المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قنديل الغد



د. سمير العمري
28-11-2017, 05:59 PM
وَجَمَ اللِسَانُ وَأَجْهَشَ القَلْبُ النَدِي = وَخَــجِلْتُ مِــنْ عَيْنِي وَأُسْقِطَ فِي يَدِي
الــجُــرْمُ أَعْــظَمُ مِــنْ قَــصَائِدِ شَــاعِرٍ = وَالــهَــمُّ أَجْــثَــمُ مِــنْ أَسَــى الــمُتَوَجِّدِ
وَالــحُــزْنُ أَلْــجَــمَ مَــنْــطِقِي مِــمَّا أَرَى = فَــبِــأَيِّ حَــرْفٍ بَــعْدَ ذَلِــكَ أَبْــتَدِي
يَــا حُــرْقَةَ الْوِجْدَانِ مِنْ هَرْفِ النُّهَى = تَــزْهُــو بِــمَــا اكْــتَسَبَتْ وَلَــمَّا تَــرْشُدِ
قَــدْ هَــزَّنِي الــخَطْبُ الــجَلِيلُ وَعَادَنِي = غَــــضَــبٌ بِــرَجْــعِ لَــهِــيبِهِ الــمُــتَجَدِّدِ
فَــكَأَنَّ صَــدْرِي مِــنْ حَــرَارَةِ مَــا بِهِ = أَمْــسَــى يُــقَــلَّبُ فَــوْقَ جَــمْرَةِ مَــوْقِدِ
مِــنْ كُــلِّ مَــنْ أَهْــدَى الوَفَاءَ لِخَائِنٍ = أَوْ كُــلِّ مَــنْ أَبْــدَى الْــوَلَاءَ لِــقُنْفُدِ
أَوْ كُــلِّ مَــنْ عَــفَرَ الْأُخُوَّةَ بِالْأَذَى = إِنْ لَــمْ يَــكُنْ كَفَرَ الْهُدَى فَكَأَنْ قَدِ
أَوْ سَــــادِرٍ لَــــمَّــا تَــفَــتَّــقَ ذِهْــــنُــهُ = ظَـــنَّ الــنَّــجَاةَ مَـــعَ الْــغَرِيرِ الْــمُلْحِدِ
حَــردَ الــزَّمَانُ فَــلَمْ تَــزَلْ زُمَرُ الْهَوَى = تَــعْــتَدُّ فِـــي زُمَـــرِ الــهُدَاةِ وَتَــعْتَدِي
وَتَــهَــافَــتُوا حَــــتَّــى تَــــجَــرَّأَ فَــــاجِــرٌ = وَأَتَـــى بِــكُــلِّ جَــرِيــرَةٍ لَـــمْ تُــعْــهَدِ
هِــيَ أَزْمَــةُ الْأَخْــلَاقِ فِــي أُمَمٍ تَرَى = أَنَّ الْــبَــسَــالَــةَ شِــيــمَــةُ الْــمُــسْــتَعْبَدِ
تَــــهَــبُ الْــمَــكَانَةَ لِــلَّــئِيمِ وَتَـــزْدَرِي = حــلْــمَ الْـكَــرِيمِ وَتَــحْــتَفِيَ بِــالْـمُفْسِدِ
تَــرَكُــوا الــزِّمَــامَ لِــمُــفْرِطٍ وَمُــفَــرِّطٍ = لِــيَجُورَ فِــي سَــفَهٍ عَــلَى مَــنْ يَهْتَدِي
لَـــوْ كَـــانَ فِــيــهِمْ أَرْطَــبُــونُ زَمَــانِهِ = إِلَّا تَــمَــنَّــى قَــــبْــلُ أَنْ لَــــمْ يُــولَــدِ
مَــاذَا تُــؤَمِّلُ فِي الصُّقُورِ إِذَا ارْتَضَتْ = حُــكْمَ الْــهَوَانِ مِــنَ الْغُرَابِ الْأَسْوَدِ
وَإِلَامَ تَــبْــتَعِثُ الْــسُّرَاةَ إِلَــى الــنَّدَى = إِنْ كَانَ أَنْدَى مَنْ سَرَى مَنْ يَجْتَدِي
يَـــا أُمَّـــةَ الــمِــلْيَارِ وَالــنِّــصْفِ الــتِي = نَــامَتْ عَــلَى ضَــعَةٍ وَهَامَتْ فِي الدَّدِ
غَــفــلَتْ زَمَــانًــا فَــاِسْتَبَاحَ حِــيَاضَهَا = عَــبْــدُ الأَنَــا فِــي الــدَّهْرِ غَــيْرَ مُــؤَيَّدِ
دَاسُــوا عَلَى اَلدِّينِ الْحَنِيفِ وَقَدْ دَرَوْا = أَنْ لَــمْ يَــعُدْ فِــي الْــقَوْمِ غَيْرَةُ هُدْهُدِ
كَــيْفَ ارْتَــضَيْتُمْ أَنْ تُدَنْسَ أَرْضُكُمْ = وَيَــجُــورُ فِــيــكُمْ كُــلُّ أَرْعَــنَ أَرْعَــدِ
وَتَــرَكْــتُمُ نَــسْــلَ الــزُّنَــاةِ تَــسُــوْمُكُمْ = فَــتَرُوحُ فِي عِرْضِ الحِصَانِ وَتَغْتَدِي
وَالــفَارِسُ الــمَأْمُوْلُ مَــا وَرَدَ الــوَغَى = يَــرْجُــو الــفِــداءَ وَلا سَـــرَى بِــمُهَنَّدِ
أَيُــدَاسُ بَــيْتُ اللهِ؟ يَــا وَيْــحَ الــذِي = لَـمْ يَـضْطَرِبْ مِنْ هَوْلِ هَذَا الـمَشْهَدِ
أَيْـــنَ اتِّــبَــاعُ الْــحَــقِّ أَيْـــنَ مَــكَــانُهُ = وَمَــقَــامُهُ فِـــي قَــلْبِ كُــلِّ مُــوَحِّدِ؟
أَيْـــنَ اِنْــتِــقَامُ الْــحُرِّ أَيْــنَ سِــلاحُكُمْ = أَيْــــنَ الْــتِــزَامُ أَخِ الــتُّــقَى الــمُــتَهَجِّدِ
أَيْــنَ الْــحَمِيَّةُ فِــي نُــفُوسِ مَــنْ ادَّعَــوْا = أَيْـــنَ الْــكَــرَامَةُ سَــيِّــدًا عَـــنْ سَــيِّدِ
وَإِلَـــى مَــتَى يَــحْدُو الــتَّشَرْذُمُ رَكْــبَنَا = مِــثْــلَ الــقَــوَافِلِ فِــي مَــجَاهِلِ فَــدْفَدِ
وَإِلَـــى مَــتَــى يَــضَعُ الــنِّفَاقُ خِــلالَنَا = مَــنْ قَــامَ فَــيْمَا رَامَ قِــيْلَ لَــهُ اقْــعُدِ
وَإِلَـــى مَــتَــى الــدُّنْــيَا تُــزَيِّنُ قُــبْحَهَا = مَـــا بَــيْــنَ بَــارِقِ عَــسْجَدٍ وَزَبَــرْجَدِ
قَدْ خَاصَمَتْنِي الرُّوحُ وَاشْتَكَتِ الرُّؤَى = مِـــنْ فِــتْــنَةٍ تَــعْــرَى وَضَــيْمٍ يَــرْتَدِي
وَأَنَــا إِلَــى الْــجُودِيِّ أَدْعُــو مَــنْ أَبَى = لِــنُــقِــيْمَ دِيْــــنَ اللهِ فَـــوْقَ الــفَــرْقَدِ
أَدْعُـــو إِلَــى الْإِنْــسَانِ مَــوْثِقَ رَحْــمَةٍ = وَأُعِــــدَّ لِــلْأَوْطَــانِ بَــيْــرَقَ سُـــؤْدُدِ
حَــتَّى إِذَا سَخِرُوا اسْتَوَيْتُ عَلَى الْمَدَى = أَقْــتَادُ فُــلْكَ الــصَّبْرِ فِي الزَّمَنِ الرَّدِي
مِــنْ زَيْــتِ مَــأْسَاتِي اشْتَعَلْتُ قَضِيَّةً = وَهَــبَبْتُ أُسْــرِجُ فِــيكَ قِــنْدِيلَ الْــغَدِ
رُوحِــي عَــلَى كَــفِّي وَخَــيْلِي فِي دَمِي = وَإِلَــيْــكَ أُشْــهِــرُ مُــصْحَفِي وَمُــهَنَّدِي
أَرْنُـــو إِلَـــى الــسُّورِ الْــعَتِيقِ وَأَقْــتَفِي = أَثَـــرَ الْــبُــرَاقِ إِلَـــى الْــقِبَابِ الْــخُرَّدِ
وَأَدُقُّ أَبْــــوَابَ الــسَّــمَــاءِ بِــدَعْــوَةٍ = عُــمَــرِيَّةُ الــعَــزمَات عُــلْــيَا الْــمَــقْصِدِ
وَأَضُــمُّ فِــي الطُّرُقَاتِ مِنْ عَبَقِ الْأُلَى = تَــــارِيــخَ عِــــزٍّ رَاسِـــخٍ لَـــمْ يَــنْــفَدِ
وَأَقُــصُّ مِــنْ عَــيْنَيْكَ أَلْــفَ حِــكَايَةٍ = لِــلــصَّامِدِينَ عَـــنِ الــتُّــرَاثِ الأَمْــجَدِ
إِنَّـــا الْــجِــبَالُ الــرَّاسِــيَاتُ صُــخُورُهَا = فِــي الْأَرْضِ أَصْــلَدُ مِــنْ رِمَالِ تَهَوِّدِ
إِنَّــا حُــمَاةُ الْــقُدْسِ زَيْــتُونُ الْــفِدَى = مَــهْــمَــا يَـــزِدْ فِــيــنَا الــتَّــجَبُّرُ نَـــزْدَدِ
يَـــا ثَــانِــيَ الْــحَــرَمَيْنِ ثَــمَّــةَ ثَــالِــثٌ = فِــي الْأَسْــرِ حَــنَّ أَسًى لِأَوَّلِ مَسْجِدِ
اَلْــقُــدْسُ بُــوصَلَةُ الــصِّرَاعِ وَطُــهْرُهَا = أَغْــلَــى الْــقِــلَاعِ وَلَــنْ تَــكُونَ لِــمُعْتَدِ
وَالْــقُدْسُ عَــهْدُ الــلَّهِ كَــيْفَ يَــخُونُهُ = بِــالْــغَدْرِ وَالْــخِــذْلَانِ كُـــلُّ مُــعَــبَّدِ
وَإِلَامَ تَــقْــتَــرِفُ الْــقَــبِيلَةُ هَــضْــمَهَا = لِــلْــقِبْلَةِ الْأُولَـــى وَمَــسْــرَى أَحْــمَــدِ
مَـــنْ لَـــمْ يَــدُنْ لِــلدِّينِ دَانَ لِــدَوْلَةٍ = وَمَــنِ ابْــتَغَى الــطَّاغُوتَ رَبًّــا يُــصْهَدِ
إِنَّ الــجِــهَادَ سَــبِــيلُ كُـــلِّ كَــرَامَــةٍ = فِــيْــهِ الــنَّــجْاةُ مِـــنَ الــهَوَانِ الأَنْــكَدِ
وَبِــهِ اِكْــتَسَى الإِسْــلامُ أَفْــخَرَ حــلَّةٍ = وَبِــــهِ أَعَــــزَّ الــــلّــهُ دِيـــنَ مُــحَــمَّدِ
يَــــا قَـــوْمِ لَا تَــهِــنُوا وَأَنْــتُــمْ أُمَّـــةٌ = فِــيــهَا الــوَفَــاءُ دَلِــيْــل طِــيْبِ الــمَحْتِدِ
إِنِّـــي أَرَى الْأَيَّـــامَ تُــسْــفِرُ وَجْــهَهَا = شَــمْــطَاءَ تَــحْرُقُ كُــلَّ أَخْــضَرَ أَمْــلَدِ
وَأَرَى الْــمَشَاعِرَ فِــي الْقُلُوبِ تَبَلَّدَتْ = يَــــا لَــيْــتَهَا يَـــا قَـــوْمِ لَـــمْ تَــتَــبَلَّدِ
سَــيُــذِيقُنَا الْــمَوْتُ الــزُّؤَامُ كُــؤُوسَهُ = إِنْ غَـــرَّتِ الــدُّنْــيَا وَلَـــمْ نَــتَــوَحَّدِ
وَتَــظَــلُّ تَــنْــهَشُنَا الــذِّئَــابُ فَــرِيــسَةً = إِنْ لَـــمْ نَــسُــدْ خُــلُــقًا وَلَــمْ نَــتَأَسَّدِ
هَــيَّــا نَــعُــدْ لِــلــذَّاتِ أَكْـــرَمَ أُمَّـــةٍ = وَنَــسِيرُ دَرْبَ الــمَجْدِ وَالــيَدُ فِــي الــيَدِ
لا رَمْــزَ لا ثَــورَاتِ لا رَبًّــا سِــوَى = رَبِّ الخِلائِقِ ذِي الجَلالِ السَّرْمَدِي
دُسْــتُــوْرُنَا الــقُــرْآنُ مَــنْهَجُنَا الــهُدَى = وَبِــغَــيْــرِ شَـــرْعِ مُــحَــمَّدٍ لا نَــقْــتَدِي
هَــيَّــا نُـــدَاوِ الْــجُــرْحَ قَــبْــلَ تَــعَفُّنٍ = وَنَــلُــمَّ شَــمْــلَ الْــحُــبِّ بَــعْــدَ تَــشَرُّدِ
فَإِذَا ابْــتَــلاكَ الْــهَــمُّ فَــارْتَــقِ هِــمَّــةً = ثُـــمَّ اسْــتَــعِنْ بِــالــلَّهِ رَبِّــكَ وَاسْــجُدِ