تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عند ضفة حزني



د. سمير العمري
28-06-2017, 05:08 PM
عند ضفة حزني


وَاجِــمًا فِــي الْــمَدَى وُجُــومَ الْأَصِيلِ = شَــيَّــعَ الــشَّــمْسَ خَــلْفَ خَــدٍّ أَسِــيلِ
ذَابِـــلَ الــطَّــرْفِ بِــابْــتِسَامَةِ وَجْـــدٍ = يَــمْسَحُ الــدَّمْعَ عَــنْ عُــيُونِ الــرَّحِيلِ
لَــمْ يَــكُنْ يَــدْرِي أَنَّ نَــزْفِي وَعَــزْفِي = سَـــادِرُ الــدَّفْــقِ سَــرْمَــدِيُّ الْــهَــدِيلِ
هُــــوَ قَــلْــبٌ شَــجَــاهُ حُــلْــمٌ قَــدِيــمٌ = يَــتَــرَاءَى فِـــي خَــاطِرِي كَــالطُّلُولِ
ظَــنَّ فِــي النَّجْوَى رِحْلَةً فِي ابْتِهَالَاتِ = حَـــــنَـــانٍ مُـــــؤَرَّج الــتَّــرْتِــيــلِ
فَـــدَرَى أَنَّ فِـــي الْــبَــرَاءَةِ بَــلْــوَى = كُــــلِّ عِــــشْــقٍ يَــعِــيشُ بَــالــتَّأْمِيلِ
هَـــزَّ جِـــذْعَ الْــفُؤَادِ سَــوْرَةَ شَــوقٍ = يَــمْــتَرِي الــذُّلَّ مِــنْ شُــمُوخِ الــنَّخِيلِ
لَــيْسَ فِــي الــدَّأْبِ مِنْ شَرَابٍ لِعَطْشَى = يَــتْــبَــعُونَ الــــسَّــرَابَ بَــالــتَّــسْوِيلِ
لَــيْــسَ إِلَّا صَــمْــتُ الْــمُــحَدِّقِ لَــمَّــا = لَــمْ يَــعُدْ فِــي الْــعِتَابِ مَعْنَى الرَّسُولِ
كَــيْــفَ أَتْــلُــو عَــلَــيْكِ آيَـــةَ لَــهْــفِي = حِــينَ بَــاتَ الْإِيَــاسُ مَــنْ يُــوحِي لِي
لَا تُــرَاعِــي فَــلَــيْسَ فِــي الــدَّوحِ إِلَّا = يَــاسَــمِــينٌ مِــــنَ الْــغَــرَامِ الــنَّــبِيلِ
طَــيْفُكِ الــخَصْبُ يَــمْلَاُ الكَوْنَ عِطْرًا = عَــابِــقًا مِـــنْ حَــنِينِ حَــقْلِي وَغِــيلِي
مُــشْــرِقًا كَــالــصَّبَاحِ فِــي يَــوْمِ عِــيدٍ = حَــالِــمًــا كَــالــمَــسَاءِ فِـــي أَيْــلُــولِ
آهِ يَـــا بَــهْــجَةَ الــفُــؤَادِ لَــقَــدْ حَـــجَّ = وَتِــــيــنِــي وَطَــــافَ كَــالــمَــخْبُولِ
آهِ مِـــنْ رَجْــفَــةِ الــشَّغُوفِ الــمُعَنَّى = وَاحْـــتِـــرَاقِ الــمُــسَــهَّدِ الــمَــتْــبُولِ
كُــلَّمَا حِــرْتُ تَــمْتَطِي الــرُّوحُ مِــنِّي = مِــنْ لَــظَى الــشَّوْقِ صَهْوَةَ المُسْتَحِيلِ
فَــتُــنَاغِي بِــالــطُّهْرِ دَهْــشَــةَ ذَاتِـــي = مِــنْ شَــذَا الــحُبِّ وَالــمَعَانِي الــبَتُولِ
وَتُــنَــاجِي فِـــي هَـــدْأَةِ الــلَيْلِ بَــدْرًا = مِــنْ حَــدِيْثٍ رَوَاهُ صَــمْتُ الــفُضُولِ
عَـــذْبَـــةٌ أَنْـــــتِ لا أَخَــــالُــكِ إِلا = زَفْـــرَةَ الــمِسْكِ فِــي الــنَّسِيمِ الــعَلِيلِ
وَرَحِــيــقًا يَــغْــشَى الــنُّفُوْسَ فَــيَرْوِي = مِـــنْ جَــنَــاهُ الــمُــعِلِّ حَـــرَّ الــغَلِيلِ
وَاحْــتِــدَامًا أَلَـــذُّ مِـــنْ خَــفَــرِ الــعَذْ = رَاءِ فِـــي الــحِــضْنِ لَــحْظَةَ الــتَّقْبِيلِ
أَيُّــــهَــا الــنَّــاعِــسُ الــجُــفُــونِ دَلالا = فَــاقَــتِ الــنَّــفْسُ مِــنْكِ حَــدَّ الــذُّهُولِ
جِــئْــتِنِي بِــالــحُلْمِ الــمُــضَمَّخِ ذَوْقًـــا = بَــعْــدَ يَـــأْسٍ مِـــنِ انْــتِــظَارٍ مَــلُولِ
جِــئْــتِنِي فَــاسْــتَحَالَ فَــجْرِي ضِــيَاءً = مِـــنْ جَــبِــينِ الــزُّمُــرُّدِ الــمَــصْقُولِ
الــهَــوَى بَــاتَ هَــانِئًا فِــي ضُــلُوعِي = يَــتَــهَادَى بِــنَــبْضِ قَــلْــبِي الــطُّفُولِي
كَــفَرَاشٍ فِــي رَوْضَــةِ الــحُبِّ يَــلْهُو = وَعَــصَــافِيرَ فِـــي جَــمِيعِ الــفُصُولِ
يَــا لَــهَا مِــنْ صَــبَابَةٍ تَحْبِسُ الْأَنْفَاسَ = فِـــي عُــجْــمَةِ الْــفَــصِيحِ الــخَــجُولِ
فَــلِــمَــاذَا الْــعُــيُــونُ تَــنْــثُرُ شَــوْكًــا = فِـــي أَنِــيــنٍ يَــهُــبُّ مِــنْ كُــلِّ مِــيلِ
وَلِــمَــاذَا الــسَّحَابُ يَــسْتَبْدِلُ الــصَّابَ = وَقَـــدْ جَـــابَ الْــغَــابَ بَــالــسَّلْسَبِيلِ
لَــيْــسَ مِــثْلُ الــدُّجَى مَــرَارًا لِــدَرْبٍ = حِــــيــنَ يَــشْــكُــو تَــثَــاقُلَ الْــقِــنْدِيلِ
غُــرْبَــتِي أَرْهَــفَــتْ فُــؤُادِي وَأَوْهَــتْ = بِــالأَسَــى خُــطْوَتِي، وَأَعْــيَتْ دَلِــيلِي
حَــيْــثُ لا زِلْـــتُ فِــي بَــرَاثِنِ وَجْــدٍ = بَــــيْــنَ إِنْــكَــارِ وَاقِــعِــي وَالــقُــبُولِ
أَنَــا ذَاكَ الــصُّوفِيُّ فِــي نُــسْكِ مَعْنَى = أَلَّـــفَ الــسَّــمْتَ بَــيْنَ فِــعْلِي وَقِــيلِي
سِــرْتُ عُــمْرِي بَــيْنَ الــوُجُوهِ غَرِيبًا = لَــمْ أَعِــشْ جِــيلَهُمْ وَلا عِــشْتُ جِــيلِي
فَــــكَــأَنَّ الــــزَّمَــانَ لَــيْــسَ زَمَــانِــي = وَكَـــأَنَّ الــخُــيُولَ لَــيْــسَتْ خُــيُــولِي
أَحْــــمِــلُ الــهَــمَّ لا أَضِـــنُّ بِــجُــهْدٍ = فِـــي زَمَـــانٍ أَجَـــلَّ كَــفَّ الــبَّخِيلِ
وَعَــلَــى الــسَّفْحِ عِــنْدَ ضَــفَّةِ حُــزْنِي = يَــجْــرَحُ الــرُّوحَ لَــمْزُ غَــالٍ وَغُــولِ
يُــهْــتَــكُ الــعَــهْدُ فِـــي مَــوَاسِــمِ وَأْدٍ = وَتُـــدَاسُ الــزُّهُــورُ فَـــوْقَ الــسُّهُولِ
إِنَّ دَهْــــرًا يُــــجِــلُّ قَـــدْرَ مَــهِــينٍ = هُـــوَ دَهْـــرٌ يُــهِــينُ قَـــدْرَ جَــلِــيلِ
مَـــا الَّـــذِي يَــمْــلَأُ الْــقَصَائِدَ وَهْــمًا = كَــالَّــذِي يُــمْــلِي سِــفْــرَ هَـــمٍّ ثَــقِيلِ
قَـــدَرِي أَنْ أَلُـــوكَ مُـــرَّ شُــجُــونِي = مِــنْ صُــرُوفِ الــحَيْاةِ لا مِنْ عَذُولِي
حِــينَ عَــمَّ الْــبَلَاءُ فِــي الْــقَوْمِ حَــتَّى = بَـــاتَ رَمْـــزُ الْإِخَـــاءِ فِــي قَــابِيلِ
حِــينَ أَصْــغَى الْعُقَابُ فِي سِرْبِ نَعْقٍ = لِــــغُــرَابٍ يَــسِــيرُ فِـــي الْــمَــجْهُولِ
حِــيــنَ يَــغْشَى شِــعَابَ مَــكَّةَ خَــوْفٌ = وَيَـــلُـــوذُ الْأَمَـــــانُ بِــاسْــطَــنْبُولِ
حِــينَ صَــارَتْ رُؤَى الــتَّطَرُّفِ رَهْنًا = بِــهَــوَى فِـــي الــتَّــبْرِيرِ وَالــتَّــأْوِيلِ
حِــيــنَ تَــشْكُو دِمَــشْقُ وَالْــقُدْسُ مِــنْ = ضَــيْــمٍ وَمِــنْ تَــرْحِيلٍ وَمِــنْ تَــقْتِيلِ
حِــينَ يَــعْدُو الْــحِصَارُ فِي شِعْبِ أَهْلٍ = غَــــيْــظَ طُــــهْــرٍ ذَرِيــعَــةَ الــتَّــنْكِيلِ
حِــينَ يَــغْدُو الْــخَلِيجُ ضَــرْعًا وَدِرْعًا = لِـــلأَعَـــادِي وَضَــــرَّةً لِــلْــعُــدُولِ
حِــينَ فُــحْشِ الْــفَسَادِ أَغْــوَى ضَمِيرًا = يَــمْــزُجُ الْــوَحْــلَ فِــي فُــرَاتٍ وَنِــيلِ
حِــيــنَ تَــغْــفُو الــشُّــعُوبُ أُمَّــةَ لَــهْوٍ = وَافْــــتِــتَــانٍ بِــالــرَّكْــلِ وَالــتَّــمْــثِيلِ
إِنَّــنِــي كَــالْــفَتِيلِ خَــلْــفَ هُــمُــومِي = أَتَــــلَــظَّــى بِــــحُــرْقَــةِ الْــمَــسْــؤُولِ
وَفُـــؤَادِي عَــلَــى الــرَّجَــاءِ يُــنَــادِي = أَنْ قَــلِــيــلُ الْــعَــطَاءِ غَــيْــرُ قَــلِــيلِ
تِــلْــكَ أُخْـــرَى لِــمُــهْجَةٍ بِــكِ تَــحْيَا = أَرْهَــقَــتْــهَــا الــسِّــنِــينُ بِــالــتَّــخْذِيلِ
وَإِذَا الــحُّــبُّ لَـــمْ يُــبِــنْ عَــنْ وَفَــاءٍ = كَـــانَ كَــالــرَّوْضِ مُــؤْذِنًــا بِــالذُّبُولِ
لَــسْــتُ أَدْرِي أَيَّـــانَ بَــعْدَكِ أَمْــضِي = فَــلَــقَــدْ كُــــنْــتِ نَــجْــمَتِي وَسَــبِــيلِي
وَمَــــعِــي مِــنْــكِ أَبْــجَــدِيَّةُ ذِكْـــرَى = تُــلْــهمُ الْــمُــعْصِرَات فِـــي الْــمَنْدِيلِ
مَـــا أَرَى إِلا فِــيــكِ بَــلْــسَمَ رُوحِــي = وَسِــرَاجِــي وَدِفْءَ طَــرْفِــي الْــكَلِيلِ
وَإِلَــــيْــكِ الْــهَــوَى تَــنَــاهَى وَلَــكِــنْ = لَيْسَ يَرْضَى فِي الْوَصْلِ شَطْرَ الْحُلُولِ
وَالْــهَــوَى مُــضْــغَةُ الْــجُــنُونِ الَّــذِي = يَــــكْــفُــرُ بِــالْــمَــنْطِقِيِّ وَالْــمَــعْــقُولِ
فَــاعْــذُرِيــنِي إِذَا كَــــفَــرْتُ بِــعِــشْقٍ = يُــعْشِبُ الْــبَوْحَ مِــنْ دُمُــوعِ الْأُفُــولِ
وَامْــرَحِي كَــيْفَ شِــئْتِ بِــنْتَ خَــيَالٍ = لَا يَــرَى فِــي الــوَرَى لَــهَا مِنْ مَثِيلِ
وَاسْــتَــرِيحِي عَــلَــى نــمَارِقِ غَــيْبٍ = يَــقْتَفِي الــشَّيْبَ فِــي نَــوَاصِي النُّحُولِ
أَوْ تَــعَــالِي بِــكُــلِّ مَـــا بِـــكِ لَــحْنًا = يَــتَــغَــنَّــى بِــحُــلْــمِــنَا الْــمَــعْــسُولِ
مُــنْــعِشَ الــنَّفْسِ، مُــزْهِرًا بِــالأَمَانِي = سَــاحِــرًا فَـــوْقَ سِــحْرِ كُــلِّ جَــمِيلِ
أَقْــبِــلِي بِــالــسُّرُورِ مِـــنْ كُـــلِّ فَــجٍّ = عَــبْــقَرِيٍّ فَــالْــعُمْرُ غَــيْــرُ طَــوِيــلِ

