هذه خمسة

[زاهية]

هذه خمسُ أصابع وتلك خمسٌ أخرى إنها أصابعي أنا ....أعرفها جيداً... بها مرت يداي فوق ستار الكعبة أستجدي ربَّ السماء العفو والعافية ...بها قلَّبت صفحات كتاب الله أحفظ منه ماشاء الله لي من خير,وبها تعلمت أركان الإسلام , وبها مسحتُ دموعاً جرَّها الحزن بموت أبي , وأمي ..أختي, وأخي العريس قبل موعد زفافه بزمن قصير .. كانت تتراقص سعيدة في حفل خطوبته... تتمايل بليونة ملفتة كأوراق الشجر بهبوب نسيمٍ منعش في يومٍ صيفيًٍِّ حار...من بين تباعدها كنت أرى عينيه الخضراوين تلمع بالبشرِ ممزوجة بدمعة خفية حسبتها دمعة فرحة فخابت حساباتي عندما قضى نحبه بحادث سيارة مؤلم ألقى بي في متاهات القهر ,ولهيب الذكريات.. لم يُسمح لي برؤية وجهه بعد الحادث, فتلمست بها تقاطيعه الجميلة من فوق الكفن, فاحترقت وجعاً على وجع.
إنها عَشرة ولي معها عِشرة مديدة السنين منذ أن شهدتُ بسبابتها (أن لا إله إلا الله) حتى نقشت بها فوق صفحات الشبكة العنكبوتية حروفاً من نور, كانت لأمي أصابع تشبهها حد العجب ربتتْ بها على كتفي مشجعة حماسي وطموحي بطلب العلم , قالت لي ذات يوم , وهي تشير بسبابتها نحو السماء :إيَّاكِ ثمَّ إيَّاكِ واليأس ,فإنه قاتل النفس..لاتركني يوماً للكسل ..لاتغلقي باب الحلم بسجن الأمل ..اشتري السعادة بالحقيقة والآخرة بنقاء السريرة ,والشجاعة بالتقوى, وعندما أزحتُ الكفن عن وجهها ,وفتحتُ عينيها بأصابعي.. رأيتُ بحراً أزرقَ البعدِ رائق العمق توحَّد بلون السماء , فكدت أغرق فيه مجدفة خلفها بأصابعي العشرين لولا أن نهرتني أختي , فأطبقت بأصابع يديَّ جفونها, وسبابة اليمنى تشهد (أن لاإله إلا الله)
هي أصابعي التي صاحبتني عمراً أعتز به, وستظل رفيقتي لقادمٍ يعزُّني حيَّةً , وميتةً, فأروني أصابعَ كأصابعي أشهد لكم بالخير.

بقلم

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

[حوراء آل بورنو]

و يوم .. مرت لي أصابع على جسد أختي الحبيبة ، و هي مسجاة فوق آلة حدباء مغمضة العينين و طيف ابتسامة على شفتيها . كانت أصابعي ترتعش هلعا و هي تمسح أديمها البارد ؛ هذي يديها و أصابعها ، هذا وجهها و شعرها و الدم يرويه كلما جف ، و هذه أقدامها - لطالما تبادلنا الأحذية و الجوارب ...
أصابعي الخمسة تحمل الماء لتهرقه على جسدها لتغسل جسدها الغسل الأخير ، و تدعكه بالسدر ، و تذر فوقه المسك . تتلمس أصابعي أظافرها و الذكريات تقتلني " أظافري ضعيفة سهلة الكسر و البقع البيضاء تكسوها " ، أنظر إلى كفيها " لا أقوى على حمل حسان لكثرة القروح فيها " كانت تشكو من أصابعها العشرة .
أصابعي تلف عليها كفنها و تضمه إلى جسدها ، أوتفعلين بأختيك !
تضع أصابعي القطن حول رأسها فدمها لا ينفك يسيل و الجرح الغائر أفقدها الحياة و أفقدني شقيقتي و أفقدني اتزاني لأغيب ...
أصابعي تتلمس وجهها لأخرة مرة في الحياة ، و أقبلها قبلة الوداع الأخير ، لأبكيها و أصابعي أيضا تمسح دمعا عليها لا يجف .

[زاهية]

محزنة تجربتك عزيزتي حرَّة
حد الوجع...وكأنني أرى الدم يسيل عطراً
من جرح الموت المقدس فوق تلك الآلة الحدباء
التي ستحمل كل ابن وبنت أنثى وإن طالت سلامتهم
وكأنني أرى ابتسامة الرضا
تزين الموت في وجه غادرنا جسدنا
وأقام معنا روحاً
لحظات تستحق الوقوف عندها
والتفكر بها قبل أن ينقضَّ ملك الموت
كالصاعقة فيخرج الروح من الجسد انتزاعاً
من كل خوانٍ أثيم
وبرحمة من أجساد الصالحين.
أين غاب العقل بك ياابن آدم
وأنت ترى كل يوم وتسمع مايشيب له
الولدان خوفاً ورعبا؟
لاتتظاهر بالقوة والجبروت
فعندما يحين وقت الموت وتأتي سكرته بالحق
تنسيك الحليب الذي رضعته من أمك
وتذكرك بالكلام المعسول الكاذب
الذي تفوهت به شفتاك بالبطل والضلال ,
وزينت به ابتساماتك المزيفة بهمس الغدر
لن يورثك إلا الشقاء
ستتذكر حتماً ضحاياك الكثيرة
من قتلى حروب وسرقة مال وجرح قلوب
وتزييف حقائق وافتراءات شتى
العمر قصيريمر كلمح البصر
ويُسحب بساطه من تحت سنواتنا سحباً
يليق بأعمالنا خيراً كانت أوشرا 0
أصابعنا العشرة هي أداة الوصل
بين الفكر والقلم
فكر يبني وآخر يهدم
فيؤخر هدمه ويمد له الرَّبُّ مدا
ثمَّ يأخذه أخذ عزيز مقتد

حرة
أيتها النقية كالمطر
كما غسلت أصابعك جسداً طهوراً وكفنته ببياض
وأودعتْ عيناكِ في مقلتيه نظرة وعدٍ بالصلاح
ونشر الخير بين الناس
أدعو الله لك بثواب الصادقين
ورفقة المؤمنين

كوني دائماً حرة

يارمز النقاء

أختك

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

[يسرى علي آل فنه]

هنا وقفة للتفكر ولبذر الخير أحبُ أشارك فيها بسطوري المتواضعة

*************
(ويل للأعقاب من النار) سمعتها منه أكثر من مرة في عمري الذي جمعني به قبل وفاته؛ وهو يحثني أن أحسن غسل قدميه عند مساعدتي إياه في الوضوء بعد أن تفاقمت إعاقته ووهن جسمه وضعفت قدرته على الاعتماد على نفسه
كنت أجتهد في ذلك بالشكل الذي يرضيه ويرضي أخي الآخر الذي يعاني من نفس الإعاقة
وأحاول أن أحسسه بأن كل ما أفعله لأجله أفعله بحب ،
وكنتُ أحياناً أتباهى وأريه ظهر يدي وأقول انظر لقد شكلت العروق عليه لفظ الجلالة –الله- والسبب حرصك على إسباغ الوضوء، أحياناً يبتسم ويؤكد لي بأنه يقرؤوه وأحياناً يصمت ويغير مجرى الحديث إلى الوجهة التي تروق له

كثيراً كان يقول لي بأنه لو لم يكن معاقاً لفعل الكثير وكنت أقول سأكون رجلك ويدك فقط قل وأنا أنفذ، واكسب أنت أجر النية والنصيحة،اتفقنا على ذلك كنت اكتب ما يريد وكنت ارسم له بعض ما يخطط له و ما يريد ترجمته إلى رسوم
ذات مرة ملئت قلبي السعادة عندما رسمت له عربة وصفها لي بأنها ستساعده على الحركة، وعندما تحولت إلى واقع رأيت في عينيه بريق فرح لا يوصف، وقال بأنه المهندس لها وبأن علي أن أقدم له الشكر لأنه سبب لنيل ثواب الله تعالى بالنسبة لي
وعندما مرت الأيام و فرق بيني وبين أخوي الموت بقيت معهما على وعد عابر في استغلال هذه اليد في الخير، ولا أعلم لماذا استهوتني عادة إماطة الأذى عن الطريق ربما لان هنالك الكثير ممن يغفل عنها والأكثر ممن يستحقر القيام بها واقتنعت بسببها بأن هنالك أذى في القلب با مكان الإنسان أن يميطه بيديه كلما أكثر من توظيفها في الخير دون أن ينتظر على ذلك مقابلاً .

********

أخيتي زاهية الخير

شكراً لكِ على مساحة النصح الجميل التي عبقت بها صفحاتك الطيبة ودام فرحنا بكِ وبعطائك المبارك وبوركت يد سطرت كل هذا الخير

حرة أيتها الفاضلة النقية
رحم الله أختك واسكنها فسيح جناته وجمعكِ بها في أعلى جنان الخلد

بوركت يداك على كريم ماخطت وعميق ماترجمت عنه

احترامي ومحبتي

[معاذ الديري]

فكرة رائدة من كليكما ..
بوركت العشرون ..
وعوضتما خيرا ممن لا يضيع عنده خير.
......
فكرت كثيرا فيما مر على اصابعي ووجدته حديثا يطول.. ويطول.
فشكرا لافتتاح قسم الاصابع في ذاكرتي.

[زاهية]

أختي الفاضلة يسرى

اجتهادك مع والدك كان عظيماً وما فعلته سيكون لك نوراً بإذن الله في الحياة ويوم لقاء الله

أدعوك لقراءة ماتفضلت به أختي المربيةالفاضلة صباح الضامن رداً على هذه الخاطرة*
*
أصابعها

أصابع شابة رأت النور في طيات الورق
قالت للظلم لا يوم كان القهر طليقا في القلوب


كانت تدور في فلك صامت نسيج وحدها استعملت ذكاء في رسم دوائر خلاقة وأخذت تلونها
أطرت دوائرها بفيض من شعر ونثر فراق لها وصبغت قوافيه وسطوره بينع ورد لا ذابل يأس أصفر فأشرقت مع الكل
تحدثت مع سبابتها الشاهدة بالوحدانية يوما
قالت لها
أيا من تشهدين بوحدانية وبك خفق تسبيح وعليك جرى حمد وشكر وتكبير أو لا تخجلين أن تركني لما تتخاشبي يأسا !!
ألا ترين فورة الإيمان في عروقك
إياك ثم إياك أن تخلطي
هذه الأصابع التي صدحت بالباقيات الصالحات
الحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله
لا يصلح لها أن تتخالط مع كسل
بل مع دعوة لصلاح
مع دعوة لزيارة خميلة القلوب حيث الرقة تتهادى بين الجوانب تسمعين بها وشوشات الصبايا الحالمات بمستقبل
إياك يا أصابع أن تقولي تعبت ....مللت ........
فأنت خلقت للحركة إن راودتك لحيظات ضعف أطلقي من أنفاسك الحرى على وسادة أصابعك فستجدين الخدر انطلق ضراما يحييك قبل أن يحيي سامعي طرقاتك

أيا أصابع ستشهد يوما بما اجترحت كوني رفيقة صحب سلف في دنيا التلف لتعيشي آخرة بأيام مضيئة للأبد


زهيتي
أصابعنا هي نحن
هي ما تجود به عقولنا من فيض الكرم الإلهي علينا فحري بنا أن نتقن السكب حتى يصلح القالب والشكل


شكراً عزيزتي يسرى

والشكر لأم إيمان

أختكما

بنت البحر

[يسرى علي آل فنه]

أخيتي العزيزة زاهية

أعذري تجاوزي التعبير عن الأصابع باليد ربما ليشمل الكف فضل ذكر الإحسان ولأنني أيضاً شعرت بأن التعبير سيكون أسهل لي على هذا النحو
بعد أن قادتني سطورك الكريمة إلى ذكريات طيبة مع أخي الحبيب رحمه الله فاحببت أن اذكره بطيب الفضل الذي أسداهُ لي

تقديري لكِ وللاخت صباح على طيب مداخلتها

وبارك الله في عمر كل من يدعو إلى الخير ويأتمرُ بهِ

[د. سمير العمري]

موضوع مثير بأسلوب كبير وتناول عميق.

لي في يدي أصابع عشر كما للآخرين ، هي طويلة ولكن حكايتها أطول ولا أظن أن كتابا يسعها.

أحمد الله على الأصابع والكف ، وعلى نعم كثيرة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها.

أنا هنا لأعبر عن تقديري لما قرأت لكم جميعاً أخص بها الأخت زاهية صاحبة الموضوع التي أراها تمتلك أسلوباً نثرياً مميزاً يشدنا للقراءة لها كما الشعر.

ولعلي أشير إلى بعض أمر مستأذناً:

هذه خمسة أصابع وتلك خمسة أخرى

بل "خمس أصابع" فالإصبع مؤنث.

فكدت أغرق فيه مجدفة خلفها بأصابعي العشرين لولا أن نهرتني أختي عن فعلي هذا
ما أرى ضرورة لما أشرت إليه فمن البلاغة أن تستغني عن كل ما يفهم من السياق.



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

[زاهية]

أختي الفاضلة يسرى
غزلت الأمل بروعة لأخويك
رحمهما الله وأحسن إليهما
أتعلمين يايسرى الحبيبة
إن مجرد ردك هذا قد يولد عند الكثيرين
من القراء روح التفاني بالعمل لمساعدة المحتاجين
من ذوينا أو الغرباء
وإماطةالأذى عن الطريق عمل عظيم
فيكيف بإماطته عن طريق الفكر والسلوك
الإنساني وبالتحديد من هم في حظيرة الإيمان
شكر الله لك ورحم من سبقونا إليه
ففي ذكراهم يرفرف مايعيد للنفس راحة
تغالبنا عليها ترهات العصر

أهلاً بك

أختك

بنت البحر

[النورس]

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

جزاك الله خيرا يا أختي العزيزة وبارك الله فيك وأكثر من أمثالك ..

كذلك الأخوات المشاركات بارك الله فيهن... فلكلٍّ منهن موضوعها المؤثر...

[زاهية]

فكرة رائدة من كليكما ..
بوركت العشرون ..
وعوضتما خيرا ممن لا يضيع عنده خير.
......
فكرت كثيرا فيما مر على اصابعي ووجدته حديثا يطول.. ويطول.
فشكرا لافتتاح قسم الاصابع في ذاكرتي.

شكراً لثنائك على الفكرة وما جرته علينا من ذكريات

أرجو أن تجد في قسم الأصابع في ذاكرتك

كل عمل خير وقعت عليه تلك الأصابع بالعشرة

أخي الفاضل

عاقد الحاجبين

كن بخير

أختك

بنت البحر

[زاهية]

موضوع مثير بأسلوب كبير وتناول عميق.

لي في يدي أصابع عشر كما للآخرين ، هي طويلة ولكن حكايتها أطول ولا أظن أن كتابا يسعها.

أحمد الله على الأصابع والكف ، وعلى نعم كثيرة لا يعرف قيمتها إلا من فقدها.

أنا هنا لأعبر عن تقديري لما قرأت لكم جميعاً أخص بها الأخت زاهية صاحبة الموضوع التي أراها تمتلك أسلوباً نثرياً مميزاً يشدنا للقراءة لها كما الشعر.

ولعلي أشير إلى بعض أمر مستأذناً:

هذه خمسة أصابع وتلك خمسة أخرى

بل "خمس أصابع" فالإصبع مؤنث.

فكدت أغرق فيه مجدفة خلفها بأصابعي العشرين لولا أن نهرتني أختي عن فعلي هذا
ما أرى ضرورة لما أشرت إليه فمن البلاغة أن تستغني عن كل ما يفهم من السياق.



تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

أخي الفاضل د.سمير العمري

اشكرك على مرورك المثري دائماً

هي كما قلت

وهنا لك من الشكر الكثير مرة أخرى

كن بخير

أختك

بنت البحر

[زاهية]

لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

جزاك الله خيرا يا أختي العزيزة وبارك الله فيك وأكثر من أمثالك ..

كذلك الأخوات المشاركات بارك الله فيهن... فلكلٍّ منهن موضوعها المؤثر...

إنها الحياة فيها المحزن وفيها المسعد

الإنسان مجموعة أحاسيس

نحترمها

أشكر مرورك أخي الفاضل النورس

جزيت الجنة

أختك

بنت البحر

[إلهام محمد]

أختي زاهية
لكل منا عشرة أصابع لم نفكر يوماً بها كما فكرت
أدميت قلبي
أبكتني كلماتك الرقيقة
طريقة السرد كانت رائعة مؤثرة
حفظ الله أصابعك وكللك بالعافية
تلك الأصابع التي بها تصلين الحروف
ترسلينها من القلب لتستقر في قلوبنا
وفقك الله ورعاك
م.الهام56

[أسماء حرمة الله]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية قطفتها لكِ من شجر الدرّاق والياسمين

الأخت العزيزة زاهيــة،

آهٍ أختاه، لقد فتحتِ جراحا ماتزال تسقيني كل يوم من مدادها، ولازالت أناملي الخمسة تشهد على ذلك أيضا...بل العشرة..
يومَ توفيت جدتي وقد كان الكونُ يشرق بمجرد أن تبتسم هي ابتسامة ولو أصغر من حبة قمـح..فمرتْ أناملي على وجهها وكأنها تطبع تقاسيمه على خطوط راحتي وزواياها...
يومَ كفكفتُ بأناملي الخمسة دمعا وعرقا أغرقاني حين رأيتُ فيما يرى النائم ، أمي وهي تخبرني -وقد كانت ماتزال على قيد الحياة - بأن جدتي تناديها لتلحق بها..وهكذا ظللتُ أكفكف بأناملي هاته كل دمعة سقطت مني في حضرة أمي - قبل أن ترحل- وهي تسألني عن حالي، فلا أستطيع إخبارها بتلك الرؤيا التي عّذّبَتني شهورا طوالا قبل رحيلها...ولم يكن لي إلاّ الصمت وأنامل تخفي آثار الملح...
أناملي هاته هي نفسها التي كانت تضع "كمّادات" الماء على جبين أمي، بالبيت، ليلة ارتفعتْ حرارتُها فجأة ، قبل رحيلها بسبعة عشر يوما..وكانت أمي لاتنفك تقول لي: "راضية عنكِ"..فكانت أناملي سببا لرضاها..
أناملي هاته هي نفسها التي كانت تناولها الطعام بالمشفى وتسقيها الماء قطرة قطرة..وتمسح عنها مايتصبّب من عرق مرضها..هي التي كانت تشعل الضوء بغرفة المشفى لتضيء لأمي لحظة خوف زارتها..هي التي كانت تمسح على رأس أمي حين كان يسكنها الخوف وقد فقدت الكلام والحراك، بعد قراءة بعض الآيات من كتاب الله ليطمئن قلبها وتخلد للنوم قليلا..
هي التي كانت تساعدها على الجلوس على سرير المشفى ..وتساعدها على تغيير ملابسها ..وتساعد الممرضة على تعديل موضع رقادها..
هي التي كنتُ أفتح بها كتاب الله لأقرأ لأمي بعض السور وقد أحسّ قلبي بقرب رحيلها ..هي التي مسحت عن وجه أمي سجوما سقطت بُعَيْدَ سماعها لآيات الله..
هي التي كانت تغطّي أمي كل ليلة حين يرحل الأهل والأحبة من غرفة المشفى ولايبقى أحد معي وأمي سوى الله..
هي التي كانت تعانق يدي أمي بحرارة لأقبّلهما ..هي التي كانت تنام بينهما أصابع أمي قريرةَ الفؤاد...
هي التي كانت تداعب وجه أمي ويديها كلما عصف بقلبها خوفٌ سقط من قلب الرحيل..
هي التي أزاحت الكفن عن وجه أمي، بالمشفى.. يوم رحلتْ بعد ثمانية أشهر ونصف من رحيل جدتي (والدتها)..أزاحت الكفن عن وجهها وكفّيها وقدميها لتتساقط قبلاتي الحرّى المالحة على جبينها وكفيها وقدميها...وأناملي ساعتها مصرة على جسّ وجهها الحبيب وكأنها كانت تطبع تقاسيمه أيضا على خطوط راحتيّ وتحاول أن تسرق منه الرضى والحنان لتفوز بهما..أن تقتبس من ذلك النور الذي ملأ وجهها قبيل الرحيل...وقد غطاني ذلك اليوم صمت الكون كله ووجعٌ مازال بقلبي يدِبّ..
هي التي تعودت تقبيل يد والدي الذي أضحى ابني الذي لايطيب لي العيش بغير بسمة منه تشرق...
هي التي تعهّدت بخدمته حتى آخر رمق في حياتــها وحياتي ..وهي التي تعهّدت بمسح كل دمعة تخضب قلبه..
هي التي ..كانت منديلا لجراحي الأخرى...(...)
..هي التي تعهّدت بمسح كل دمعة تنهمل من عيون أهلي وأحبابي..
هي التي شهدتْ سبابتها بأن "لاإله إلاّ الله، محمد رسول الله" ...منذ كنتُ جنينا ...لم أرَ النور بعد..
هي التي تكتب كلما زارني بوح، أو كلما لاحت خلف الأفق جراح اشتعلت بسفائن من أحبهم.. فأحاول أن أمسح بما تكتبه بعض مابهم قدرَ استطاعتي..
هي التي أدعو بها بالرحمة لامي ولجدتيّ وجديّ ولكل أهلي وأحبتي ولكل موتانا واحيائنا من المسلمين....
هي التي ..مازلتُ ..أتمنى أن ..تمرّ ، كلها ، خمسة خمسة، على ستار الكعبة الحبيبة..التي أشتاق لها شوقي للقاء الله وهو راض عني..لأدعو بها لأمي ولأبي ولجدتيَّ وجديَّ ولأخوتي ولكل من أحبهم وللمسلمين ولي...وأسأل الله لهم ولي العفو والعافية وسعادة الدنيا والآخرة...والفوز بالفردوس وبرفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
........
أناملي هاته...
هي التي سأمسح بها هاته السجوم التي سقطت الآن ..وأنا أكتب بها بوحها وبوحي....بمــداد القلب...
فقد فتحتِ شرفاتي كلها ، أختاه، وكأنها اليوم قد وُلِدتْ ورأت النور لأول مـرة..
...........
رحم الله والديك وأختك وأخاك وكل موتانا من المسلمين...
وسقاك الله من يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفتين ، شربة ماء لاتظمئين بعدها أبدا..
وكتب لهم ولنا جميعا رضاه وعفوه ومحبته وجنانه...
كل التحايا لكِ، و ألف باقة من الورد والمطر
..........................

