تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطفل والقرآن



مصطفى بوعزة
19-07-2017, 07:00 PM
الطِّـــفْـلُ وَالـقُــرْآنُ
أتى الطِّفلُ سعْياً يجَاري خُطاهُ *** يُـوَاري كتَـــــاباً أصَابتْ يَداهُ
يُنَاغيهِ فخْراً بحِرْصٍ بَريءٍ *** وأحْنـى عليْهِ لصَــــــدرٍ طَواهُ
يَدٌ تتَّـقينَا بيُـسْرى وأخْــــــــرى *** بيُمْنـى تُمَسِّكُ غـُـنْــــماً سَباهُ
فهَـبَّ أبُــــوهُ حَثـيــــثاً بحَــــــزْمٍ *** وقَـدْ راعَـهُ الأمْرُ لـــمَّا رآهُ
أقُـرْآنُ هَــــــــــدْيٍ بأيْـدِي صَبِيّ *** ألاَ مَنْ ألـُـومُ أمَا مــنْ نَـهاهُ؟
وأدْرَكــــــــهُ دُونَ سعْـيٍ بشَوْطٍ *** وسَـــلَّ الكتَاب بلـُطـــفٍ أتاهُ
بَكَى الطـِّفل مُسْتعْـــطفاً ثمَّ أهْوَى *** وعَـيْنُ الرَّجَاء تُرَضِّـي أبَاهُ
يُريدُ الكتَابَ الكَــــريمَ بحِـرْصٍ *** ومَا إنْ درى أيَّ سِـرّ هَـداهُ
ولَكنَّـــــهَا فـطــرَةُ الله ِ ضَاءَتْ *** فأسْـنَتْ قـُلَيْباً بنُــــورٍ جَلاَهُ
بنُورٍ سَرَى في الـوَرى منْ بُـزُوغٍ *** وسَالَ بـقَــدْرٍ رَعَـــاهُ الإلَهُ
فكَانَ الخـتَامُ بـذِكْـــــــــرٍ تجَلَّى *** بلَـيْـــــلٍ إذِ الغَارُ سَـاجٍ دُجَاهُ
وصَاحبُهُ فــــي خُشُـوعٍ بنُسْكٍ *** يُـناجِي الإلَهَ لأمْـــــــرٍ دَعاهُ
فصَـــاحَ المَــــلاكُ لِتَــقْرأ بـآيٍ *** بَشـيراً بدِينٍ إلَهِـــي ارْتضَاهُ
فَحَـمَّلهُ هَــــــــدْيَ خلْـقٍ تجَافَى *** عَن الحَـقِّ دهْراً تــوَافَى مَداهُ
بحَبْلٍ منَ النُّـــــور فـيْـضاً تدَلَّى *** أضـــاءَ قُـلـُـوبَ البَــرَايَـا سَنَاهُ
تلَــــوْنا كـــمَا أنْـزِلَتْ محْكَمَاتٍ *** بِسِــــــــــرّ أكِـنَّ بَــدَا مِنْ خَفَاهُ
يُجَلّي هُمـــوماً فتَصْغـى نُـفوسٌ *** بهِ تـطْمَـــــئـنُّ بذِكْــــــرٍ تــلاهُ
فَأسْمِــعْ صَبِـــــــيَّـكَ منْهُ نَصِيباً *** أبَا الطِّفْل،واقْرَأ برِسْلٍ عَسَاهُ
إذَا بَلغَ السَّمْعَ مــــــنْهُ وَأصْغَى *** يَطِبْ منْهُ نفْساً وتُذْهِبْ أسَاهُ
فَهَزَّتْ أناملـُهُ صـــــــــفحَةَ الذِّكْــــــــــــــــرِ وَانسَاب يتْلــو بشَجْوٍ عَلاهُ
بعَـذبٍ يُـــــــرَوّي الفُؤادَ جَلالاً *** ويَغْشى ثنَايا الشَّغَاف رُوَاهُ
فَـرَوَّى الصَّبيّ وجَالَ بطَـــرْفٍ *** وأصْغَى بســــمْعٍ وخَفَّ بُكَاهُ
حَبَا ثمَّ سَاوَى الكتَابَ فأهْـــــوَى *** عَـــلَيْهِ بخَــــدّ تـــبَـاهَى ضِيَاهُ
وأغـفَى يَـــــــزينُ المُـحَيَّا سَلامٌ *** تهَادَى بهِ البِشْرُ يجْلُو صَفَاهُ
ونامَ بأمْـنٍ مَـــــــــــلاكاً كريماً *** فأشْـجَى قــلوباً وأبْــكَى أبَاهُ
وسَالتْ دُمُوعٌ فأعْـــشَتْ عُيُوناً *** وحَنَّتْ قـُلـــــوبٌ وخرَّتْ جِبَاهُ
وشَادَت بهِ ألسُــــــنٌ شَاهِداتٌ *** تُــزَكّي بفَخْرٍ وصَاحَتْ شِفاهُ
هُـــــوَ الذكْرُ روحٌ، وَذِكْرٌ لرُوحٍ *** بمِيثَاقِ غيْبٍ جَرَى مُذ بَراهُ
بَلَى قالَهَا الذرّ مــــنْ غَابِراتٍ *** وقامَتْ دَليلاً عَلى منْ عَصَاهُ
لهُ الدِّينُ فَرْداً فأخْلِـــــصْهُ ذِكْراً *** وأعْرضْ ،فمَا منْ إلهٍ سِوَاهُ
( مصطفى بوعزة).

ماجد وشاحي
19-07-2017, 07:50 PM
بارك الله فيك شاعرنا المجيد وأدعو الله أن يجزيك خير الجزاء عما سطرت ....

فَأسْمِــعْ صَبِـــــــيَّـكَ منْهُ نَصِيباً *** أبَا الطِّفْل،واقْرَأ برِسْلٍ عَسَاهُ
إذَا بَلغَ السَّمْعَ مــــــنْهُ وَأصْغَى *** يَطِبْ منْهُ نفْساً وتُذْهِبْ أسَاهُ

أتساءل عن علة جزم يَطِبْ +وتُذْهِبْ.......

مودتي وخالص الود وكل التقدير وأجمل الأمنيات أخي الحبيب

عبدالستارالنعيمي
19-07-2017, 09:44 PM
الأستاذ مصطفى بوعزة

أكرم به من كتاب عزيز ثمين حوى الفصاحة كلها واقتنى جميل البيان وأتى ببلاغة عجز عنها فطاحل الأدب ووقف تحت ظله كرام وكرائم النسب
هذا ثم إن لك فيوض مودة شاعرنا الفطحل
مع عميم تقدير

مصطفى بوعزة
20-07-2017, 11:20 AM
أخي الشاعر المتألق ماجد وشاحي تحية طيبة، ولك الشكر الجزيل على قراءتك وجميل تفاعلك.أما عن سؤالك فإن من وجوه جزم المضارع ،أن يجزم إذا وقع جوابا للطلب (الأمر والنهي والتحضيض والرجاء والاستفهام....)، سواء كان الطلب بالصيغة كما في قوله تعالى(: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) حيث جاء الفعل(يرسل) مجزوما لأنه واقع في جواب الأمر(استغفروا)، أو كان الطلب معنى يفهم من الجملة مثل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفرْ لكم ذنوبكم ويدخلْكم جنات تجري من تحتها الأنهار) حيث جزم الفعل (يغفر) بما في الفعل(تؤمنون)من معنى الأمر وكأنه قال (آمنوا بالله ورسوله.....يغفرْ لكم). وهو المقصود في البيتين(فأسمعْ ......يطبْ منه نفسا).ولك مني كل التقدير .

مصطفى بوعزة
20-07-2017, 11:22 AM
شكرا جزيلا لك أخي الشاعر والأديب الفذ عبد الستار النعيمي، وزادك الله فضلا وكرما.

ماجد وشاحي
20-07-2017, 12:21 PM
أخي الشاعر المتألق ماجد وشاحي تحية طيبة، ولك الشكر الجزيل على قراءتك وجميل تفاعلك.أما عن سؤالك فإن من وجوه جزم المضارع ،أن يجزم إذا وقع جوابا للطلب (الأمر والنهي والتحضيض والرجاء والاستفهام....)، سواء كان الطلب بالصيغة كما في قوله تعالى(: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) حيث جاء الفعل(يرسل) مجزوما لأنه واقع في جواب الأمر(استغفروا)، أو كان الطلب معنى يفهم من الجملة مثل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفرْ لكم ذنوبكم ويدخلْكم جنات تجري من تحتها الأنهار) حيث جزم الفعل (يغفر) بما في الفعل(تؤمنون)من معنى الأمر وكأنه قال (آمنوا بالله ورسوله.....يغفرْ لكم). وهو المقصود في البيتين(فأسمعْ ......يطبْ منه نفسا).ولك مني كل التقدير .


بارك الله فيك وأشكرك على ما تفضلت وبينت....ورأيي المتواضع هو أن جملة عساه يطيبُ منْهُ نفْساً وتُذْهِبُ أسَاهُ ...هي جواب الطلب ...وليس الفعل ...يطيب ...مجرد رأي...

تحياتي وصادق الود وكل التقدير...

د. سمير العمري
23-07-2017, 01:48 AM
قصيدة نقية كريمة تعكس تقى وهدى فلا فض فوك ولا حرمت الأجر!

والقصيدة شعريا جيدة بجرسها وحسها وتناعمها على المتقارب الجميل وإن كانت بحاجة لبعض تكثيف بزعمي وبعض ضبط أفضل في مواضع أخرى.

وأما بخصوص ما تفضل به الأخ الكريم الشاعر ماجد فأراه الأصوب وإنما أوقعك في الأمر التضمين وهو من العيوب في الشعر ، ولعلني أضيف أمرا بسيطا بخصوص رسم تنوين الفتح وبأنه إنما يكون على الحرف لا الألف.

دمت متألقا وشاعرا مبدعا صاحب قضية ولغة راقية!

تقديري

مصطفى بوعزة
23-07-2017, 01:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.شكرا لكم جزيل الشكر سيدي الفاضل الدكتور سعيد العمري على هذا الاهتمام وهذا الإطراء.ثم أقول إن قضية جواب الطلب في البيتين المذكورين، لا علاقة لها بالتضمين (والذي ليس من عيوب الشعر فقد جاء في قصائد لكبار الشعراء منذ المعلقات)،لأنها وظيفة نحوية.والكلام في هذا يطول، وهي أشبه ما تكون باجتماع الشرط والقسم على جواب واحد.ثم إن المضارع الواقع في جواب الطلب يجوز فيه الجزم كما يجوز فيه الرفع.لكن المعنى يكون مختلفا في الحالين؛إذ يكون الجزم على تقدير الشرط؛ أي إن جواب الطلب في الحقيقة يكون لشرط مقدر:فقولك مثلا:(تدبَّـرْ هذا الكلام تفهمْه)، يقدر فيه على جزم (تفهمْه) الشرط هكذا :( إن تتدبرْه تفهمْه).والبيتان في القصيدة على هذه الشاكلة يقدر هكذا (إن تُسمعْهُ، إن تقرأ...يطبْ...تذهبْ) فقد سُبق الجواب(يطبْ) بطلب صريح بصيغة فعل الأمر(أسمعْ،واقرأ)ثم فصل بين الطلب والجواب بجملة هي نفسها تتضمن معنى الطلب (عساه) لأنها ترج،ومعنى الشرط المتضمن في (إذا).(ويبقى خبر عسى وجواب إذا، محذوفا يدل عليه جواب الطلب).كل ذلك يجعل القصد إلى جزم المضارع للعلاقة الشرطية المتضمنة.فإذا قصد إلى ابتداء جملة جديدة أو إلى وصف أو حال رفع المضارع لانتفاء هذه العلاقة.وهذا غير مقصود في البيتين إذ طيب النفس وذهاب الأسى مشروط بالسماع والقراءة.وهذا الفرق بين الحالتين، مذكور في كتب النحو من قديم. قال سيبويه في الكتاب:(وتقول: ذرْه يقلْ ذاك، وذرْه يقولُ ذاك فالرفع من وجهين: فأحدهما الابتداء، والآخر على قولك: ذره قائلاً ذاك؛ فتجعل يقول في موضع قائل.فمثل الجزم قوله عز وجل: " ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل " ومثل الرفع قوله تعالى جدٌّه: " ذرهم في خوضهم يلعبون ".
وأما مسألة جعل تنوين النصب على الألف أو على الحرف الصحيح قبلها، فهي مسألة خلافية منذ الزمان الأول، ولكل حججه المقنعة من القدماء والمحدثين.بل هناك من رأى كتابة الفتحتين قبل الألف لاصقة به من يمينه، وآخرون جعلوهما بعده عن يساره، وبعضهم فصلوا فجعلوا فتحة الإعراب على الحرف، وفتحة التنوين على الألف. لمن المشهور المعمول به من ذلك جواز الصورتين الأوليين : على الألف أو على الحرف قبلها.
شكرا لهذا الإثراء ولكم خالص الود والتقدير.

محمد ذيب سليمان
23-07-2017, 08:17 PM
بترك الله بك ورعاك على هذا المحمول الجميل والدعوة
الراقية التي وجب علينا اتباعها في تربية اطفالنها
شكرا للشعر ولكل ما حمل
مودتي

مصطفى بوعزة
24-07-2017, 12:33 PM
حياك الله أخي الفاضل محمد سليمان وبارك فيك وفي علمك وكرمك. تحياتي ومودتي.

د. سمير العمري
28-07-2017, 01:02 AM
لست ممن يحب الجدل أخي الكريم ولست إلا ممن يتحاشاه بأي ثمن ، ولولا أن أكثر القوم يتابعون مشاركاتي وردودي بشكل دائم ولولا خشيتي أن يفهم هؤلاء الأحبة صمتي موافقة على ما تفضلت به لما كنت عدت بالرد لأؤكد على ما قلت وبأننا إنما محضناك النصح الصادق وما نراه صوابا أو أصوب فخذ من ذاك ما شئت مشكورا ودع ما شئت معذورا.

تقديري

مصطفى بوعزة
29-07-2017, 12:25 AM
أي جدل في هذا أخي الفاضل؟ كل ما في الأمر أن أخا كريما تساءل عن علة الجزم ، فأجبناه.ثم انحزت أنت إلى رأيه، فبينت لكما أن هذا أسلوب عربي سليم، بحجج فيها من أسرار اللغة البديعة ما فيها.وقد يغفل عن هذا الكثيرون لكن إطلالة على كتب البلاغة،وأسرار اللغة، تكشف لنا هذا الانفساح والسعة المبهرة التي خص الله بها هذه اللغة الشريفة اللطيفة.والقرأن الكريم رأسها، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، جامع كلمها.فتدبره تر عجبا. وأما قولك في ردك: (ولولا أن أكثر القوم يتابعون مشاركاتي وردودي بشكل دائم ولولا خشيتي أن يفهم هؤلاء الأحبة صمتي موافقة على ما تفضلت به لما كنت عدت بالرد)، فأنا أنزه علمك وأخلاقك ورفيع قدرك وأناتك،أن يكون هذا الكلام صادرا منك.
ولك مني كل التقدير.