تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طفل القرى وفروض المدينة



أحمد حسين أحمد
04-09-2005, 07:55 PM
طفل القرى
وفروض المدينة
أحمد حسين أحمد
مهداة للشاعر محمود أمين ردا على قصيدته طفل القرى

١
يأتي كــجنحِ الفجرِ
يخـفقُ في جوانحهِ الندى
يبتلُّ كالنسرينِ
حين تحطُّ في تيجانهِ الخجلى
فراشات النهار
( يأتي علانيةً )
هوالموج الطليق
تدافعت نفثاته القصوى
إلى جزري
تُفتتني
وتحملُ
جذوةَ الإعصــار للمدنِ البعيدة والديار
ماءٌ يسافرُ في العروقِ
يشــدُّ ساريةَ الحنين
على أساور طفلة النارنجِ
في بلدِ الشخير
كــانت هي العبق الذي غنّى
أوائل شعرهِ
وتطرزت أحلامها فرش السرير
طبعت على وجه المساء نجومها
وتدثرت بالنصِّ تقتبس الحوار
واليومُ تنزحُ آهةً عجلى يحاصرها العناق
ليــــت النوافـذ تشرأبُّ بهِ
فــيأتي من خلالِ زجاجها
ويحَ العراق
زرع الأحبة في سقوف الأرضِ
واحتبس النهار

٢
الليلُ يهبــــطُ كالسقامِ على الصدور
وكطـــــائرِ العنقاء ضجَّ بهِ المكان
قدماه حافيتيـن
من جرِّ الظلامِ
علــــى المدافنِ والقبور
يختــــطُّ سـاقيتيـن من نبعِ المحاجرِ
للنحور
و ( سليم) معتكفٌ على باب الزمان
مــــا زال عصــفوراً بلا ريشٍ يطيرُ
ويرتقي فوق الغمام
ما بيــن ( ســامراء ) و (الملّوية ) الكبرى
يحــطُّ على الدوام
مذ كان ( معتصمُ ) العراق مهندساً للجيشِ
يمنحنا السلام
وسـليمُ ليــس ككل عشّاق الصخور
لكنّهُ البنّاء يأتي بالجديد
فعلام تهربُ طفلة النارنج
من بيـن السطور؟
وعـلام ينـكرهُ الـمكان؟

٣
( الأرضُ فارغةٌ )
وما مـن فســـــحةٍ للروحِ تُـجلِسها التراب
رحل السنونو
باعـدتهُ الريح عن لمس السحاب
تبقى ( الرصافة ) وحدها تلقى الغروب
الأرضُ عامرةٌ
ســـترقبُ لاحقاً زمن الهبوب
وسلــــــيمُ يسحرهُ النخيلُ
إذا غــــفا بيـن الرصافةِ والجسور

عيـن المها منذورةٌ للقهرِ
والموتُ الأخير
ومياهُ دجلةَ عافها الزاب الكبير
مقهـــورةٌ نفسي
وليلى في العراق
تنام في حضن الحقير
ماذا إذن يبقى ليسفحهُ الضمير؟
نافورة الأحقاد ؟
أم قلقٌ تمطّى فوق ناصية السرير؟
هــذا هــــو الوطـــن المفـدّى
يرتقي النهرين بالجيشِ الكسير

معاذ الديري
06-09-2005, 01:13 AM
رائعة حد الالم..
يسرني ان اقرأ لك دوما مثل هذا الفن.

ولو كنت املك الصلاحيات لازلت تثبيت كل القصائد المثبتة منذ امرئ القيس وجعلت هذه مكانها .. ولكن مالعمل.. فلا انت من مشاهير الواحة ولا انا من مثبتي المواضيع.
ملاحظة: قدماه حافيتين = حافيتان(على انها صفة).
اتمنى ايها الاستاذ ان تكفيك مشاركتي واقولها مخلصا.. فالشرف لمن يوقع هاهنا ..

أحمد حسين أحمد
06-09-2005, 07:53 PM
أخي العزيز معاذ الديري

الحمد لله الذي أرشد نبيل مثلك لسواحل كلماتنا الرثة
والتي يعلم الله إننا لا نريد أن تأتينا بالشهرة
ولكنها بضعة أحاسيس نثرناها ساعة ضيق وتحسس
ويكفينا مرورك عليها وكرمك الباذخ بوصفها رائعة حد الألم
أما عن التثبيت ، فلو تدري ، أنا نفسي أتجنب قراءة المواضيع المثبتة لما فيها في كثير من الأحيان من محاباة لكتابها بنظر متخصصي التثبيت وأحمد الله مرة أخرى لعدم تثبيت موضوعتي وقد أتخم المكان بالمواضيع المثبتة من عهد نوح
ولرب قلة من المارين الكرماء مثلك خير من ألف عابر سلبي لا يهتم بمثل هذه النصوص
وأنا أشكرك من صميم ألمي وأثمن ملاحظتك القيمة

كل الود والتقدير

مصطفى بطحيش
06-09-2005, 10:13 PM
النديم أحمد

أيها المبدع , قصيدة مفعمة بالصور والابداع , جزلة الالفاظ وكثيرا ما تخيلت سعة قاموسك اللغوي أيها الشاعر العريق

قصيدتك هذه تقطر الما والدمع ساقيتان !

متجددة القفلات لا تشكو من رتابة بلها مغرقة بالدهشة والصور

اشارتك الى قصيدة ( ابن الجهم ) جميلة ورشيقة

لعل بعض الاخطاء الاملائية تناثرت غير واضحة لكن لا تفت من عضد القريض

لك مني اجل تحية

د. سمير العمري
10-09-2005, 06:43 PM
مررت هنا متأخراً فكان العهد بك يا أحمد كما كان. إبداع وإمتاع وأوجاع.

تعلم أنني لا أحابي في ردودي ولا أتحامل. أنت هنا كنت كما دائماً رائعاً رائعاً.

وأجدني سأثبت القصيدة تقديراً واحتفاء بها وبصاحبها.

ولعلني أشيد برد أخي وصاحبك مصطفى الذي أنصفك فأشار إلى بعض أخطاء متفرقة لم تنقص من جمال القصيدة ولا رونقها ولا زلت أشير إلى الاهتمام بتدوير الأسطر فهو من الأهمية بمكان.


للتثبيت بما تستحق.



تحياتي
:os::tree::os:

أحمد حسين أحمد
11-09-2005, 07:32 PM
الحبيب النديم التليد مصطفى


دوما تسعدني كلماتك أينما حللت

وليتك أشرت لما ورد بحسب رأيك من أخطاء ربما لم أنتبه لها ليتسنى لي التعديل في النص الذي عندي على الأقل بعد أن فاتتنا فرصته هنا

تقبل محبتي وتقديري
ونلتقي

أحمد حسين أحمد
11-09-2005, 07:37 PM
أستاذنا الشاعر الكبير د. سمير العمري

عودتنا على جمالك وصراحتك وعذب لسانك
ولكن كما ذكرت بردي للعزيز معاذ ، لم يكن يهمني التثبيت في شئ سوى أنني قمت بنشر الموضوع هنا طمعا بمرور عزيز لي هو الشاعر محمود أمين الذي تنادمت معه طويلا
ولكن بعد أن ثبت هذا الموضوع فلا يسعني سوى شكرك على هذا الكرم
وأكرر نفس الأمر بخصوص ما ورد من أخطاء فهذا عهدنا بك
والله الموفق

شكرا لك مجددا
تحياتي ومحبتي

أحمد حسين أحمد
11-09-2005, 07:45 PM
قال محمود أمين في مكان آخر ردا على ماورد أعلاه


وسليم يقتات الضما
ويقول : دجلة يا أبي
ها أنت يقتلك الحصار
فكيف مت
وهل تعود
وهل تأخر يا أبي
غيم الرشيد

أنا الذي من ألف حزن
لا أرى عند الرصافة
غير خوذات الجنود

ليلاي ما عبرت هنا
عين المها ممهورة
بالدمع
ترسله عناقيدا عناقيدا
ليتبع ما تبقى من ثواكل
يقتسمن الموت
والميلاد
في جسد الشهيد


ثم قال


يأتي كأحمد
حين تسرقه المنافي من غصون الماء
مبتلا بنصف غمامة
ويروض العمر الأخير
لكي يلائم قلبه الحزن الطري
وصبغة الأوجاع
والوطن الذي غلوه من أعلى ضفائره

يأتي بمهماز الدماء
فيركل النارنج
يلبس قبره
ويسير متكأ على أضلاعه
كالرمح يدخل
أبجديات العراق
آه العراق
ذكرته
ونويت أن أنساه
حتى لا توبخني الصبية
حين ترسل دمعتين من الحدق
وتريدني ألا أخبّر دجلة عن ملح عينيها
إذا مرت بجسر للرصافة
أغلقوه على فؤادي
آه يا أحمد
أنت ياورد المنافي
جيد أن تصعد الرئتان منك
ويحملان لنا ولو سهوا
غبار من بلاد


فقلت له

يأتي كنسغ النبتِ
يصـــــعدُ في العروق مبشّــراً : ـ
هذي منابت زهرة النارنج
تحتضنُ النخيلَ
وتحتسي الأعباق
تعتنق البلل
في جرف ناصية الرصافة
تستحم مع النجوم
يوماً إذا هُزم الغزاة
وعاد جمع الراحلين
نأتي
لنقرأ شعرنا
فيـــهزُّ نخلُ الشطِّ قامتهُ
وتزدهر التخوم
والجسرُ يصبحُ سالكاً
والقلبُ يختصر الهموم

محمــودُ
فلنــــــبقى نشذّبُ شوقنا
للأرضِ
نعتــصرُ المحبةَ كالكروم



ــــــ

د.جمال مرسي
11-09-2005, 10:47 PM
لله دركما صديقي الغالي أحمد حسين .. انت و محمود أمين
قصيدتك جد رائعة
و قصيدة محمود كذلك
و أنت و كما تعلم دائما تتحفنا بكل ما هو جميل و مثير
فلقد تعودتك منك ذلك
تحياتي و حبي
د. جمال