[عبلة محمد زقزوق]

أصابعنا هي نحن
هي ما تجود به عقولنا من فيض الكرم الإلهي علينا فحري بنا أن نتقن السكب حتى يصلح القالب والشكل

جميـــــــــل ماتخيرت ، وقليل من عبق السحر.... للفظ ِ تخيرت .

ولي عودة مع الأصابع بمتصفحكم هذا .

فأنتظروني .

[زاهية]

أختي زاهية
لكل منا عشرة أصابع لم نفكر يوماً بها كما فكرت
أدميت قلبي
أبكتني كلماتك الرقيقة
طريقة السرد كانت رائعة مؤثرة
حفظ الله أصابعك وكللك بالعافية
تلك الأصابع التي بها تصلين الحروف
ترسلينها من القلب لتستقر في قلوبنا
وفقك الله ورعاك
م.الهام56
وتلك الأصابع
التي تحاول بما تكتبه
فعل الخير
ونشر الفضيلة بين الناس
ستلاقي من الجحود الكثير
وكما يقال
خيراً تعمل شراً تلقى
ولكنني سأظل كما تعرفين أختك
أحمل الحرف سيفاً ضد التلاعب والغش
والخداع لن أخشى الحاسدين
بل سأجعل الله في نحورهم
وسيكفينهم بإذنه تعالى
أشكرك أختي الفاضلة
إلهام56
:001: :tree: :001:
أختك
:0014:
بنت البحر

[مجدي محمود جعفر]

التقاط رائع - أعدت إلينا الإحساس بالأصابع رغم وجودها معنا منذ ولدنا وهي الأكثر عملا - إنها أداة الفعل - الفعل الخير كما هي أصابعك والفعل الشرير أيضا كما هي أصابع الصهيونية مثلا - جمال نصك في تنبيهنا نحن الغافلين وإيقاظنا وتحريضنا على فعل الخير من خلال أصابع بطلة النص وعلاقتها بهذه الأصابع والوقوف على مشاهد حقيقية مرت بها كان للأصابع فيها دور البطولة - سامحك الله يا أخت زاهية - قراءة هذه القصة ستجعل منا من يتحسس أصابعه و000
قصة رائعة

[زاهية]

أصابعنا هي نحن
هي ما تجود به عقولنا من فيض الكرم الإلهي علينا فحري بنا أن نتقن السكب حتى يصلح القالب والشكل

جميـــــــــل ماتخيرت ، وقليل من عبق السحر.... للفظ ِ تخيرت .

ولي عودة مع الأصابع بمتصفحكم هذا .

فأنتظروني .