جاسم القرطوبي
28-06-2017, 07:51 PM
الدكتور سمير لله درك

والله ما أروعك !


أشعر في كلامتك اختصارا للفصاحة والبلاغة


ومنكم نقتبس الجمال سيدي


تقبل مروري

معروف محمد آل جلول
28-06-2017, 07:51 PM
محاولة تجسيم لفوضى واقع عربي كئيب ..
يئنّ تحت سطوة أيادي آثمة متكالبة ..
يرزح تحت نير أكبال الإذلال والطّمس..
يبحث عن خيط أمل رقيق يمسك به ليخرج من حفرته العميقة ..
فينقطع به من جديد..
ليواصل مسار عيشه يتخبط بين أركان مظلمة..
لكنّ شعاع الأمل يراوده في تجاوز مأزقه السّجّان..
و"الإقبال بالسّرور"..
ستظلّ كناية تبحث عن أبطالها من "كلّ فجّ عبقريّ"..
ألَم طويل الأمد..يتفاءل بأمل..
سيظلّ يراود من بقي حيّا من سكّان الحي العربي..
لتسجّل القصيدة غربة الأحياء ..
وعزلةٍ ..وسط جمع تائه..غافل..
الشاعر سمير العمري..
جمال القصيدة في عَبَقِ حزنها..
دمت رائدا لجيل قادم..
بالغ تقديري..

ماجد وشاحي
28-06-2017, 08:17 PM
قَـــــــــــدَرِي أَنْ أَلُـــــــــــوكَ مُـــــــــــرَّ شُــــجُــــونِــــي
...................................... مِــــنْ صُــــرُوفِ الـحَـيْــاةِ لا مِــــنْ عَــذُولِــي
حِــيـــنَ عَـــــمَّ الْــبَـــلَاءُ فِـــــي الْــقَـــوْمِ حَــتَّـــى
.................................... بَـــــــــاتَ رَمْـــــــــزُ الْإِخَــــــــــاءِ فِــــــــــي قَـــابِـــيــــلِ
حِيـنَ أَصْـغَـى الْعُـقَـابُ فِــي سِــرْبِ نَـعْـقٍ
..................................... لِـــــغُــــــرَابٍ يَـــسِــــيــــرُ فِــــــــــــي الْـــمَـــجْـــهُـــولِ
حِــيـــنَ يَـغْــشَــى شِـــعَـــابَ مَـــكَّـــةَ خَــــــوْفٌ
.............................. وَيَـــــــــلُــــــــــ وذُ الْأَمَــــــــــــــــــ ـانُ بِــــاسْــــطَــــنْــــ بُــــولِ
حِـــيـــنَ صَـــــــارَتْ رُؤَى الــتَّــطَـــرُّفِ رَهْـــنًــــا
............................... بِــــــهَــــــوَى فِـــــــــــــي الـــتَّـــبْـــرِيــــرِ وَالــــتَّــــأْوِيـــــ لِ
حِــيــنَ تَـشْــكُــو دِمَــشْـــقُ وَالْــقُـــدْسُ مِـــــنْ
...................................... ضَـــيْــــمٍ وَمِـــــــنْ تَــرْحِــيـــلٍ وَمِــــــــنْ تَــقْــتِــيــلِ
حِيـنَ يَعْـدُو الْحِـصَـارُ فِــي شِـعْـبِ أَهْــلٍ
................................ غَــــــيْـــــــظَ طُــــــهْـــــــرٍ ذَرِيــــــعَـــــــةَ الــتَّــنْـــكِـــيـــلِ
حِــيــنَ يَــغْــدُو الْـخَـلِـيـجُ ضَــرْعًـــا وَدِرْعًـــــا
............................ لِـــــــــلأَعَـــــــــ ـادِي وَضَـــــــــــــــــــرّ َةً لِــــــلْـــــــعُــــــ ـدُولِ
حِـيــنَ فُـحْــشِ الْـفَـسَــادِ أَغْــــوَى ضَـمِـيــرًا
...................................... يَـــمْــــزُجُ الْـــوَحْــــلَ فِـــــــي فُــــــــرَاتٍ وَنِــــيــــلِ
حِـــيــــنَ تَــغْـــفُـــو الــشُّـــعُـــوبُ أُمَّــــــــةَ لَــــهْــــوٍ
........................... وَافْــــــتِــــــتَــــ ـــانٍ بِــــــالــــــرَّكْــــ ـــلِ وَالــــتَّــــمْــــثِــ ــيــــلِ
إِنَّـــــنِـــــي كَــالْــفَــتِــيــلِ خَـــــلْــــــفَ هُـــمُــــومِــــي
............................ أَتَــــــلَــــــظَّــــ ـــى بِــــــحُــــــرْقَـــــ ــةِ الْــــــمَـــــــسْـــــ ــؤُولِ



هذا هو الحال ولله المشتكى.........ولكن أنلوم الدهر وتقلباته أم من كان سببا في كل هذا للمحافظة على عروش زائفة وسلالات حاكمة ....أليس هم حكامنا وشيوخ الضلالة الضالين المضلين...!!

أشكرك على التبيان وحسن البيان وجميل اللغة والسبك وصدق العاطفة أستاذنا الفاضل ....وكل عام وأنت بخير...

رياض شلال المحمدي
29-06-2017, 11:20 AM
هكذا هو شذا الحب ، وهكذا هي المعاني البتول ، وفقك الله وزادكم من فضله ، وأعاد
الأمة إلى سابق عهدها ومجدها بعد أفول " فارس " ومن ورائها فإنهم سببُ ثلاثة أرباع البلاء ،
وإن الأفول لقريب ، تحيتي وتقديري شاعرنا المعطاء الميفاء .

محمد ذيب سليمان
29-06-2017, 12:31 PM
بأي كلمات نعود على هذا النص البكر في محموله
وحبه وأوجاعه التي ملأت الحروف من سادة جعلو
مواطن الامن أمكنة للوجع الكبير في الامة
والأيادي البيضاء فيها هي الموصومة بالارهاب
فأي عجب نعيش
شكرا على جمال ملأ المعاني والتصوير
يثبت النص لقيمته



غمَّ علي بعض العروض لجهلي به
فوجدته تشعيبا

عادل العاني
30-06-2017, 02:13 PM
الأخ الدكتور سمير

كما عودتنا أن تبدع في رسم لوحات معبرة عن واقع مرير ... أجدت وأحسنت

ولابد لهذا الليل أن ينجلي

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
30-06-2017, 07:59 PM
إنّ دهراً يجلّ قدر مهينٍ
هو دهرٌ يهين قدر جليلِ


الدكتور سمير العمري
هذه قصيدة من روائعك .. حكمة فاض بها الشعور والحس النقيّ لما يعصف بالأمة من نزاع وفرقة..
كلنا على ضفاف الحزن أستاذي .. ولا بدّ أن نصنع الفلك لنعبر إلى ضفة أخرى من الأمل حيث رايات الحقّ والفضيلة مشرعة.
دمت نبراساً للفكر والأدب .
تحياتي .

تفالي عبدالحي
30-06-2017, 10:47 PM
الله الله الله
قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا الكبير.
لقد غلفها الحزن من كل جانب فزادها جمالا و سحرا.
تحياتي لك أستاذنا الكبير و دام لك الشعر و الابداع.

ثناء صالح
01-07-2017, 08:25 AM
خمسة وستون بيتا من الشعر المترامي الحزن على ضفة شاعر دمج حزنه الذاتي مع حزن الأمة الكبير .
ثم عاد من خارحه إلى داخله مرة أخرى .
هي معلقة معنوية جمالية مهندسة البناء عميقة الفضاءات في مساحات العواطف الحانية .
ابتدأ الشاعر المناجاة الشعرية بلوحة الأصيل الذي شيع الشمس خلف خد أسيل .

وَاجِمًا فِي الْمَدَى وُجُومَ الْأَصِيلِ=شَيَّعَ الشَّمْسَ خَلْفَ خَدٍّ أَسِيلِ

ذَابِلَ الطَّرْفِ بِابْتِسَامَةِ وَجْدٍ=يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عُيُونِ الرَّحِيلِ

ثم كثف تلميحات عن شرح مبررات الوجوم .
وكانت التلميحات تفيد أن الحلم القديم هو سر انبعاث الهديل الشعري انبعاثا سرمديا لا زوال له في المدى المنظور .

لَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّ نَزْفِي وَعَزْفِي=سَادِرُ الدَّفْقِ سَرْمَدِيُّ الْهَدِيلِ

هُوَ قَلْبٌ شَجَاهُ حُلْمٌ قَدِيمٌ=يَتَرَاءَى فِي خَاطِرِي كَالطُّلُولِ

ظَنَّ فِي النَّجْوَى رِحْلَةً فِي ابْتِهَالَاتِ=حَنَانٍ مُؤَرَّج التَّرْتِيلِ

فَدَرَى أَنَّ فِي الْبَرَاءَةِ بَلْوَى=كُلِّ عِشْقٍ يَعِيشُ بَالتَّأْمِيلِ

غير أن مقابلة شراب العطشى مع متبعي السراب تفضي إلى الإياس .

هَزَّ جِذْعَ الْفُؤَادِ سَوْرَةَ شَوقٍ=يَمْتَرِي الذُّلَّ مِنْ شُمُوخِ النَّخِيلِ

لَيْسَ فِي الدَّأْبِ مِنْ شَرَابٍ لِعَطْشَى=يَتْبَعُونَ السَّرَابَ بَالتَّسْوِيلِ

لَيْسَ إِلَّا صَمْتُ الْمُحَدِّقِ لَمَّا=لَمْ يَعُدْ فِي الْعِتَابِ مَعْنَى الرَّسُولِ

كَيْفَ أَتْلُو عَلَيْكِ آيَةَ لَهْفِي=حِينَ بَاتَ الْإِيَاسُ مَنْ يُوحِي لِي

ومع ذلك ، يبقى لهمس الوجدان حقه في التعبير عن مشاعر يصوغها الشاعر بشفافيته اللغوية أبياتا مدهشة الجمال .

