تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الـحــنــيــــن



عصام إبراهيم فقيري
17-06-2017, 11:33 PM
الـحــنــيــــن


أَفْرَغَ الحُزْنُ قَلْبَهُ فَمَلَا = كَفَّهُ بِالغِيَابِ وَارْتَحَلَا
يَزْرَعُ الرِّيحَ تَحْتَ خُطْوَتِهِ = تَارِكًا لِلسَّرابِ مَا حَمَلَا
زَادُهُ فِي الرَّحِيلِ دَمْعَتهُ = كَلَّمَا جَاعَ فَجَّرَ المُقَلَا
شَرِبَ البُعْدَ خَمْرَةً فَسَقَى = ظَمَأَ الرُّوحِ وَارْتَمَى ثَمِلَا
يَتَهَادَى عَلَى الدُّرُوبِ وَمِنْ = جِهَةِ الغَيْبِ أَمْسَكَ الأَمَلَا
رُغْمَ مَا أَطْفَأَ الغِيَابُ بِهِ = مِنْ أَمَانِيهِ ظَلَّ مُشْتَعِلَا
لَيْسَ يُغْرِيهِ بِالرَّحِيلِ سِوَى = ذِكْرَيَاتٍ أَضْحَتْ بِهِ طَلَلَا
كُلَّمَا جَرَّهُ الحَنِينُ إِلَى = أَمْسِهِ اسْتَقْبَلَ النَّوَى وَسَلَا
فَمَضَى صَوْبَ يَأْسِهِ وَرَأَى = زَيْفَ مَاضِيهِ يَنْزَوِي خَجَلَا
وَطَوَى الأَرْضَ مُسْرِعًا وَبَنَى = مِنْ خُطَى العَزْمِ تَحْتَهُ جَبَلَا
مِنْ أَعَالِيهِ مَدَّ قَبْضَتَهُ = رَافِعًا حُلْمَهُ الذِي اخْتُزِلَا
فَهُوَ الآنَ بَعْدَ غُرْبَتِهِ = عَادَ مِلءَ النُّقْصَان مُكْتَمِلَا

ثناء صالح
18-06-2017, 12:13 AM
السلام عليكم
أنا أول الحاضرين في مسرح الحنين ،كي ألتقط ما أشاء من درر الصور الشعرية الطازجة ،قبل أن تمتد إليها الأبصار وتتزاحم عليها الأيدي.

أَفْرَغَ الحُزْنُ قَلْبَهُ فَمَلَا = كَفَّهُ بِالغِيَابِ وَارْتَحَلَا

"ملا كفه بالغياب " هذه أول صورة أحاول أن أمد إليها يدي.
الكف الذي يمتلئ بالغياب! رائعة ، سرمدية ،ممتلئة بفراغ الغياب الذي يمتد ويتسع وهو يملأ ذلك الكف..

LO يَزْرَعُ الرِّيحَ تَحْتَ خُطْوَتِهِ = تَارِكًا لِلسَّرابِ مَا حَمَلَا

يزرع الريح يزرع الريح! تحت خطوته . هذه ثانية !
الريح تمر تحت خطوته. فكم هي كثيفة ليستطيع زرعها. .؟ وهل يزرعها لكي تثمر في إثر خطوته ؟ أي أثر يطمح بإبقائه خلف خطواته ؟


زَادُهُ فِي الرَّحِيلِ دَمْعَتهُ = كَلَّمَا جَاعَ فَجَّرَ المُقَلَا

يجوع فيفجر مقتليه دمعا. لأنه اصطحب دمعه زادا. رائعة.

شَرِبَ البُعْدَ خَمْرَةً فَسَقَى = ظَمَأَ الرُّوحِ وَارْتَمَى ثَمِلَا

"شرب البعد" وأيا ما كان نوع هذا الشراب ، خمرا أو غير ذلك، يهمني أنه " شرب البعد " !!!
وهذا الإبداع في القبض على اللامحدود وتكثيفه في كلمة اسم أو فعل.
يملأ كفه بالغياب. ويشرب البعد : صورتان تنبثقان من المعين الإبداعي نفسه في جهة ما من خيال الشاعر الذي يستجلب اللانهاية ليجمدها في لحظة حسية تشبه قطرة برد جامدة باردة .فيلمسها القارئ ويدركها بحواسه.


يَتَهَادَى عَلَى الدُّرُوبِ وَمِنْ = جِهَةِ الغَيْبِ أَمْسَكَ الأَمَلَا

نعم! من جهة الغيب أمسك الأمل وهو يمشي متعاديا على الدروب !
يمسك الأمل من جهة الغيب. وهذا ما يفعله الشاعر في هذه التشكيلات الفنية الشاعرية الفريدة . يمسكه ويصوغه لنا دررا.


