رياض شلال المحمدي
15-01-2018, 05:22 AM
مهداة إلى الشاعر الرائع مؤيد حجازي بمناسبة صدور مجموعته الشعرية " من عطر الياسمين ":
إلى الشَّامِ عَرِّجْ ، أبلغِ الأهلَ مُنشِدا = رعى اللهُ مَن صانوا الوَفا يومَ غَرَّدا
وكانوا كرامًا ليس يُنسى جميلُهم = غداةَ فؤادي في هواهم تفرَّدا
فهم قدوةُ الأحبابِ خيرةُ مَن نحا = إلى الحبِّ يستفُّ الجَمالَ مع النَّدى
فكيف بمن يتلو القصيدَ ضميرُهُ = يُعانقُ آمالاً ، ويسكبُ موردا
ويبعث من بين الحطام مشاعرًا = لكي لا يرى التَّأريخَ باللومِ أزبدا
يؤرّخُ للأجيال شوطَ رزيَّةٍ = به الوِلْدُ شابوا ، والزمانُ تعمَّدا
فما هان فكرٌ لم تجفّ قريحةٌ = ولكنَّ غيث القلب بالصَّبر سدَّدا
مررتُ الصِّبا أتلو حديث مدامعي = فلي ذكرياتٌ تمنحُ الروحَ مَعبدا
فكان أن ارتجَّ البديع وأفلتتْ = معاني المغاني ، والنشيجُ تورَّدا
وكان أنِ استورى الخيال مُبلبلاً = سطورَ الأماني ، ثمَّ آبَ مرددا
هلمّوا هلمّوا يا رفاقَ مدائني = فللعمر أنفاسٌ بها الشيبُ أوقدا
أمِن يقتفي دربَ الحَمامَ منادمًا = فإنّ حِمامَ المُرجفين تسيَّدا
وشتَّ عن الوادي عبيرُ حُشاشتي = ولا زال همس الياسمين مُسهَّدا
أنِلْ أيها المشتاق أمنيَّةَ الهوى = ركابَ أمانٍ كان يومًا مُشيَّدا
وعُدْ بي عسى الألحاظ تجني مباهجًا = وطيفَ نعيمٍ ناغم الراحَ والمدى
وومضَ بيانٍ عند لُبنى تركته = يُذاكر ما أسدى الوصال من الهدى
أخا الشعر ، تلقاءَ الجراح ، فصاحتي = تعزُّ .. وقد جئتُ الديار بلا صدى
ألستَ المحبَّ المستفيض نوالُه = نبيلاً .. سخيًّا .. ملء خاطره شدا
ستبقى على صرح البلاغة مُشرفًا = أديبًا ، رفيع الذوق ، دومًا مؤيَّدا
ويمضي سقام النازلات وتلتقي = زهور التَّصافي في الظِلال مُجدَّدا
فما البينُ يُثنيها ، ولا انبتَّ مطلعٌ = سوى اللطفُ يهمي في الشآمِ مزغردا
يُطالع " عطر الياسمين " وقد سما = ببوحٍ من الأعماقَ حسنًا وسؤددا
**(( البحر الطويل .. 2018 )**
إلى الشَّامِ عَرِّجْ ، أبلغِ الأهلَ مُنشِدا = رعى اللهُ مَن صانوا الوَفا يومَ غَرَّدا
وكانوا كرامًا ليس يُنسى جميلُهم = غداةَ فؤادي في هواهم تفرَّدا
فهم قدوةُ الأحبابِ خيرةُ مَن نحا = إلى الحبِّ يستفُّ الجَمالَ مع النَّدى
فكيف بمن يتلو القصيدَ ضميرُهُ = يُعانقُ آمالاً ، ويسكبُ موردا
ويبعث من بين الحطام مشاعرًا = لكي لا يرى التَّأريخَ باللومِ أزبدا
يؤرّخُ للأجيال شوطَ رزيَّةٍ = به الوِلْدُ شابوا ، والزمانُ تعمَّدا
فما هان فكرٌ لم تجفّ قريحةٌ = ولكنَّ غيث القلب بالصَّبر سدَّدا
مررتُ الصِّبا أتلو حديث مدامعي = فلي ذكرياتٌ تمنحُ الروحَ مَعبدا
فكان أن ارتجَّ البديع وأفلتتْ = معاني المغاني ، والنشيجُ تورَّدا
وكان أنِ استورى الخيال مُبلبلاً = سطورَ الأماني ، ثمَّ آبَ مرددا
هلمّوا هلمّوا يا رفاقَ مدائني = فللعمر أنفاسٌ بها الشيبُ أوقدا
أمِن يقتفي دربَ الحَمامَ منادمًا = فإنّ حِمامَ المُرجفين تسيَّدا
وشتَّ عن الوادي عبيرُ حُشاشتي = ولا زال همس الياسمين مُسهَّدا
أنِلْ أيها المشتاق أمنيَّةَ الهوى = ركابَ أمانٍ كان يومًا مُشيَّدا
وعُدْ بي عسى الألحاظ تجني مباهجًا = وطيفَ نعيمٍ ناغم الراحَ والمدى
وومضَ بيانٍ عند لُبنى تركته = يُذاكر ما أسدى الوصال من الهدى
أخا الشعر ، تلقاءَ الجراح ، فصاحتي = تعزُّ .. وقد جئتُ الديار بلا صدى
ألستَ المحبَّ المستفيض نوالُه = نبيلاً .. سخيًّا .. ملء خاطره شدا
ستبقى على صرح البلاغة مُشرفًا = أديبًا ، رفيع الذوق ، دومًا مؤيَّدا
ويمضي سقام النازلات وتلتقي = زهور التَّصافي في الظِلال مُجدَّدا
فما البينُ يُثنيها ، ولا انبتَّ مطلعٌ = سوى اللطفُ يهمي في الشآمِ مزغردا
يُطالع " عطر الياسمين " وقد سما = ببوحٍ من الأعماقَ حسنًا وسؤددا
**(( البحر الطويل .. 2018 )**