فراس القافي
09-09-2005, 03:49 PM
أ لا يا عراقَ المجدِ طالَ بكَ الجرْحُ=و ليلُكَ يأبى أنْ يلوحَ لهُ صُبْحُ
وسادتُكَ البيضاءُ قانيةً غَدَتْ=و حرْبُكَ لا يرسو على برِّها الصّلْحُ
أ لا يا عُقابَ العُرْبِ إنْ طِرْتَ لمْ يَسَعْ=جناحَكَ في عرْضِ السّما و الفضا دَوْحُ
و يا سِرَّ ربِّ العرْشِ لا تَبْقَ موْدَعاً=بأرْضِ النّدى ، قد حانَ في أمْرِكَ الفصْحُ
و يا نَسَماتٍ ما شَمَمْتُ ضريبَها=هيَ الوردُ ، والريحانُ , و المسكُ ، والرَّوْحُ
و يا ضَيْغمَ الهيجا ، زئيرُكَ إنْ سطا=على الغابِ ـ حتماً ـ يخرسُ المَوْءُ و النَّبْحُ
أراكَ تنادي كالحسينِ بحومةِ الر=ردى : يا حُماةَ الدّينِ ، دونَ الحِمى ضَحُّوا
فما جاوبوكَ القومُ إلا بطعْنِهمْ=و لمْ يبْرَ إلا السّيْفُ ، و النَّبْلُ و الرّمْحُ
و أخْوَتُكَ الأعرابُ ، أينَ سيوفُهُمْ؟=فهلْ سرَّهمْ أنْ يستفيضَ بِكَ البَلْحُ ؟
فقدْ كرِهوا ـ بعضاً ـ كما البعْضُ أُكْرِهوا=و عنْكَ تنحّى البعْضُ ، و البعْضُ قدْ نُحُّوا
فيا يوسُفَ الأحرارِ ، يعْقوبُكَ الألى=عليكَ مآقيهمْ أمضَّ بِها القرْحُ
بكَوْكَ بفيْضِ الدَّمِّ ، لا الدَّمْعِ ، و الدِّما=لها من حديثِ الدَّمْعِ ما يعْجزُ البوْحُ
أيا موطنَ القوْمِ الألى ناطحوا السُّرى=سُموّاً ، و أمجاداً ، فلمْ يُثْنِهُمْ بَرْحُ
و منْ كُلّما أوهى بنو العارِ صرْحَهُ=يُشيَّدُ في قلبِ الغيارى لهُ صَرْحُ
فََقُلْ للأُلى ناموا على الذلِّ خُضَّعاً=بِغيرِ صليلِ السَّيْفِ لنْ يأتيَ الفتْحُ
كفاكُمْ أهازيجاً مَلَلْنا سماعَها=فقَعْقَعةُ الهيْجا هيَ الشدْوُ ، و الصَّدْحُ
و لمْ يَدْرِ لونَ الدمِّ كمْ مُتقاعسٍ=و أنّى لنا لو لا الجراحاتُ و النَّضْحُ
يُعاتِبُهُمْ قلبي فأرْدَعُهُ سُدىً=غداةَ ملاهُ الهمُّ ، و الكرْبُ ، و القيْحُ
دعِ النُّصْحَ يا قلبي لمنْ يسْتَحِقُّهُ=فو اللهِ ما أغنى الرِّعاعَ هوَ النُّصْحُ
و أنْفِقْ بُذورَ الخيْرِ للخَصْبِ يا فتى=على الصَّخْرةِ الصمَّاءِ لنْ ينبتَ القمْحُ
أبي ، أمّيَ الولْهى لِعُرْسي تَحَمّلا=فراقي ، زغاريدُ الثناءِ هِيَ النَّوْحُ
و لا تبكيا ما دُمْتُ أخْرَسْتُ أرْقَماً=لهُ في ضميري الحيِّ ـ صُبْحاً مساً ـ فَحُّ
تريدانني أغفو و أصْحو على الضنى=فلا حلَّ لي نومي و لا العَيْشُ و الكدْحُ
و لا مرَّ في طرْفي ضبابٌ منَ الكرى=و لا طابَ لي خُبْزي ـ مَعَ العارِ ـ و الملْحُ
