تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هــا قـد جئتكم رجلا .. " لحظة الإعتقال "



محمد ذيب سليمان
19-03-2018, 06:57 AM
هــا قـد جئتكم رجلا ..
" لحظة الإعتقال "


حزن وريح على الأبواب ما انفضا
والشـوق نار وما عين رأت غمضا

ضاقت به الأرض والتلهاف يسـبقه
حَضنا لقلب توارت خلفــه الفوضى


دمــع على طفلــةٍ أرخـت جديلتهـــا
تستبطئ الوقت في ليل مضى ركضا

تعلــق الكــف بــالكفين فــارتعشــــا
من عبرة وجدَت من رأسـها أرضـا

قـالت حبيبي فمــاد الكون من وجـع
وأســـدل الحزن عتمـا كان منفضّــا

لا توقظ الوقت علَّ النــور يجمعنـــا
لآخـر العمـــر لا غيضــا ولا قبضــا

عـلَّ الليــالي وقــد ضاقت بعتمتهـــا
تـراود البــدر كي يرخي لنــا فيضـا

تنــاثر الوقت في الأرجــاء منتحــرا
وأغرق الحزن وجهــا طاهراً غضـا

وأقبــل الليــل ثوبــــا ليــس يحملــه
إلا بغــاة بجـيــش يشــعل الرمضـــا

صوت الجنازير حول الدار, يسـحقها
صوت المؤذن بالتكبير.. ما أمضى!

الله أكبـــــر .. . يــــــا الله أحملهـــــا
في الصدر نبضا بعون الله لي فرضا

من أجل أرض غدت في الأسر رازحة
وها هو الأسـر قرب الباب لي أيضا

ضمته أخرى وطرق البــاب متصـل
والصمت أشـعل في قلبيهما رفضـا

لا تكسـر الباب ها قـد جئتكم رجــلا
فـي مقلتيــه نعيــم النــوم لا يرضى

قــالت دَعُــوهُ وقــد جفَّت ملامحهـــا
وقسوة الطين تكســو حزنـها مضّـــا

أرخت على الوجه ليـلا لا نهـار بــه
وأوْدَعَ الحــزن في ليلين ما أفضى

تعلــق القهــر في العينين فـاحترقــا
ووابل الــدمع في الخدين قـد أمضى

والنهنهـــات كأن الصـــدر ينفثهــــا
بركانَ جمــر عـلا الأنفـاس مُنقضـا

تجمــد الــدمع في عينيهمـــا فَهَمـى
دمــع الســماء رذاذاً هـــدَّأ النبضــا

أخـرج اليهـــم بُنيَّ العـــــم انهمـــوا
أمسـوا فروعا لجذر بـــات منفضــا

أخرج اليهــم سـيبقى البيت منتظــرا
إطــلالة الفجــر لا يخبــو له ومضــا

أخرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا

وامسحْ دموعك لا تخرج بــلا وطن
فإنمــا الأرض من عينيـك لا تنضــا

وأقبـَـــلَ الجنــد بالأصفــاد مُرسـِـلة
حقــدا بكفين كانـــا للهوى محضــــا

وغادرالجيش داراً بعد ما انصـدعت
ولوثتهــــا أيــــاد تحمــل البغضــــا

يُشــبِّه النــاس أوقــات الأسـى بأسى
لكن جــرح الفــدا فخـر لمن يرضى


البسيط

رياض شلال المحمدي
19-03-2018, 08:29 AM
أخرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا
~~~~
لله ما أطول ليل العرب والمسلمين وسباتهم العميق ،
كان الله في عون الأحرار ما تعاقب الليل والنهار وبما شاءت
قدرة ورحمة العزيز الغفار ، بوركت ، مع التقدير .

محمد ذيب سليمان
19-03-2018, 10:56 AM
أخرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا
~~~~
لله ما أطول ليل العرب والمسلمين وسباتهم العميق ،
كان الله في عون الأحرار ما تعاقب الليل والنهار وبما شاءت
قدرة ورحمة العزيز الغفار ، بوركت ، مع التقدير .



