تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحاور شمعة



ادريس اوبلا
12-02-2018, 10:24 PM
ــــ أحاورُ شمعةً ـ ج1ــــــ
سهرت الليلَ في ليلٍ بهيمٍ ** لهُ ليلُ تجَهّدني طويلا
فلم أعرف بأن الكأسَ أصلُ ** لكلّ حمامةٍ صَدحت هديلا
ولم أعرف متى ألقى حبيباً **أضاع رجيعُه فينا السّبيلا
أتيهُ مُفارقاً نفسي و إلّا **كسَرْتُ بها المَحابِقَ والأصيلا
أُحاورُ شمعةً بالرّكن ثكلى** تراقصُ نارُها قلباً عليلا
أقول لها وحرّ الدمع فينا ** يسابقُ صرْخةً تُشفي الغليلا
أيا "كأساً" تُغذّيني انطفاءً ** وتُعطي للهوى نبْضاً مُعيلا!
أنارُ العشق هاذي أم عذابٌ ** تَرنَّح هالةً نبعتْ صهيلا؟
كأن لناركِ بالرّاحِ عهدٌ ** تَطاولَ مُدْرِكاً فيكِ الأُفُولا
أرى الأحزانَ في العَبَرات قدْحاً** يُراكِمُ خِصْلةُ تُنهي الرّحيلا
أضيئي ظلمتي سراً بسرٍّ ** فنجمٌ واحدُ يكفي الصّليلا
وفيضُك واحدٌ مهما تعدّت ** ضروب الشّامتين ندىً صقيلا
وحولي منك أطيافٌ تُداري ** على الجدران أغوتنا قليلا
تُصيخ السمع للكلمات منّي ** إليكِ بما أبوحُ به قتيلا
وقربكِ يعتلي الكأسَ انهيارٌ ** فتقدحُ في الحشا زندا جليلا
فلا أدري وضوؤك قد غشاني ** أبوح الكأس قد أضحى ثقيلا؟
أعود إليكِ مجنونا كقيسٍ ** لأرشفَ من غدٍ يبدو هزيلا
فأُلفي نفْسي الملقاةَ ترنو ** إلى جسدٍ يُمنّيها خليلا
و لكني وجدتك لي حبيباً ** فهل لي أن أرى حُلُمي صقيلا؟
أجاوركِ لنقضي كلّ ليلٍ ** نصُوغ نهارنا عِقداً جميلا
و أحفظُ عهدك الميمون دوما ** كما يحفظْ به الموبوءُ قولا
أجيبيني بردٍّ في احتراقٍ فعلّي **أفقهُ القولَ النّزيلا
سأبلغُ من ضمورِ القدح ماءً ** يميلُ عليّ بالأنظارِ حولا
أجابتني وبوحُ الموت يغلي ** بقَلْبيْنا وداعاً مستطيلا
تهاوى في نظارتِها اكتئابٌ ** وضاهتْ نارُها الصّفراءُ جيلا
حبيبي لا تكن تشقى بعمرٍ ** فناري في الوجودِ رأت مُزيلا
أحاربُ في الظلامِ وذوبُ نفْسي ** يسابقُني فيبكيني أَخيلا
فكيف ستشتهي في النهر نبضاً ** ونبضي للفنا يبقى دليلا
فإن تهوى بياضي فلْتراني ** ببابِ الدّهر أسقيه النّهيلا

عبد السلام دغمش
15-02-2018, 09:44 PM
جميل شاعرنا ..
حرف رقيق وشاعرية متدفقة ...

توقفت هنا عند :

البيت الأول : سهرت الليل في ليلٍ بهيمٍ .. له ليلٌ تجهدني طويلا"

ربما يحتاج منك لمراجعة .. الليل في الليل ..

كأن لناركِ بالراح عهدٌ ..
ربما تحتاج لإشباع الكاف في " لناركِ " وهي ثقيلة هنا .

" يراكم ُ خصلةُ تنهي الرحيلا" ما المقصود بالشطر هنا .؟

تقديري لكم .

محمد ذيب سليمان
16-02-2018, 03:01 PM
السلام عليكم
نص جميل بما يجمل والكن كما تقضل اخي من قبلي شابته
اخطاءوكام من الممكن تلافيها
واحيانا ارى القافية لم تكن مسنريحة في مكانها
لان ما تحمل من المعنى ابتعد عن سياق البيت ومعناه
أخي الجميل كل هذا لا يعيب شاعرا يسعى الى الافضل
فكن ذلك الذي يسعى وستصل الى هدفك
مودتي

ادريس اوبلا
18-02-2018, 11:50 PM
تحية طيبة و شكر جزيل على وقتك في قراءة هذه المحاولة الشعرية والتجاوب معها.
وكما تفضلتم بملاحظاتكم فإن مستوى الإجادة في الشعر درجات ومراحل تحتاج إلى الدربة وإطالة النظر في النظم. وقد تمعنت في ملاحظاتك القيمة ووجدت أن أتفاعل معها بالتدرج:
فأما تعدد كلمة الليل فلم يكن القصد بها في كل الحالات الليل الزمني، لأن هناك الليل الذي قصدت به الحزن و الكآبة.
و بخصوص حرف الكاف فقد أشبعته نطقا لا كتابة أثناء نظم القصيدة، وربما بدا في موقعه متكلفا و ثقيلا كما تفضلتم لعدم مناسبته بما بعده صوتيا، وهو ما سأعمل على التنبه إليه مستقبلا
وفي استفساركم عن معنى قولي:
أرى الأحزانَ في العَبَرات قدْحاً** يُراكِمُ خِصْلةُ تُنهي الرّحيلا
فقد تأملت في الشمعة وفي امتداد ما يذوب منها ويتجمع بمنتهاها، فبدا لي كدمع يستحيل في النهاية بتراكمه مثل خصلة شعر ينتهي عندها رحيل و تسرب تلك الدمعات. و لكن مدى تحقق تعبيري على ما أردت وصفه، فهذا بدوره يحتاج إلى ملاحظات قراء وذوي خبرة بالشعر بمرتبتكم، لأن ذلك يساعدني ويساعد غيري على محاولة الإجادة والدقة في الوصف
و تقبلوا مني أستاذي كل الود والمعزة والاحترام.

ادريس اوبلا
18-02-2018, 11:53 PM
لكم كل الشكر على ملاحظاتكم بصدد ما أشرتم إليه فيما يخص ارتباك المعنى وتكلف القافية، وهو ما سأسعى إلى التنبه إليه حتى أجيد في النظم وأتدرب أكثر.

د. سمير العمري
11-03-2018, 01:02 AM
قرأت نصك فرأيت فيه الحرف الجميل والأداء الواعد رغم ما شاب النص من هنات.
نصيحتي لك بصقل الموهبة والتمكن من الأدوات والإكثار من قراءة الشعر المميز.
لا فض فوك!

تقديري

محمد حمود الحميري
12-03-2018, 05:01 PM
نص جميل ، لشاعر مفطور ،
عليك بالأخذ بنصائح الأساتذة .
أشد على يديك .

ادريس اوبلا
27-03-2018, 11:33 PM
لي الشرف بمطالعتك وتوجيهك أستاذي، وهذا الذي توجهونني به يزيدني إصرارا على الاجتهاد

عبده فايز الزبيدي
28-03-2018, 09:09 AM
بارك الله فيك
وأسأل الله لك التوفيق