رياض شلال المحمدي
26-07-2017, 10:08 AM
مهداة إلى الأخ الشاعر حبيب بن مالك :
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ ، مُدبرٌ غزلي = لكن أظنُّ مَرايا الرُّوحِ لم تَزُلِ
الصَّمتُ فتحٌ ، نعم ، قلبي مُكَوْكِبُهُ = فكيفُ يصبرُ مَن وافى حمى الأهَلِ؟
قلباهُ فانهضْ ، فراتُ الحُبِّ يجمعنا = عانِقْ طيوبَ معاني حيّهم وصِلِ
وَسَلْ عن الكُرَما في دوحةِ الشهدا = غرّدْ عن الشُّرفا ، صِفهم لنا ، وطُلِ
هي الجزائرُ دارُ الفكرِ أعلنها = لا ليس توريةً يسْتفُّها خجلي!
من بهجةٍ خُلقتْ آياتُ رَوْعتِها = محروسةٌ مُذ براها حُسنُها الأزلي
ترجو شذاها ثقافاتٌ وأفئدةٌ = كمِ ارتقى مُغرمٌ في أُنسِهــــا وَخَلِيّ
خليجُ أبيضِها تاقُ الأصيلُ لهُ = كما يتوقُ إلى مَرقى الحَبيبِ وَلي
واعشوشبتْ كالضُّحى غاباتُ أربعِها = طوبى لجوهرةٍ من نورِها حُلَلي
راووقُ أكؤسِها من نُبْلِ عِترتها = صافٍ بها الجودُ أصفاها على المِللِ
يهوى السَّحابُ أماليها فلو فترتْ = عنه المَقاديرُ أهداها ندى المُقَلِ
لو نابني أرقٌ في ليلِ فُرقتها = شَممْتُ رَيْحانَها في بارقِ الأمَلِ
تسْتنطقُ الشعرَ والشِّعْرى ابتسامتُها = فتبعثُ الشعرا من رقدةِ الكللِ
يُسَرُّ وجدانُنُا في لحن حاضرها = وللمآثر ناياتٌ من الجَذَلِ
حتى إذا اشتجَرت أسيافُ واقعةٍ = فالعزم عنها – حماها الله – لم يَحُلِ
لا كالذي أدمن الهجرانَ مُغتربًا = فما يفرّقُ بين النَّحْلِ والنِّحَلِ
قل لي بربك بن وهران متثقًا = هل ذقتَ قَطرَ الغوالي دافقَ المُثلِ
يا سيدي فأفِقْ مرقاك كانهما = كالمجد والعزّ ، والتأريخ والعملِ
بل السَلام مع الإسلام من زمنٍ = يرومُك الفرْد في علياءِ مُبتهلِ
ناجيتُ منطقَك ال تشدو بلاغتُهُ = يا أيها العاشقُ الحاني على الجُمَلِ
إذا بفكري يهيمُ الغيثُ يَحملُه = هتافُ شاعرةٍ في أشرفِ النُّزلِ
وقفتُ في بابك ال تهمي لطائفُه = إذا المدامعُ تُنسيني صدى العِللِ
وكيف لا والعراقُ اليوم توجعُهُ = طعناتُ مُلتثمٍ بالغربِ مُحتفلِ
وكيف لا وسوى بغداد تحضنُها = مواسمُ الفرحِ الجادي على السُّبُل
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ حالَ مُفتقرٍ = تاهت لياليه بين الوَرْدِ والقُبَلِ
ناشدتك الله طيرَ الودّ تذكرني = إذا مررْتَ بني إلياس ، وامتثلِ
وقل لهم شاعرٌ أودى الحنينُ بهِ = حاكى البديعَ صبورًا حالَ مُرتجِلِ
تذكّروه إذا عزَّ الوصالُ ، فما = يدري يُعانقُ بالأوراسِ والظللِ
وهل يُلامسُ منه الذوقُ في شغفٍ = جِنانَ أهلِ الهوى مَعْ زمرةِ الحَجَلِ
وهل لهُ أوبةٌ في حِضنِ أندلسٍ = يا تلمسانَ النّدى والكَرْمِ يا شُغُلي
وهل يَمرُّ على عنابةٍ سحرًا = يتيه يلثم بالعنّابِ في عجَلِ
متى تزاحمت الأشواقُ تلفحُهُ = نيرانُ وجدٍ بجَوف الرُّوح مُعتملِ
لِذا أهابَ بأنسامٍ مؤرّجةٍ = من فجر باسمةٍ تحنو على السُّبُلِ
أوصى الزهورَ وواديها ومن حضروا = ملءَ العيون ، بوصْلٍ غامرٍ هَطِلِ
يا أسعد الله لُقيا بين أروقةٍ = تضجُّ بالصدق تِرحابًا على مَهَلِ
إن شِئتَ بين ظلالِ النَّخلِ ترقبُها = أو رحتَ ترسمُها في أيمن الأثلِ
تقلُّبُ القلبَ ألوانًا بحائطها = وبعضُ تِرياقِها قارورةُ العسلِ
ولستُ أنسى ضفافًا طاب ناظرُها = رقَّت مناظرُها للصَّفوةِ الأُولِ
هذي " حبيب " حبيبِ الرُّوح أخيُلتي = وومضُ خاطرةٍ من مُسرفٍ ثَمِلِ
ها يا " ابن مالكَ " والذكرى التي شهقتْ = لمّا ذكرتكَ ، فاسمعْ نَوحَ مكتهلِ
كم في المودات إقبالٌ أهابَ بنا = ما كان يُنكرُهُ إحجامُ مُرتحلِ
وَسَلْ معاني النَّشاوى عن سرائرنا = وَسَلْ حمامَ الحِمى عن ثورةِ الزَّجَلِ
لا ريب ينبيك أنّا في تجلّدنا = ورغم ما كان نهوى شاعرَ الغزلِ
فكن بخير شقيقي دائمًا أبدًا = عسى تزفُّ لقانا أمَّةُ الرُّسلِ
**(( 10/7/2017 البسيط ))**
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ ، مُدبرٌ غزلي = لكن أظنُّ مَرايا الرُّوحِ لم تَزُلِ
الصَّمتُ فتحٌ ، نعم ، قلبي مُكَوْكِبُهُ = فكيفُ يصبرُ مَن وافى حمى الأهَلِ؟
قلباهُ فانهضْ ، فراتُ الحُبِّ يجمعنا = عانِقْ طيوبَ معاني حيّهم وصِلِ
وَسَلْ عن الكُرَما في دوحةِ الشهدا = غرّدْ عن الشُّرفا ، صِفهم لنا ، وطُلِ
هي الجزائرُ دارُ الفكرِ أعلنها = لا ليس توريةً يسْتفُّها خجلي!
من بهجةٍ خُلقتْ آياتُ رَوْعتِها = محروسةٌ مُذ براها حُسنُها الأزلي
ترجو شذاها ثقافاتٌ وأفئدةٌ = كمِ ارتقى مُغرمٌ في أُنسِهــــا وَخَلِيّ
خليجُ أبيضِها تاقُ الأصيلُ لهُ = كما يتوقُ إلى مَرقى الحَبيبِ وَلي
واعشوشبتْ كالضُّحى غاباتُ أربعِها = طوبى لجوهرةٍ من نورِها حُلَلي
راووقُ أكؤسِها من نُبْلِ عِترتها = صافٍ بها الجودُ أصفاها على المِللِ
يهوى السَّحابُ أماليها فلو فترتْ = عنه المَقاديرُ أهداها ندى المُقَلِ
لو نابني أرقٌ في ليلِ فُرقتها = شَممْتُ رَيْحانَها في بارقِ الأمَلِ
تسْتنطقُ الشعرَ والشِّعْرى ابتسامتُها = فتبعثُ الشعرا من رقدةِ الكللِ