لَا تُرَاعِي فَلَيْسَ فِي الدَّوحِ إِلَّا=يَاسَمِينٌ مِنَ الْغَرَامِ النَّبِيلِ

طَيْفُكِ الخَصْبُ يَمْلَاُ الكَوْنَ عِطْرًا=عَابِقًا مِنْ حَنِينِ حَقْلِي وَغِيلِي

مُشْرِقًا كَالصَّبَاحِ فِي يَوْمِ عِيدٍ =حَالِمًا كَالمَسَاءِ فِي أَيْلُولِ

آهِ يَا بَهْجَةَ الفُؤَادِ لَقَدْ حَجَّ=وَتِينِي وَطَافَ كَالمَخْبُولِ

آهِ مِنْ رَجْفَةِ الشَّغُوفِ المُعَنَّى=وَاحْتِرَاقِ المُسَهَّدِ المَتْبُولِ

كُلَّمَا حِرْتُ تَمْتَطِي الرُّوحُ مِنِّي=مِنْ لَظَى الشَّوْقِ صَهْوَةَ المُسْتَحِيلِ

فَتُنَاغِي بِالطُّهْرِ دَهْشَةَ ذَاتِي=مِنْ شَذَا الحُبِّ وَالمَعَانِي البَتُولِ

وَتُنَاجِي فِي هَدْأَةِ اللَيْلِ بَدْرًا= مِنْ حَدِيْثٍ رَوَاهُ صَمْتُ الفُضُولِ

عَذْبَةٌ أَنْتِ لا أَخَالُكِ إِلا=زَفْرَةَ المِسْكِ فِي النَّسِيمِ العَلِيلِ

وَرَحِيقًا يَغْشَى النُّفُوْسَ فَيَرْوِي= مِنْ جَنَاهُ المُعِلِّ حَرَّ الغَلِيلِ

وَاحْتِدَامًا أَلَذُّ مِنْ خَفَرِ العَذْ=رَاءِ فِي الحِضْنِ لَحْظَةَ التَّقْبِيلِ

صور شعرية مبتكرة تتناثر على ضفة الحزن ما بين زفرة مسك في النسيم العليل .
واحتدام ( صراع ربما أو تناقض أو تعارض ) ...المفردة غنية بإيحاءاتها المعنوية . احتدام ألذ من خفر العذراء لحظة التقبيل.!!
روعة الصورة الشعرية وروعة رسم حركيتها الداخلية لغويا وخياليا....مدهشة!

أَيُّهَا النَّاعِسُ الجُفُونِ دَلالا=فَاقَتِ النَّفْسُ مِنْكِ حَدَّ الذُّهُولِ

جِئْتِنِي بِالحُلْمِ المُضَمَّخِ ذَوْقًا=بَعْدَ يَأْسٍ مِنِ انْتِظَارٍ مَلُولِ

جِئْتِنِي فَاسْتَحَالَ فَجْرِي ضِيَاءً=مِنْ جَبِينِ الزُّمُرُّدِ المَصْقُولِ

الهَوَى بَاتَ هَانِئًا فِي ضُلُوعِي=يَتَهَادَى بِنَبْضِ قَلْبِي الطُّفُولِي

كَفَرَاشٍ فِي رَوْضَةِ الحُبِّ يَلْهُو=وَعَصَافِيرَ فِي جَمِيعِ الفُصُولِ

والفراش والعصافير في كل الفصول ...اختزال لآفاق ممتدة تختلج نضارة وحيوية وانفعالا.

يَا لَهَا مِنْ صَبَابَةٍ تَحْبِسُ الْأَنْفَاسَ=فِي عُجْمَةِ الْفَصِيحِ الخَجُولِ

فَلِمَاذَا الْعُيُونُ تَنْثُرُ شَوْكًا=فِي أَنِينٍ يَهُبُّ مِنْ كُلِّ مِيلِ

وَلِمَاذَا السَّحَابُ يَسْتَبْدِلُ الصَّابَ=وَقَدْ جَابَ الْغَابَ بَالسَّلْسَبِيلِ

ولا يتخلى الشاعر عن أساليبه البلاغية البيانية بين " السحاب والصاب وقد جاب الغاب " بالسلسبيل....إيقاع داخلي علت فيه موسيقى الأجراس وتناغمت فيها أصوات الجناس تناغما تجاوبيا مرتفع النبرة .

لَيْسَ مِثْلُ الدُّجَى مَرَارًا لِدَرْبٍ=حِينَ يَشْكُو تَثَاقُلَ الْقِنْدِيلِ


الله !
يا لها من روعة تصوير أن تعبر عن شعور الشارع بالمرارة وهو يشكو من تثاقل القنديل في إضاءته حال ظلمته وانتظاره إضاءة ذلك القنديل!!
ما هذه الشاعرية التي فاضت وغمرت ضفة الشعر وحزنه!

غُرْبَتِي أَرْهَفَتْ فُؤُادِي وَأَوْهَتْ=بِالأَسَى خُطْوَتِي، وَأَعْيَتْ دَلِيلِي

حَيْثُ لا زِلْتُ فِي بَرَاثِنِ وَجْدٍ=بَيْنَ إِنْكَارِ وَاقِعِي وَالقُبُولِ

أَنَا ذَاكَ الصُّوفِيُّ فِي نُسْكِ مَعْنَى=أَلَّفَ السَّمْتَ بَيْنَ فِعْلِي وَقِيلِي

سِرْتُ عُمْرِي بَيْنَ الوُجُوهِ غَرِيبًا=لَمْ أَعِشْ جِيلَهُمْ وَلا عِشْتُ جِيلِي

فَكَأَنَّ الزَّمَانَ لَيْسَ زَمَانِي=وَكَأَنَّ الخُيُولَ لَيْسَتْ خُيُولِي

أَحْمِلُ الهَمَّ لا أَضِنُّ بِجُهْدٍ=فِي زَمَانٍ أَجَلَّ كَفَّ البَّخِيلِ

وَعَلَى السَّفْحِ عِنْدَ ضَفَّةِ حُزْنِي=يَجْرَحُ الرُّوحَ لَمْزُ غَالٍ وَغُولِ

سيل شعري وجداني ممتع الجريان حاضر الشفافية رقيق عذب !
ثم انتقال إلى الحزن الكبير لهذه الأمة بتدرج لا نعرف فيه متى خرج الشاعر عن ذاته وانخرط في ذات الضمير الضخم لهذه الأمة البائسة.

يُهْتَكُ العَهْدُ فِي مَوَاسِمِ وَأْدٍ=وَتُدَاسُ الزُّهُورُ فَوْقَ السُّهُولِ

إِنَّ دَهْرًا يُجِلُّ قَدْرَ مَهِينٍ=هُوَ دَهْرٌ يُهِينُ قَدْرَ جَلِيلِ

مَا الَّذِي يَمْلَأُ الْقَصَائِدَ وَهْمًا=كَالَّذِي يُمْلِي سِفْرَ هَمٍّ ثَقِيلِ

قَدَرِي أَنْ أَلُوكَ مُرَّ شُجُونِي =مِنْ صُرُوفِ الحَيْاةِ لا مِنْ عَذُولِي

حِينَ عَمَّ الْبَلَاءُ فِي الْقَوْمِ حَتَّى=بَاتَ رَمْزُ الْإِخَاءِ فِي قَابِيلِ

حِينَ أَصْغَى الْعُقَابُ فِي سِرْبِ نَعْقٍ=لِغُرَابٍ يَسِيرُ فِي الْمَجْهُولِ
حِينَ يَغْشَى شِعَابَ مَكَّةَ خَوْفٌ=وَيَلُوذُ الْأَمَانُ بِاسْطَنْبُولِ

حِينَ صَارَتْ رُؤَى التَّطَرُّفِ رَهْنًا=بِهَوَى فِي التَّبْرِيرِ وَالتَّأْوِيلِ

حِينَ تَشْكُو دِمَشْقُ وَالْقُدْسُ مِنْ= ضَيْمٍ وَمِنْ تَرْحِيلٍ وَمِنْ تَقْتِيلِ

حِينَ يَعْدُو الْحِصَارُ فِي شِعْبِ أَهْلٍ=غَيْظَ طُهْرٍ ذَرِيعَةَ التَّنْكِيلِ

حِينَ يَغْدُو الْخَلِيجُ ضَرْعًا وَدِرْعًا=لِلأَعَادِي وَضَرَّةً لِلْعُدُولِ

حِينَ فُحْشِ الْفَسَادِ أَغْوَى ضَمِيرًا=يَمْزُجُ الْوَحْلَ فِي فُرَاتٍ وَنِيلِ

حِينَ تَغْفُو الشُّعُوبُ أُمَّةَ لَهْوٍ=وَافْتِتَانٍ بِالرَّكْلِ وَالتَّمْثِيلِ

إِنَّنِي كَالْفَتِيلِ خَلْفَ هُمُومِي=أَتَلَظَّى بِحُرْقَةِ الْمَسْؤُولِ

صورة الفتيل الذي يتلظى بناره ويذوب حرقة .حرقة المسؤول عن الإنارة . مسؤول عن الإنارة التي يحدثها بحرق نفسه...
تكررت كلمة " حين " بوقعها المنذر بغصات متوالية .
كان التكرار جميلا بوظيفته النفسية والإيقاعية .
وكانت الشكوى مبكية .
ثم يعود الشاعر إلى داخله ولا نعرف كيف ولا متى عاد.

وَفُؤَادِي عَلَى الرَّجَاءِ يُنَادِي=أَنْ قَلِيلُ الْعَطَاءِ غَيْرُ قَلِيلِ

تِلْكَ أُخْرَى لِمُهْجَةٍ بِكِ تَحْيَا=أَرْهَقَتْهَا السِّنِينُ بِالتَّخْذِيلِ

وَإِذَا الحُّبُّ لَمْ يُبِنْ عَنْ وَفَاءٍ=كَانَ كَالرَّوْضِ مُؤْذِنًا بِالذُّبُولِ

لَسْتُ أَدْرِي أَيَّانَ بَعْدَكِ أَمْضِي=فَلَقَدْ كُنْتِ نَجْمَتِي وَسَبِيلِي

وَمَعِي مِنْكِ أَبْجَدِيَّةُ ذِكْرَى=تُلْهمُ الْمُعْصِرَات فِي الْمَنْدِيلِ

مَا أَرَى إِلا فِيكِ بَلْسَمَ رُوحِي=وَسِرَاجِي وَدِفْءَ طَرْفِي الْكَلِيلِ

وَإِلَيْكِ الْهَوَى تَنَاهَى وَلَكِنْ= لَيْسَ يَرْضَى فِي الْوَصْلِ شَطْرَ الْحُلُولِ

وَالْهَوَى مُضْغَةُ الْجُنُونِ الَّذِي=يَكْفُرُ بِالْمَنْطِقِيِّ وَالْمَعْقُولِ

فَاعْذُرِينِي إِذَا كَفَرْتُ بِعِشْقٍ=يُعْشِبُ الْبَوْحَ مِنْ دُمُوعِ الْأُفُولِ

وَامْرَحِي كَيْفَ شِئْتِ بِنْتَ خَيَالٍ=لَا يَرَى فِي الوَرَى لَهَا مِنْ مَثِيلِ

وَاسْتَرِيحِي عَلَى نمَارِقِ غَيْبٍ=يَقْتَفِي الشَّيْبَ فِي نَوَاصِي النُّحُولِ

أَوْ تَعَالِي بِكُلِّ مَا بِكِ لَحْنًا=يَتَغَنَّى بِحُلْمِنَا الْمَعْسُولِ

مُنْعِشَ النَّفْسِ، مُزْهِرًا بِالأَمَانِي =سَاحِرًا فَوْقَ سِحْرِ كُلِّ جَمِيلِ

أَقْبِلِي بِالسُّرُورِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ=عَبْقَرِيٍّ فَالْعُمْرُ غَيْرُ طَوِيلِ

قرأت الروعة والدهشة والشعر !
طبتم في جمال شاعريتكم
وطبتم في مصاف الألق
كل التقدير

براءة الجودي
01-07-2017, 09:08 AM
وَاجِــمًــا فِــــي الْــمَــدَى وُجُـــــومَ الْأَصِــيـــلِ
شَــيَّــعَ الـشَّـمْــسَ خَــلْــفَ خَـــــدٍّ أَسِــيـــلِ
ذَابِــــــــلَ الــــطَّـــــرْفِ بِـابْــتِــسَــامَــةِ وَجْـــــــــدٍ
يَـمْـسَــحُ الــدَّمْــعَ عَــــنْ عُــيُـــونِ الـرَّحِــيــلِ
لَــــــمْ يَـــكُـــنْ يَــــــدْرِي أَنَّ نَـــزْفِــــي وَعَـــزْفِــــي
سَــــــــادِرُ الــــدَّفْــــقِ سَــــرْمَــــدِيُّ الْــهَـــدِيـــلِ
هُــــــــوَ قَــــلْــــبٌ شَــــجَــــاهُ حُــــلْــــمٌ قَــــدِيــــمٌ
يَــــتَــــرَاءَى فِــــــــي خَــــاطِــــرِي كَــالــطُّــلُـــولِ
من الناحية النفسية والعاطفة التي تحكي عن الذات كانت كلمات مناسبة مرهفة الأحاسيس أودتني إلى عالم آخر فيه من الجمال الأصيل الممزوج بالحزن والوحدة مع المحافظة على الثبات والأصاله حتى لاتنهار النفس بشكل كامل