فإنْ فاتَ غيْري الموتُ دوْنَ بلادِهِ=فلسْتُ أضِيْعُ المجدَ إنْ حاقَهُ الذَّبْحُ
فها أنا ماضٍ للشهادةِ لمْ ، وَ لنْ=أشُحَّ بدمِّي إنْ بِدَمْعِهُمُ شّحُّوا
و منْ يَخْسَرِ العَيْشَ الرَّغيدَ تطامناً=سيؤمِنُ أنَّ الموْتَ دونَ الحمى رِبْحُ
و منْ في حشاهُ النارُ تغلي و تلتظي=أيُرْعِبُهُ منْ نارِ قَيْضِهُمُ اللفْحُ ؟
تَمُرُّ عليهِ الماضياتُ كنَسْمةٍ=و زَهْرةِ قدّاحٍ عرى غُصْنَها النَّفْحُ
غداً سيُولّي الدُّبْرَ كُلُّ مُنافقٍ=و يكسو الجباهَ العارُ ، و الذّلُ ، و الفَضْحُ
و نعْلمُ من أصْفى إلى اللهِ نيّةً=و أثرى لهُ بالأجرِ إذْ يُرْفَعُ اللَوْحُ
فما يَعِدُ الأرجاسُ مَحْضُ افتراءةٍ=و ما يَعِدُ الباري هوَ النَّحْلُ و المنْحُ
و ها نحْنُ برْهنَّا لِكُلِّ مُواربٍ=و ليْسَ بسَيْحِ الحبْرِ ، منْ دَمِنا السَّيْحُ
بأنَّا بِغَيْثِ الدَّمِّ أكْرِمْ بِهِ ندىً=نواصِلُ كبْحَ الظلمِ ، لا بالهِجا الكبْحُ
فكمْ حاولوا خَنْقَ النِّداءِ بثغْرِنا=فكانَ لهُ كالزَّيْتِ في مائهمْ طفْحُ
أ لا يا عراقَ العِزِّ يا نشوةَ الرَّدى=إذا اجْتَذَباها غمَّةُ العَيْشِ ، و الترْحُ
لقَدْ جاءكَ الأرْجاسُ مِنْ كُلِّ بُقْعةٍ=لكي ـ دينَ خيرِ الأنبيا المُصْطفى ـ يمْحوا
فو اللهِ لنْ نرضى و لمْ نرْضَ آنِفاً=و إنْ حلَّ عنْ دُنيا الفناءِ بنا النَّزْحُ
و إنْ ذَبَحوا في ثغْرِ أطفالِنا الدُّعا=و في صدْرِنا الدامي بِرشّاشِهُمْ لحُّوا
سَيَخْرجُ قلبٌ بالتهاليلِ نابِضٌ=و يُنْبِؤهُمْ أنَّ اللبابَ هوَ السَّطْحُ
فما في فمي عَمَّا بِدمِّي انعكاسةٌ=من الفَوَرانِ الفذِّ ، ما نامَ كي يصْحو
فموطِنُهُ العلْياءُ ، موطئهُ الذّرى=بلى منْ لهُ الإسلامُ دينُ الهدى جنْحُ
هو الدينُ أرساهُ على الكونِ كُلِّهِ=و ما أثْبَتَ الجبَّارُ ليْسَ لهُ مسْحُ
فلنْ يُطْمَسَ التكبيرُ في مِئْذَناتِنا=و أعداؤهُ الحمْقى مآلُهُمُ الوَيْحُ
و لو لا القبابُ الغُرُّ في أرضِنا ترى=بِهُمْ لرواسي الأرضِ ربّ الملا يدحو
فنحْنُ حُسَيْنيّونَ نسْتلْهِمُ الإبا=و قدْ فازَ من ـ منحى أبي الشهدا ـ ينْحو
فكيفُ أبيُّ الضيْمِ سيِّدُنا رأى=بأنَّ زخاريفَ الحياةِ هيَ القُبْحُ
فسلَّ حُساماً لمْ يَزلْ في سمائنا=لهُ حينَ تَسْتَضْري غياهبُنا قَدْحُ
فَلنْ تُرْفَعَ الأرواحُ للهِ حَقَّةً=إذا لمْ يُكُنْ أرضاً لأجسادِها طرْحُ
