تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات



علي حسين الموصلي
26-08-2005, 03:53 PM
قرر المجازفة والخروج في ذلك الظلام قبل انبلاج الفجر بساعة متحديا منع التجوال وعصابات التسليب والقتل
خرج يقطع الطريق بسيارتة بعد ان انار الاضوية الجانبية والداخلية للسيارة
وصل الى وجهتة في دقائق معدودات مرت كانها ساعات شاهد امامة صفا من السيارات
سال احدهم منذ متى وانت هنا اجابة
منذ ساعات وهناك اخرون منذ الليل اوقف سيارتة وراء اخر سيارة
انزل المقعد الى الخلف وتمدد علية لياخذ ؤقسط من النوم لم يعرف النوم طريقا الى جفونة اخذ يفكر ان لا يذهب جهدة سدى وان ينال هدفة من تلك المجازفة
اخذ ينظر الى سقف السيارة الذي اصبح يواجة عيونة تذكر اشياء لا حصر لها من الماساة والافراح وجد ان الحزن والماساة تغطي الجانب الاكبر من حياتة مرت امامة احداث كان قد نساها كانها شريط سينمائي
استنتج منة انة لم يحس بالفرح او السعادة في طوال حياتة
لام نفسة على انة نسى احداث ذات مغزى في حياتة
كيف كان يساق كالخروف مع اقرانة الطلاب للخروج بمظاهرات تمجد لمعارك الصنم الفاشلة وهم يهتفون لة بينما الالوف من اخوانهم واقارلهم يسقطون للا مبرر سوى الغرور والتعالي
تذكر كيف كان يعدم الهارب من جحيم الموت امام دارة ليكون عبرة لغيرة
تذكر كيف كان بساق الكهول الى معسكرات الجيش الشعبي ليكونوا وقودا للجحيم
تذكر كيف كانت الصواريخ والقنابل تدك البيوت الامنة فتزهق الارواح لتصعد الى ربها تشكوا الظلم
تذكر كيف اعدم واختفى بلا اثر اصدقاء واقارب لة
تذكر كيف كان الطغاة يتاجرون بالام الامهات والاباء الثكالى باطفالهم من اجل تحقيق مكاسب معنوية
على حساب الاخرين ودموعهم
تذكر ذلك الملجاء الذي كام محرقتا للمئات من الابرياء وكيف تاجر بة الطغاة
تذكر كيف كان يحتفل الطغاة بميلادهم الملعون والاخرين يتضورون جوعا والاما ولا يجدون الدواء
تذكر كيف جلبوا الحكماء من الغرب لانقاذ الفاسق والاخرين لا يجدون الحليب لاطفالهم الرضع
تذكر وتذكر -------------------
تذكر كيف عندما سقط الصنم اخذ الابرياء يتساقطون بلا ذنب سوى انهم ولدوا هنا
تذكر كيف اخذ يسمع الفاظا جديدة لم يكن يعرفها او يسمع بها
كيف طغت على السطح الافات المدمرة
تذكر كيف اخذ يبتزهم صاحب مولدة الكهرباء في حيهم ليفرض عليهم اجورا اضافية متذرعا بمختلف الاعذار والحجج ولا احد بسمع شكواهم
ولم يقطع شريط الذكريات سوى صوت منبهات السيارات التي تقف ورائة لكي يتحرك لان الطريق فتح
دخل الى المبنى غير مصدق اخذ مضخة التعبئة بين يدية بكل حنية كانة يمسك ولدة وضعها في خزان السيارة بغد ان انتهى خرج الى الشارع ذرف الدموع من عينية بين الفرح والحزن لما ال الية وضعنا
ذهب الى بيتة بعد ان اشترى دجاجة من احد المطاعم دخل بيتة فرحا بها سالتة زوجتة ماهذا
قال لها انها دجاجة لكي ناكلها على الغداء فاليوم لم اشتري البنزين من السوق السوداء بل من محطة التعبئة
واشتريت لكم الدجاجة فانتم منذ ايام لم تاكلوا اللحم بسبب ارتفاع اسعار البنزين
اكلوها على امل ان ياتي يوم جديد مشرق اخر
علي الطائي
11 تموز 2005