وَطَوَى الأَرْضَ مُسْرِعًا وَبَنَى = مِنْ خُطَى العَزْمِ تَحْتَهُ جَبَلَا

مِنْ أَعَالِيهِ مَدَّ قَبْضَتَهُ = رَافِعًا حُلْمَهُ الذِي اخْتُزِلَا

يقف الآن على قمة الجبل الذي بناه من العزم الذي خطا به وهو يمشي

فَهُوَ الآنَ بَعْدَ غُرْبَتِهِ = عَادَ مِلءَ النُّقْصَان مُكْتَمِلَا

فَـهُـوَ الآنَ بَـعْــدَ غُـرْبَـتِـهِ
عَادَ مِـلءَ النُّقْصَـان مُكْتَمِـلَا

وآخر درة في آخر بيت تصوره لنا وقد عاد مكتملا بنقصانه.
أي أنه استطاع أن يدرك نقصانه . استطاع أن يتمثل نقصانه. فعاد بعد غربته التي انتهت بعودته. استطاع ان يعود من غربته عندما وصل إلى ما ينشده من الاكتمال.
كان ذلك الاكتمال بامتلاء وعيه بنقصانه.
فكرة فلسفية تمثل نقص المخلوق .وضرورة تمعنه وإدراكه لهذا النقص .
أمتعني جدا ما قرأت .
دام لكم الإبداع أستاذنا الشاعر المحلق عصام فقيري

ناظم الصرخي
19-06-2017, 12:21 AM
قصيدة باذخة ماتعة بصور جميلة ‏
تتمازج تمازجا ً شفيفا ً لترسم بوح قلبك حمائما ً
تملأ فضاءات المتعة بكلمات من فيض نور ‏
دمت ودام نبض يراعك
مودتي وأرق تحاياي ‏

د. سمير العمري
19-06-2017, 01:58 AM
وجدانية ذات عمق نفسي وشعوري وصاحبها شاعرية في الحس وألق في التعبير.

هي قصيدة رائعة كعادة شعرك حيث اللغة السهلة والأساليب المتينة والصور المناسبة فلا فض فوك وأراها تستحق التقدير والتقديم.

للتثبيت

ودام هذا الألق الزاهر!

تقديري

خالد صبر سالم
20-06-2017, 08:43 AM
هذا الخفيف مرّ على القلب بخفة جماله وعذوبة تعبيره الفني المبدع فجعل السكر مداعبة له
شاعرنا القدير الاستاذ عصام
يطيب لي المكوث طويلا أمام بوحك الشعري الساحر
دمت بكل خير
خالص الاحترام والحب

عصام إبراهيم فقيري
21-06-2017, 11:11 PM
السلام عليكم
أنا أول الحاضرين في مسرح الحنين ،كي ألتقط ما أشاء من درر الصور الشعرية الطازجة ،قبل أن تمتد إليها الأبصار وتتزاحم عليها الأيدي.

أَفْرَغَ الحُزْنُ قَلْبَهُ فَمَلَا = كَفَّهُ بِالغِيَابِ وَارْتَحَلَا

"ملا كفه بالغياب " هذه أول صورة أحاول أن أمد إليها يدي.
الكف الذي يمتلئ بالغياب! رائعة ، سرمدية ،ممتلئة بفراغ الغياب الذي يمتد ويتسع وهو يملأ ذلك الكف..

LO يَزْرَعُ الرِّيحَ تَحْتَ خُطْوَتِهِ = تَارِكًا لِلسَّرابِ مَا حَمَلَا

يزرع الريح يزرع الريح! تحت خطوته . هذه ثانية !
الريح تمر تحت خطوته. فكم هي كثيفة ليستطيع زرعها. .؟ وهل يزرعها لكي تثمر في إثر خطوته ؟ أي أثر يطمح بإبقائه خلف خطواته ؟


زَادُهُ فِي الرَّحِيلِ دَمْعَتهُ = كَلَّمَا جَاعَ فَجَّرَ المُقَلَا

يجوع فيفجر مقتليه دمعا. لأنه اصطحب دمعه زادا. رائعة.

