المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي أعينها



مصطفى الغلبان
24-06-2017, 10:20 AM
من وحيِ أعيُنِها





أَعطَى الهوى كُلًّا؛ فنال أقلّا=وهَدَى إليهِ الحالِمينَ وضَلَّا
عيناهُ قصّةُ مريمٍ، وحنينُها=ماءٌ؛ تجاوزَ كفَّها وتَولّى
يا ماءُ؛ ويحَكَ كيف تكسرُ قلبَها=إذ أنتَ دمعٌ مِن تمَزُّقِ حُبلَى ؟ !!
يا ماءُ، أحيتْكَ الجريحةُ وحدَها=مُذ أَوْجَدَتْكَ أتَيتَ تركضُ سَيلا
هيّا اروِها، فالماءُ شيخٌ عارِفٌ=تحتاجُهُ حتّى تُغيثَ الحقلا
ظمأى تموتُ؛ ونحنُ أتباعُ الهوى =قدَرًا، وتُشعِلُهُ المشاعرُ ليلا
لي نجمةٌ حطّت على قلبي وقالت:=قُم أَضِئني الآنَ لا تتخلَّ
مشغولةٌ رُوحي بِظُلمةِ دَربِها=قالت: تخاصمني؟ فأنطِقُ كلّا
أنا (أمُّك) الآن الفضاء (أخوك) يا=من ضاق صدرك إذ فقدتَ الأهلا
وأنا (ابنُ) حزنِ المَاءِ خَطَّ بدايتي=لهَفٌ بِحضرةِ مَن أُحِبُّ تَجلَّى
في (سِفرِ مَتَّى) كنتُ محضَ نُبوَّةٍ=سُقراطُ يَتْبعُها لِيفقَهَ قَولَا
الرّهبةُ اتّكأت على إِحساسِهِ=شمسًا؛ فقالَ: اخترتُ قلبَكِ ظِلَّا
ألقاكِ (شامَينِ) التَجَأتُ بِحسرتي=لهُما؛ وهمسُ الياسمينِ تَدَلَّى
(شامٌ) تَلمُّ الدَّمعَ تغزلُهُ ندًى=لِطفولةِ الرّيحانِ قام وصَلّى
بينَ الضُّلوعِ أراكِ (شامًا) أختَها=خبّأتُها ليَكونَ حظُّكِ أَحلَى
هاتي يديك؛ يداكِ أوّلُ فكرةٍ=قلبي عليها الآن يَخلُدُ طِفلا
كخيالِكِ الُممتدِّ بينَ فَراشَتَينِ=خُلِقْتُ مِنكِ وكنتُ نِصفَكِ شَكلا
تكوينُ هذا العشقِ بي؛ ورَّثتُهُ=60 قيسًا يحلُمُونَ بليلى
أخفَت سمرقندُ اشتياقَكِ، فاسكُني=حِضنًا يضمُّكِ قالَ: أهلًا؛ أهلَا
وأكادُ أَسمعُها صداها داخلي=يَجري على شفتيكِ سِحرًا يُتلَى
يا أوّلَ امرأةٍ تُسافِرُ بعدَها=كلُّ المرايا فالأنوثةُ ثَكلى
يا وحيَنا اللّيليَّ بَوحَ صَنوبَرٍ=والشّوكُ لاذَ بهِ فأصبحَ فُلَّا
دفءٌ، وليلٌ، وابتسامةُ طفلةٍ=ما زلتَ تجهلُني!!؛ فمَهلًا مَهلا ..
(فَأجاءَها) أنا مَن يُريدُكِ مَوطِنًا=تَسمو بهِ رُوحِي تُحلِّقُ أعلى
مُذ عانَقَ الإحساسُ رَسمَكِ أحرُفًا=أَحياهُ قلبُكِ وَاجتبَاهُ فَجَلَّا
: الآنَ ضُمِّي مَن تأبَّطَ حُزنَهُ=وأتاكِ يشهدُ: لي غرامُكِ مَولى
- هيّا فمريمُ تشتهي تَكرارَها=عشقًا تَعوَّدَ أن يَهُزَّ النّخلا
- يا بِنتَ هذا الغيبِ؟ أينَكِ أشتهي=معنىً ! لهذا اللّغزِ ! أطلُبُ حلَّا..
- قالت: مصيرُكَ أن تشِبَّ على الهوَى=يا أنتِ.. هل ألقى جوابَكِ كهلا؟
- في العشقِ لا تُجدي السّنينُ؛ مُعذِّبي=هذا لأنَّا فيهِ نُولَدُ قَتلى.

أحمد رامي
27-06-2017, 01:01 AM
جميلة متينة التراكيب قوية التصوير

لكني أحسست أنك كنت تفقد مفاتيحك فيغيب المعنى أو يتشوش على القارئ ,
ربما الإطالة هي السبب ..

عموم القصيدة رائعة و أنت شاعر ثابت الأقدام تنتقل بيسر وسهولة , و هذا يحسب لك .

بك تحياتي و تقديري .