ودائما لك اليد العليا
شكرا على الاشارة ولا ادري لما كل اجد فيه شوكة
بيادر فرح لقلبك
اما الشطر فيكون مصححا :

أخرج اليهم ســيبقى البيت منتظـرا
بزوغ فجرك لا يخبو لــه ومضـــا

كل الود

محمد حمود الحميري
19-03-2018, 02:51 PM
إني هنا أمام قصيدة تستحق التقديم ..
إبداع لا مثيل له ، وشاعرية فذة لا نظير لله
دام ألقك الزاهر ، ودمت الشاعر الماهر .
ربما لو شكلتها لما شعرت بثقل في البيت التالي :

خرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا
تحاياي ، وعظيم تقديري.

د. سمير العمري
22-03-2018, 02:38 AM
قصيدة قوية بحسها وشجنها وفيها موقف إنساني نبيل جسدته بحرف شعري شاعري فلا فض فوك!
وإني استوقفني البيت ذاك وسرني أن انتبهت إليه بتعديل ، والقصيدة تستحق التقدير والتقديم بما حملت من معان سامية وموقف سامق وشعر شجي جميل.

للتثبيت

تقديري

عبد السلام دغمش
23-03-2018, 08:19 AM
قصيدة جميلة .. جسّدت عواطف جياشة .
دمت شاعرنا الكبير في حفظ المولى .

تحياتي.

احمد المعطي
24-03-2018, 09:19 PM
القيْدُ لنْ يمنعَ الأمْواجَ من غضبٍ
........................فالبحرُ زمْجَرَ فيه الماءُ مُنتفضا
والمدُّ فيه مرتفعاً يعلو شواطئهُ
............. والجزْرُ ما غيضَ أو أغْضى أو اعترَضا
مَدّانِ في ثوْرةِ الأحرارِ ما بَرحا
.......................وَكلَّما ضاقَت الأغلالُ ما مَرضا
هُما انفجارُ عُبابٍ في تذمُّرِه
..................وغضبةُ الماءِ من فيْضٍ وقد نبَضا
فلا لجيشٍ حباهُ الإفكُ أسلحةً
......................وألفُ لا لضميرٍ سقفُه انخفضا
فأوْغلَ الحيْفُ عسفاً في سَلاسله
..................فأيقظَ الجمْرَ فالوجْدانُ نارُ غَضا
بئسَ الحياةُ كؤوس الذُّلِ نشربها
.....................وَحنْظلُ العزِّ يحلو ولو قبَََضا

يحيى سليمان
25-03-2018, 07:04 AM
رائع وكبير مع روي مميز عذب
أصدق التحايا

عصام إبراهيم فقيري
27-03-2018, 03:16 PM
هذا النص الكبير يا أبا الأمين سيظل شاهدا عبر الزمان على علو قامتك الشعرية ومقدرتك الفريدة
أنت بهذا النص جعلتني أمتلئ شعرا

محبتي التي تعلم أيها الشاعر الشاعر .

عبده فايز الزبيدي
27-03-2018, 07:57 PM
أحسنت وأجدت
بوركت الأنفاس الطاهرة شاعرنا

ادريس اوبلا
28-03-2018, 12:27 AM
في بسيطك هذا عمق إنساني و ندرة نضالية نادرة تشوبها المعاني العميقة، ولنا الحظ الجميل بمطالعة ما تنمقه ذائقتك من سبك المعاني و اختيار الألفاظ

سهى رشدان
25-04-2018, 01:47 PM
أستاذي محمد دائما كنت رائع الحرف
وسيظل إبداع قلمك علما يطل علينا بكل جديد
قصيدة تحمل بين سطورها تاريخ معانا ة لكل من خلف القضبان
ينتظر وميض امل لكي يلقى أحبابه
نقديري

محمد ذيب سليمان
30-10-2019, 10:25 AM
إني هنا أمام قصيدة تستحق التقديم ..
إبداع لا مثيل له ، وشاعرية فذة لا نظير لله
دام ألقك الزاهر ، ودمت الشاعر الماهر .
ربما لو شكلتها لما شعرت بثقل في البيت التالي :

خرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا
تحاياي ، وعظيم تقديري.


شكرا كبيرة لاطلالتك ايها الحبيب
باقات فرح لقلبك
ربما لو جاز لغويا لقلت " رُفيِّقَ العمر"
أو مرافق العمر أو من رافق
وكل هذا مخارج
مودتي

مودتي

محمد ذيب سليمان
01-01-2020, 05:24 PM
قصيدة قوية بحسها وشجنها وفيها موقف إنساني نبيل جسدته بحرف شعري شاعري فلا فض فوك!
وإني استوقفني البيت ذاك وسرني أن انتبهت إليه بتعديل ، والقصيدة تستحق التقدير والتقديم بما حملت من معان سامية وموقف سامق وشعر شجي جميل.