سِــــرْتُ عُــمْــرِي بَــيْـــنَ الــوُجُـــوهِ غَـرِيــبًــا
لَــمْ أَعِـــشْ جِيـلَـهُـمْ وَلا عِـشْــتُ جِـيـلِـي
فَــــــكَــــــأَنَّ الــــــزَّمَــــــانَ لَــــــيْـــــــسَ زَمَــــــانِـــــــي
وَكَـــــــــأَنَّ الـــخُـــيُــــولَ لَـــيْـــسَــــتْ خُـــيُـــولِــــي
أَحْــــــمِــــــلُ الــــــهَــــــمَّ لا أَضِـــــــــــــنُّ بِــــجُــــهْـــــدٍ
فِـــــــي زَمَــــــــانٍ أَجَــــــــلَّ كَــــــــفَّ الــبَّــخِــيــلِ
وَعَــلَـــى الـسَّــفْــحِ عِــنْـــدَ ضَــفَّـــةِ حُـــزْنِـــي
يَـــجْــــرَحُ الـــــــرُّوحَ لَـــمْــــزُ غَـــــــالٍ وَغُـــــــولِ

وهنا مايؤثر من عوامل خارجية ومواقف على النفس وربما هي تهيئة للحديث عن الوضع الاجتماعي وانقلاب موازينه حتى ليضحي الجليل في محل زهيد عن الناس والوضيع في محل رفيع

حِــيـــنَ عَـــــمَّ الْــبَـــلَاءُ فِـــــي الْــقَـــوْمِ حَــتَّـــى
بَــــــــاتَ رَمْـــــــــزُ الْإِخَـــــــــاءِ فِـــــــــي قَـــابِـــيـــلِ
حِيـنَ أَصْغَـى الْعُقَـابُ فِـي سِــرْبِ نَـعْـقٍ
لِـــــغُـــــرَابٍ يَـــسِــــيــــرُ فِـــــــــــي الْــمَـــجْـــهُـــولِ
حِــيــنَ يَـغْـشَــى شِــعَــابَ مَــكَّــةَ خَـــــوْفٌ
وَيَــــــــلُــــــــوذُ الْأَمَــــــــــــــــان ُ بِـــاسْـــطَـــنْــــبُـ ـــولِ

قابيل هو رمز قوي لبناء الإحاء مع القاتل والظالم وإكرامه ليوغل في جبروته وتنمرده بدلا من خط الخطوط الحمراء أمامه
وإلى الله المشتكى والله المستعان

قصيدة ككل قصائدك إلا أنها تميزت بالرهافة والقوة معا دون نقص أو زيادة من أولها حتى نهايتها كانت عذبة جدا
تقديري لقلمك أبي وأبياتك البواسل التي لاتتوانى عن النطق بالحق
احترامي

عبدالستارالنعيمي
02-07-2017, 05:45 AM
الأستاذ د سمير العمري

صراع مرير قديم يعيشه الشاعر العربي مما يعانيه من قسوة الظروف ومن تبدل حال الأمة من المجد الحضاري إلى الدنو
هذا ثم إن لك فيوض مودة شاعرنا المفضال
مع عميم تقدير

محمد ابوحفص السماحي
04-07-2017, 04:48 PM
الشاعر الكبير د.سمير العمري
تحياتي
سبق لي أن قلت بعد قراءتي لبعض قصائدك أني تنسمت فيها روح ابي تمام..
وها أنا اعود لأجدني أحس نفس الاحساس بعد قراءة هذه القصيدة
و خصوصا بيت القصيد التالي:
إِنَّ دَهْـــــــــــــرًا يُـــــــجِـــــــلُّ قَــــــــــــــدْرَ مَــــهِـــــيـــــنٍ
هُــــــــــوَ دَهْــــــــــرٌ يُـــهِــــيــــنُ قَـــــــــــدْرَ جَـــلِــــيــــلِ
ما أروعه من بيت سيذهب مثلا.. !!!!!
بيت فيه من حسن المقابلة و المحسنات البديعية.. و فيه من السلاسة و حسن السبك ..منحوت كالجوهرة الكثيرة الزخارف..
مع خالص التقدير

وليد عارف الرشيد
07-07-2017, 10:07 PM
أصبح المرور في رياضكم أستاذنا الشاعر الكبير المدهش بالإضافة إلى كونه متعة خاصة لا تضاهيها متعة وشغفا للنهل من هذي العيون الثرة السلسبيل ..
أقول أصبح سببًا في إرباكٍ حقيقيٍ حيث تغدو الكلمات كل الكلمات أصغر من أن تحيط بجمال المشهد لغةً وشاعريةً وفكرًا
مرةً أخرى فلتعذر فقر يراعتي وحروفي .. وكن دائمًا كما عهدناك فارسًا متقدِّمًا من فرسان الشعر العربي قديمه وحديثه
لله درك .. وكفى

د. وسيم ناصر
08-07-2017, 12:08 PM
الله الله
رائعة من روائعك ودرة من درر الشعر كما عودتنا أيها الرائع

ولي فيها للاستئناس ليس إلا:

الــهَـــوَى بَـــــاتَ هَــانِــئًــا فِــــــي ضُــلُــوعِــي
يَــتَــهَـــادَى بِــنَــبْـــضِ قَــلْــبِـــي الـطُّــفُــولِــي

قرأتها والهوى، بدلا من القطع

حِينَ أَصْغَى الْعُقَـابُ فِـي سِـرْبِ نَعْـقٍ
لِـــــغُـــــرَابٍ يَـــسِـــيــــرُ فِــــــــــي الْــمَــجْـــهُـــولِ

قرأتها يطير

د. سمير العمري
17-07-2017, 01:36 AM
الدكتور سمير لله درك

والله ما أروعك !


أشعر في كلامتك اختصارا للفصاحة والبلاغة


ومنكم نقتبس الجمال سيدي


تقبل مروري

بارك الله بك أيها الأخ الحبيب الكريم وحفظك من كل سوء. وإني لأشكر لك تفاعلك الراقي ورأيك الساقي وردك الكريم.

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

محمد محمود صقر
17-07-2017, 05:34 PM
قصيدة جدّ رائعة

احترتُ أيّ الأبيات أقتطف فهالني جمال و روعة القصيدة كلّها

لله درّك ما أروعك و أبدعك!

فلا تحزن أستاذي

فالليل مهمّا طال فلايدّ من طلوع الفجر

و الفجر قريب إن شاء الله

بارك الله فيك و جزاك الجنّة كما استمتعنا بمطالعة هذه الخريدة

دمتَ في حفظ الرحمن

عبدالسلام حسين المحمدي
19-07-2017, 10:24 AM
أما أنا لا أصفق
القصيدة رائعة وزيادة
جميلة باسلوبهاالنخبة يطربون لها
والدكتور العمري استاذنا الكبير
ولكن لي رأي آخر عندما عرضتها على طلاب الثانوية وعامة الناس
قالوا ليست جميلة لم نفهم هناك مفردات قاموسية
فهم يبحثون عن السهل الممتنع
ومسؤوليتنا النهوض بواقع الذوق المجتمعي
وليس واجبنا التحليق في فضاءات الابداع
وانا دائماً اعرض نتاجي على الناس شبه استفتاء
لك مني احلى تحية وباقات الورد

د. سمير العمري
23-07-2017, 03:35 AM
الله الله
رائعة من روائعك ودرة من درر الشعر كما عودتنا أيها الرائع

ولي فيها للاستئناس ليس إلا:

الــهَـــوَى بَـــــاتَ هَــانِــئًــا فِــــــي ضُــلُــوعِــي
يَــتَــهَـــادَى بِــنَــبْـــضِ قَــلْــبِـــي الـطُّــفُــولِــي

قرأتها والهوى، بدلا من القطع

حِينَ أَصْغَى الْعُقَـابُ فِـي سِـرْبِ نَعْـقٍ
لِـــــغُـــــرَابٍ يَـــسِـــيــــرُ فِــــــــــي الْــمَــجْـــهُـــولِ

قرأتها يطير

أستأذن الأحبة في تقديم الرد على الحبيب د. وسيم للرد على ما تفضل من رأي.

بارك الله بك أيها الأخ الحبيب الإنسان والمبدع الراقي الكريم ، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك!

أما رأيك فهو دوما محل اهتمامنا. وأما ما تفضلت به عن إضافة الواو قبل الهوى فهو كما يغلب ظني لتفادي قطع همز الوصل في ألف الهوى ... وأنا هنا لا أوافقك الرأي لسببين .. أما الأول فلأن هذا لا يمثل معضلة في اللغة وموجود بكثرة ولعل من أشهر ذلك "الحمد لله رب العالمين" ، وربما يمكن تفهم هذا لو كان هذا في بداية العجز رغم أنه أحيانا يكون ذا غرض بلاغي ، ولكن أن يكون في بداية البيت فى شيء فيه ولا حاجة لواو أو غيرها فليس ثمة عطف معنى على معنى ولا استكمال صورة وقصد بل استهلال مباشر لمعنى مستقل ومتأثر بما قبله. وأما الثاني فهو لأن وجود الواو أكان عطفا أو غيره يشوش السياق المتسق بالمعنى ويضر بالغرض البلاغي المقصود ؛ وهو أن مجيء الحبيب بعد كذا وكذا إنما يمثل بداية واستهلال لحياة جديدة ومشاعر مختلفة وليس استكمالا أو استبدالا أو عطفا على ما سبق.

وأما رأيك في يطير بدل يسير فأنا طبعا أتفهم رأيك ولا أحسبك تتخيل مثلا أن يغيب عني هذا الأمر منذ البداية ، ولكني أردت يسير للمعنى ... أقصد أنا أعلم أن الغراب يطير ولكنه أيضا يسير ، زطيران الغراب قد يمنحه ميزة وعلوا وسرعة ويخفي بعض عيبه. أما في السير فهو ينزله من علوه المصطنع ويكشف عيبه ذلك أنك تعلم أن الغراب يسير حجلا ... ولهذا وإمعانا في ذم هؤلاء وحرصا على دقة المعنى والتوصيف فقد وظفت يسير بدل يطير توظيفا بلاغيا برسم صورا عميقة ويكني بكنايات كثيرة ممتدة لم يكن لتحققها مفردة "يطير".

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. وسيم ناصر
24-07-2017, 03:44 AM
أستأذن الأحبة في تقديم الرد على الحبيب د. وسيم للرد على ما تفضل من رأي.

بارك الله بك أيها الأخ الحبيب الإنسان والمبدع الراقي الكريم ، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك!

أما رأيك فهو دوما محل اهتمامنا. وأما ما تفضلت به عن إضافة الواو قبل الهوى فهو كما يغلب ظني لتفادي قطع همز الوصل في ألف الهوى ... وأنا هنا لا أوافقك الرأي لسببين .. أما الأول فلأن هذا لا يمثل معضلة في اللغة وموجود بكثرة ولعل من أشهر ذلك "الحمد لله رب العالمين" ، وربما يمكن تفهم هذا لو كان هذا في بداية العجز رغم أنه أحيانا يكون ذا غرض بلاغي ، ولكن أن يكون في بداية البيت فى شيء فيه ولا حاجة لواو أو غيرها فليس ثمة عطف معنى على معنى ولا استكمال صورة وقصد بل استهلال مباشر لمعنى مستقل ومتأثر بما قبله. وأما الثاني فهو لأن وجود الواو أكان عطفا أو غيره يشوش السياق المتسق بالمعنى ويضر بالغرض البلاغي المقصود ؛ وهو أن مجيء الحبيب بعد كذا وكذا إنما يمثل بداية واستهلال لحياة جديدة ومشاعر مختلفة وليس استكمالا أو استبدالا أو عطفا على ما سبق.

وأما رأيك في يطير بدل يسير فأنا طبعا أتفهم رأيك ولا أحسبك تتخيل مثلا أن يغيب عني هذا الأمر منذ البداية ، ولكني أردت يسير للمعنى ... أقصد أنا أعلم أن الغراب يطير ولكنه أيضا يسير ، زطيران الغراب قد يمنحه ميزة وعلوا وسرعة ويخفي بعض عيبه. أما في السير فهو ينزله من علوه المصطنع ويكشف عيبه ذلك أنك تعلم أن الغراب يسير حجلا ... ولهذا وإمعانا في ذم هؤلاء وحرصا على دقة المعنى والتوصيف فقد وظفت يسير بدل يطير توظيفا بلاغيا برسم صورا عميقة ويكني بكنايات كثيرة ممتدة لم يكن لتحققها مفردة "يطير".

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري




الحبيب الشاعر الكريم الدكتور سمير

القصيدة -كما هي- أعيد توصيفها بالدرة وهي تتحدث عن نفسها وبغنى عن شهادتي بها....

أما ما استأنسته فيها من ملاحظات فأجده فقط من قبيل الجيد والأجود (برأيي الشخصي)، وليس من قبيل يجوز و لا يجوز

من البديهي جواز قطع همزة الوصل وهو ليس عيبا أو ضعفا

ولكنني أرى ثمة عطف معنى على معنى! وأرى استكمال صورة وقصد! ولا أرى استهلال مباشر لمعنى مستقل! ،

وإلا لأصبح ذلك المعنى من الضعف بمكان

فهل يعقل أن كل هذا التمهيد ومن بعد انتظار ملول (يوحي بطول المدة)، ينتهي بمجيئها بالحلم المضمخ... ثم يكون الحدث كله مجرد أن الفجر صار ضياء من ... ، وحسْب!!! وكأنك تضع نقطة لتبدأ بإخبارنا عن موضوع آخر منفصل عن كل ما سبقه وهو أن الهوى بات هانئا.... هكذا بدون مقدمات وبدون أسباب....

فلماذا بَـــــاتَ الــهَـــوَى هَــانِــئًــا ؟؟؟؟ أليس لأنها جاءت بالحلم؟؟؟؟؟

وإلا فما المناسبة التي جعلته كذلك؟؟؟ لا أظنها مناسبة من خارج القصيدة


أعتقد العطف هنا واضح وواجب (برأيي)، ليس تفاديا للقطع في الهمزة فحسب بل تفاديا للقطع في المعنى وفي انسيابية التلقي...



أما بالنسبة للغراب فهو غراب إن طار أو سار... وإن نام أو استيقظ...

وطيرانه لن يرفع من قيمته شيئا ، كما أن سيره لن يحط منها!

ثم إن الطيور تطير في أسراب ولا أظنها تسير كذلك

هذا عدا عن أن من يلام في هذه الحالة هو العقاب الذي يصغي لغربان تنعق وهي حاجلة

والتصغير والذم طاله أكثر من غيره


وأعتقد بمنتهى الصراحة شتان ما بين الصورتين من حيث الأبعاد والامتداد والعمق......

فغربان تسير على الأرض نحو المجهول وتنعق، وعقاب يصغي؟؟

مقابل غربان تحتل فضاء العقبان وتملؤه نعيقا فيضطر لسماعها بحكم وجودها في فضائه واقتحامه عليه؟؟

(وبالمناسبه هو يضطر لسماعها وليس يصغي بإرادته! فالفعل يصغي لم يعط الصورة حقها)

هذا هو رأيي الشخصي والذي اعتدت عليه بعيدا عن كل مجاملة وتملق

ولا أظنك تريده إلا هكذا،

أكرر
رأيي في هذه القصيدة أنها بديعة فاخرة من الطراز الرفيع
وهذه هي القصائد التي تستحق النقاش وإبداء الرأي
لكنه يبقى مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب
وكما قلت بادئا: للاستئناس


ودمت بألف خير
ودام تألقك

د. وسيم ناصر
24-07-2017, 11:54 AM
الحبيب الشاعر الكريم الدكتور سمير

القصيدة -كما هي- أعيد توصيفها بالدرة وهي تتحدث عن نفسها وبغنى عن شهادتي بها....

أما ما استأنسته فيها من ملاحظات فأجده فقط من قبيل الجيد والأجود (برأيي الشخصي)، وليس من قبيل يجوز و لا يجوز

فمن البديهي جواز قطع همزة الوصل وهو ليس عيبا أو ضعفا

ولكنني أرى ثمة عطف معنى على معنى! وأرى استكمال صورة وقصد! ولا أرى استهلالا مباشرا لمعنى مستقل! ،

وإلا لأصبح ذلك المعنى من الضعف بمكان

فهل يعقل أن كل هذا التمهيد ومن بعد انتظار ملول (يوحي بطول المدة)، ينتهي بمجيئها بالحلم المضمخ... ثم يكون الحدث كله مجرد أن الفجر صار ضياء من ... ، وحسْب!!! وكأنك تضع نقطة لتبدأ بإخبارنا عن موضوع آخر منفصل عن كل ما سبقه وهو أن الهوى بات هانئا.... هكذا بدون مقدمات وبدون أسباب....

فلماذا بَـــــاتَ الــهَـــوَى هَــانِــئًــا ؟؟؟؟ أليس لأنها جاءت بالحلم؟؟؟؟؟

وإلا فما المناسبة التي جعلته كذلك؟؟؟ لا أظنها مناسبة من خارج القصيدة


أعتقد العطف هنا واضح وواجب (برأيي)، ليس تفاديا للقطع في الهمزة فحسب بل تفاديا للقطع في المعنى وفي انسيابية التلقي...


جِــئْــتِــنِـــي بِــالــحُــلْـــمِ الــمُــضَــمَّـــخِ ذَوْقًــــــــــا
بَـــعْــــدَ يَـــــــأْسٍ مِــــــــنِ انْــتِـــظَـــارٍ مَــــلُــــولِ
جِـئْـتِــنِــي فَـاسْـتَــحَــالَ فَـــجْـــرِي ضِـــيَــــاءً
مِــــــــــنْ جَـــبِـــيــــنِ الـــــزُّمُــــــرُّدِ الــمَـــصْـــقُـــولِ
الــهَـــوَى بَـــــاتَ هَــانِــئًــا فِــــــي ضُــلُــوعِــي
يَــتَــهَـــادَى بِــنَــبْـــضِ قَــلْــبِـــي الـطُّــفُــولِــي
كَــفَـــرَاشٍ فِـــــي رَوْضَـــــةِ الــحُـــبِّ يَــلْــهُــو
وَعَــصَــافِــيـــرَ فِـــــــــي جَـــمِـــيـــعِ الـــفُـــصُـــولِ
يَــا لَـهَــا مِـــنْ صَـبَـابَـةٍ تَـحْـبِـسُ الْأَنْـفَــاسَ
فِــــــــي عُــجْـــمَـــةِ الْــفَــصِــيـــحِ الـــخَـــجُـــولِ



أما بالنسبة للغراب فهو غراب إن طار أو سار... وإن نام أو استيقظ...

وطيرانه لن يرفع من قيمته شيئا ، كما أن سيره لن يحط منها!

فالذم في الصورة نابع من كونه غراب ومن جهله في توجهاته ومن قبح النعيق المرافق....وليس من آلية الحركة..
وكذا سمو العقاب ...هذا بالنسبة لفكرة البيت والتي وصلت بامتياز، أما بالنسبة للصورة الحاملة للفكرة ولمحسنات البديع البلاغية
فالطيران هو الأنسب لبيت يعج بمفردات مثل عقاب وغراب وسرب ....

ثم إن الطيور تطير في أسراب ولا أظنها تسير كذلك

هذا عدا عن أن من يلام في هذه الحالة هو العقاب الذي يصغي لغربان تنعق وهي حاجلة

والتصغير والذم طاله أكثر من غيره


وأعتقد بمنتهى الصراحة شتان ما بين الصورتين من حيث الأبعاد والامتداد والعمق......

فغربان تسير على الأرض نحو المجهول وتنعق، وعقاب يصغي؟؟

مقابل غربان تحتل فضاء العقبان وتملؤه نعيقا فيضطر لسماعها بحكم وجودها في فضائه واقتحامه عليه؟؟

(وبالمناسبه هو يضطر لسماعها وليس يصغي بإرادته! فالفعل يصغي لم يعط الصورة حقها)

هذا هو رأيي الشخصي والذي اعتدت عليه بعيدا عن كل مجاملة وتملق

ولا أظنك تريده إلا هكذا،

أكرر
رأيي في هذه القصيدة أنها بديعة فاخرة من الطراز الرفيع
وهذه هي القصائد التي تستحق النقاش وإبداء الرأي
لكنه يبقى مجرد رأي يحتمل الخطأ والصواب
وكما قلت بادئا: للاستئناس


ودمت بألف خير
ودام تألقك

محمد العلوان
26-07-2017, 03:18 PM
حِـيــنَ فُـحْــشِ الْـفَـسَــادِ أَغْــــوَى ضَـمِـيــرًا
يَـــمْــــزُجُ الْـــوَحْــــلَ فِـــــــي فُــــــــرَاتٍ وَنِــــيــــلِ
صدقت ... وابدعت

د. سمير العمري
28-07-2017, 02:16 AM
الحبيب د. وسيم:

لست أدري أيها الحبيب تكرارك المرة تلو المرة الحديث حول أن القصيدة خريدة وما شابه وبأنك لست ممن يجامل ويتملق ، وبعيدا عما في الأخيرة من تلميح اتهام لغيرك فإنني أكدت لك المرة تلو المرة بأنني والله أسعد بمن يخالف سعادتي بمن يوافق ولا يضيرني ولا يضير شعري اجتباء ولا اجتفاء ، وقلت لك مرة بعد مرة بأنني أكن لك الكثير الكثير من الود والتقدير وبأنني ممن أهتم لرأيهم وأحفل بردهم وبأنك لك الحق كل الحق في أن تحب ما تشاء وتقلى ما تشاء غير مذمم.

أما الرأي أخي فهو أخذ ورد ، وهنا أرى في ردك كأنك تقرأ ما كتبت بطريقة معكوسة أو أنني قصر كلامي عن شرح المرامي فعذرا لك إن كان.

أما بخصوص الاستهلال والاستكمال "الاستئناف" فإني ما قصدت ما أراك فهمته من أنني أتحدث عن استهلال معنى جديد بل هو استكمال للمعنى باستهلال للهوى. أقصد أن الاستهلال هنا متعلق بالهوى والحب فتكون كل تلك الصور التي تصف مجيئها في حياتي سببا لتولد الحب والهوى لها فقط وبسببها فقط وليس استكمالا لهوى وحب سابق كان من غيرها فاكتمل بها، وإنما هنا أردت أن أبلغ بهذا غاية الكرم في المشاعر وفي التغزل بأنها وحدها من استهل الهوى في فؤادي فابتدأ بها وأن محيئها هو حد فاصل في الحياة بدأت معه المشاعر جديدة والحياة جديدة ولهذا جعلت الهوى بدون واو العطف أو الاستئناف ليكون موقوفا عليها ومختصا بها وهذا معنى راق وصورة عميقة ودلالات نفسية مهمة لا تخفى عليك.

وأما بخصوص بيت الغراب فأنت أيضا ركزت على جانب وتركت الباقي فغمت عليك الصورة الكلية. وبداية فإن سرب تكون للطير ولغيره ممن يسير على الأرض وفي هذا كثير لعل من أشهره قول شاعرك المفضل:
فعن لنا سرب كأن نعاجه *** عذارى دوار في ملاء مذيل

أما الغراب فهو رمز شؤم ونكد ولونه الأسود ونعيقه المزعج وكونه من اللصوص ويتسم بالخبث والغدر ولهذا استدعيته للصورة، ولكن ... هل ثمة ضير أن تضاف مشيته غير السوية لهذه الصورة وتوظف في معنى بلاغي وكنايات ممتدة تزيد من الصورة ومن الذم؟؟ أما الطيران فهو لا يكاد يختلف كثيرا عن أكثر الطيور ولهذا رأيت في المشية بالحجل ما يعكس أولا أنه معيب في كل ما يتعلق به وثانيا أنه رغم أنه يمكنه الطيران ولكنه يمشي مشية غير سوية وتتبعه العقبان التي لا يطيب لها إلا التحليق مشيا وراء مشية عرجاء.

وأما الطيران أيها الحبيب فهو شئنا أم أبينا ميزة وعلو وقدرة على الوصول السريع وهذا لا يخدم الصورة التي أريد هنا مطلقا.

وأما عن العقبان فمن الذي أخبرك أيها الحبيب أنني إنما أجعل لومي وتقريعي لهم كأساس وأكثر ألف مرة من الغراب؟؟ إن هذا هو عين المعنى الذي أريد وهو أنني أرى أن الذي يلام أكثر وأكثر هو العقبان "أحرار الأمة وكرامها" حينما تصغي بإرادتها ورغبتها وليس قسرا أو غصبا إلى نعيق الغربان "أصحاب السلطان" وتمشي وراءهم في كل أمر وبكل ما فيهم من عيوب في الشكل وفي العقل وفي الأسلوب.

أرجو بهذا الرد المختصر أن يكون وضخ لك الأمر أكثر أخي الحبيب ، وأكرر بأنني أرحب دوما بملاحظاتك وبأرائك موافقة أو مخالفة ولك الحق في رأيك ولنا الحق في التوضيح والشرح وهذا لا يكون إلا لك ولأمثالك من الكرام الصادقين.

تقديري

د. وسيم ناصر
28-07-2017, 09:42 AM
لا لا أيها الحبيب
أرجو ألا تسيء فهمي
تأكيدي على صراحة رأيي وعدم تملقي لم يكن فيه أي تلميح لأي شيء يمسك أنت، ولو كان كذلك لقلته لك تصريحا لا تلميحا...
فأنا أردت وعلى العكس من ذلك التأكيد على ثقتي بأنك ممن يريد الرأي الصادق لا المتملق... وإن كان هناك من قد يطاله تلميح ما فهو تلك الآراء التي تنهال مديحا وثناء على قصائد لم يكملوا قراءتها أو على أقل تقدير لم يفهموها ( وهذا أيضا لا يضير تلك القصائد في شيء)
سأذكرك بقصيدتك ( في ظل آخر نخلة ) على سبيل المثال لا الحصر
لو أجريت استفتاء وطلبت من كل من أسهب في مدحها أن يشرح لنا ماذا فهم منها...
ثم أرني النتائج لأريك ما أقصده...

لن أطيل

الآراء والأذواق تتنوع والرأي الحسم والفصل هو للشاعر كاتب الكلمة الذي له أن يقول ما يريد ومن هنا فالغلبة بشكل بديهي لخروج القصيدة كما يريدها هو... ولذلك لن أقول سوى أنها لو كانت لي لقلت كذا... الواو ويطير...

أما امرؤ القيس فهو ليس شاعري المفضل أنا ولكنه أفضل من قال الشعر بما وصلنا منه.

والسرب طبعا تعني القطيع أو الجماعة ولكن هذا لا ينفي كون الطيور لا تسير أسرابا وإنما تطير أسرابا

حسنا!
لن أكرر أنها خريدة

دمت بخير وصحة وعافية

محمد حمود الحميري
28-07-2017, 07:54 PM
قصيدة بها من الحزن والألم ما يعجز عن وصفه الواصفون ،
وخريدة شعرية فاتنة بطابعها العمري المتميز ببراعة الوصف .
تقديري لسمو هامتك شاعر العصـــر .

عبدالله يوسف
01-08-2017, 11:44 AM
ما شاء الله
بارك الله في عمرك وشعرك أستاذنا
ونسأل الله صلاح الحال
دمتم متألقين أستاذنا

ميسر العقاد
02-08-2017, 03:01 PM
هو الخفيف بحرالبوح والشجن والحب العذري أبحرت فيه كعادتك في كل بحرملاحا لا يجارى
حتى استخرجت لنا هذه اللآلئ الفريدة
أبوعبادة وأبو القاسم وأبو العلاء
شعرت بأرواحهم جميعا تطير بروحك المحلقة فأبدعت هذه العصماء

خالد صبر سالم
06-08-2017, 10:56 AM
في شعرك نكهة الاحتراف الفني المبدع
يسعدني ان ابقى بالقرب من هذا الانثيال البارع
اخي الغالي ادكتور سمير
دمت بكل خير
محبتي واحترامي

خالد صبر سالم
06-08-2017, 10:58 AM
في شعرك نكهة الاحتراف الفني المبدع
يسعدني ان ابقى بالقرب من هذا الانثيال البارع
اخي الغالي ادكتور سمير
دمت بكل خير
محبتي واحترامي

عدنان الشبول
06-08-2017, 07:27 PM
بحر جميل وبحّار شعر مبدع


مفعمة بالشعر والصور والموسيقى


تطرب وتنعش

محبتي

د. سمير العمري
14-08-2017, 02:45 AM
محاولة تجسيم لفوضى واقع عربي كئيب ..
يئنّ تحت سطوة أيادي آثمة متكالبة ..
يرزح تحت نير أكبال الإذلال والطّمس..
يبحث عن خيط أمل رقيق يمسك به ليخرج من حفرته العميقة ..
فينقطع به من جديد..
ليواصل مسار عيشه يتخبط بين أركان مظلمة..
لكنّ شعاع الأمل يراوده في تجاوز مأزقه السّجّان..
و"الإقبال بالسّرور"..
ستظلّ كناية تبحث عن أبطالها من "كلّ فجّ عبقريّ"..
ألَم طويل الأمد..يتفاءل بأمل..
سيظلّ يراود من بقي حيّا من سكّان الحي العربي..
لتسجّل القصيدة غربة الأحياء ..
وعزلةٍ ..وسط جمع تائه..غافل..
الشاعر سمير العمري..
جمال القصيدة في عَبَقِ حزنها..
دمت رائدا لجيل قادم..
بالغ تقديري..

بارك الله بك أيها الحبيب الكريم وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم ، وأقدر تفاعلك الراقي وطرحك العميق الذي تعودناه منك أيها الحصيف!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

حسين الطلاع
14-08-2017, 07:27 AM
وإن غبتُ عنكم ، فما غيابي إلا لظروف .
ولقد قراتها فراعني تشابه ما ،،، بيني وبين من انحسر ضميرهُ عنها ! فكادت تمشي الظروف والصروف كأني أراها .
لله أنت أخي الحبيب ، وسلم الله قلبك من كل هم وغم .
تقبل مني هذا المرور المتواضع واعذر غيابي .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع

د. سمير العمري
18-08-2017, 02:15 AM
قَـــــــــــدَرِي أَنْ أَلُـــــــــــوكَ مُـــــــــــرَّ شُــــجُــــونِــــي
...................................... مِــــنْ صُــــرُوفِ الـحَـيْــاةِ لا مِــــنْ عَــذُولِــي
حِــيـــنَ عَـــــمَّ الْــبَـــلَاءُ فِـــــي الْــقَـــوْمِ حَــتَّـــى
.................................... بَـــــــــاتَ رَمْـــــــــزُ الْإِخَــــــــــاءِ فِــــــــــي قَـــابِـــيــــلِ
حِيـنَ أَصْـغَـى الْعُـقَـابُ فِــي سِــرْبِ نَـعْـقٍ
..................................... لِـــــغُــــــرَابٍ يَـــسِــــيــــرُ فِــــــــــــي الْـــمَـــجْـــهُـــولِ
حِــيـــنَ يَـغْــشَــى شِـــعَـــابَ مَـــكَّـــةَ خَــــــوْفٌ
.............................. وَيَـــــــــلُــــــــــ وذُ الْأَمَــــــــــــــــــ ـانُ بِــــاسْــــطَــــنْــــ بُــــولِ
حِـــيـــنَ صَـــــــارَتْ رُؤَى الــتَّــطَـــرُّفِ رَهْـــنًــــا
............................... بِــــــهَــــــوَى فِـــــــــــــي الـــتَّـــبْـــرِيــــرِ وَالــــتَّــــأْوِيـــــ لِ
حِــيــنَ تَـشْــكُــو دِمَــشْـــقُ وَالْــقُـــدْسُ مِـــــنْ
...................................... ضَـــيْــــمٍ وَمِـــــــنْ تَــرْحِــيـــلٍ وَمِــــــــنْ تَــقْــتِــيــلِ
حِيـنَ يَعْـدُو الْحِـصَـارُ فِــي شِـعْـبِ أَهْــلٍ
................................ غَــــــيْـــــــظَ طُــــــهْـــــــرٍ ذَرِيــــــعَـــــــةَ الــتَّــنْـــكِـــيـــلِ
حِــيــنَ يَــغْــدُو الْـخَـلِـيـجُ ضَــرْعًـــا وَدِرْعًـــــا
............................ لِـــــــــلأَعَـــــــــ ـادِي وَضَـــــــــــــــــــرّ َةً لِــــــلْـــــــعُــــــ ـدُولِ
حِـيــنَ فُـحْــشِ الْـفَـسَــادِ أَغْــــوَى ضَـمِـيــرًا
...................................... يَـــمْــــزُجُ الْـــوَحْــــلَ فِـــــــي فُــــــــرَاتٍ وَنِــــيــــلِ
حِـــيــــنَ تَــغْـــفُـــو الــشُّـــعُـــوبُ أُمَّــــــــةَ لَــــهْــــوٍ
........................... وَافْــــــتِــــــتَــــ ـــانٍ بِــــــالــــــرَّكْــــ ـــلِ وَالــــتَّــــمْــــثِــ ــيــــلِ
إِنَّـــــنِـــــي كَــالْــفَــتِــيــلِ خَـــــلْــــــفَ هُـــمُــــومِــــي
............................ أَتَــــــلَــــــظَّــــ ـــى بِــــــحُــــــرْقَـــــ ــةِ الْــــــمَـــــــسْـــــ ــؤُولِ



هذا هو الحال ولله المشتكى.........ولكن أنلوم الدهر وتقلباته أم من كان سببا في كل هذا للمحافظة على عروش زائفة وسلالات حاكمة ....أليس هم حكامنا وشيوخ الضلالة الضالين المضلين...!!

أشكرك على التبيان وحسن البيان وجميل اللغة والسبك وصدق العاطفة أستاذنا الفاضل ....وكل عام وأنت بخير...

بارك الله بك أيها الأديب الحبيب الكريم والشاعر الراقي ذو الحس والذوق الكبير وأشكر لك رأيك المغدق ومرورك المورق!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
03-10-2017, 03:10 PM
هكذا هو شذا الحب ، وهكذا هي المعاني البتول ، وفقك الله وزادكم من فضله ، وأعاد
الأمة إلى سابق عهدها ومجدها بعد أفول " فارس " ومن ورائها فإنهم سببُ ثلاثة أرباع البلاء ،
وإن الأفول لقريب ، تحيتي وتقديري شاعرنا المعطاء الميفاء .

بارك الله بك أيها الأخ الحبيب والشاعر الرائع، وأشكر لك كريم رأيك وجميل تقريظك وألق شعرك!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
08-12-2017, 06:11 AM
بأي كلمات نعود على هذا النص البكر في محموله
وحبه وأوجاعه التي ملأت الحروف من سادة جعلو
مواطن الامن أمكنة للوجع الكبير في الامة
والأيادي البيضاء فيها هي الموصومة بالارهاب
فأي عجب نعيش
شكرا على جمال ملأ المعاني والتصوير
يثبت النص لقيمته



غمَّ علي بعض العروض لجهلي به
فوجدته تشعيبا

بارك الله بك أيها الأديب الحبيب الكريم والشاعر الراقي ذو الحس والذوق الكبير وأشكر لك رأيك المغدق ومرورك المورق!

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
17-12-2017, 01:54 AM
الأخ الدكتور سمير

كما عودتنا أن تبدع في رسم لوحات معبرة عن واقع مرير ... أجدت وأحسنت

ولابد لهذا الليل أن ينجلي

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري
بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!


دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
22-03-2018, 02:46 AM
إنّ دهراً يجلّ قدر مهينٍ
هو دهرٌ يهين قدر جليلِ


الدكتور سمير العمري
هذه قصيدة من روائعك .. حكمة فاض بها الشعور والحس النقيّ لما يعصف بالأمة من نزاع وفرقة..
كلنا على ضفاف الحزن أستاذي .. ولا بدّ أن نصنع الفلك لنعبر إلى ضفة أخرى من الأمل حيث رايات الحقّ والفضيلة مشرعة.
دمت نبراساً للفكر والأدب .
تحياتي .

بارك الله بك أخي الغالي الكريم وردك هذا جميل وعميق وفيه انعكاس لحكمتك التي أعرف وأحب فشكرا لك تليق.
ودمت بخير ورضوان!

تقديري

د. سمير العمري
22-05-2018, 03:02 AM
الله الله الله
قصيدة جميلة و رائعة شاعرنا الكبير.
لقد غلفها الحزن من كل جانب فزادها جمالا و سحرا.
تحياتي لك أستاذنا الكبير و دام لك الشعر و الابداع.

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
10-07-2018, 01:17 AM
خمسة وستون بيتا من الشعر المترامي الحزن على ضفة شاعر دمج حزنه الذاتي مع حزن الأمة الكبير .
ثم عاد من خارحه إلى داخله مرة أخرى .
هي معلقة معنوية جمالية مهندسة البناء عميقة الفضاءات في مساحات العواطف الحانية .
ابتدأ الشاعر المناجاة الشعرية بلوحة الأصيل الذي شيع الشمس خلف خد أسيل .