مصطفى الغلبان
28-06-2017, 12:01 AM
شكرًا حبيبي أ. أحمد وملاحظاتك على العين والرأس ..
قصيدتي يتيمة دون مرور أبي الحسام .. أين أنت شاعري وحبيبي الغالي د. سمير العمري :)

جاسم القرطوبي
28-06-2017, 04:16 PM
قصيدة ممتازة صديقي


دمت بود

بشير عبد الماجد بشير
01-07-2017, 07:26 AM
- يــا بِـنـتَ هـــذا الـغـيـبِ؟ أيـنَــكِ أشـتـهـي
مـعـنــىً ! لــهـــذا الـلّــغــزِ ! أطــلُـــبُ حـــــلَّا..
- قالت: مصيرُكَ أن تشِبَّ على الهوَى
يــــا أنــــتِ.. هــــل ألــقــى جــوابَــكِ كــهـــلا؟
- في العشقِ لا تُجدي السّنينُ؛ مُعذِّبي
هــــذا لأنَّـا فــيــهِ نُــولَـدُ قَــــتـــلـــــى.

***
سؤالٌ وجوابٌ وتعليقٌ في وحدة شعريِّة متماسكة جميلة .

أخي مصطفى الغلبا ن ..
شكراً ولك التَّحيَّة .

محمد ذيب سليمان
01-07-2017, 05:05 PM
شكرا لك ايها الشاعر الجميل على هذا المحمول الانيق
مودتسي

عبدالستارالنعيمي
02-07-2017, 05:50 AM
الأستاذ مصطفى الغلبان

من فيض ما يوحي به الإبداع نسجت من خيوط الشمس قصيدة شماء توحي بشاعرية فذة
هذا ثم إنك لا زلت منعا بكل خير شاعرنا الهمام
مع عميم تقدير

د. سمير العمري
23-07-2017, 03:05 AM
شكرًا حبيبي أ. أحمد وملاحظاتك على العين والرأس ..
قصيدتي يتيمة دون مرور أبي الحسام .. أين أنت شاعري وحبيبي الغالي د. سمير العمري :)

الحقيقة يا مصطفى إني ليحزنني أن يكون غاية جهدك أن تنشر نصا لك وتمضي فلا تأبه لنصوص غيرك ولا حتى للردود على نصوصك وأجد في هذا ما لا يليق ولا مبرر له مهما قيل. وللحق عتبا مني لم أعد أجد أن أبادر كعادتي لقصائدك فأحتفي بها وأقدمها عاليا فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

أما وقد رغبت في رأيي وحرصت عليه فإني سأرد هنا موضحا رأيي المنصف مهما كان.

أما القصيدة ففيها من عنصر الإدهاش الشعري والبياني الكثير الكثير ويجعلها من خرائد الشعر عموما ومن خرائدك خصوصا. وأسلوبك في رسم الصورة وامتداداتها نضج كثيرا وهذا أمر أشيد به.

وفي نفس الوقت أوضح بأنك أحيانا نغرق في اللهث وراء الصور الشعرية دون انتباه للفحوى والمحتوى وهذا يتسبب في تشويش وغموض وفقدان للسبك والانسياب الشعوري للنص ، ولهذا كانت بداية قصيدتك غارقة في صور فنية مدهشة كثرت وتلاحقت حتى لم يعد ثمة قدرة على فهمها في نسق واحد ولكن حرفك استقام شعرا وشعورا وصورا فنية رائعة حين بدأت في الحديث الواضح عن الشام.

بقي أمر بسيط وهو أنني لي رأي في بعض مواضع من باب الحسن والأحسن والجيد والأجود ، وكذا التوضيح بأنه ليس صوابا لغة أن تقول أينك بدل أين أنت.

تقديري

مصطفى الغلبان
24-08-2017, 02:57 PM
سلمت أ. جاسم بورك بك وأسأل الله لنا ولكم كل توفيق حبيبنا

مصطفى الغلبان
24-08-2017, 02:58 PM
أ. بشير
السؤال الأجمل هنا هو كيف أثارتك هذه المقطوعة من النّص ؟
صدقني هي التي تثير بي روح الحنين إليها كلّما قرأتها يا طيب
بوركت على جميل المرور أيها الجميل .. تحيتي لك
أخوك مصطفى

مصطفى الغلبان
24-08-2017, 02:59 PM
محمد ذيب سليمان، يا شقيق الجراح الموحّدة، ويا ابن الوطن، وشاعر الحبّ والعبق سلمت على هذا المرور أيها النقي التقي .. تحيتي لك أيها السامق الشاهق

مصطفى الغلبان
24-08-2017, 03:02 PM
أ. عبدالستار النعيمي رأيك يسعدني ويتحفني ويفرحني والله .. سلمت أيها الجميل ولا حرمني الله إطلالة الأساتذة الأجلّاء أمثالكم أخي الفاضل
دُمت للشعر ودام حسّك يانعا حبيبنا

مصطفى الغلبان
24-08-2017, 03:04 PM
أوووووووووووووووووووووو .. أنت من عظم الكتِف يا أبو حسام حبيبنا انت وبتعرف معَزتَك بقلبي وبتعرف قديش أنا بحبّك وبقدرك وبحترمك وبعِدني ابنك المقرّب من غير تبنّي ههه
دكتورنا أنا متابع للواحة ولما ينشر الأعضاء لكن يعلم الله طبيعة سرعة الحياة التي نعيشها هنا في تل أبيب فاعذر أخاك سألتك بالله أن تسامحني يا غالينا .. لك كل الحب والتحية يا طيب