للتثبيت

تقديري


شكراكبيرةعلىاطلالتكوجماله ا
ومنح هذا النص ما يستحق
نعم كانت لحظات انسانية جمعت الاب الذي ينتظر العدو القادم لاعتقاله
وطفلته المتشبثة به وزوجته الصابرة المرابطة الحافظة للعهد
كل الود والتقدير

ثناء صالح
02-01-2020, 04:15 PM
هــا قـد جئتكم رجلا ..
" لحظة الإعتقال "


حزن وريح على الأبواب ما انفضا
والشـوق نار وما عين رأت غمضا

ضاقت به الأرض والتلهاف يسـبقه
حَضنا لقلب توارت خلفــه الفوضى


دمــع على طفلــةٍ أرخـت جديلتهـــا
تستبطئ الوقت في ليل مضى ركضا

تعلــق الكــف بــالكفين فــارتعشــــا
من عبرة وجدَت من رأسـها أرضـا

قـالت حبيبي فمــاد الكون من وجـع
وأســـدل الحزن عتمـا كان منفضّــا

لا توقظ الوقت علَّ النــور يجمعنـــا
لآخـر العمـــر لا غيضــا ولا قبضــا

عـلَّ الليــالي وقــد ضاقت بعتمتهـــا
تـراود البــدر كي يرخي لنــا فيضـا

تنــاثر الوقت في الأرجــاء منتحــرا
وأغرق الحزن وجهــا طاهراً غضـا

وأقبــل الليــل ثوبــــا ليــس يحملــه
إلا بغــاة بجـيــش يشــعل الرمضـــا
صوت الجنازير حول الدار, يسـحقها
صوت المؤذن بالتكبير.. ما أمضى!

الله أكبـــــر .. . يــــــا الله أحملهـــــا
في الصدر نبضا بعون الله لي فرضا

من أجل أرض غدت في الأسر رازحة
وها هو الأسـر قرب الباب لي أيضا

ضمته أخرى وطرق البــاب متصـل
والصمت أشـعل في قلبيهما رفضـا

لا تكسـر الباب ها قـد جئتكم رجــلا
فـي مقلتيــه نعيــم النــوم لا يرضى

قــالت دَعُــوهُ وقــد جفَّت ملامحهـــا
وقسوة الطين تكســو حزنـها مضّـــا

أرخت على الوجه ليـلا لا نهـار بــه
وأوْدَعَ الحــزن في ليلين ما أفضى

تعلــق القهــر في العينين فـاحترقــا
ووابل الــدمع في الخدين قـد أمضى

والنهنهـــات كأن الصـــدر ينفثهــــا
بركانَ جمــر عـلا الأنفـاس مُنقضـا

تجمــد الــدمع في عينيهمـــا فَهَمـى
دمــع الســماء رذاذاً هـــدَّأ النبضــا

أخـرج اليهـــم بُنيَّ العـــــم انهمـــوا
أمسـوا فروعا لجذر بـــات منفضــا

أخرج اليهــم سـيبقى البيت منتظــرا
إطــلالة الفجــر لا يخبــو له ومضــا

أخرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا

وامسحْ دموعك لا تخرج بــلا وطن
فإنمــا الأرض من عينيـك لا تنضــا

وأقبـَـــلَ الجنــد بالأصفــاد مُرسـِـلة
حقــدا بكفين كانـــا للهوى محضــــا

وغادرالجيش داراً بعد ما انصـدعت
ولوثتهــــا أيــــاد تحمــل البغضــــا

يُشــبِّه النــاس أوقــات الأسـى بأسى
لكن جــرح الفــدا فخـر لمن يرضى


البسيط



وامسحْ دموعك لا تخرج بــلا وطن
فإنمــا الأرض من عينيـك لا تنضــا
مشهد إنساني خلَّدته آلامه في ذاكرة الشعب الفلسطيني وفي يومه الحاضر الذي مازال يعاني فيه تحت وطأة الاحتلال الظالم الغاشم .
أحسنتم تصوير مشاعر القلق والبطولة والإباء في آن واحد أستاذنا الشاعر المتألق المبدع محمد ذيب سليمان
بارك الله فيكم وحفظكم وأعاد لفلسطين حريتها وحفظها وسائر بلاد المسلمين من كل سوء .
تحيتي واحترامي