شَرِبَ البُعْدَ خَمْرَةً فَسَقَى = ظَمَأَ الرُّوحِ وَارْتَمَى ثَمِلَا

"شرب البعد" وأيا ما كان نوع هذا الشراب ، خمرا أو غير ذلك، يهمني أنه " شرب البعد " !!!
وهذا الإبداع في القبض على اللامحدود وتكثيفه في كلمة اسم أو فعل.
يملأ كفه بالغياب. ويشرب البعد : صورتان تنبثقان من المعين الإبداعي نفسه في جهة ما من خيال الشاعر الذي يستجلب اللانهاية ليجمدها في لحظة حسية تشبه قطرة برد جامدة باردة .فيلمسها القارئ ويدركها بحواسه.


يَتَهَادَى عَلَى الدُّرُوبِ وَمِنْ = جِهَةِ الغَيْبِ أَمْسَكَ الأَمَلَا

نعم! من جهة الغيب أمسك الأمل وهو يمشي متعاديا على الدروب !
يمسك الأمل من جهة الغيب. وهذا ما يفعله الشاعر في هذه التشكيلات الفنية الشاعرية الفريدة . يمسكه ويصوغه لنا دررا.


وَطَوَى الأَرْضَ مُسْرِعًا وَبَنَى = مِنْ خُطَى العَزْمِ تَحْتَهُ جَبَلَا

مِنْ أَعَالِيهِ مَدَّ قَبْضَتَهُ = رَافِعًا حُلْمَهُ الذِي اخْتُزِلَا

يقف الآن على قمة الجبل الذي بناه من العزم الذي خطا به وهو يمشي

فَهُوَ الآنَ بَعْدَ غُرْبَتِهِ = عَادَ مِلءَ النُّقْصَان مُكْتَمِلَا

فَـهُـوَ الآنَ بَـعْــدَ غُـرْبَـتِـهِ
عَادَ مِـلءَ النُّقْصَـان مُكْتَمِـلَا

وآخر درة في آخر بيت تصوره لنا وقد عاد مكتملا بنقصانه.
أي أنه استطاع أن يدرك نقصانه . استطاع أن يتمثل نقصانه. فعاد بعد غربته التي انتهت بعودته. استطاع ان يعود من غربته عندما وصل إلى ما ينشده من الاكتمال.
كان ذلك الاكتمال بامتلاء وعيه بنقصانه.
فكرة فلسفية تمثل نقص المخلوق .وضرورة تمعنه وإدراكه لهذا النقص .
أمتعني جدا ما قرأت .
دام لكم الإبداع أستاذنا الشاعر المحلق عصام فقيري


أديبتنا الرائعة وناقدتنا الفريدة

ما أسعدني والله بهذا التجلي الباذخ وبهذه القراءة البارعة الفاحصة ، فقد أجدت وأبدعت حد الدهشة وإني لمدين لهذا البذخ وهذه الحفاوة التي أغدقتِ بها على نصي حتى عرجتِ بها سماوات من الألق والتميز


لا يسعني إلا أن أشكرك شكرا جما يليق بك أيتها السامقة

إكباري لشخصك ولفكرك أيتها المفضالة الكريمة :001:

الطنطاوي الحسيني
23-06-2017, 06:56 AM
زَادُهُ*فِـــــــي*الــرَّ حِــيـــلِ*دَمْــعَــتـــ ُ
كَـلَّـمَــا*جَـــــاعَ*فَ ــجَّـــرَ*الـمُــقَــلَا

قصيدة حديثة الصور ابداعية الاداء
رائعة كأنت اخي عصام دمت مبدعا ابدا

عبدالسلام حسين المحمدي
23-06-2017, 09:01 AM
نسجت الشمس رداءً وسموت تحلق عالياً
تحية ويصفق لك القلب

عيسى سلامي
18-07-2017, 04:17 PM
الشاعر الكبير عصام فقيري ليس بمستغرب هذا الجنون فقد تعودناه منك لله درك ما أشعرك

محمد محمود صقر
18-07-2017, 11:54 PM
الله الله الله

قصيدة رائعة أخي برغم الحزن و نة اليأس فيها

مليئة بالور الجمالية والأساليب البلاغية

لله درّك يا أخي

دمتَ في حفظ ربّ البريَّة

عبدالستارالنعيمي
20-07-2017, 08:41 AM
الأستاذ عصام فقيري

كنت هنا أنهل من معين حرفك العذب ما يشبع ذائقة الشعر الأصيل
هذا ثم إنك لا زلت بخير وسؤدد شاعرنا الفذ
مع عميم تقدير وفيوض مودة

ناديه محمد الجابي
20-07-2017, 10:07 AM
حلقت معك عاليا بين هذه المعاني الرائعة التي زادها
الغنى اللغوي جمالا ورونقا
سبك منتظم فريد، وخيال صادق رحيب
رائعة مدهشة النسج والبيان والتصوير
دام لحرفك التميز مبدعنا.
:v1::v1: