تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما ...!!



حسام القاضي
16-09-2017, 08:16 AM
عندما...!!

لم يعرفه أحد في هذا اليوم، متجولا في الكلية مبكراً، حاملا أوراقه وأدواته الهندسية، لم يره معارفه السابقون على هذه الحال من قبل، ربما منذ عرفوه.
حتى هي لم يعرها أي اهتمام،وقفت مشدوهة لا تصدق " أهذا هو؟!"
سأله أستاذه متهكما :
ـ ما هذا الشرف العظيم؟! هل تتنازل وتحضر معنا يا سيد "رجب"؟! :
قالها وهو يترقب منه رد فعل وقح كعادته منذ سنين، منذ أن كانا زملاء دراسة، لكنه باغته
ــ العفو يا دكتور، سيكون جميلا منك أن تسمح لي بالحضور.
" لا يمكن أن يكون هو..ماذا دهاه؟أهذا هو "رجب الألماني"؟!
صٌعق عامل البوفيه عندما ناداه بـ "عم كامل" بدلا من "الواد كموله" ،طالبا منه بأدب كوبا من الكاكاو، عامله باحترام وكأنه أبوه ..
لم يذهب إليه منذ دهر، كان يرفض ذلك رفضا باتا، “عنده الكثير من المعاونين فلم يحتاجني معه؟”، كان يعرف مواعيده المنضبطة والتي لا تتفق مع نظامه، يراه يخرج مبكراً إلى العمل، ويعود مساءا، أنيقا معطرا كما خرج صباحا.
لم يقل له لا أبدا؛ كل طلباته مجابة، لكنه كثيرا ما كان ينظر إليه نظرات لم يكن يفهم مغزاها.
ورث عنه جسده الضخم وورث عن أمه الألمانية ملامح وجهها ،بياض بشرتها ، زرقة عينيها، وشعرها الأشقر ، كانا يتعاملان كصديقين ، يتجولان معا بالدراجة ، كانت الدراجة نمط حياة تعلمه منها ، ولكنه تمرد عليه وجعل منها وسيلة انتقال فقط وجمع معها كل تقاليع العالم ، آخر صيحة في كل شيء يجب أن يكون هو رائدها .
حتى أمه لم تعرف سبب انقلابه المفاجئ، وإن كانت قد باركته، كل ما تذكره أنه عاد متغيرا يومها..
عاد يومها مشحونا، سار على قدميه دون أن يدري أكثر من عشرة كيلومترات، يحاول أن يداري دموعه المنهمرة، الآن والآن فقط فهم معنى نظراته المؤنبة له، والمشفقة عليه.
لظرف طارئ ذهب إليه، بحث عنه في أرجاء الورشة الخالية، ولم يجده، انحنى ليبحث تحتها، انهمرت دموعه فجأة عندما رآه تحت السيارة؛ أباه ذا السبعين خريفاً يرقد تحت سيارة لإصلاحها ..!
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
http://www.alraimedia.com/ar/article/culture/2017/04/06/757344/nr/kuwait

ناديه محمد الجابي
16-09-2017, 02:06 PM
الحنان الزائد والعطاء بلا حدود التي يجود بها الأب عادة على أبنائة
ربما تكون سببا في إفسادهم وتضيعهم.
( لم يقل له لا أبدا؛ كل طلباته مجابة،)
ولكن ( عندما ) حدثت تلك الزيارة المفاجئة من رجب إلى ورشة أبيه
فلم يجده ـ واكتشف إنه يرقد بسنواته السبعين تحت السيارة لإصلاحها
بينما هو كان يرفض رفضا تاما الذهاب إليه ظانا بأنه عنده الكثير من المعاونين فلا يحتاج إليه
اندفع رجب يهيم على وجهه متألما ودموعه تنهمر ـ ولأول مرة يفهم معنى نظرات والده إليه
المؤنبة له والمشفقة عليه.
كانت هذه الحادثة سببا في انقلابه المفاجئ للجميع ـ فقد اكتشف تفاهته وسنوات عمره التي اهدرها
في فشل دراسي ووقاحة تصرف وعمل.