وَاجِمًا فِي الْمَدَى وُجُومَ الْأَصِيلِ=شَيَّعَ الشَّمْسَ خَلْفَ خَدٍّ أَسِيلِ

ذَابِلَ الطَّرْفِ بِابْتِسَامَةِ وَجْدٍ=يَمْسَحُ الدَّمْعَ عَنْ عُيُونِ الرَّحِيلِ

ثم كثف تلميحات عن شرح مبررات الوجوم .
وكانت التلميحات تفيد أن الحلم القديم هو سر انبعاث الهديل الشعري انبعاثا سرمديا لا زوال له في المدى المنظور .

لَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّ نَزْفِي وَعَزْفِي=سَادِرُ الدَّفْقِ سَرْمَدِيُّ الْهَدِيلِ

هُوَ قَلْبٌ شَجَاهُ حُلْمٌ قَدِيمٌ=يَتَرَاءَى فِي خَاطِرِي كَالطُّلُولِ

ظَنَّ فِي النَّجْوَى رِحْلَةً فِي ابْتِهَالَاتِ=حَنَانٍ مُؤَرَّج التَّرْتِيلِ

فَدَرَى أَنَّ فِي الْبَرَاءَةِ بَلْوَى=كُلِّ عِشْقٍ يَعِيشُ بَالتَّأْمِيلِ

غير أن مقابلة شراب العطشى مع متبعي السراب تفضي إلى الإياس .

هَزَّ جِذْعَ الْفُؤَادِ سَوْرَةَ شَوقٍ=يَمْتَرِي الذُّلَّ مِنْ شُمُوخِ النَّخِيلِ

لَيْسَ فِي الدَّأْبِ مِنْ شَرَابٍ لِعَطْشَى=يَتْبَعُونَ السَّرَابَ بَالتَّسْوِيلِ

لَيْسَ إِلَّا صَمْتُ الْمُحَدِّقِ لَمَّا=لَمْ يَعُدْ فِي الْعِتَابِ مَعْنَى الرَّسُولِ

كَيْفَ أَتْلُو عَلَيْكِ آيَةَ لَهْفِي=حِينَ بَاتَ الْإِيَاسُ مَنْ يُوحِي لِي

ومع ذلك ، يبقى لهمس الوجدان حقه في التعبير عن مشاعر يصوغها الشاعر بشفافيته اللغوية أبياتا مدهشة الجمال .

لَا تُرَاعِي فَلَيْسَ فِي الدَّوحِ إِلَّا=يَاسَمِينٌ مِنَ الْغَرَامِ النَّبِيلِ

طَيْفُكِ الخَصْبُ يَمْلَاُ الكَوْنَ عِطْرًا=عَابِقًا مِنْ حَنِينِ حَقْلِي وَغِيلِي

مُشْرِقًا كَالصَّبَاحِ فِي يَوْمِ عِيدٍ =حَالِمًا كَالمَسَاءِ فِي أَيْلُولِ

آهِ يَا بَهْجَةَ الفُؤَادِ لَقَدْ حَجَّ=وَتِينِي وَطَافَ كَالمَخْبُولِ

آهِ مِنْ رَجْفَةِ الشَّغُوفِ المُعَنَّى=وَاحْتِرَاقِ المُسَهَّدِ المَتْبُولِ

كُلَّمَا حِرْتُ تَمْتَطِي الرُّوحُ مِنِّي=مِنْ لَظَى الشَّوْقِ صَهْوَةَ المُسْتَحِيلِ

فَتُنَاغِي بِالطُّهْرِ دَهْشَةَ ذَاتِي=مِنْ شَذَا الحُبِّ وَالمَعَانِي البَتُولِ

وَتُنَاجِي فِي هَدْأَةِ اللَيْلِ بَدْرًا= مِنْ حَدِيْثٍ رَوَاهُ صَمْتُ الفُضُولِ

عَذْبَةٌ أَنْتِ لا أَخَالُكِ إِلا=زَفْرَةَ المِسْكِ فِي النَّسِيمِ العَلِيلِ

وَرَحِيقًا يَغْشَى النُّفُوْسَ فَيَرْوِي= مِنْ جَنَاهُ المُعِلِّ حَرَّ الغَلِيلِ

وَاحْتِدَامًا أَلَذُّ مِنْ خَفَرِ العَذْ=رَاءِ فِي الحِضْنِ لَحْظَةَ التَّقْبِيلِ

صور شعرية مبتكرة تتناثر على ضفة الحزن ما بين زفرة مسك في النسيم العليل .
واحتدام ( صراع ربما أو تناقض أو تعارض ) ...المفردة غنية بإيحاءاتها المعنوية . احتدام ألذ من خفر العذراء لحظة التقبيل.!!
روعة الصورة الشعرية وروعة رسم حركيتها الداخلية لغويا وخياليا....مدهشة!

أَيُّهَا النَّاعِسُ الجُفُونِ دَلالا=فَاقَتِ النَّفْسُ مِنْكِ حَدَّ الذُّهُولِ

جِئْتِنِي بِالحُلْمِ المُضَمَّخِ ذَوْقًا=بَعْدَ يَأْسٍ مِنِ انْتِظَارٍ مَلُولِ

جِئْتِنِي فَاسْتَحَالَ فَجْرِي ضِيَاءً=مِنْ جَبِينِ الزُّمُرُّدِ المَصْقُولِ

الهَوَى بَاتَ هَانِئًا فِي ضُلُوعِي=يَتَهَادَى بِنَبْضِ قَلْبِي الطُّفُولِي

كَفَرَاشٍ فِي رَوْضَةِ الحُبِّ يَلْهُو=وَعَصَافِيرَ فِي جَمِيعِ الفُصُولِ

والفراش والعصافير في كل الفصول ...اختزال لآفاق ممتدة تختلج نضارة وحيوية وانفعالا.

يَا لَهَا مِنْ صَبَابَةٍ تَحْبِسُ الْأَنْفَاسَ=فِي عُجْمَةِ الْفَصِيحِ الخَجُولِ

فَلِمَاذَا الْعُيُونُ تَنْثُرُ شَوْكًا=فِي أَنِينٍ يَهُبُّ مِنْ كُلِّ مِيلِ

وَلِمَاذَا السَّحَابُ يَسْتَبْدِلُ الصَّابَ=وَقَدْ جَابَ الْغَابَ بَالسَّلْسَبِيلِ

ولا يتخلى الشاعر عن أساليبه البلاغية البيانية بين " السحاب والصاب وقد جاب الغاب " بالسلسبيل....إيقاع داخلي علت فيه موسيقى الأجراس وتناغمت فيها أصوات الجناس تناغما تجاوبيا مرتفع النبرة .

لَيْسَ مِثْلُ الدُّجَى مَرَارًا لِدَرْبٍ=حِينَ يَشْكُو تَثَاقُلَ الْقِنْدِيلِ


الله !
يا لها من روعة تصوير أن تعبر عن شعور الشارع بالمرارة وهو يشكو من تثاقل القنديل في إضاءته حال ظلمته وانتظاره إضاءة ذلك القنديل!!
ما هذه الشاعرية التي فاضت وغمرت ضفة الشعر وحزنه!

غُرْبَتِي أَرْهَفَتْ فُؤُادِي وَأَوْهَتْ=بِالأَسَى خُطْوَتِي، وَأَعْيَتْ دَلِيلِي

حَيْثُ لا زِلْتُ فِي بَرَاثِنِ وَجْدٍ=بَيْنَ إِنْكَارِ وَاقِعِي وَالقُبُولِ

أَنَا ذَاكَ الصُّوفِيُّ فِي نُسْكِ مَعْنَى=أَلَّفَ السَّمْتَ بَيْنَ فِعْلِي وَقِيلِي

سِرْتُ عُمْرِي بَيْنَ الوُجُوهِ غَرِيبًا=لَمْ أَعِشْ جِيلَهُمْ وَلا عِشْتُ جِيلِي

فَكَأَنَّ الزَّمَانَ لَيْسَ زَمَانِي=وَكَأَنَّ الخُيُولَ لَيْسَتْ خُيُولِي

أَحْمِلُ الهَمَّ لا أَضِنُّ بِجُهْدٍ=فِي زَمَانٍ أَجَلَّ كَفَّ البَّخِيلِ

وَعَلَى السَّفْحِ عِنْدَ ضَفَّةِ حُزْنِي=يَجْرَحُ الرُّوحَ لَمْزُ غَالٍ وَغُولِ

سيل شعري وجداني ممتع الجريان حاضر الشفافية رقيق عذب !
ثم انتقال إلى الحزن الكبير لهذه الأمة بتدرج لا نعرف فيه متى خرج الشاعر عن ذاته وانخرط في ذات الضمير الضخم لهذه الأمة البائسة.

يُهْتَكُ العَهْدُ فِي مَوَاسِمِ وَأْدٍ=وَتُدَاسُ الزُّهُورُ فَوْقَ السُّهُولِ

إِنَّ دَهْرًا يُجِلُّ قَدْرَ مَهِينٍ=هُوَ دَهْرٌ يُهِينُ قَدْرَ جَلِيلِ

مَا الَّذِي يَمْلَأُ الْقَصَائِدَ وَهْمًا=كَالَّذِي يُمْلِي سِفْرَ هَمٍّ ثَقِيلِ

قَدَرِي أَنْ أَلُوكَ مُرَّ شُجُونِي =مِنْ صُرُوفِ الحَيْاةِ لا مِنْ عَذُولِي

حِينَ عَمَّ الْبَلَاءُ فِي الْقَوْمِ حَتَّى=بَاتَ رَمْزُ الْإِخَاءِ فِي قَابِيلِ

حِينَ أَصْغَى الْعُقَابُ فِي سِرْبِ نَعْقٍ=لِغُرَابٍ يَسِيرُ فِي الْمَجْهُولِ
حِينَ يَغْشَى شِعَابَ مَكَّةَ خَوْفٌ=وَيَلُوذُ الْأَمَانُ بِاسْطَنْبُولِ

حِينَ صَارَتْ رُؤَى التَّطَرُّفِ رَهْنًا=بِهَوَى فِي التَّبْرِيرِ وَالتَّأْوِيلِ

حِينَ تَشْكُو دِمَشْقُ وَالْقُدْسُ مِنْ= ضَيْمٍ وَمِنْ تَرْحِيلٍ وَمِنْ تَقْتِيلِ

حِينَ يَعْدُو الْحِصَارُ فِي شِعْبِ أَهْلٍ=غَيْظَ طُهْرٍ ذَرِيعَةَ التَّنْكِيلِ

حِينَ يَغْدُو الْخَلِيجُ ضَرْعًا وَدِرْعًا=لِلأَعَادِي وَضَرَّةً لِلْعُدُولِ

حِينَ فُحْشِ الْفَسَادِ أَغْوَى ضَمِيرًا=يَمْزُجُ الْوَحْلَ فِي فُرَاتٍ وَنِيلِ

حِينَ تَغْفُو الشُّعُوبُ أُمَّةَ لَهْوٍ=وَافْتِتَانٍ بِالرَّكْلِ وَالتَّمْثِيلِ

إِنَّنِي كَالْفَتِيلِ خَلْفَ هُمُومِي=أَتَلَظَّى بِحُرْقَةِ الْمَسْؤُولِ

صورة الفتيل الذي يتلظى بناره ويذوب حرقة .حرقة المسؤول عن الإنارة . مسؤول عن الإنارة التي يحدثها بحرق نفسه...
تكررت كلمة " حين " بوقعها المنذر بغصات متوالية .
كان التكرار جميلا بوظيفته النفسية والإيقاعية .
وكانت الشكوى مبكية .
ثم يعود الشاعر إلى داخله ولا نعرف كيف ولا متى عاد.

