعر و اكتناز "الرجاء" فيها و هو السلاح الذي يواجه به شاعرنا الشر و دنيا الأشرار التي يعيش بين ظهرانيها.
و استخدام "ماء النار" هنا كمصطلح علمي مستعار من علوم الكيمياء يضفي على النص قوة و جمالا في آن معا, و ذلك من حيث كون هذا المركب الكيميائي أحد أقوى المركبات "الأحماض" المعروفة اليوم, فالشاعر يحاول أن يوصل للمتلقي فكرة أن حنينه للوطن يفور في كينونة نفسه كما ماء النار إذا ما سُكب على الحجر فتراه يفور فورانا و تتصاعد منه الأبخرة الكثيفة, و قد وفق الشاعر هنا في هذا التشبيه أيما توفيق.
فلسطينُ.. مَنْ مثلي يحبكِ يا دماً
غدا بخلايا الجسمِ كالروحِ ساريا
مرة أخرى يتوحد الشاعر مع الكلمة و القصيدة فلم يعد هناك فرق بين دمه و فلسطين فقد أضحى دمه "فلسطينيا" و أصبحت فلسطين "دمه" و كما دمه يسري في عروقه و خلاياه هي فلسطين تسري و تجري و تدور مع دورته الدموية و هو استخدام آخر لحقائق علمية للتمكن من توصيل الفكرة كأقصى ما يكون, و كأنه يناجي هنا "ابن النفيس" بعدما ناجى المتنبي في حالة من الانصهار. فهو يعلن أن لا حياة لجسمه و لخلاياه بدون فلسطين التي أضحت في مكنون نفسه هي "أكسير الحياة" و الذي يستمد منه استمرارية وجود الذات متمثلة في شعب لا "يموت".
و خلاصة الأمر أن للشاعر منهجه الفكري الخاص و الذي يستمد منه الأفكار و التصوير الفني و البلاغي فيتجه إلى القرآن و ينهل منه حقائق و صورا فيضفي بذلك على نصه روعة و جمالا, و يتجه إلى الشعراء العرب الأقدمين و بكل ثقة يفتتح قصيدته من بحر الطويل من قصيدة للمتنبي دونما وجل لتبلغ القصيدة عنفوانها في قوله أن فلسطين قد أضحت أكثر التصاقا به و بجسده من روحه و هي الحالة الفيزيائية الكيميائية التي يطلق عليها "الاندماج" و ربما "الانصهار" حتى يغدو الشاعر في "توحد" تام مع وطنه و قصيدته و هي أقصى درجات الانتماء. و يدعم الشاعر أفكاره عند استعانته بعلوم الكيمياء فيستخدم أحد المركبات الكيميائية و هو "ماء النار" و هو أحد أقوى الأحماض المعروفة في محاولة منه لترسيخ مفاهيم جديدة.
و كأنما يحاول الشاعر هنا أن يخاطب فينا أعماقنا و أرواحنا و قلوبنا و يرسم لنا طريقا جميلا يرتكز على محاور عدة وهي: الدولة ممثلة في كافور, و الثقافة ممثلة في المتنبي, و العلم متمثلا في ابن النفيس و يتوج ذلك كله في استخدام رائع لحقائق و صورا قرآنية في تقرير ضمني: ألا نستطيع أن نكون كذلك؟؟
24/11/2004
فلسطين-غزة
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk
خشان محمد خشان
08-12-2004, 05:43 PM
أخي الأستاذ ابن بيسان
أعجبتني هذه القصيدة وأعجبني بشكل خاص البيت:
حنيني كماءِ النارِ يَخْرُقُ أضلعـي = ولولا رجائي لاحترقـت ُ بمائيـا
ووجدتني أردده
حنيني كماءِ النارِ تصلاه أضلعـي = ولولا رجائي لاحترقـت ُ بمائيـا
أتسمح لي بالاستشهاد به في كتاب بنص (تصلاه) ؟
عبد الوهاب القطب
08-12-2004, 11:28 PM
أخي الأستاذ ابن بيسان
أعجبتني هذه القصيدة وأعجبني بشكل خاص البيت:
حنيني كماءِ النارِ يَخْرُقُ أضلعـي = ولولا رجائي لاحترقـت ُ بمائيـا
ووجدتني أردده
حنيني كماءِ النارِ تصلاه أضلعـي = ولولا رجائي لاحترقـت ُ بمائيـا
أتسمح لي بالاستشهاد به في كتاب بنص (تصلاه) ؟
الاستاذ الكبير المعطاء
خشان
سيدي البيت وصاحبه تحت أمرك
في أي وقت . وهذا وسام شرف سيبقى رافلا
في فناء شعري ما حييت.
This is indeed the height of honor
for me for as long as I live
تحياتي وسعادتي التي لا توصف
المخلص
عبدالوهاب القطب
إدريس الشعشوعي
13-03-2005, 11:32 PM
(كفى بكَ داءً ان ترى الموت شافيا)=وحتّى مَ تبقى في شقائكَ ماضيا
أبى الدهرُ الا أن أعيشَ مُشَرَّداً=وأحيا حياتي عن فلسطينَ نائيا
فليتَ لنفسي أن تعيشَ ببقعةٍ=سَقى الله أيامي بها ولياليا
وأعلمُ أن المستحيلَ وَبُعدَه=لَأَقربُ لي منها ذُرىً ورَوابيا
حنيني كماءِ النارِ يَخْرُقُ أضلعي=ولولا رجائي لاحترقت ُ بمائيا
ولولا هروبٌ من مخالبِ غربتي=لواريتُ قلبي مُثخناً بِجِراحيا
أُضَمِّدُ جرحاً أَنْزَفته مشاعري=فأدمى بِجرحٍ كنتُ منه المُداويا
أنا المُنتفى هَمّا ً وشوقا ًوَلوْعةً=أنا المُبتلى عشقاً وما زلتُ راضيا
فلسطينُ.. مَنْ مثلي يحبكِ يا دماً=غدا بخلايا الجسمِ كالروحِ ساريا
تُفارِقُني روحي إذا نِمتُ ساعةً=وأنت ِ معي ما نمتُ أو كنتُ صاحيا
أحبّك سيدي و أحبّ شعرك ...
لأنّه يعبر بي إلى ساحل عظيم من الحنين و الصدق, قد يكون ساحلا لامتناهي ..
ساحل يخترق كلّ حواجز الإستقبال و الوسائط .. فكأنّي بك شاعر القلب تخاطب القلب ..هذا بعض إحساسي أيها الأصيل الرائع :0014:
تحياتي و اشواقي
سلطان السبهان
14-03-2005, 06:08 AM
لاغرابة فابن بيسان حضر هنا
أتكررون كلمات الاعجاب والشيء من معدنه لايساغرب !!
دمت محلقا أبا يوسف
سلطان زمن
14-03-2005, 08:21 AM
السلام عليكم
الشاعرالعظيم / ابن بيسان.
لطالما قرأت تلك الأبيات في توقيعك ولكم تمنيت قراءة القصيدة
وحينما دخلت اليوم رأيت عنوان القصيدة فسارعت بالدخول وعلمت أن الأخ شاعر قد رفعها مشكورا وذلك كي نوفيها ولو جزءا بسيطا من حقها .
فكانت هذه القصيدة كالهدية العظيمة التي طالما انتظرتها .
أيها الرائع أحييك وأحيي فلسطين من كل قلبي وأتمنى أن تعود ويعود كل فلسطيني إلى شذاها وربوعها معززين مكرمين.
تحية عظيمة لشاعر عظيم
عبد الوهاب القطب
16-03-2005, 03:45 AM
أحبّك سيدي و أحبّ شعرك ...
لأنّه يعبر بي إلى ساحل عظيم من الحنين و الصدق, قد يكون ساحلا لامتناهي ..
ساحل يخترق كلّ حواجز الإستقبال و الوسائط .. فكأنّي بك شاعر القلب تخاطب القلب ..هذا بعض إحساسي أيها الأصيل الرائع :0014:
تحياتي و اشواقي
اخي الحبيب
شاعر
كلك ذوق وحب وكرم اخلاق
لا عدمناك ايها الحبيب المعطاء الرائع..
لا عدمناك
تحياتي القلبية
المخلص
عبدالوهاب القطب
عبد الوهاب القطب
16-03-2005, 03:48 AM
لاغرابة فابن بيسان حضر هنا
أتكررون كلمات الاعجاب والشيء من معدنه لايساغرب !!
دمت محلقا أبا يوسف
اخي الحبيب
سلطان
انت عنوان الابداع
والامتاع
والحب
والجمال
كم احبك ايها الجميل..
كم احبك
المخلص
ابويوسف
عبد الوهاب القطب
16-03-2005, 03:53 AM
السلام عليكم
الشاعرالعظيم / ابن بيسان.
لطالما قرأت تلك الأبيات في توقيعك ولكم تمنيت قراءة القصيدة
وحينما دخلت اليوم رأيت عنوان القصيدة فسارعت بالدخول وعلمت أن الأخ شاعر قد رفعها مشكورا وذلك كي نوفيها ولو جزءا بسيطا من حقها .
فكانت هذه القصيدة كالهدية العظيمة التي طالما انتظرتها .
أيها الرائع أحييك وأحيي فلسطين من كل قلبي وأتمنى أن تعود ويعود كل فلسطيني إلى شذاها وربوعها معززين مكرمين.
تحية عظيمة لشاعر عظيم
الاخ الكريم
الذي اغرقني في كرمه وحسن كلمه
الرائع سلطان زمن
لله انت
كم اخجلتني واكرمتني وشرفتني
بهاته اللفتة العطرة التي لن انساها
اخي الحبيب
فلسطين ليست للفلسطينيين
انها لكل المسلمين
من مشارق الارض ومن مغاربها.
كم اسعدني مرورك سيدي
دمت لنا وحياك ربي
وسلمت لنا ولمن تحب
تحياتي التي لا توصف
المخلص
عبدالوهاب القطب
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir