عبدالستارالنعيمي
20-07-2017, 09:12 AM
على أجنحة الأرواح
حُمِّلتُ على أجنحة الأرواحِ =أستنطقُ مَن ينطقُ مِن أشباحِ
هذي كلمات الحبِّ لا أكتمها = فاستطعمْها من شاعرٍ وشَّاح
قال الشبَحُ الكبيرُ: يا خائنُ لا =تستنطقْني، دمعي محى أفراحي
أنتَ الْنَقَضَ العهدَ؛ أنا أحفظُهُ = ها قد جنَحَ الهجرُ إلى الإفصاحِ
واستطردَ باكيا جميلٌ شجناً =هل تذكرُني في الليلِ والإصباحِ؟
يا ذو الخصلاتِ البيضِ يا شاعرنا = يا بدرَ زماني أين منِّي الناحي
أصبحتُ حبيباً كأسهُ أدمعهُ =كم كان رواني نبعُ وصلٍ ساحي[1]
ثمَّ الشبحُ الثالثُ قد آلمَني =لمَّا كسر الأجملَ في الأقداحِ
يستذكرُ يوماً كان فيه طَرِبا =مِن لحن صبانا، والمناخ الصاحي
يا وضحُ تعالي فزماني خطرٌ =قد ينزعُ عن قلبي هوى الوضّاحِ
لا تنخرطوا في مسلكٍ خوَّنني =يا خنسُ وأسماء وذات الضاحي
كلٌّ قذف الذنب على طاولتي =يستقبحُ دمعاً سال من تمساحِ
لا يهجركم قلبي على ظلمتهِ =قطعاً؛ فهواكم في الدجى مصباحِي
أنتم كرياض الزهرِ آنست بكمْ =كالطيرِ فؤادي عاشق الأدواحِ
قد آلَ هواكم لمشيبي وقضى =أنْ يعمُرَ قلبي عُمُر الملاَّحِ
لا يسبرُ بحراً دونه مضطرباً =إلاَّ عصرَ الحزنَ من الأرياحِ
تذكارُ شبابي فيه ما ينقذني =من حزن مشيبي وفراغ الراحِ
إلا ألماً من بعد شيماء سقتْ =هُ كأسُ شجوني كعتيق الراحِ
لمَّا سكنتْ في الَّلحد لا يؤنسها =طولُ السَّكناتِ وافتراشُ الراحِ
والخنسُ بياض الثلجِ منها أرَقِي =تجتاحُ ظلام القبر كالمصباحِ
هامتْ كليالي البردِ في مقبرة ال =عشاقِ تقودُ الجمع من أرواحِ
كلاَّ؛ نظراتُ الخوف لا تحجمني =ترمي شرراً من أعين الأشباحِ
لم أخشَ قوارضاً على أرجلهنْ =يقرضنَ بنان الخنسِ كالتفاحِ
والحورُ حيارَى في رموسٍ دَرسَتْ =تستنهضُ كل مَن حوتْ ألواحي
هيا لَعِتابُ الحبِّ ذا اليومَ بدا =تعْتابَ كرامٍ في الهوى أقحاحِ
----------------------------
[1] ساحي: سَحَّ الماءُ: انْصَبَّ من أَعْلَى، سَحَّ المَاءَ: صَبَّهُ صَبّاً مُتتَابِعاً.
حُمِّلتُ على أجنحة الأرواحِ =أستنطقُ مَن ينطقُ مِن أشباحِ
هذي كلمات الحبِّ لا أكتمها = فاستطعمْها من شاعرٍ وشَّاح
قال الشبَحُ الكبيرُ: يا خائنُ لا =تستنطقْني، دمعي محى أفراحي
أنتَ الْنَقَضَ العهدَ؛ أنا أحفظُهُ = ها قد جنَحَ الهجرُ إلى الإفصاحِ
واستطردَ باكيا جميلٌ شجناً =هل تذكرُني في الليلِ والإصباحِ؟
يا ذو الخصلاتِ البيضِ يا شاعرنا = يا بدرَ زماني أين منِّي الناحي
أصبحتُ حبيباً كأسهُ أدمعهُ =كم كان رواني نبعُ وصلٍ ساحي[1]
ثمَّ الشبحُ الثالثُ قد آلمَني =لمَّا كسر الأجملَ في الأقداحِ
يستذكرُ يوماً كان فيه طَرِبا =مِن لحن صبانا، والمناخ الصاحي
يا وضحُ تعالي فزماني خطرٌ =قد ينزعُ عن قلبي هوى الوضّاحِ
لا تنخرطوا في مسلكٍ خوَّنني =يا خنسُ وأسماء وذات الضاحي
كلٌّ قذف الذنب على طاولتي =يستقبحُ دمعاً سال من تمساحِ
لا يهجركم قلبي على ظلمتهِ =قطعاً؛ فهواكم في الدجى مصباحِي
أنتم كرياض الزهرِ آنست بكمْ =كالطيرِ فؤادي عاشق الأدواحِ
قد آلَ هواكم لمشيبي وقضى =أنْ يعمُرَ قلبي عُمُر الملاَّحِ
لا يسبرُ بحراً دونه مضطرباً =إلاَّ عصرَ الحزنَ من الأرياحِ
تذكارُ شبابي فيه ما ينقذني =من حزن مشيبي وفراغ الراحِ
إلا ألماً من بعد شيماء سقتْ =هُ كأسُ شجوني كعتيق الراحِ
لمَّا سكنتْ في الَّلحد لا يؤنسها =طولُ السَّكناتِ وافتراشُ الراحِ
والخنسُ بياض الثلجِ منها أرَقِي =تجتاحُ ظلام القبر كالمصباحِ
هامتْ كليالي البردِ في مقبرة ال =عشاقِ تقودُ الجمع من أرواحِ
كلاَّ؛ نظراتُ الخوف لا تحجمني =ترمي شرراً من أعين الأشباحِ
لم أخشَ قوارضاً على أرجلهنْ =يقرضنَ بنان الخنسِ كالتفاحِ
والحورُ حيارَى في رموسٍ دَرسَتْ =تستنهضُ كل مَن حوتْ ألواحي
هيا لَعِتابُ الحبِّ ذا اليومَ بدا =تعْتابَ كرامٍ في الهوى أقحاحِ
----------------------------
[1] ساحي: سَحَّ الماءُ: انْصَبَّ من أَعْلَى، سَحَّ المَاءَ: صَبَّهُ صَبّاً مُتتَابِعاً.