إبداع وفكر اجتمعا، وخطهما قلمك المتوج بالبيان ـ فأدهشت بهذه الصور والمشاهد القصية
والبناء الدرامي الموفق جدا.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.
:0014::nj::0014:

حسام القاضي
18-09-2017, 12:15 AM
الحنان الزائد والعطاء بلا حدود التي يجود بها الأب عادة على أبنائة
ربما تكون سببا في إفسادهم وتضيعهم.
( لم يقل له لا أبدا؛ كل طلباته مجابة،)
ولكن ( عندما ) حدثت تلك الزيارة المفاجئة من رجب إلى ورشة أبيه
فلم يجده ـ واكتشف إنه يرقد بسنواته السبعين تحت السيارة لإصلاحها
بينما هو كان يرفض رفضا تاما الذهاب إليه ظانا بأنه عنده الكثير من المعاونين فلا يحتاج إليه
اندفع رجب يهيم على وجهه متألما ودموعه تنهمر ـ ولأول مرة يفهم معنى نظرات والده إليه
المؤنبة له والمشفقة عليه.
كانت هذه الحادثة سببا في انقلابه المفاجئ للجميع ـ فقد اكتشف تفاهته وسنوات عمره التي اهدرها
في فشل دراسي ووقاحة تصرف وعمل.

إبداع وفكر اجتمعا، وخطهما قلمك المتوج بالبيان ـ فأدهشت بهذه الصور والمشاهد القصية
والبناء الدرامي الموفق جدا.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.

:0014::nj::0014:






الأديبة القديرة الراقية الأستاذة / نادية الجابي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك
أولا لاهتماممك بأعمالي المتواضعة
ثانيا للقراءة العميقة الواعية المدققة دائما
أسعد جدا برؤيتك الخاصة لأعمالي فهي تضعها
تحت دائرة الضوء بشكل رائع ..
مهما قلت فلن افيك حقك
لك دائما جزيل شكري
مع فائق تقديري واحترامي.

أحمد العكيدي
18-09-2017, 01:29 PM
هي قصة جميلة يكتمل فيها العنوان بالنص بسرد شائق، استمتعت كثيرا بقراءتها وبمعانيها العميقة.
دمت مبدعا أستاذ حسام القاضي.

آمال المصري
28-10-2017, 01:21 PM
اختلاف جنسيات الأبوين وعدم تكافؤهما ربما ساهمت في صناعة شخصه وسلوكه مع الآخرين فجعلت منه وقحا متهكما متمردا على المجتمع
( عندما ) قام بتلك الزيارة لأدرك نظراته المؤنبة المشفقة عليه
سرد شائق ببيان أنيق ثر يحمل أكثر مما تحتويه الحروف
ونهاية مباغتة رجعت بنا للعنوان وتترجم ما يحمله من فكرة وعمق
دمت ببهاء وألق أديبنا الكبير
تحية وتقدير

حسام القاضي
05-09-2022, 04:19 PM
هي قصة جميلة يكتمل فيها العنوان بالنص بسرد شائق، استمتعت كثيرا بقراءتها وبمعانيها العميقة.
دمت مبدعا أستاذ حسام القاضي.
أخي الأديب / أحمد العكيدي
السلام عليكم
شكرا لاهتمامك وقراءتك العميقة الجميلة.
تقديري واحترامي .

حسام القاضي
05-09-2022, 04:22 PM
اختلاف جنسيات الأبوين وعدم تكافؤهما ربما ساهمت في صناعة شخصه وسلوكه مع الآخرين فجعلت منه وقحا متهكما متمردا على المجتمع
( عندما ) قام بتلك الزيارة لأدرك نظراته المؤنبة المشفقة عليه
سرد شائق ببيان أنيق ثر يحمل أكثر مما تحتويه الحروف
ونهاية مباغتة رجعت بنا للعنوان وتترجم ما يحمله من فكرة وعمق
دمت ببهاء وألق أديبنا الكبير
تحية وتقدير

الأديبة الكبيرة /آمال المصري
السلام عليكم
قراءة عميقة وتشريح تفصيلي
أضاف للقصة الكثير
جزيل الشكر لك
مع تقديري واحترامي