وَفُؤَادِي عَلَى الرَّجَاءِ يُنَادِي=أَنْ قَلِيلُ الْعَطَاءِ غَيْرُ قَلِيلِ

تِلْكَ أُخْرَى لِمُهْجَةٍ بِكِ تَحْيَا=أَرْهَقَتْهَا السِّنِينُ بِالتَّخْذِيلِ

وَإِذَا الحُّبُّ لَمْ يُبِنْ عَنْ وَفَاءٍ=كَانَ كَالرَّوْضِ مُؤْذِنًا بِالذُّبُولِ

لَسْتُ أَدْرِي أَيَّانَ بَعْدَكِ أَمْضِي=فَلَقَدْ كُنْتِ نَجْمَتِي وَسَبِيلِي

وَمَعِي مِنْكِ أَبْجَدِيَّةُ ذِكْرَى=تُلْهمُ الْمُعْصِرَات فِي الْمَنْدِيلِ

مَا أَرَى إِلا فِيكِ بَلْسَمَ رُوحِي=وَسِرَاجِي وَدِفْءَ طَرْفِي الْكَلِيلِ

وَإِلَيْكِ الْهَوَى تَنَاهَى وَلَكِنْ= لَيْسَ يَرْضَى فِي الْوَصْلِ شَطْرَ الْحُلُولِ

وَالْهَوَى مُضْغَةُ الْجُنُونِ الَّذِي=يَكْفُرُ بِالْمَنْطِقِيِّ وَالْمَعْقُولِ

فَاعْذُرِينِي إِذَا كَفَرْتُ بِعِشْقٍ=يُعْشِبُ الْبَوْحَ مِنْ دُمُوعِ الْأُفُولِ

وَامْرَحِي كَيْفَ شِئْتِ بِنْتَ خَيَالٍ=لَا يَرَى فِي الوَرَى لَهَا مِنْ مَثِيلِ

وَاسْتَرِيحِي عَلَى نمَارِقِ غَيْبٍ=يَقْتَفِي الشَّيْبَ فِي نَوَاصِي النُّحُولِ

أَوْ تَعَالِي بِكُلِّ مَا بِكِ لَحْنًا=يَتَغَنَّى بِحُلْمِنَا الْمَعْسُولِ

مُنْعِشَ النَّفْسِ، مُزْهِرًا بِالأَمَانِي =سَاحِرًا فَوْقَ سِحْرِ كُلِّ جَمِيلِ

أَقْبِلِي بِالسُّرُورِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ=عَبْقَرِيٍّ فَالْعُمْرُ غَيْرُ طَوِيلِ

قرأت الروعة والدهشة والشعر !
طبتم في جمال شاعريتكم
وطبتم في مصاف الألق
كل التقدير
كيف لي أن أشكرك على كل هذا أيتها الأديبة الكريمة الرائعة! إنها وقفة كريمة على ضفاف حرفي هنا وتفاعل يليق بمقام حس نبيل فشكرا لك من القلب!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
28-09-2018, 01:16 AM
من الناحية النفسية والعاطفة التي تحكي عن الذات كانت كلمات مناسبة مرهفة الأحاسيس أودتني إلى عالم آخر فيه من الجمال الأصيل الممزوج بالحزن والوحدة مع المحافظة على الثبات والأصاله حتى لاتنهار النفس بشكل كامل.

وهنا مايؤثر من عوامل خارجية ومواقف على النفس وربما هي تهيئة للحديث عن الوضع الاجتماعي وانقلاب موازينه حتى ليضحي الجليل في محل زهيد عن الناس والوضيع في محل رفيع

قابيل هو رمز قوي لبناء الإحاء مع القاتل والظالم وإكرامه ليوغل في جبروته وتنمرده بدلا من خط الخطوط الحمراء أمامه
وإلى الله المشتكى والله المستعان

قصيدة ككل قصائدك إلا أنها تميزت بالرهافة والقوة معا دون نقص أو زيادة من أولها حتى نهايتها كانت عذبة جدا
تقديري لقلمك أبي وأبياتك البواسل التي لاتتوانى عن النطق بالحق
احترامي

بارك الله بك أيتها الشاعرة المرهفة والأديبة الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم وكم أسعد دوما بوقفاتك النقدية في قصائدي!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
31-01-2019, 04:53 AM
الأستاذ د سمير العمري

صراع مرير قديم يعيشه الشاعر العربي مما يعانيه من قسوة الظروف ومن تبدل حال الأمة من المجد الحضاري إلى الدنو
هذا ثم إن لك فيوض مودة شاعرنا المفضال
مع عميم تقدير
بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

أحمد الجمل
09-02-2019, 01:42 PM
سبحان الله
حرفيا .. هذه الأبيات تحكيني
ودائما ما أقول أنني بالعامية المصرية ( دَأَّهْ أَدِيمَه )
ولمن يسألني عن عمري ( ألف عام أو يزيد )
ودائما ما أردد أنني ولدت في زمان غير زماني

غُــرْبَــتِي أَرْهَــفَــتْ فُــؤُادِي وَأَوْهَــتْ
بِــالأَسَــى خُــطْوَتِي، وَأَعْــيَتْ دَلِــيلِي
حَــيْــثُ لا زِلْـــتُ فِــي بَــرَاثِنِ وَجْــدٍ
بَــــيْــنَ إِنْــكَــارِ وَاقِــعِــي وَالــقُــبُولِ
أَنَــا ذَاكَ الــصُّوفِيُّ فِــي نُــسْكِ مَعْنَى
أَلَّـــفَ الــسَّــمْتَ بَــيْنَ فِــعْلِي وَقِــيلِي
سِــرْتُ عُــمْرِي بَــيْنَ الــوُجُوهِ غَرِيبًا
لَــمْ أَعِــشْ جِــيلَهُمْ وَلا عِــشْتُ جِــيلِي
فَــــكَــأَنَّ الــــزَّمَــانَ لَــيْــسَ زَمَــانِــي
وَكَـــأَنَّ الــخُــيُولَ لَــيْــسَتْ خُــيُــولِي
أَحْــــمِــلُ الــهَــمَّ لا أَضِـــنُّ بِــجُــهْدٍ
فِـــي زَمَـــانٍ أَجَـــلَّ كَــفَّ الــبَّخِيلِ
وَعَــلَــى الــسَّفْحِ عِــنْدَ ضَــفَّةِ حُــزْنِي
يَــجْــرَحُ الــرُّوحَ لَــمْزُ غَــالٍ وَغُــولِ
يُــهْــتَــكُ الــعَــهْدُ فِـــي مَــوَاسِــمِ وَأْدٍ
وَتُـــدَاسُ الــزُّهُــورُ فَـــوْقَ الــسُّهُولِ

والقصيدة كلها للإقتباس ومن أجمل ما قرأت
سلمت أستاذي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أيامك
تحيتي ومحبتي

د. سمير العمري
01-07-2019, 01:58 AM
الشاعر الكبير د.سمير العمري
تحياتي
سبق لي أن قلت بعد قراءتي لبعض قصائدك أني تنسمت فيها روح ابي تمام..
وها أنا اعود لأجدني أحس نفس الاحساس بعد قراءة هذه القصيدة
و خصوصا بيت القصيد التالي:
إِنَّ دَهْـــــــــــــرًا يُـــــــجِـــــــلُّ قَــــــــــــــدْرَ مَــــهِـــــيـــــنٍ
هُــــــــــوَ دَهْــــــــــرٌ يُـــهِــــيــــنُ قَـــــــــــدْرَ جَـــلِــــيــــلِ
ما أروعه من بيت سيذهب مثلا.. !!!!!
بيت فيه من حسن المقابلة و المحسنات البديعية.. و فيه من السلاسة و حسن السبك ..منحوت كالجوهرة الكثيرة الزخارف..
مع خالص التقدير



بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

زيد الأنصاري
01-07-2019, 08:59 AM
ما شاء الله تبارك الله على طول النفس وثبات الإبداع.

د. سمير العمري
11-03-2020, 01:06 AM
أصبح المرور في رياضكم أستاذنا الشاعر الكبير المدهش بالإضافة إلى كونه متعة خاصة لا تضاهيها متعة وشغفا للنهل من هذي العيون الثرة السلسبيل ..
أقول أصبح سببًا في إرباكٍ حقيقيٍ حيث تغدو الكلمات كل الكلمات أصغر من أن تحيط بجمال المشهد لغةً وشاعريةً وفكرًا
مرةً أخرى فلتعذر فقر يراعتي وحروفي .. وكن دائمًا كما عهدناك فارسًا متقدِّمًا من فرسان الشعر العربي قديمه وحديثه
لله درك .. وكفى

بارك الله بك أيها الأديب الأريب والأخ الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية ولا أوحش الله منك!




تقديري

مازن لبابيدي
11-03-2020, 05:30 AM
قليل أن يقال فيك شاعر أخي المتألق دائما النجم ساطعا سمير العمري

لعمري أيها العمري إنها لمن روائعك ومن روائع القصيد العربي موضوعا وسبكا ، ناهيك عما لا حاجة لذكره من لغتك وتصويرك وبديعك .

بارك الله فيك وزادك من نعيمه وفضله

عبدالحكم مندور
14-03-2020, 03:36 PM
هي قصيدة كبيرة كقصائد الدكتور سمير قاموس واسع وخيال متعدد الطبقات وثراء لغة تحملك في تباينات كثيرة منه السهل المنساب والمستعصي الذي يحتاج لكثير من الوقوف والتأمل ربما ترجع بالقارئ العادي للخلود تاركا ذلك للدارس المتأمل .. ونحمد فيها سعة الخيال وطول النفس وثراء اللغة.. ولقد قرأت فيا مقتطفات زاهرة ومقطوعات جميلة كان يمكن أن تندرج تحت عنوان واحد

نحمد هذا الثراء وذلك الجهد المتواصل وذلك الغنى اللغوي ..مع خالص التقدير والمودة

د. سمير العمري
27-11-2020, 04:08 AM
الله الله
رائعة من روائعك ودرة من درر الشعر كما عودتنا أيها الرائع

ولي فيها للاستئناس ليس إلا:

الــهَـــوَى بَـــــاتَ هَــانِــئًــا فِــــــي ضُــلُــوعِــي
يَــتَــهَـــادَى بِــنَــبْـــضِ قَــلْــبِـــي الـطُّــفُــولِــي

قرأتها والهوى، بدلا من القطع

حِينَ أَصْغَى الْعُقَـابُ فِـي سِـرْبِ نَعْـقٍ
لِـــــغُـــــرَابٍ يَـــسِـــيــــرُ فِــــــــــي الْــمَــجْـــهُـــولِ

قرأتها يطير

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
لا إخالك تظن أخي الحبيب أن ما ذكرت لم يكن خطر ببالي، بل إن ما فعلته هو ما يلفت وبل ويؤكد أن ما ذكرته خطر ببالي طبعا .. ولكني اخترت القطع لأسباب مقصودة تفيد المعنى والحالة الشعورية وفي توظيف كلمة يسير بدل يطير ما لا يتسع المجال هنا لشرحه لا من حيث التصوير والتوظيف البلاغي ولا من حيث الرمزية الدلالات، وظني أن مثلك بالذات ما كان ليغيب عنه كل ما قصدت وأردت من ذلك التوظيف.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

فاتن دراوشة
27-11-2020, 05:13 AM
دام إبداعك ينبوع يروي السّطور

لا فضّ فوك

د. سمير العمري
02-04-2021, 01:36 AM
قصيدة جدّ رائعة

احترتُ أيّ الأبيات أقتطف فهالني جمال و روعة القصيدة كلّها

لله درّك ما أروعك و أبدعك!

فلا تحزن أستاذي

فالليل مهمّا طال فلايدّ من طلوع الفجر

و الفجر قريب إن شاء الله

بارك الله فيك و جزاك الجنّة كما استمتعنا بمطالعة هذه الخريدة

دمتَ في حفظ الرحمن

بارك الله بك أيها الشاعر المبدع والأخ الحبيب وإني لأشكر لك رأيك المغدق وتفاعلك الراقي وردك الكريم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية ولا أوحش الله منك!


تقديري

د. سمير العمري
30-08-2021, 01:48 AM
أما أنا لا أصفق
القصيدة رائعة وزيادة
جميلة باسلوبهاالنخبة يطربون لها
والدكتور العمري استاذنا الكبير
ولكن لي رأي آخر عندما عرضتها على طلاب الثانوية وعامة الناس
قالوا ليست جميلة لم نفهم هناك مفردات قاموسية
فهم يبحثون عن السهل الممتنع
ومسؤوليتنا النهوض بواقع الذوق المجتمعي
وليس واجبنا التحليق في فضاءات الابداع
وانا دائماً اعرض نتاجي على الناس شبه استفتاء
لك مني احلى تحية وباقات الورد

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب، ولا بأس في رأيك ورأي من هم مثلك، وإنما الأدب لكل ذوق وكل قدر وقدرة فمن استعصى عليه شراء الذهب اشترى الخشب واستحسنه ولا غضاضة.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
01-10-2022, 02:22 AM
حِـيــنَ فُـحْــشِ الْـفَـسَــادِ أَغْــــوَى ضَـمِـيــرًا
يَـــمْــــزُجُ الْـــوَحْــــلَ فِـــــــي فُــــــــرَاتٍ وَنِــــيــــلِ
صدقت ... وابدعت

بارك الله بك أيها الحبيب الكريم وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم ، وأقدر تفاعلك الراقي!


دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري