تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معانى إنسانية (2) الحرمان من الحبيب



سيد يوسف
05-09-2005, 12:44 AM
معانى إنسانية (2)
حول الحرمان من الحبيب
سيد يوسف
تمهيد
بعض القلوب تهفو إلى أليفها فى غير معصية تهفو إليه وكأنها تستنشق للحياة معانى أخر يتذوقون بهذه المعانى مشاعرا تجعلهم يطيرون بأجنحة من الشوق إلى أحبائهم...فماذا لو توارى جسد الحبيب تحت الثرى؟
إلى هؤلاء الذين ينزفون مشاعرا لا يملكون لها دفعا...
إلى هؤلاء الذين لم يستطيعوا ان يتعايشوا مع الأحياء بقوانينهم.
إلى هؤلاء الذين تظل قلوبهم تهفو إلى أليفهم .
إلى هؤلاء الذين لا يستطيعون التصديق بفراق أحبائهم.
إلى هؤلاء الذين لا يعرفون سوى دمع الفراق والحرمان.
إلى هؤلاء الذين يعيشون بأجسادهم معنا ..أما قلوبهم فهى هناك تتطلع إلى أن يجمع الله شمل لقاء أَبى القدرُ أن يجمعهما معا فى الدنيا.
إلى هؤلاء جميعا وهؤلاء فقط ( رغم ندرتهم فى حياتنا ) نسوق تلك المعانى.
قال لى
أعلمُ أنك من الذين يرون أنه قد مات من فقد حبا أو فقد قلبا كانا معا متحابين حبا حقيقيا تتناقله الأجيال .
ولكنْ اعلمْ أنى ممن يؤمنون أن من فقد حبيبا بموت أو سفر أو هجر يبقى ميتا ولربما كان ابن 25 سنة وينتظر أن يدفن وهو ابن 60 عاما.
أنا أوقنُ بذلك وأعنيه تماما وأعيشه واقعا أتجرعه كل يوم.
قلت : هون على نفسك صديقى ..إنما الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة و..
قاطعنى قائلا:هل تعلم كم كنت أحبها؟
سكتُّ مطرقا ساهما سارحا فى قلوب المحبين يا لها من قلوب لا يفقهها كثير من الناس ..إن لهم قلوبا قلما تتناغم إلا مع الأحبّاء ... وكأن كل الناس موتى إلا الأحبّاء ...وكأن الأحباء بعضهم ببعض عليما.
أعاد سؤاله: هل تعلم كم كنت أحبها؟
قلت: أعلمُ انك كنت تحبها كثيرا ولربما كنتَ شديد الإخلاص
لهذا القلب بيد أن الحياة واسعة و..
قاطعنى ثانية قائلا:هل تسمح لى أن أقول لك كم كنت أحبها؟
قلت: حسنا ولكن لم أنا تحديدا ؟
قال: لا تسلنى ...فقط اسمع لى
قلت فى نفسى : إن المحبين يلتذون بالتنفيس عن مشاعرهم ولا يخجلهم تلك المشاعر...و كيف يخجلون؟!! وهى الطاهرة العفيفة........
قلت : صديقى أنتَ وما تريد افعلْ ما يحلو لك أنا لك بأُذنى ونفسى .
ثم رأيت صديقى يتمثل حبيبته أمامه ونسينى تماما وأخذ فى الحديث كأنه يحدثها وعاش فى زمن آخر ثم أخذ يوجه كلامه لها وكأنها أمامه وكأنى لست معه ثم قال:
حبيبتى
أنا ما رأيت جمالا امتزج فيه هذا الكم من الرقة إلا فيك
لو كان للجمال من عرش لصرت مليكة ذلك العرش
ولا عجب فأنت مليكة قلبى.
حبيبتى
إن اسمك ليحلو لى فأردده بينى وبين نفسى فتفيض عينى من الدمع من فرط مشاعرى فأين أنت؟
قلت فى نفسى ( ودموع عين المحبين مدفوعة دوما بهياج قلوبهم..
وإنى لأعلم بأنه إذا بكى القلب فلن تكف العين عن الدموع ..وإن دموع المحبين لهى الجسر الذى تعبر عليه آهات العاشقين).

واسترسل صديقى مع مشاعره:
حبيبتى
لقد رأيتكِ قصائد شعر ممتلئة دفئا وشذى عبيرها يسد علىّ مسالك نفسى...وما الحياة بغيرك حبيبتى ؟
ما الحياة بغيرك أنتِ حبيبتى ؟
إنها كقطعة جحيم يتلظى فيها قلبى....فأين أنت؟ أين؟
قلت فى نفسى
لقد ماتت حبيبة صديقى فى دنيا الناس لتحيا فى قلب صديقى لتحيا داخل حنايا قلبه.
ماتت وما درى احد أن صديقى هو الذى مات فى دنيا الناس : مات يوم أن ماتت حبيبته لكنه ظل على قيد الحياة يتجرع قسوتها فى غيابها.
ولا عجب فمن غيرها هى- وهى فقط - من يمسح جراح قلبه من الأحياء...لا ملاذ إلا باللجوء لرب الأحياء ....
ثم استرسل صديقى قائلا:
حبيبتى
كنتِ لى هدية السماء فأهديتك مشاعري الفياضة،
فملكتِ قلبى فأنتِ أعز حبيب،
كم رأيتُ فى مشاعرك نبع حب صاف ،
ولكم شَعُرْتُ بك حبيبتى كم شَعُرْتُ...
حين أرى السماء مبتسمة فإنى على يقين أنك سعيدة ،
وحين أرى السماء غائمة فإنى على يقين أنك حزينة ،
وليس فى ذلك بدع فالسماء تبكى لحزنك والسماء تفرح لابتسامتك
فكيف لا افرح بك مثلها؟
حبيبتى
كم رأيتُ فى عيونك بريقا يسكر عيون الناظرين
وكأنه بريق نجم استعصى على الأفول.
وبريق عيونك حبيبتى يشعل ضوء المصابيح ..
وبريق عيونك حبيبتى يجعل حاضرى ألذ حاضر
وبريق عيونك حبيبتى يصنع لى ذكرياتٍ جميلة:
ذكرياتٍ خُلقتْ لتبقى ..
ولا عجب فهى تستعصى على النسيان.
قلت فى نفسى : حقا ما الإنسان إلا مجموعة ذكريات فان ذهب بعضها ذهب عمر الإنسان.
ثم قال صديقى
حبيبتى
أراكِ بدعا من الجمال تساق على نموذج جمالك معانى الجمال والحسن فى دنيا البشر.
حبيبتى
أحسستُ بك فأنتِ الرئة الأخرى بصدرى ،
أحببتكِ فكنتِ الصوت الحنون على شفتى،
عشقتكِ فكنتِ المعنيّة فى أغانى الحب والفرح،
هفا إليكِ قلبى فحفرتُ اسمك بأحرف من نور داخل حنايا قلبى،
جاءك زمانى لينضم إليك فكنتِ أنت الأمس والمستقبل،
رأيتُ فيك حواء الأولى فامتزجتْ بحبك شرايينُ قلبى.
حبيبتى
أراكِ كورد حدائق يتفتح فى ربيع الكون الجميل,
أحسستُ بك كرقة حانية فى دنيا القساة,
ورأيتكِ كالطاعة البصيرة فى زمن العصاة,
ولو شئتِ لقلتِ كأمن جميل فى دنيا الخائفين،
رأيتكِ إيثارا فى زمن الأثرة،
أراكِ صمتا جميلا أو همسا صادقا فى دنيا المحبين،
شممتكِ عطرا فواحا ولمستك كنسمةٍ عابرةٍ وطيفٍ أخّاذ،
وصرتِ لى ذكرى عطرة.
فأين أنت؟
كنتِ حُلمى وحلم الليالى،
كنتِ كشعاع الثّريا فأين أنت؟!
كنتِ لى نبع الرؤى..فأين أنت؟!
تعالى
خذينى
خذينى
خذينى
فما الحياة بغيرك حبيبتى؟ ما الحياة؟!!
قلت: صديقى إحساسك جميل ومعانيك فى قلبك ، واني لأعلم خسة اللفظ إذا قورن بطهر وعمق المشاعر الفياضة النبيلة.
قال لى
هل تعلم صديقى أنه ما من شمس تشرق، ولا من غروب يغرب، ولا من رياح تهب، ولا من نجم ينجم، ولا من برق يلمع، ولا من روض يضحك ،ولا من ذكرى تهتاج لها قلوب المحبين، ولا من أغنية حب صادق إلا ولى معها ذكرى..
وكانت ماثلة أمامى أراها نضحك معا ...نسمع معا ...نحس معا ...نحب معا ....نتلاقى معا....دوما معا
ثم توجه صديقى إلى خياله كأنه يتمثلها هلالا أو قمرا أو بدرا وأخذ يناجيها وهى الحاضرة الغائبة قائلا:
حبيبتى
أنت أسطورة حب لا يقهر،
أو جيش مشاعر لا يهزم ،
أو مركب عشق يستقر عليه قلبى.
ثم التفت إلى قائلا
أو تدرى كيف هى حبيبتى؟؟
إنها الرقة الكاملة اجتمعت وصار لها جناحان فطارت بعيدا بعيدا وأخذت تبحث عن أحن قلب وأصدق حب وأرق نفس وأنفس مستقر فما وجدت غير قلبى أنا... نعم قلبى أنا.... فتلك حبيبتى فأرونى مثلها من حبيبة؟؟!!
ثم قال لى
هل تعلم قطر الندى حين يتجمع فيصير ماء عذبا سلسبيلا؟؟
لقد تجمع حب حبيبتى فى قلبى وكأنها قطر ندى يتجمع حتى صار وكأنه أنهار شوق وحب لا يجد من بين قلوب كل البشر إلا قلبى أنا...نعم قلبى أنا....فأرونى مثلها من حبيبة؟
واخذ صديقى يسترسل فى تلك المعانى إلى ان قال:
لو كنتَ تعلمُ كم هى غالية على لعلمت موتى أن تكون هى هناااااااك بعيدا
لكمْ كانت تتوق نفسى أن أموت قبلها...إنها أعز على من روحى...
لو كنت أملكُ من الأمر شيئا لصنعت لها من خيوط الشمس مملكة أو قصرا للخالدين وكتبت على بابه:
أنت أعز على من روحى،
أنت أغلى حبيب،
فأين أنت؟!!
أين؟!!
تعالى
تعالى
خذينى
خذينى
خذينى....تحت عينيك ...داخل حنايا قلبك ...بين رموش عينيك....خذينى
تعليق
لا عجب فقوانين الحب لا تعرف العقل...ولدى البعض منا أحاسيس لا يقدرها إلا هو- هو وحده- لا يشاركه الناس آلامه فيها...
كيف والجرح جرحه هو ؟؟!!
لقد باء صديقى بالحرمان من الحبيب لا الحرمان من الحب
وكلا الأمرين لا تستقيم الحياة الحقيقية بغيابهما.
وإن من صور الحرمان : فقدان التواصل لاعتبارات تتعلق بالسفر مثلا أو السن ( تفاوت سن كبير لصالح أيهما )
أو السفر أو الهجر أو اختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي
بشكل حاد أو..........
أو بالموت وتلك من أقسى صور الحرمان.
وقد عبر عنها صديقى بمعانى إنسانية عامة لا يشعر بها إلا من ذاق مرارتها وقسوتها .... عافانا الله جميعا.
وفى الحياة مشاهدُ متنوعة من الحب التى تختلف قوتها وصورتها بحسب الأشخاص ( وهو الجزء الثالث من المعانى الإنسانية ).
فى النهاية
هى تجربة وجودية إنسانية حاضرة علّنا نستفيد منها ولو فى تقدير مشاعر الآخرين والتأكد من قانون الفروق الفردية بين الناس وغير ذلك.
اسأل الله ان ينفعنا جميعا.
سيد يوسف

عدنان أحمد البحيصي
05-09-2005, 12:53 AM
معانى إنسانية (2)
حول الحرمان من الحبيب
سيد يوسف
تمهيد
بعض القلوب تهفو إلى أليفها فى غير معصية تهفو إليه وكأنها تستنشق للحياة معانى أخر يتذوقون بهذه المعانى مشاعرا تجعلهم يطيرون بأجنحة من الشوق إلى أحبائهم...فماذا لو توارى جسد الحبيب تحت الثرى؟
إلى هؤلاء الذين ينزفون مشاعرا لا يملكون لها دفعا...
إلى هؤلاء الذين لم يستطيعوا ان يتعايشوا مع الأحياء بقوانينهم.
إلى هؤلاء الذين تظل قلوبهم تهفو إلى أليفهم .
إلى هؤلاء الذين لا يستطيعون التصديق بفراق أحبائهم.
إلى هؤلاء الذين لا يعرفون سوى دمع الفراق والحرمان.
إلى هؤلاء الذين يعيشون بأجسادهم معنا ..أما قلوبهم فهى هناك تتطلع إلى أن يجمع الله شمل لقاء أَبى القدرُ أن يجمعهما معا فى الدنيا.
إلى هؤلاء جميعا وهؤلاء فقط ( رغم ندرتهم فى حياتنا ) نسوق تلك المعانى.
قال لى
أعلمُ أنك من الذين يرون أنه قد مات من فقد حبا أو فقد قلبا كانا معا متحابين حبا حقيقيا تتناقله الأجيال .
ولكنْ اعلمْ أنى ممن يؤمنون أن من فقد حبيبا بموت أو سفر أو هجر يبقى ميتا ولربما كان ابن 25 سنة وينتظر أن يدفن وهو ابن 60 عاما.
أنا أوقنُ بذلك وأعنيه تماما وأعيشه واقعا أتجرعه كل يوم.
قلت : هون على نفسك صديقى ..إنما الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة و..
قاطعنى قائلا:هل تعلم كم كنت أحبها؟
سكتُّ مطرقا ساهما سارحا فى قلوب المحبين يا لها من قلوب لا يفقهها كثير من الناس ..إن لهم قلوبا قلما تتناغم إلا مع الأحبّاء ... وكأن كل الناس موتى إلا الأحبّاء ...وكأن الأحباء بعضهم ببعض عليما.
أعاد سؤاله: هل تعلم كم كنت أحبها؟
قلت: أعلمُ انك كنت تحبها كثيرا ولربما كنتَ شديد الإخلاص
لهذا القلب بيد أن الحياة واسعة و..
قاطعنى ثانية قائلا:هل تسمح لى أن أقول لك كم كنت أحبها؟
قلت: حسنا ولكن لم أنا تحديدا ؟
قال: لا تسلنى ...فقط اسمع لى
قلت فى نفسى : إن المحبين يلتذون بالتنفيس عن مشاعرهم ولا يخجلهم تلك المشاعر...و كيف يخجلون؟!! وهى الطاهرة العفيفة........
قلت : صديقى أنتَ وما تريد افعلْ ما يحلو لك أنا لك بأُذنى ونفسى .
ثم رأيت صديقى يتمثل حبيبته أمامه ونسينى تماما وأخذ فى الحديث كأنه يحدثها وعاش فى زمن آخر ثم أخذ يوجه كلامه لها وكأنها أمامه وكأنى لست معه ثم قال:
حبيبتى
أنا ما رأيت جمالا امتزج فيه هذا الكم من الرقة إلا فيك
لو كان للجمال من عرش لصرت مليكة ذلك العرش
ولا عجب فأنت مليكة قلبى.
حبيبتى
إن اسمك ليحلو لى فأردده بينى وبين نفسى فتفيض عينى من الدمع من فرط مشاعرى فأين أنت؟
قلت فى نفسى ( ودموع عين المحبين مدفوعة دوما بهياج قلوبهم..
وإنى لأعلم بأنه إذا بكى القلب فلن تكف العين عن الدموع ..وإن دموع المحبين لهى الجسر الذى تعبر عليه آهات العاشقين).

واسترسل صديقى مع مشاعره:
حبيبتى
لقد رأيتكِ قصائد شعر ممتلئة دفئا وشذى عبيرها يسد علىّ مسالك نفسى...وما الحياة بغيرك حبيبتى ؟
ما الحياة بغيرك أنتِ حبيبتى ؟
إنها كقطعة جحيم يتلظى فيها قلبى....فأين أنت؟ أين؟
قلت فى نفسى
لقد ماتت حبيبة صديقى فى دنيا الناس لتحيا فى قلب صديقى لتحيا داخل حنايا قلبه.
ماتت وما درى احد أن صديقى هو الذى مات فى دنيا الناس : مات يوم أن ماتت حبيبته لكنه ظل على قيد الحياة يتجرع قسوتها فى غيابها.
ولا عجب فمن غيرها هى- وهى فقط - من يمسح جراح قلبه من الأحياء...لا ملاذ إلا باللجوء لرب الأحياء ....
ثم استرسل صديقى قائلا:
حبيبتى
كنتِ لى هدية السماء فأهديتك مشاعري الفياضة،
فملكتِ قلبى فأنتِ أعز حبيب،
كم رأيتُ فى مشاعرك نبع حب صاف ،
ولكم شَعُرْتُ بك حبيبتى كم شَعُرْتُ...
حين أرى السماء مبتسمة فإنى على يقين أنك سعيدة ،
وحين أرى السماء غائمة فإنى على يقين أنك حزينة ،
وليس فى ذلك بدع فالسماء تبكى لحزنك والسماء تفرح لابتسامتك
فكيف لا افرح بك مثلها؟
حبيبتى
كم رأيتُ فى عيونك بريقا يسكر عيون الناظرين
وكأنه بريق نجم استعصى على الأفول.
وبريق عيونك حبيبتى يشعل ضوء المصابيح ..
وبريق عيونك حبيبتى يجعل حاضرى ألذ حاضر
وبريق عيونك حبيبتى يصنع لى ذكرياتٍ جميلة:
ذكرياتٍ خُلقتْ لتبقى ..
ولا عجب فهى تستعصى على النسيان.
قلت فى نفسى : حقا ما الإنسان إلا مجموعة ذكريات فان ذهب بعضها ذهب عمر الإنسان.
ثم قال صديقى
حبيبتى
أراكِ بدعا من الجمال تساق على نموذج جمالك معانى الجمال والحسن فى دنيا البشر.
حبيبتى
أحسستُ بك فأنتِ الرئة الأخرى بصدرى ،
أحببتكِ فكنتِ الصوت الحنون على شفتى،
عشقتكِ فكنتِ المعنيّة فى أغانى الحب والفرح،
هفا إليكِ قلبى فحفرتُ اسمك بأحرف من نور داخل حنايا قلبى،
جاءك زمانى لينضم إليك فكنتِ أنت الأمس والمستقبل،
رأيتُ فيك حواء الأولى فامتزجتْ بحبك شرايينُ قلبى.
حبيبتى
أراكِ كورد حدائق يتفتح فى ربيع الكون الجميل,
أحسستُ بك كرقة حانية فى دنيا القساة,
ورأيتكِ كالطاعة البصيرة فى زمن العصاة,
ولو شئتِ لقلتِ كأمن جميل فى دنيا الخائفين،
رأيتكِ إيثارا فى زمن الأثرة،
أراكِ صمتا جميلا أو همسا صادقا فى دنيا المحبين،
شممتكِ عطرا فواحا ولمستك كنسمةٍ عابرةٍ وطيفٍ أخّاذ،
وصرتِ لى ذكرى عطرة.
فأين أنت؟
كنتِ حُلمى وحلم الليالى،
كنتِ كشعاع الثّريا فأين أنت؟!
كنتِ لى نبع الرؤى..فأين أنت؟!
تعالى
خذينى
خذينى
خذينى
فما الحياة بغيرك حبيبتى؟ ما الحياة؟!!
قلت: صديقى إحساسك جميل ومعانيك فى قلبك ، واني لأعلم خسة اللفظ إذا قورن بطهر وعمق المشاعر الفياضة النبيلة.
قال لى
هل تعلم صديقى أنه ما من شمس تشرق، ولا من غروب يغرب، ولا من رياح تهب، ولا من نجم ينجم، ولا من برق يلمع، ولا من روض يضحك ،ولا من ذكرى تهتاج لها قلوب المحبين، ولا من أغنية حب صادق إلا ولى معها ذكرى..
وكانت ماثلة أمامى أراها نضحك معا ...نسمع معا ...نحس معا ...نحب معا ....نتلاقى معا....دوما معا
ثم توجه صديقى إلى خياله كأنه يتمثلها هلالا أو قمرا أو بدرا وأخذ يناجيها وهى الحاضرة الغائبة قائلا:
حبيبتى
أنت أسطورة حب لا يقهر،
أو جيش مشاعر لا يهزم ،
أو مركب عشق يستقر عليه قلبى.
ثم التفت إلى قائلا
أو تدرى كيف هى حبيبتى؟؟
إنها الرقة الكاملة اجتمعت وصار لها جناحان فطارت بعيدا بعيدا وأخذت تبحث عن أحن قلب وأصدق حب وأرق نفس وأنفس مستقر فما وجدت غير قلبى أنا... نعم قلبى أنا.... فتلك حبيبتى فأرونى مثلها من حبيبة؟؟!!
ثم قال لى
هل تعلم قطر الندى حين يتجمع فيصير ماء عذبا سلسبيلا؟؟
لقد تجمع حب حبيبتى فى قلبى وكأنها قطر ندى يتجمع حتى صار وكأنه أنهار شوق وحب لا يجد من بين قلوب كل البشر إلا قلبى أنا...نعم قلبى أنا....فأرونى مثلها من حبيبة؟
واخذ صديقى يسترسل فى تلك المعانى إلى ان قال:
لو كنتَ تعلمُ كم هى غالية على لعلمت موتى أن تكون هى هناااااااك بعيدا
لكمْ كانت تتوق نفسى أن أموت قبلها...إنها أعز على من روحى...
لو كنت أملكُ من الأمر شيئا لصنعت لها من خيوط الشمس مملكة أو قصرا للخالدين وكتبت على بابه:
أنت أعز على من روحى،
أنت أغلى حبيب،
فأين أنت؟!!
أين؟!!
تعالى
تعالى
خذينى
خذينى
خذينى....تحت عينيك ...داخل حنايا قلبك ...بين رموش عينيك....خذينى
تعليق
لا عجب فقوانين الحب لا تعرف العقل...ولدى البعض منا أحاسيس لا يقدرها إلا هو- هو وحده- لا يشاركه الناس آلامه فيها...
كيف والجرح جرحه هو ؟؟!!
لقد باء صديقى بالحرمان من الحبيب لا الحرمان من الحب
وكلا الأمرين لا تستقيم الحياة الحقيقية بغيابهما.
وإن من صور الحرمان : فقدان التواصل لاعتبارات تتعلق بالسفر مثلا أو السن ( تفاوت سن كبير لصالح أيهما )
أو السفر أو الهجر أو اختلاف المستوى الاجتماعي والاقتصادي
بشكل حاد أو..........
أو بالموت وتلك من أقسى صور الحرمان.
وقد عبر عنها صديقى بمعانى إنسانية عامة لا يشعر بها إلا من ذاق مرارتها وقسوتها .... عافانا الله جميعا.
وفى الحياة مشاهدُ متنوعة من الحب التى تختلف قوتها وصورتها بحسب الأشخاص ( وهو الجزء الثالث من المعانى الإنسانية ).
فى النهاية
هى تجربة وجودية إنسانية حاضرة علّنا نستفيد منها ولو فى تقدير مشاعر الآخرين والتأكد من قانون الفروق الفردية بين الناس وغير ذلك.
اسأل الله ان ينفعنا جميعا.
سيد يوسف