يُسَرُّ وجدانُنُا في لحن حاضرها = وللمآثر ناياتٌ من الجَذَلِ
حتى إذا اشتجَرت أسيافُ واقعةٍ = فالعزم عنها – حماها الله – لم يَحُلِ
لا كالذي أدمن الهجرانَ مُغتربًا = فما يفرّقُ بين النَّحْلِ والنِّحَلِ
قل لي بربك بن وهران متثقًا = هل ذقتَ قَطرَ الغوالي دافقَ المُثلِ
يا سيدي فأفِقْ مرقاك كانهما = كالمجد والعزّ ، والتأريخ والعملِ
بل السَلام مع الإسلام من زمنٍ = يرومُك الفرْد في علياءِ مُبتهلِ
ناجيتُ منطقَك ال تشدو بلاغتُهُ = يا أيها العاشقُ الحاني على الجُمَلِ
إذا بفكري يهيمُ الغيثُ يَحملُه = هتافُ شاعرةٍ في أشرفِ النُّزلِ
وقفتُ في بابك ال تهمي لطائفُه = إذا المدامعُ تُنسيني صدى العِللِ
وكيف لا والعراقُ اليوم توجعُهُ = طعناتُ مُلتثمٍ بالغربِ مُحتفلِ
وكيف لا وسوى بغداد تحضنُها = مواسمُ الفرحِ الجادي على السُّبُل
مِرآةُ ذكرايَ شاختْ حالَ مُفتقرٍ = تاهت لياليه بين الوَرْدِ والقُبَلِ
ناشدتك الله طيرَ الودّ تذكرني = إذا مررْتَ بني إلياس ، وامتثلِ
وقل لهم شاعرٌ أودى الحنينُ بهِ = حاكى البديعَ صبورًا حالَ مُرتجِلِ
تذكّروه إذا عزَّ الوصالُ ، فما = يدري يُعانقُ بالأوراسِ والظللِ
وهل يُلامسُ منه الذوقُ في شغفٍ = جِنانَ أهلِ الهوى مَعْ زمرةِ الحَجَلِ
وهل لهُ أوبةٌ في حِضنِ أندلسٍ = يا تلمسانَ النّدى والكَرْمِ يا شُغُلي
وهل يَمرُّ على عنابةٍ سحرًا = يتيه يلثم بالعنّابِ في عجَلِ
متى تزاحمت الأشواقُ تلفحُهُ = نيرانُ وجدٍ بجَوف الرُّوح مُعتملِ
لِذا أهابَ بأنسامٍ مؤرّجةٍ = من فجر باسمةٍ تحنو على السُّبُلِ
أوصى الزهورَ وواديها ومن حضروا = ملءَ العيون ، بوصْلٍ غامرٍ هَطِلِ
يا أسعد الله لُقيا بين أروقةٍ = تضجُّ بالصدق تِرحابًا على مَهَلِ
إن شِئتَ بين ظلالِ النَّخلِ ترقبُها = أو رحتَ ترسمُها في أيمن الأثلِ
تقلُّبُ القلبَ ألوانًا بحائطها = وبعضُ تِرياقِها قارورةُ العسلِ
ولستُ أنسى ضفافًا طاب ناظرُها = رقَّت مناظرُها للصَّفوةِ الأُولِ
هذي " حبيب " حبيبِ الرُّوح أخيُلتي = وومضُ خاطرةٍ من مُسرفٍ ثَمِلِ
ها يا " ابن مالكَ " والذكرى التي شهقتْ = لمّا ذكرتكَ ، فاسمعْ نَوحَ مكتهلِ
كم في المودات إقبالٌ أهابَ بنا = ما كان يُنكرُهُ إحجامُ مُرتحلِ
وَسَلْ معاني النَّشاوى عن سرائرنا = وَسَلْ حمامَ الحِمى عن ثورةِ الزَّجَلِ
لا ريب ينبيك أنّا في تجلّدنا = ورغم ما كان نهوى شاعرَ الغزلِ
فكن بخير شقيقي دائمًا أبدًا = عسى تزفُّ لقانا أمَّةُ الرُّسلِ
**(( 10/7/2017 البسيط ))**