تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترانيم على إيقاع التوتر



عبد اللطيف السباعي
07-04-2018, 12:57 PM
ترانيم على إيقاع التوتر
عبد اللطيف السباعي

اِسْألْ لسانَ اللظى يُخْبِرْكَ عمَّا بي = يكادُ يَلْفَحُ حَرُّ الغيْظِ أعْتابي
في البيتِ ‘ثلَّاجةٌ’ طِيبُ المَعاشِ بها = أحْتاجُ ‘ثلَّاجةً’ أخْرى لِأعْصابي
ذَرُّ الرمادِ برُوحِ الجمْرِ يمْلَؤُني = كأنَّنِي في الزوايا مَوْقِدٌ خابِ
والمرْءُ ليس سوى رُوحٍ بلا عُقَدٍ = أو خافِقٍ في بَرَاحِ الضَّيْمِ وثَّابِ
خُلِقْتُ أرْهَفَ إنْسانٍ بعاطفةٍ = عَلِقْتُ منها بِأجْفانٍ وأهْدابٍ
وكمْ أوَدُّ صُراخًا لا يُطاوعُني = وأنْ أُفَجِّرَ دَمْعًا غيْرَ مُنْسابِ
ما لي أُحَمِّلُ نفسي فوقَ طاقتِها؟ = ما لي أمُتُّ إلى الشكوى بأسبابِ؟
يا أيُّها الضجَرُ المسْجورُ جَدْوَلُهُ = أضْرَمْتَ نارًا بروحي لا بأثوابي
أُمْسِي فلا أعْتلي إلا سَنامَ ضَنًى = نَسيجُهُ حِيكَ مِنْ مِلْحٍ و مِنْ صابِ
أغدو فلا ألْتقي إلا مَنِ انْعَقدَتْ = في نفسِهِ سُنَنُ الأدْغالِ والغابِ
لا شيْءَ في وَصَفاتِ الحالِ يُعْجِبُني = ولا خَلَاقُ الورى أحْرَى بِإعْجابي
كمْ فاشِلٍ يَعْتريني في مُعاملةٍ = يَصُبُّ لي المَيْنَ أكوابًا بأكوابِ
أُشيحُ عنهُ بوجْهي أو أقولُ له = "أنا الحليمُ فهلْ يُرْضيكَ إغْضابي؟"
"نَهْجي الوُضوحُ فأقْبِلْ منْ مسالكِهِ = فإنْ أبَيْتَ فلا تطْرُقْ على بابي"
مُنافِقٌ هُوَ لمْ تنْفُقْ بضاعَتُهُ = يَلْقاكَ في نَفَقِ الدنيا بِتَرْحابِ
فإنْ تُفارقْهُ يأْكُلْ لحْمَ ظهْرِكَ لا = يَعِفُّ عنْ وَصْمِ أسماءٍ وأنْسابِ
كمْ مَشْهدٍ في مشاويري شَرقْتُ بهِ = في واجهاتِ المرايا غيْرِ خلَّابِ
منْ غادَةٍ يَجْرَعُ الإهمالُ عِفَّتَها = فتسْتنيمُ لِأوْغادٍ وأغْرابِ
تناوَشَتْها ذِئابُ الليلِ - إذْ شَرَدَتْ = عنِ القطيعِ - بأفْواهٍ وأنْيابِ
تجاذَبَتْها سَراديبُ الخطيئةِ لا = تكادُ تُخْطِئُها في كلِّ سِرْدابِ
ومِنْ شريدٍ على الإسْفَلْتِ مُنْبَطِحٍ = أوْ هائِمٍ هُوَ لِلْآفاقِ جَوَّابِ
يَمُدُّ راحتَهُ صوْبَ الفراغِ فهَلْ = مِنْ واهِبٍ لِشُعاعِ الخيْرِ وَهَّابِ؟
يُسَامُ ذُلًا بأسْوارِ المدينَةِ أوْ = يُداسُ فيها كصُرْصارٍ بِقُبْقابِ
أو فِتْيَةٍ عن سبيلِ الرشْدِ قدْ ذَهِلوا = يُعاقرونَ الهوى نَخْبًا بأنخابِ
لمْ يَنْشُدوا توْبةً يَوْمًا ولا ذكَرُوا = كالذاكِرينَ ولا صَلَّوْا بِمِحْرابِ
وفي الفصولِ تلاميذٌ إذا سُئِلوا = عنْ غايةِ الدرْبِ رَدُّوا رَدَّ مُرْتابِ
إنِّي أرى ظُلَلًا تَغْشَى مداركَهُمْ = لا يَنْشُطونَ بِسَلْبٍ أوْ بِإيجابِ
مَكانُهمْ في سُوَيْداءِ القلوبِ فَهَلْ = تُجْدِي المَحَبَّةُ في ترْغيبِ هَيَّابِ؟
يَسْتمْسِكونَ مِنَ المَبْنَى بِأضْعَفِهِ = وَيُمْسِكونَ منَ المعْنى بِأذْنابِ
هذا الحديثُ على الإيجازِ مَحْمَلُهُ = لا يُسْتطابُ بِحَشْوٍ أوْ بِإطْنابِ
قدْ قُدَّ منْ نَغَماتٍ لا يُطاوِلُها = بَوْحُ الوليدِ ولا ألْحانُ زِرْيابِ

مراكش *- المغرب
20/11/2016

رياض شلال المحمدي
08-04-2018, 05:45 AM
وبارك اللهُ ببوح طاول الثريّا بأنفاسه الطيبات ومعانيه السامقات ، من
شاعر تزهر بين رياض ملكاته النَّفحات ، وتلك - وأيم الله - من أحاديث
حوادث الزمان ، تجري على أبناء الأمتين من مراكش إلى بُغدان ، شكرًا لترانيم
الفؤاد شاعرنا الكريم ، ودي وتقديري .

معناك في الروحِ في الوجدانِ يزدانُ = وللترانيمِ إيحاءٌ وألوانُ
هو اللطيفُ الذي من دون قدرته = لا لن يؤوب لوِردِ الروح تحنانُ
لن ينفع الأمة الـ تبكي حضارتها = إلا إيابٍ به للذكرِ أركــــانُ
وَليهنأ الشِّعر في آياتِ صانعه = عبد اللطيف ، ومنه الذوقُ هتَّانُ

عبد اللطيف السباعي
09-04-2018, 12:36 AM
شكرا لك أستاذ رياض. كان حضورك هنا إعلاء لهامة القصيدة وهمة الشاعر..أقدر ما عبرت عنه من إعجاب بالنص وما نوهت به بشأن شاعرية صاحبه في أبياتك الراقية هاته التي أعلقها على صدري نيشان فخر ..مودتي التي لا تريم.

ماجد وشاحي
09-04-2018, 11:08 AM
دمت بود ودام لك وبك الابداع وحسن البيان....

تحياتي وصادق الود وأجمل الأمنيات

عبد اللطيف السباعي
10-04-2018, 04:53 PM
دمت بود ودام لك وبك الابداع وحسن البيان....

تحياتي وصادق الود وأجمل الأمنيات
شكرا لك أخي ماجد..
لا يقدر الإبداع إلا مبدع أصيل كمثلك أنت..
مودتي وتقديري

محمد حمود الحميري
10-04-2018, 09:22 PM
لا يسعني إلا أن أخلع قبعتي:hat: ، وأنحني إعجابًا بهذه الرائعة ..


مررتُ على عجل ، ولي عودة إن شاء للاستمتاع بسحر بيانك .

تحياتي

احمد المعطي
11-04-2018, 05:44 AM
إذ عشتَ في زمَن الحاسوبِ و"الأبوابِ"
.....................لا غرْوَ إنّكَ تدري سُنّةَ في الغاب
فالناسُ ترهقُهمْ في العيش مَظلمةٌ
..........................تجتاحُ ذائقة الإنسان بالأنيابِ
وتشتري ذمّةَ الأوْغادِ بدرْهمٍ
...............لِكي يَمرَّ "حصانٌ" كانَ من أخْشابِ
ليُهْدََمَ الوَعْيُ.. فالوجدانُ مُستلَبٌ
................والعقلُ مُعتَقلٌ في غيْهبِ السِّردابِ!!
أوْصابُ مُجتمعٍ أمْ سحْرِ مُؤتمِرٍ؟
..................سيّانَ فالحرْبُ فاقت قدرَةَ الإيجاب
والحلُّ في عودةِ الوجدانِ من سَفَرٍ
................وعودة العقلِ رغم القهرِ والإرهابِ
قصيدةٌ نسجتْ بالخزِّ حُلِّتََها
.....................زيَّنتَها فبَدتْ في رائع الأثوابِ

عبد اللطيف السباعي
11-04-2018, 11:55 PM
لا يسعني إلا أن أخلع قبعتي:hat: ، وأنحني إعجابًا بهذه الرائعة ..


مررتُ على عجل ، ولي عودة إن شاء للاستمتاع بسحر بيانك .

تحياتي
شكرا لك أستاذ محمد. أسعدني تفضلك بالقراءة والتعليق حتى ولو كان على عجل...
مودتي وتقديري

د. سمير العمري
12-04-2018, 02:18 AM
قصيدة مميزة ومعبرة وتتناول الجانب الإنساني والجانب التربوي بأسلوب فريد من السهل الممتنع فلا فض فوك!
هو زمان يتألم فيه الفقيه ويتأمل فيه السفيه ويرتع فيه الرويبضة للأسف والله المستعان. وهذه القصيدة رائعة وترسم هذه الملامح بأداء عال عميق وتستحق التقدير والتقديم.

للتثبيت

تقديري

عبد اللطيف السباعي
12-04-2018, 07:26 PM
إذ عشتَ في زمَن الحاسوبِ و"الأبوابِ"
.....................لا غرْوَ إنّكَ تدري سُنّةَ في الغاب
فالناسُ ترهقُهمْ في العيش مَظلمةٌ
..........................تجتاحُ ذائقة الإنسان بالأنيابِ
وتشتري ذمّةَ الأوْغادِ بدرْهمٍ
...............لِكي يَمرَّ "حصانٌ" كانَ من أخْشابِ
ليُهْدََمَ الوَعْيُ.. فالوجدانُ مُستلَبٌ
................والعقلُ مُعتَقلٌ في غيْهبِ السِّردابِ!!
أوْصابُ مُجتمعٍ أمْ سحْرِ مُؤتمِرٍ؟
..................سيّانَ فالحرْبُ فاقت قدرَةَ الإيجاب
والحلُّ في عودةِ الوجدانِ من سَفَرٍ
................وعودة العقلِ رغم القهرِ والإرهابِ
قصيدةٌ نسجتْ بالخزِّ حُلِّتََها
.....................زيَّنتَها فبَدتْ في رائع الأثوابِ


شكرا جزيلا أستاذ أحمد المعطي على هذا التذييل الشعري الخلاب على الرغم من أنه قد يكون الوزن قد خانك فيه..
تقبل تحياتي العطرة..

محمد حمود الحميري
12-04-2018, 07:37 PM
الشاعر الحبيب ــ عبد اللطيف السباعي
ها قد عدت لأشرب شربة هنيئة من ينبوعك العذب المدرار ..
نص فخم يستحق التثبيت في القلوب .
مودتي

صباح تفالي
13-04-2018, 05:03 AM
هذا الحديثُ على الإيجازِ مَحْمَلُهُ
لا يُسْتطابُ بِحَشْوٍ أوْ بِإطْنابِ
قدْ قُدَّ منْ نَغَماتٍ لا يُطاوِلُها
بَوْحُ الوليدِ ولا ألْحانُ زِرْيابِ

والله من أروع ما قرأت في انتقاذ السلوكيات وانحراف النفس، وذلك التسلسل السلس في ترتيب المعاني والأفكار، وكيف ابتدأت وكيف أنهيت عبر حرف شامخ باذخ لا يتقنه إلا الكبار..
شكرا لروحك وقلبك ونفسك المتشبعة بالإيمان وعطر الريحان..
شكرا لكل هذا الجمال..
مااا شااااء الله.
تقبلوا مروي

احمد المعطي
13-04-2018, 01:42 PM
شكرا جزيلا أستاذ أحمد المعطي على هذا التذييل الشعري الخلاب على الرغم من أنه قد يكون الوزن قد خانك فيه..
تقبل تحياتي العطرة..

وتحياتي الحارة لك أخي العزيز الشاعر الكبير عبد اللطيف .. نعم هناك أبيات خانني الوزن فيها ويشفع لي - بقدر ما تؤلمني عادة لا تفارقني غالبا، وهي عدم المراجعة بعد كتابة الردود - أنني ارتجل الرد، والارتجال هذا أكثر ما يوقعني في الزلل، قد يلتبس على البعض فيظن إنه غرور أو زيادة ثقة في النفس، ويشهد الله أنني لست كذلك، والكمال لله أولا وأخير..احترامي وتقديري وود كثير.


وتشتري ذمّةَ الأوْغادِ خالصةً
...............لِكي يَمرَّ "حصانٌ" كانَ من أخْشابِ

عبد السلام دغمش
14-04-2018, 09:06 AM
" يا أيها الضجر المسجور جدوله
.. أضرمت ناراً بروحي لا بأثوابي"

الاستاذ عبد اللطيف ،، ولا تزال تتحفنا بجميل شعرك وسحر بيانك ..
أقرأ في أشعارك جميل الصورة والمدهش من التعابير ..

تقديري .

عبد اللطيف السباعي
17-04-2018, 03:33 PM
قصيدة مميزة ومعبرة وتتناول الجانب الإنساني والجانب التربوي بأسلوب فريد من السهل الممتنع فلا فض فوك!
هو زمان يتألم فيه الفقيه ويتأمل فيه السفيه ويرتع فيه الرويبضة للأسف والله المستعان. وهذه القصيدة رائعة وترسم هذه الملامح بأداء عال عميق وتستحق التقدير والتقديم.

للتثبيت

تقديري
ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة
شكرا لك شاعرنا العربي الكبير على حسن القراءة ورقي الثناء
مودتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
18-04-2018, 01:09 PM
بوركت ايها الشاعر الرائع والذي تبعث نصوصة متعة في النفس
لما تحمل من الشعر الجمال والمعاني الحسان والافكار الخادمة
للمصلحة العامة
بوركت

ادريس اوبلا
18-04-2018, 10:01 PM
سلمت ذائقتك الشعرية، و لقد أدركت مغربيتك منذ البداية، ولمحت فيك جد الحياة ونور التعقل

أحمد الجمل
20-01-2019, 01:09 PM
الله الله الله
قصيدة ساحرة آسرة مبهرة
سلمت أخي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أوقاتك
تحيتي ومحبتي