أخي سيد يوسف

تتعانق اللحظات والكلمات والعبرات مع قلمك الراقي

هنا وجدث كثيرا من المعاني وكثيرا جدا من الألم

يسعدني حضورك الراقي


وأهلا وسهلا بك

سيد يوسف
05-09-2005, 01:00 AM
اشكر لك مروركم الكريم وتعليقكم الذى زادنى شرفا
شكرا سيدى
سيد يوسف

إسلام شمس الدين
14-09-2005, 12:40 AM
أول الحب اشتياق
وآخر الحب افتراق
وبينهما لوعةٌ وعذابٌ واحتراق
فيا لقسوة العشق
ويا لشقوة العشاق


سكتُّ مطرقا ساهما سارحا فى قلوب المحبين يا لها من قلوب لا يفقهها كثير من الناس ..إن لهم قلوبا قلما تتناغم إلا مع الأحبّاء ... وكأن كل الناس موتى إلا الأحبّاء ...وكأن الأحباء بعضهم ببعض عليما.

صدقت كاتبنا الفيلسوف العاشق، أو العاشق الفيلسوف
أو لم يقل جميل بثينة:
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى ..... ببثنةَ في أدنى حياتي ولا حشري
وجاور، إذا ما متُّ، بيني وبينها ..... فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري

ما زلتُ أتابع بشغف قراءاتك الرقيقة في دنيا العشق وأحوال العشاق ؛ كاتبنا العزيز
فشكراً لك على تلك الحروف الصافية والمعاني السامية
ودمت بكل الخير

محبتي وتقديري :0014:
إسلام شمس الدين

سيد يوسف
14-09-2005, 06:13 AM
الحبيب الغالى اسلام:0014:
حينما رأيت فى بريدى رد على مشاركة معانى انسانية
ما تبادر الى ذهنى الا انت
يبدو ان القلوب تتلاقى دونما اتفاق
اشكر لك كلماتك الرقيقة التى تعبر عن شخصية يعلم الله كم احبها واقدرها
اشكرك اخى الحبيب
سيد يوسف

يمنى سالم
14-09-2005, 07:07 AM
سيد يوسف

تابعت نصك الأول بشغف...ولكني لم اقو الرد...!!

فماذا يقال بعد كل ذلك الجمال...

وحين بدأت القراءة هنا....

قررت أن اسجل حضوري اعجابا وتقديرا....وثق اني اصبحت قارئة دائمة...

