تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " المحجل " قصة قصيرة



ياسمين عبدالله
28-08-2005, 12:48 AM
- أُعطيكَ ما أَمْلكُ مُقابل هذا الحِصان .
- حلمٌ بَعيد ، حلمٌ بعيدٌ أنْ أدعكَ تَمْتلكُ " المُحَجّل"
- ولكن..لي ما لكَ فيه !
- لا ..وهَبَني إِياهُ أبي ، هوَ والبَغْلةُ والدّار .
- وأنا أخوك الشّقيق !!ماذا أَبقيْتَ لي؟ وكيف ورّثك إياه أبي ؟ بأي حق تستولي على كل شيء..
- ألا تكفيكَ حجرة في الدار ؟!!
- لا..أريد المحجل ، وإلا احتكمتُ للأهلِ والجيران ، لي كما لك في إِرْثِ أبي ..
- اصْمُتْ...
حسناً ..أعطيك البغلةَ ونصف الدار و نعودُ إخوان..
- بل أريد المحجل !
هبني المحجل ولن تراني بعد الآن.
- نلعب ؛ أهو أنت؟
- أهو وقتُ لعبٍ يا أخي؟! أنا أملي وحلمي المحجل ..
- نلعب لعبة أهو أنت...اكسب المحجل ..او تخسر كل شيء .
أو خذ البغلة ونصف الدار!
- حسنا ..نلعب أهو أنت.
عاد في اليومِ الثاني وقد لبس رداءَ الشيوخِ وتلثّم بغطاءٍ أغْبر .
طَرق الباب ...
- من ؟
- مسكينٌ على باب الله.
- هو أنت..هو أنت...خسِرتَ الرّهان ، وبقيَ لك كرتان ، فقط كرتان!
رجع خائبا
-سأمتلك المحجل!
انتظر بضعَة أيام، ولبس ثوباً للنساء ، طرق بلطفٍ الباب
- من بالباب ؟
رقّق صوته وقال :
- أهذا منزل أم سلمان؟
أطلق أخوه الضحكات: هو أنت..هو أنت...ما استطعت أن تخفي يديك المعروقتين..بقي لك مرة واحدة...
أحس بانكسار،هجر الديار،قد ضاع "المحجل" .
هام بالصحراء، لوحت وجهَهُ شمسُ الصيفِ وتشقّقت قدماه ،انْطفأ الأملُ في عينيه.
كان حلماً جميلاً "المحجل"
في ليلة غاب الدفءُ، اقترب غدرُ الإنسانِ على رائحةِ الروح ودفء الأنفاس.
نهش وجهه ، وسال الدم الحار .
لكنه استطاع بيد أن يخنق الثعبان واليد الأخرى تكف الدم عن الجريان.
وابتعد الحلم أكثر.
حنّ للإياب ، للأهلِ و الأصحاب
مرّ على أخيهِ وقال :
- سلام يا صاحب الدار
- وعليكم السلام يا شيخ..تفضل معنا للإفطار ..
- ألم تعرفني ؟
-أهو أنت؟
- هبني المحجل .. ...لي هو الآن.
- ووجهك؟!
- نعم .هذا وجهي ....هبني المحجل!
نكس أخوه رأسه..
أخذ البغلة و سلمه المحجل .
.
.
بقفزةٍ رشيقةٍ كان يمتطيه.
بقفزة قصيرةٍ ، عبرَ كلَّ الوديان
ترك اللجامَ وفتحَ ذراعيْه يحضنُ الدنيا
حلّق وطار
: امتلكت "المحجل" .
------------


ياسمين عبدالله /2001

معاذ الديري
29-08-2005, 01:35 AM
رب ضارة نافعة ..

كان ممكنا ان يسرقه ذات ليلة ويوفر على نفسه .
ثم مع ذلك اراه فرط في حقوقه ..

شكرا لقلم باتساع الافق.

ياسمين عبدالله
29-08-2005, 05:06 PM
تعلم أخي عاقد الحاجبين ، لم يخطر في بالي ولا في تفكيري هذا الحل السهل ؛ ولله الحمد : ) أما تفريطه في حقوقه ، فلله في خلقه شئون ،لا نعلم أي شيء يمثله المحجل له .



شكرا لك أخي عاقد.......أنتظر رأيك دائما


تحياتي واحترامي

معاذ الديري
30-08-2005, 12:54 AM
ربما لطيب نيتك لم تتذكري هذا الحل .. :001: فلعلك ممن يؤيدون المفاوضات السلمية .. :020:
وربما لو تذكرته لم تخرجي بهذه القصة D:
محجل اسم جميل لحصان..و تصوير طفولة الصغير ومكر الكبير ذكرني بمعاناتي مع اخي الاكبر ..



ومكري باخوتي الاصغر مني ايام طفولتي .. لا سيما اخواتي الطيبات الضعيفات .. :008:




شكرا لفضلك. :hat:

د. سمير العمري
13-09-2005, 08:15 PM
دقيق سردك هنا وأنيق حرفك!

ما أحببت أن يحصل المرء على حقه بلعبة ، ولا أن يستولي عليه بسرقة. ولكني كرهت أن يظلم الأخ أخيه ويتنكر لحقه ووفائه.


تحياتي
:os::tree::os:

ياسمين عبدالله
21-09-2005, 10:15 PM
ربما لطيب نيتك لم تتذكري هذا الحل .. فلعلك ممن يؤيدون المفاوضات السلمية ..
وربما لو تذكرته لم تخرجي بهذه القصة
محجل اسم جميل لحصان..و تصوير طفولة الصغير ومكر الكبير ذكرني بمعاناتي مع اخي الاكبر ..



ومكري باخوتي الاصغر مني ايام طفولتي .. لا سيما اخواتي الطيبات الضعيفات ..




إنما نريد أن نحفظ هذه الروح من تلك الثقوب السوداء...

ومرة أخرى أرحب بك أخي عاقد الحاجبين ،وسعيدة أن كان للقصة هذا الحوار معك .


تحياتي واحترامي

ياسمين عبدالله
21-09-2005, 10:19 PM
سعيدة بسماع رأيك د سمير العمري ، وبانتظار حضور حرفك في مواضيعي دائما .



تحياتي واحترامي

عدنان أحمد البحيصي
21-09-2005, 10:30 PM
- أُعطيكَ ما أَمْلكُ مُقابل هذا الحِصان .
- حلمٌ بَعيد ، حلمٌ بعيدٌ أنْ أدعكَ تَمْتلكُ " المُحَجّل"
- ولكن..لي ما لكَ فيه !
- لا ..وهَبَني إِياهُ أبي ، هوَ والبَغْلةُ والدّار .
- وأنا أخوك الشّقيق !!ماذا أَبقيْتَ لي؟ وكيف ورّثك إياه أبي ؟ بأي حق تستولي على كل شيء..
- ألا تكفيكَ حجرة في الدار ؟!!
- لا..أريد المحجل ، وإلا احتكمتُ للأهلِ والجيران ، لي كما لك في إِرْثِ أبي ..
- اصْمُتْ...
حسناً ..أعطيك البغلةَ ونصف الدار و نعودُ إخوان..
- بل أريد المحجل !
هبني المحجل ولن تراني بعد الآن.
- نلعب ؛ أهو أنت؟
- أهو وقتُ لعبٍ يا أخي؟! أنا أملي وحلمي المحجل ..
- نلعب لعبة أهو أنت...اكسب المحجل ..او تخسر كل شيء .
أو خذ البغلة ونصف الدار!
- حسنا ..نلعب أهو أنت.
عاد في اليومِ الثاني وقد لبس رداءَ الشيوخِ وتلثّم بغطاءٍ أغْبر .
طَرق الباب ...
- من ؟
- مسكينٌ على باب الله.
- هو أنت..هو أنت...خسِرتَ الرّهان ، وبقيَ لك كرتان ، فقط كرتان!
رجع خائبا
-سأمتلك المحجل!
انتظر بضعَة أيام، ولبس ثوباً للنساء ، طرق بلطفٍ الباب
- من بالباب ؟
رقّق صوته وقال :
- أهذا منزل أم سلمان؟
أطلق أخوه الضحكات: هو أنت..هو أنت...ما استطعت أن تخفي يديك المعروقتين..بقي لك مرة واحدة...
أحس بانكسار،هجر الديار،قد ضاع "المحجل" .
هام بالصحراء، لوحت وجهَهُ شمسُ الصيفِ وتشقّقت قدماه ،انْطفأ الأملُ في عينيه.
كان حلماً جميلاً "المحجل"
في ليلة غاب الدفءُ، اقترب غدرُ الإنسانِ على رائحةِ الروح ودفء الأنفاس.
نهش وجهه ، وسال الدم الحار .
لكنه استطاع بيد أن يخنق الثعبان واليد الأخرى تكف الدم عن الجريان.
وابتعد الحلم أكثر.
حنّ للإياب ، للأهلِ و الأصحاب
مرّ على أخيهِ وقال :
- سلام يا صاحب الدار
- وعليكم السلام يا شيخ..تفضل معنا للإفطار ..
- ألم تعرفني ؟
-أهو أنت؟
- هبني المحجل .. ...لي هو الآن.
- ووجهك؟!
- نعم .هذا وجهي ....هبني المحجل!
نكس أخوه رأسه..
أخذ البغلة و سلمه المحجل .
.
.
بقفزةٍ رشيقةٍ كان يمتطيه.
بقفزة قصيرةٍ ، عبرَ كلَّ الوديان
ترك اللجامَ وفتحَ ذراعيْه يحضنُ الدنيا
حلّق وطار
: امتلكت "المحجل" .
------------


ياسمين عبدالله /2001



جميلة هذه القصة وهادئة

كأنها رائحة زهر الياسمين حين تمر عليها ريح الصبا


تقدمي فإنك مرهفة أديبة