بوركت أختي الكريمة عبلة محمد زقزوق :0014:
مرورك الجميل هذا أضاء المتصفح ومازلت بانتظار
عودتك لإثراء الموضوع
دمت بخير
أختك
بنت البحر

[زاهية]

التقاط رائع - أعدت إلينا الإحساس بالأصابع رغم وجودها معنا منذ ولدنا وهي الأكثر عملا - إنها أداة الفعل - الفعل الخير كما هي أصابعك والفعل الشرير أيضا كما هي أصابع الصهيونية مثلا - جمال نصك في تنبيهنا نحن الغافلين وإيقاظنا وتحريضنا على فعل الخير من خلال أصابع بطلة النص وعلاقتها بهذه الأصابع والوقوف على مشاهد حقيقية مرت بها كان للأصابع فيها دور البطولة - سامحك الله يا أخت زاهية - قراءة هذه القصة ستجعل منا من يتحسس أصابعه و000
قصة رائعة
الأديب الكبير أخي الكريم مجدي محمود جعفر
أهلًا بك كلامك بمنتهى الروعة أتعرف لقد فتح
أمامي مخيلتي نوافذ على رؤى جديدة
سأكتب فيها بإذن الله
دمت مفكرًا رائعًا
أختك
بنت البحر

[الصباح الخالدي]

تلك عشرة كاملة من خمسة
شكرا لك

[الصباح الخالدي]

تلك عشرة كاملة من خمسة
شكرا لك

[جواد تيدركيت]

سبحان الله
ما اروع كلماتك اختي الفاضلة
وجدت نفسي تغادر كلماتك لتعود اليها
اشتاق لحرف يكون بصدق حرفك
لاهنت
موفقة دائما
الشاعر

[محمد عصام]

لقد خلقتِ هكذا يا زاهية ،
خلقتِ كاتبة ناثرة مفكرة.
شكرا لكتاباتك أختى الكريمةـ زاهية بنت البحر.

[زاهية]

تلك عشرة كاملة من خمسة
شكرا لك


أهلا ومرحبًا بك أخي المكرم الصباح :0014:
أختك
بنت البحر

[ناديه محمد الجابي]

صدقت الأخت صباح عندما قالت:
أصابعنا هي نحن
هي ما تجود به عقولنا من فيض الكرم الإلهي علينا فحري بنا أن نتقن السكب حتى يصلح القالب والشكل
خاطرة رائعة .. بل من أروع ما قرأت .. بوح راقي حمل رسالة سامية ـ ثم جاءت الردود مكملة لجمال
الموضوع فاستمتعت حد النشوة بما قرأت.
سلمت أصابعكن وما فعلت، وما كتبت ـ وقد وهبتنا هذا البوح الغامر، والحس العاطفي الدافئ،
وتلك المشاعر القوية بصدقها
رحم الله موتاكم وموتانا وجميع موتى المسلمين.
وكل عيد وأنت زاهية ، رائعة وبألف خير.
:os::tree::os:

[زاهية]

صدقت الأخت صباح عندما قالت:
أصابعنا هي نحن
هي ما تجود به عقولنا من فيض الكرم الإلهي علينا فحري بنا أن نتقن السكب حتى يصلح القالب والشكل
خاطرة رائعة .. بل من أروع ما قرأت .. بوح راقي حمل رسالة سامية ـ ثم جاءت الردود مكملة لجمال
الموضوع فاستمتعت حد النشوة بما قرأت.
سلمت أصابعكن وما فعلت، وما كتبت ـ وقد وهبتنا هذا البوح الغامر، والحس العاطفي الدافئ،
وتلك المشاعر القوية بصدقها
رحم الله موتاكم وموتانا وجميع موتى المسلمين.
وكل عيد وأنت زاهية ، رائعة وبألف خير.
:os::tree::os:

بارك الله فيك غاليتي نادية وكل عام وأنت والواحة ومن فيها بخير
جميل منك أن أعدتي لي ذكريات هذ النص.
شكرا لك وليحفظك ربي
:tree::os::tree:
أختك
زاهية بنت البحر

[ناديه محمد الجابي]

أحببت أن أرفع هذا الموضوع الرائع ليستمتع لقراءته
من لم يقرأه من قبل
سلمت زاهية فكرا وقلبا وسلمت أصابعك بما فعلت وبما كتبت
بوركت ولك كل التحية والتقدير.
:os::011::os:

[زاهية]

كل الشكر والتقدير لحضورك الجميل في عودة النص من قلب المكان
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك النصوص وأصحابها بكل خير
أختك
زاهية بنت البحر