دمت بكل نقاء السماء

سيد يوسف
14-09-2005, 07:24 AM
عروس الكون.....
حقا لكل من اسمه نصيب
كلمات رقيقة ....وتقدير جميل
آمل أن تصيرى عروس الاكوان
اشكرك شكرا جزيلا على مروركم الكريم الذى زادنى شرفا
اخوكم
سيد يوسف

حوراء آل بورنو
04-12-2005, 09:37 PM
متى تتلهف الروح أن تلحق بهم - كانوا تحت الثرى أو فوقه - فلن تهدأ أو تسكن حتى تعانقهم . و لكنه الوجع الرابض في ما بين النزع الأول حتى اللقاء ؛ يسقيك السقم قطرة قطرة ، و ينسل الحياة من جسدك خيطا خيطا ، ثم يزرع دربك الغضا فلا قدم تحمل و لا أرض سهلة . و فوق كل هذا و ذاك دموع تحور في الأحداق ضنا فلا سقيا ليبس خد و لا صفاء عين و وضوح رؤيا .
ثم ، صمت لازم و همس محرم ، فالجلد بك أولى و أقدر ، و الزمن ينقدك لحظاته و ساعاته في كفك على مهل و مهل و مهل .

أترى أن الأمر هنا " الحرمان من الحبيب " أم " الحرمان من الحياة " ؟

سيد يوسف
04-12-2005, 09:49 PM
الاخت الكريمة/حرة
تعليقك جميل وتساؤلك دقيق
حقا هو الحرمان من الحياة
اشكر لك مداخلتك
سيد يوسف

سحر الليالي
04-12-2005, 11:37 PM
مــاأقساه من شعور عندما يتسلل سواد الحزن لأيامنا

وتتلحف المشاعر بنزف الجرح والفراق

كل يوم لنا موعد مع الأحزان وكل يوم نتقاسم مرارة الألم

ونطوي أيامنا بدمعة تلهب ذكرياتنا الراحلة

قد يطول الغياب وفراق الأحبة..

ويطول الإنتظار على عتبات الذكرى..

ولكن ماهو يسعد العين..ويريح القلب أن النسيان

ليس له طريق نحو قلوبنا..وسنظل نسترجه شريط الذكريات

الذي يزيدنا ألما وفرحا في نفس الوقت..

نعم أخي سيد هذاهو حال المحبين عندما يحل الفراق والغياب على

أحدهم،وسيظلون هكذا حتى اذا وجدو حبا آخر ،وسيظلون على أمل اللقاء ..أتعلم

لما يا أستاذي ؟؟لأنهم أحبو بصدق ،وقلبهم لا يعرف غيرالوفاء والإخلاص ..،فقد

كانوا صادقين في حبهم ،ولكن القدر حل بينهم كما قلت لأسباب كثيرة ...

نعم انها معاني انسانية ،وأرقى المعاني

أقف وقفة اعجاب وإحترام لكلماتك الرائعة أستاذي ،ولك كل

الشكر والتقدير على هذا الموضوع الأكثر من رائع

تقبل خالص احترامي وتقديري المحمل بالورد

سيد يوسف
04-12-2005, 11:49 PM
الاخت الرقيقة /سحر الليالى
اسمحيلى تجاوزا بذكر كلمة اختى الرقيقة بدلا من الكريمة لما احسسته من رقة وعذوبة فى الفاظك
ذلك حين كتبت
(
قد يطول الغياب وفراق الأحبة..

ويطول الإنتظار على عتبات الذكرى..

ولكن ماهو يسعد العين..ويريح القلب أن النسيان

ليس له طريق نحو قلوبنا..وسنظل نسترجه شريط الذكريات

الذي يزيدنا ألما وفرحا في نفس الوقت)

فتلك المعانى لا يرقى اليها سوى رقيق القلب
اشكرك اختى الكريمة على مداخلتك الرقيقة

سيد يوسف

أسماء حرمة الله
05-12-2005, 01:09 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية مكتوبة بماء الورد

الأخ المبدع سيد،

"بعض القلوب تهفو إلى أليفها فى غير معصية... يتذوقون بهذه المعانى (مشاعرَ) تجعلهم يطيرون بأجنحة من الشوق إلى أحبائهم...فماذا لو توارى جسد الحبيب تحت الثرى؟
إلى هؤلاء الذين ينزفون (مشاعرَ) لا يملكون لها دفعا....
سكتُّ مطرقا ساهما سارحا فى قلوب المحبين يا لها من قلوب لا يفقهها كثير من الناس ..إن لهم قلوبا قلما تتناغم إلا مع الأحبّاء ... وكأن كل الناس موتى إلا الأحبّاء ...وكأن الأحباء بعضهم ببعض (عليم).
وقد عبر عنها صديقي (بمعانٍ) إنسانية عامة لا يشعر بها إلا من ذاق مرارتها وقسوتها .... عافانا الله جميعا."

قرأتُ حروفكَ مرة ومرة ومرات، وتقاسمَتْـها معي دمعة عنيدة، أبتْ إلاّ أن تبلّل أناملي وهي تكتب ردّا..
ما أقسى مامرّ به صديقُك، إنها مرارةُ فقد الأحباب، وكأنَّ سمفونية العذاب تظلّ مترقرقةً تنقش بأقصى الفؤاد لحونها، ولا تجد القلوب الظامئة المشتاقة فكاكا من نار الجوى إلاّ إذا نبضَ الحبيب مرة أخرى في حياتهم، نبضَ بتحيةِ حب أو بتحيةِ سلام، لتردّ إليها روحها ونبضَ الحياة فيها، تماما كما وصف ذلك شاعرُ غرناطة وملكُها يوسف الثالث:
لو أعادوا عليّ رجعَ سلامٍ
لم يكونوا إلى الجوى أسلموني
ولاأظن قلوب العاشقين، ستصحو يوماً من طيفِ حبيب مفارق، نقش على أجفانها ووريدها وفاءً وعهداً، ولم ينفِها عن أرض اللقاء إلا الموتُ أو السفر أو ظروف أخرى حفرها القدَرُ بكتابِ أيامهم...
لقد أبدعتَ أخي بوصف الحال بحروفٍ نسجتَها من خيوط الشمس، ومن نبض القلوب المعذّبة النقية نقاءَ المطر..وذكّرني قولك:"هل تعلم صديقي أنه ما من شمس تشرق، ولا من غروب يغرب، ولا من رياح تهب، ولا من نجم ينجم، ولا من برق يلمع، ولا من روض يضحك ،ولا من ذكرى تهتاج لها قلوب المحبين، ولا من أغنية حب صادق إلا ولي معها ذكرى.." بما قاله الأستاذ د. عبد الله الطيب: ((مما يلحق بالليل والهمّ والشوق ومعاني الحنين رموز كثيرة، وأوصاف تجري مجرى الرموز..مثال ذلك الريح والنسائم...والروضة وأحاديث الرحيل...))....
حتى الطبيعةُ بكل لوحاتها النابضة، تصبح مشاركاً وجدانياً للمعذّبةِ قلوبُهم، تفيض أسىً ولوعة، وتصير بذلك أيضا طيفا آخرَ للحبيب الغائب، بلْ مخبراً عنه، بلْ رسولا إلى روحه الراحلة، بلْ لاتأتمِرُ لوحاتُها إلاّ بأمره..حتى وإن حلّقتْ روحه بعيداً مع أرواح الطير..ولكن يبقى الأملُ بأرحم الراحمين بأن يجمع القلوب المُحِبَّةَ بعضها ببعض يومَ لاظلّ إلاّ ظلُّه..وما ذلك على الله بعزيز..

شكراً لهذه الحروف المرهفة التي أحضرتْ معها المطـر..وشكرا لهذه الباقات من الصور الجميلة التي أسعدتْ مسائي بحقّ ، بالرغم من لظى الجرح الذي لفحَ الذاكرة والروح...

" ودموع عين المحبين مدفوعة دوما بهياج قلوبهم..
وإنى لأعلم بأنه إذا بكى القلب فلن تكف العين عن الدموع ..وإن دموع المحبين لهي الجسر الذى تعبر عليه آهات العاشقين"...
صدقت..
دمتَ لنا..
ولكَ مني خالص التحايا والتقديروالإعجاب
وألف باقة من الورد والمطـر

سيد يوسف
05-12-2005, 10:57 AM
الاخت الكريمة /أسماء حرمة الله
صدقينى حين اقول لا اجد ما اعبر به عن سعادتى بتعليقك واضافاتك الرائعة
لكنى ساقول
بارك الله فيك ودمت لنا بالخير والصحة والسعادة
جزاك الله خيرا على كلماتك الرقيقة التى شاركتينى بها موضوعى
سيد يوسف