من ذاك الشبح ؟

[الفرحان بوعزة]

بردت الجدران، صفع زوايا غرفته بنظرات تتكسر على الجدران، أحس أن المكان يطارده.. ببصر حديد رأى حياة الفراغ تأكل ما تبقى من عمره، فوق سطح النسيان كتب آخر سره إلى من التقطته ليلا من الشارع. تداخلت الأجسام، تشابكت الأنفاس، تناقضت الأحلام وتساقطت مع الأيام. فكر وقدر. خط رسالة تضج بكلمات غير ناضجة تختزل زمن التشظي والتمزق، وضعها برفق فوق طاولة زجاجية وأفكاره تتساقط بين يديه كأوراق ذاوية:
ـــــ معذرة: لقد جمعتِ أنفاسي، لملمتِ شملي. لقد تذوقت جزءا من الحياة معك متأخرا، لم أكن شيئا، كنت إنسانا تافها. الآن لا أدري من أنا؟ ما أنا إلا رجل يحمل ظلما لنفسه وغيره.
من بعيد كان يراقبها، رآها تشتبك مع قفة مملوءة عن آخرها بالفواكه والخضر، أسقط عينيه على الأرض، زحزح جسده عن المكان متوجها إلى البحر، أمواج تموت في صمت بين رجليه، وأخرى تنتحـر قبل أن تصل إلى نهايتها ... رمى نظره في اللانهائي .. ابتسم. على مرمى النظر البعيد، سفينة راسية تحتمي بالسراب. سأل الريح : هل هناك أرض خلف هذا البحر؟ خلع ملابسه، بعثرها بين الأمواج، نظر إلى الوراء رآها تختنق تحت قوة الأمواج المتلاطمة.
القاعدون في الشاطئ على الكراسي تحت مظلاتهم الشمسية يضحكون ، يتساءلون، بأعينهم وهم يشاهدون الجنون في أعلى درجته، رموه بعيون السخرية والاستهزاء وجلودهم تشهد عليهم.
غط الماء نصف جسمه، استدار نحوهم، صفعهم بانحناءة تعبر عن الرضا، ود أن يصفقوا له، لا يترجى منهم عطفا ولا رحمة. جمع تلك النظرات في تجاويف قلبه وابتسم. ثوان، دقائق... نسف حظه الأخير من الحياة.
بعد أعوام، في نفس المكان قعدت ابنته بجانب أمها تحت مظلة شمسية كبيرة تتأمل أمواج البحر وهي تـنتحر على الصخور، سألت الفتاة أمها: أمي، أرى شبحا يحييني من هناك، هيا .. على هذا الرمل المبتل، ساعديني..هيا.. سوف أنحت منه رجلا يشبهه رغم طول قامته. ردت الأم بحسـرة مصحوبة بزفير يستفز اللحظة:
ـــــ أتوسل إليك... بل أناشدك...يا من أنت؟! أكتب رسالة لابنتك ولو من تحت الماء المالح. ردت الفتاة : ماذا قلت أمي؟

[ناديه محمد الجابي]

وكأنه يصحو من إغفاءة ليكتشف إنه ليس سوى إنسانا تافها
يأكل الفراغ ما تبقى من عمره ـ يعيش على الخطيئة ظالما لنفسه ولغيره
فقرر أن ينهي هذه الحياة وكأنه يريد ان يغتسل من ذنوبه
فدخل إلى البحر مختارا راضيا مبتسما بأن ينهي هذه الحياة البائسة
ويختفي كشبح لم يكن له يوما وجود.
لترى ابنته بعد سنوات في نفس المكان شبحا يحييها من بعيد.

تنهل من منابع الإبداع الراقي حروف كبيرة القيمة غزيرة المعاني
لتقدم لوحة تعبيرية متكاملة
أتقنت التصوير والنحت بالتعبير
تقديري الكبير.
:0014::0014:

[الفرحان بوعزة]

وكأنه يصحو من إغفاءة ليكتشف إنه ليس سوى إنسانا تافها
يأكل الفراغ ما تبقى من عمره ـ يعيش على الخطيئة ظالما لنفسه ولغيره
فقرر أن ينهي هذه الحياة وكأنه يريد ان يغتسل من ذنوبه
فدخل إلى البحر مختارا راضيا مبتسما بأن ينهي هذه الحياة البائسة
ويختفي كشبح لم يكن له يوما وجود.
لترى ابنته بعد سنوات في نفس المكان شبحا يحييها من بعيد.

تنهل من منابع الإبداع الراقي حروف كبيرة القيمة غزيرة المعاني
لتقدم لوحة تعبيرية متكاملة
أتقنت التصوير والنحت بالتعبير
تقديري الكبير.
:0014::0014:


المبدعة المتألقة نادية تحية طيبة .
نعم هي ثلات حيوات ،كل حياة تشكل دورة زمنية للأبطال الثلاثة.
شكرا على قراءتك القيمة التي كشفت عن معطيات جديدة أنارت النص .
كم أنا مسرور بالمتابعة والتواصل الجاد والمفيد ..
شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
مودتي وتقديري ..

[مصطفى الصالح]

يا إلهي
كيف يحيل الفراغ الروحي الإنسان إلى ريشة في مهب الريح
كي يفقد بوصلته بلحظة وينسى كل المباديء التي خلق الإنسان لأجلها
الانتحار جبن كبير لعدم القدرة على مواجهة الحياة
هو هروب من الواقع إلى لا شيء
نص مكثف بشدة غزير جدا
عميق المعاني محلق شاسع التصاوير
فكرة قوية ومتانة في السرد والأسلوب
لا يترجى منهم عطفا ولا رحمة>> ربما يرتجي تكون أفضل هنا

دمت والابداع

يستحق التثبيت

تقديري أخي الفاضل فرحان

[علاء سعد حسن]

انسيابية لغة القص لم تمنعه جزالة العبارة وقوتها
واختزال عميق لم يوقف بوح النص
هذه معادلات صعبة لا يصنعها الا الاكابر استاذي العزيز

[الفرحان بوعزة]

يا إلهي
كيف يحيل الفراغ الروحي الإنسان إلى ريشة في مهب الريح
كي يفقد بوصلته بلحظة وينسى كل المباديء التي خلق الإنسان لأجلها
الانتحار جبن كبير لعدم القدرة على مواجهة الحياة
هو هروب من الواقع إلى لا شيء
نص مكثف بشدة غزير جدا
عميق المعاني محلق شاسع التصاوير


فكرة قوية ومتانة في السرد والأسلوب
لا يترجى منهم عطفا ولا رحمة>> ربما يرتجي تكون أفضل هنا
دمت والابداع
يستحق التثبيت
تقديري أخي الفاضل فرحان
شكرا لك أخي المبدع المتألق مصطفى على تحليلك القيم لهذا النص المتواضع .
كعادتك تضيئ النص بقراءتك الجادة والهادفة .. شكرا على تواصلك المتميز ..
فعلا أخي ،فعل " يرتجي " يفيد الطلب في الحال،بينما فعل " يترجى " طلب فيه نوع من التماطل .
هكذا فهمت أخي .. شكرا على الإرشاد والتنبيه ..
محبتي وتقديري

[الفرحان بوعزة]

انسيابية لغة القص لم تمنعه جزالة العبارة وقوتها
واختزال عميق لم يوقف بوح النص
هذه معادلات صعبة لا يصنعها الا الاكابر استاذي العزيز



المبدع المتألق علاء تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
شكرا على تشجيعك المتميز وكلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها .
محبتي وتقديري

[حارس كامل]

من أجمل النصوص التي قرأتها مؤخرا
باذخ بتصويراته ولغته العالية والتكثيف المدهش
بورك مداد قلمك صديقي الرائع

[الفرحان بوعزة]

من أجمل النصوص التي قرأتها مؤخرا
باذخ بتصويراته ولغته العالية والتكثيف المدهش
بورك مداد قلمك صديقي الرائع


شكرا لك أخي المبدع المتألق حارس كامل على تشجيعك القيم ،
شكراعلى اهتمامك النبيل ،وكلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها..
محبتي وتقديري .

[أحمد العكيدي]

نص مبدع، يأسرك أسلوبه الشائق والمميز في بحر جمال اللغة والتصوير.
مع أجمل التحايا

[الفرحان بوعزة]

نص مبدع، يأسرك أسلوبه الشائق والمميز في بحر جمال اللغة والتصوير.
مع أجمل التحايا

المبدع المتألق سي أحمد العكيدي تحية طيبة ..
شكرا على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ..
شكرا على كلمتك الطيبة ،كلمة أعتز بها .
محبتي وتقديري

[عباس العكري]

حياة الفراغ تأكل ما تبقى من عمره، فوق سطح النسيان تناقضت الأحلام وتساقطت مع الأيام رسالة تضج بكلمات غير ناضجة تختزل زمن التشظي والتمزق لم أكن شيئا، كنت إنسانا تافها رجل يحمل ظلما لنفسه وغيره رموه بعيون السخرية والاستهزاء لا يترجى منهم عطفا ولا رحمة

إذن هكذا تنتهي حياة كل من يرى نفسه تافهة ويحيى مع قوم يسخرون منه ولذا تراه يعيش الفراغ في آخر عمره بعدما تناقضت أحلامه

دمت

[كاملة بدارنه]

تداخلت الأجسام، تشابكت الأنفاس، تناقضت الأحلام وتساقطت مع الأيام. فكر وقدر. خط رسالة تضج بكلمات غير ناضجة تختزل زمن التشظي والتمزق، وضعها برفق فوق طاولة زجاجية وأفكاره تتساقط بين يديه كأوراق ذاوية:
تصوير للحظات اليأس بدقّة
أسلوب بارع في السّرد والطّرح!
بوركت
تقديري وتحيّتي

[الفرحان بوعزة]

حياة الفراغ تأكل ما تبقى من عمره، فوق سطح النسيان تناقضت الأحلام وتساقطت مع الأيام رسالة تضج بكلمات غير ناضجة تختزل زمن التشظي والتمزق لم أكن شيئا، كنت إنسانا تافها رجل يحمل ظلما لنفسه وغيره رموه بعيون السخرية والاستهزاء لا يترجى منهم عطفا ولا رحمة

إذن هكذا تنتهي حياة كل من يرى نفسه تافهة ويحيى مع قوم يسخرون منه ولذا تراه يعيش الفراغ في آخر عمره بعدما تناقضت أحلامه

دمت


شكرا لك أخي المبدع المتألق عباس على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع.
شكرا على متابعة نصوصي السردية التي تنار على يد قلمكم المتميز،
وأقفال النصوص لا تستعصي على أديب خبر كنه الفن والأدب والجمال .
شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
محبتي وتقديري .

[الفرحان بوعزة]

تصوير للحظات اليأس بدقّة
أسلوب بارع في السّرد والطّرح!
بوركت
تقديري وتحيّتي

شكرا لك أختي المبدعة المتألقة كاملة على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع.
شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به ..
محبتي وتقديري .

[د. سمير العمري]

نص قصصي بلغة مميزة وأسلوب فاره وفكرة عميقة فلا فض فوك!
لست أدري أيها الحبيب ولكني شعرت بأن الجملة الأخيرة أوهت قفلة النص ولم أجد لها أهمية لجسد النص.

تقديري

[الفرحان بوعزة]

نص قصصي بلغة مميزة وأسلوب فاره وفكرة عميقة فلا فض فوك!
لست أدري أيها الحبيب ولكني شعرت بأن الجملة الأخيرة أوهت قفلة النص ولم أجد لها أهمية لجسد النص.
تقديري
شكرا لك مبدعنا وشاعرنا العربي الدكتور سمير على هذه القراءة القيمة ،
شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به.ربما جاءت القفلة غير متساوقة مع "حرارة "القصة ..
سأعمل على تغييرها أو تنقيحها إن شاء الله .شكرا على ملاحظتك القيمة .محبتي