المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصّامتة والرغّائون



عماد هلالى
18-07-2017, 12:42 AM
قصة حقيقية

يعرفونها منذ سنين , تسكن معهم في هذا الحي الشعبي المزدحم , وحيدة في بيت ضيّق , تخرج صباحا تلتحف رداءا ابيضا , لايظهر من جسمها الاّ عين واحدة , كما تفعل جميع النسوة هنا , تلف البلدة مشيا على الأقدام , صامتة , ثم تعود , وتغلق على نفسها باب البيت .

نفس المشوار تقطعه يوميا , تدخل السوق المجاور , وتذهب الى مقر الضمان الاجتماعي , تدخل المكتب المسؤول عن منحة المرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة , فهي تعرف أنّهم يعطونها مبلغا ماليا كل شهر , كونها مسجّلة عندهم في فئة المتخلّفين ذهنيا , تقف صامتة أمام الموظف في المكتب , ثم تنصرف , وقد تعوّد على زيارتها كل صباح .

يعتبرونها مجنونة , يتكلّمون عنها كثيرا , لم يفكّر أحد يوما أنّها تحتاج الى بعض المساعدة , لا يرحمونها , ويكلّمونها بجديّة عندما يحتاجون اليها , فقد تجد من يسألها عن أمر ما عندما تقف صامتة في الطّريق , ولا تجب عادة عن أي شيء , ولا تسمع لها صوتا .

في موسم الحر , تصعب الحياة في هذه البلدة , ولا أحد يقدر على قضاء الصّيف كلّه فيها , أغلب السّكان يتّجهون شمالا الى المدن السّاحليّة , والقليل ممّن يمكثون , داخل الغرف المكيّفة , والصّامتة بيتها ضيّقا , وليس فيه أي تكييف .

غابت لفترة , لم ينتبه لغيابها أحد , لا باعة السّوق المجاور , ولا مرتادي الطّريق , ولا موظّف مكتب الخدمات الإجتماعية , وبعدما اكتشفوا موتها مخنوقة من الحر , وأخرجوا جثتها وهم يتصبّبون عرقا , تكلّموا كثيرا , عن هذا الزّمن , وكيف صار الشخص يموت فيه داخل بيته ولا يعلم به جاره , لاموا الزّمن وما لاموا أنفسهم .

علاء سعد حسن
18-07-2017, 10:26 PM
قصة حقيقية


.................................................. .................................................. ............................. لاموا الزّمن وما لاموا أنفسهم .

تمنيت لو تركت القارئ ان ينطق او يعلق بتلك الجملتين الافتتاح والخاتمة..

أعجبني العنوان جدا

واعجبني السرد

عماد هلالى
19-07-2017, 01:55 AM
الأستاذ الأديب علاء سعد حسن : اعجابك سيدي شرّفني وأسعدني , وملاحظتك قيّمة جدا واستفدت منها كثيرا , شكرا جزيلا بارك الله فيكم , وأرجو أن لا أحرم أبدا من حضوركم الكريم والجميل

ناديه محمد الجابي
19-07-2017, 11:07 AM
هو زمن غريب أصبح كل يدور فيه حول نفسه ولا يرى أو يشعر بغيره
نص مائز بسرديته البسيطة الموحية
لقصة معبرة ومؤثرة ومؤلمة.
بوركت واليراع.
:001::001:

عماد هلالى
19-07-2017, 10:52 PM
هو زمن غريب أصبح كل يدور فيه حول نفسه ولا يرى أو يشعر بغيره
نص مائز بسرديته البسيطة الموحية
لقصة معبرة ومؤثرة ومؤلمة.
بوركت واليراع.
:001::001:

وفيك بارك , شكرا جزيلا وجزاكم الله كل خير :0014::hat:

مصطفى الصالح
22-07-2017, 03:44 PM
الفكرة جميلة وسامية
والسرد هنا سلس... لكن
هنا سرد فقط وليس قصة
كان ينقص هذا النص بعض الحرارة ، فيه برود كمن يقرأ شيئا لا يعنيه
كذلك تدخل الكاتب في المجريات أفسد النص أيضا
جاءت الخاتمة باهتة عادية وكأنك لم تقل شيئا جديدا، خالية من الدهشة تماما، وزاد الطين بلة تدخل الكاتب وتعليقه ، وهذا تفسير غير محمود في القصص
ننتظر جديدك
تقديري

عماد هلالى
23-07-2017, 12:27 AM
الفكرة جميلة وسامية
والسرد هنا سلس... لكن
هنا سرد فقط وليس قصة
كان ينقص هذا النص بعض الحرارة ، فيه برود كمن يقرأ شيئا لا يعنيه
كذلك تدخل الكاتب في المجريات أفسد النص أيضا
جاءت الخاتمة باهتة عادية وكأنك لم تقل شيئا جديدا، خالية من الدهشة تماما، وزاد الطين بلة تدخل الكاتب وتعليقه ، وهذا تفسير غير محمود في القصص
ننتظر جديدك
تقديري

الأستاذ الأديب مصطفى الصالح : شكرا جزيلا بارك الله فيك , خالص تحياتي وتقديري :0014::hat: