تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التذكرة رقم 267



المختار محمد الدرعي
23-05-2017, 06:54 PM
قمت في الصباح باكرا كي أصل إلى الإدارة المقصودة أول الزائرين على الساعة السابعة ’ فقيل لي عند بابها ’ أن بداية الدوام لا يكون إلاّ في حدود الساعة الثامنة ’ فقصدت إحدى المقاهي المجاورة لأرتشف القهوة ’ و أقضي بعض الوقت هناك بدلا من الانتظار الممل و المرهق ...على الساعة الثامنة إلا الربع ’رجعت على أمل الدخول أول الناس ’ لكن راعني وجود حشود من الجماهير تتدافع عند الباب ’كلٌ يريد الولوج قبل الآخر.. قلت و أنا أشاهد هذا المنظر المرعب : ليتنا نكون مثل الأوروبيين فننتظم في صف جميل ’و ندخل الواحد تلوى الآخر بدل أن نتزاحم هكذا كالخرفان التي تتنافس على الوصول إلى الأعلاف.. في البدء ’حاولت أن أجد لي مكانا وسط الحشد’ لكني لم أستطع ذلك ’حيث رشقتني امرأة مسنة بمرفقها ’و أزاحتني بعنف لأتقهقر إلى الوراء’ لأقدم لها عتذاري في النهاية رغم ظلمها لي’ ثم أستسلم للأمر الواقع’ فأنا بطبعي لا أستطيع لا الزحام و لا الخصام ..فجأة ’فُتح الباب’ فاندفع الجميع إلى الداخل لأرى بأم عيني ’كيف أن بعض الشيوخ قد سقطوا تحت أقدام المندفعين إلى الأمام في تنافس شديد.. أخيرا ’ الحمد لله ’ها قد دخلت ’لكني كنت الأخير رغم قدومي الباكر ليقتطع لي أحد الساهرين على العمل هناك تذكرة كان رقمها 267 و هي الأخيرة.. جلست على إحدى الكراسي المريحة شيئا ما ’ ثم شرعت في الاستماع إلى صوت السكرتيرة وهي تنادي على المنتظرين حسب ترتيبهم العددي فتردد : رقم واحد شباك عدد ثلاثة - رقم اثنان شباك عدد أربعة و هكذا.... قلت في قرارة نفسي’ لماذا لا أنام قليلا, فأنا قادم من سفر ’و لم أعطي نفسي حقها من النوم ليلة البارحة ’خاصة أن ترتيبي قد يتطلب الانتظار لأكثر من ساعتين ..بعد أخذ و رد ’أسندت كتفي و نمت لأرى في ما يرى النائم’ أني أحمل تحت إبطي حزمة من الأوراق الإدارية التي تشبه المجلد و عليها أختام و تواقيع كبار المسئولين الإداريين و أنا أردد بأعلى صوتي بيتا لأبي القاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ’ثم أستيقظ بعدها مباشرة على صوت حارس هذه المؤسسة العمومية وهو يوقظني قائلا : سيدي’ انتهى التوقيت ’سنغلق الأبواب في الحين ’كل الزائرين أنهوا شؤونهم و استلموا أوراقهم , لقد نادت السكرتيرة على حامل الرقم 267 ’لكن يبدو أنك لم تسمعها لغرقك في النوم العميق ’ هيا تفضل الى الخارج ’عليك أن تعود في الغد ’و عليك أن تحرص على متابعة الأرقام من الواحد إلى 267 .

ناديه محمد الجابي
24-05-2017, 10:09 PM
سبحان الله .. وكان الدول العربية كلها نسخة واحدة من الفوضى وعدم النظام
والبيروقراطية في مؤسسات العمل لا نعرف إن كانت تنظيم أم تعذيب
هذا لا يمنع أن صاحبك قد أخطأ مرتين .. الأولى : حينما لم يقف ليحجز لنفسه
المركز الأول في الطابور ـ والثانية : حينما راح في سبات عميق فلم يسمع رقمه.
بأسلوبك الساخر قدمت لنا قصة جميلة بأسلوب حكائي متميز وتهكمية طريفة في بعض المفاصل.
لنصوصك عبق مختلف قريب من النفس.
دمت بخير وكل عام وأنت إلى الله أقرب.
:hat::hat:

المختار محمد الدرعي
02-06-2017, 01:39 PM
سبحان الله .. وكان الدول العربية كلها نسخة واحدة من الفوضى وعدم النظام
والبيروقراطية في مؤسسات العمل لا نعرف إن كانت تنظيم أم تعذيب
هذا لا يمنع أن صاحبك قد أخطأ مرتين .. الأولى : حينما لم يقف ليحجز لنفسه
المركز الأول في الطابور ـ والثانية : حينما راح في سبات عميق فلم يسمع رقمه.
بأسلوبك الساخر قدمت لنا قصة جميلة بأسلوب حكائي متميز وتهكمية طريفة في بعض المفاصل.
لنصوصك عبق مختلف قريب من النفس.
دمت بخير وكل عام وأنت إلى الله أقرب.
:hat::hat:

كل عام و أنت بألف خير أستاذة نادية
جاءت قراءتك شاملة و كافية
أشكر لك نشاطك الكثيف
و المتميز في ملتقى الواحة العريق
كما أشكر لك متابعتك و اهتمامك
كل الود و التقدير

أحمد العكيدي
05-06-2017, 01:15 PM
قصة جميلة بسرد هادئ وشيق.
مع أجمل التحايا

رافت ابوطالب
05-06-2017, 02:16 PM
الفوضى صارت حصرية للعرب
دمت على خير

المختار محمد الدرعي
08-06-2017, 10:29 PM
قصة جميلة بسرد هادئ وشيق.
مع أجمل التحايا

شكرا لجمال الحضور أستاذ أحمد
كل التحية و التقدير

المختار محمد الدرعي
08-06-2017, 10:30 PM
الفوضى صارت حصرية للعرب
دمت على خير

كل التحية و التقدير أستاذ رأفت للحضور و المتابعة

مصطفى الصالح
21-06-2017, 12:05 AM
مأساة متكررة في كل الميادين
تحصل بغزارة ولا أحد يهتم من المسؤولين
أراك نحوت أكثر نحو الساخر الذي تتقنه بجدارة
لكن هذه السرعة انعكست سلبا على القواعد واللغة والإملاء
ليتك تراجع النص
دمت مبدعا
تقديري

المختار محمد الدرعي
21-06-2017, 01:41 PM
مأساة متكررة في كل الميادين
تحصل بغزارة ولا أحد يهتم من المسؤولين
أراك نحوت أكثر نحو الساخر الذي تتقنه بجدارة
لكن هذه السرعة انعكست سلبا على القواعد واللغة والإملاء
ليتك تراجع النص
دمت مبدعا
تقديري
شكرا أستاذي الغالي مصطفى الصالح
سأعمل بنصيحتك
و سأعمل على تفادي ذلك مستقبلا
كل الشكر و التقدير لروعة الحضور