مبادئُ أرساها الحسينُ بأرضِنا=هيَ البحرُ موصولٌ لمرشفِهِ الفسْحُ
فإنْ قيلَ لي من أنتَ ما قُلتُ فاخراً:=هُمامٌ ، عفيفُ الخلْقِ ، بينَ الورى سَمْحُ
أقولُ عِراقيٌّ ففيها مكامنٌ=فإنْ حَضَرَ الإجمالُ يسْتَتِرُ الشّرْحُ
و لسْتُ أضيعُ الوقْتَ أحْصي خصائلاً=لها كالغمامِ الثرِّ في أرضِنا سَحُّ
هيَ القِمَمُ الشمّاءُ أنْتَ نَمَيْتَها=و ما القممُ الشمّاءُ لو لاكَ يا سَفْحُ
و و اللهِ إنْ أمْدَحْكَ يُرْجَ بأحْرُفي=إلى رحْبَتيْكَ العُذْرُ ، و العَفْوُ و الصَّفْحُ
لإنَّ مكاتيبي تُردِّدُ دائماً=بغيرِ نزيفِ الدمِّ لا يُكْتَبَ المَدْحُ
فراس القافي
وسادتُكَ البيضاءُ قانيةً غَدَتْ=و حرْبُكَ لا يرسو على برِّها الصّلْحُ
أ لا يا عُقابَ العُرْبِ إنْ طِرْتَ لمْ يَسَعْ=جناحَكَ في عرْضِ السّما و الفضا دَوْحُ
و يا سِرَّ ربِّ العرْشِ لا تَبْقَ موْدَعاً=بأرْضِ النّدى ، قد حانَ في أمْرِكَ الفصْحُ
و يا نَسَماتٍ ما شَمَمْتُ ضريبَها=هيَ الوردُ ، والريحانُ , و المسكُ ، والرَّوْحُ
و يا ضَيْغمَ الهيجا ، زئيرُكَ إنْ سطا=على الغابِ ـ حتماً ـ يخرسُ المَوْءُ و النَّبْحُ
أراكَ تنادي كالحسينِ بحومةِ الر=ردى : يا حُماةَ الدّينِ ، دونَ الحِمى ضَحُّوا
فما جاوبوكَ القومُ إلا بطعْنِهمْ=و لمْ يبْرَ إلا السّيْفُ ، و النَّبْلُ و الرّمْحُ
و أخْوَتُكَ الأعرابُ ، أينَ سيوفُهُمْ؟=فهلْ سرَّهمْ أنْ يستفيضَ بِكَ البَلْحُ ؟
فقدْ كرِهوا ـ بعضاً ـ كما البعْضُ أُكْرِهوا=و عنْكَ تنحّى البعْضُ ، و البعْضُ قدْ نُحُّوا
فيا يوسُفَ الأحرارِ ، يعْقوبُكَ الألى=عليكَ مآقيهمْ أمضَّ بِها القرْحُ
بكَوْكَ بفيْضِ الدَّمِّ ، لا الدَّمْعِ ، و الدِّما=لها من حديثِ الدَّمْعِ ما يعْجزُ البوْحُ
أيا موطنَ القوْمِ الألى ناطحوا السُّرى=سُموّاً ، و أمجاداً ، فلمْ يُثْنِهُمْ بَرْحُ
و منْ كُلّما أوهى بنو العارِ صرْحَهُ=يُشيَّدُ في قلبِ الغيارى لهُ صَرْحُ
فََقُلْ للأُلى ناموا على الذلِّ خُضَّعاً=بِغيرِ صليلِ السَّيْفِ لنْ يأتيَ الفتْحُ
كفاكُمْ أهازيجاً مَلَلْنا سماعَها=فقَعْقَعةُ الهيْجا هيَ الشدْوُ ، و الصَّدْحُ
و لمْ يَدْرِ لونَ الدمِّ كمْ مُتقاعسٍ=و أنّى لنا لو لا الجراحاتُ و النَّضْحُ
يُعاتِبُهُمْ قلبي فأرْدَعُهُ سُدىً=غداةَ ملاهُ الهمُّ ، و الكرْبُ ، و القيْحُ
دعِ النُّصْحَ يا قلبي لمنْ يسْتَحِقُّهُ=فو اللهِ ما أغنى الرِّعاعَ هوَ النُّصْحُ
و أنْفِقْ بُذورَ الخيْرِ للخَصْبِ يا فتى=على الصَّخْرةِ الصمَّاءِ لنْ ينبتَ القمْحُ
أبي ، أمّيَ الولْهى لِعُرْسي تَحَمّلا=فراقي ، زغاريدُ الثناءِ هِيَ النَّوْحُ
و لا تبكيا ما دُمْتُ أخْرَسْتُ أرْقَماً=لهُ في ضميري الحيِّ ـ صُبْحاً مساً ـ فَحُّ
تريدانني أغفو و أصْحو على الضنى=فلا حلَّ لي نومي و لا العَيْشُ و الكدْحُ
و لا مرَّ في طرْفي ضبابٌ منَ الكرى=و لا طابَ لي خُبْزي ـ مَعَ العارِ ـ و الملْحُ
فإنْ فاتَ غيْري الموتُ دوْنَ بلادِهِ=فلسْتُ أضِيْعُ المجدَ إنْ حاقَهُ الذَّبْحُ
فها أنا ماضٍ للشهادةِ لمْ ، وَ لنْ=أشُحَّ بدمِّي إنْ بِدَمْعِهُمُ شّحُّوا
و منْ يَخْسَرِ العَيْشَ الرَّغيدَ تطامناً=سيؤمِنُ أنَّ الموْتَ دونَ الحمى رِبْحُ
و منْ في حشاهُ النارُ تغلي و تلتظي=أيُرْعِبُهُ منْ نارِ قَيْضِهُمُ اللفْحُ ؟
تَمُرُّ عليهِ الماضياتُ كنَسْمةٍ=و زَهْرةِ قدّاحٍ عرى غُصْنَها النَّفْحُ
غداً سيُولّي الدُّبْرَ كُلُّ مُنافقٍ=و يكسو الجباهَ العارُ ، و الذّلُ ، و الفَضْحُ
و نعْلمُ من أصْفى إلى اللهِ نيّةً=و أثرى لهُ بالأجرِ إذْ يُرْفَعُ اللَوْحُ
فما يَعِدُ الأرجاسُ مَحْضُ افتراءةٍ=و ما يَعِدُ الباري هوَ النَّحْلُ و المنْحُ
و ها نحْنُ برْهنَّا لِكُلِّ مُواربٍ=و ليْسَ بسَيْحِ الحبْرِ ، منْ دَمِنا السَّيْحُ
بأنَّا بِغَيْثِ الدَّمِّ أكْرِمْ بِهِ ندىً=نواصِلُ كبْحَ الظلمِ ، لا بالهِجا الكبْحُ
فكمْ حاولوا خَنْقَ النِّداءِ بثغْرِنا=فكانَ لهُ كالزَّيْتِ في مائهمْ طفْحُ
أ لا يا عراقَ العِزِّ يا نشوةَ الرَّدى=إذا اجْتَذَباها غمَّةُ العَيْشِ ، و الترْحُ
لقَدْ جاءكَ الأرْجاسُ مِنْ كُلِّ بُقْعةٍ=لكي ـ دينَ خيرِ الأنبيا المُصْطفى ـ يمْحوا
فو اللهِ لنْ نرضى و لمْ نرْضَ آنِفاً=و إنْ حلَّ عنْ دُنيا الفناءِ بنا النَّزْحُ
و إنْ ذَبَحوا في ثغْرِ أطفالِنا الدُّعا=و في صدْرِنا الدامي بِرشّاشِهُمْ لحُّوا
سَيَخْرجُ قلبٌ بالتهاليلِ نابِضٌ=و يُنْبِؤهُمْ أنَّ اللبابَ هوَ السَّطْحُ
فما في فمي عَمَّا بِدمِّي انعكاسةٌ=من الفَوَرانِ الفذِّ ، ما نامَ كي يصْحو
فموطِنُهُ العلْياءُ ، موطئهُ الذّرى=بلى منْ لهُ الإسلامُ دينُ الهدى جنْحُ
هو الدينُ أرساهُ على الكونِ كُلِّهِ=و ما أثْبَتَ الجبَّارُ ليْسَ لهُ مسْحُ
فلنْ يُطْمَسَ التكبيرُ في مِئْذَناتِنا=و أعداؤهُ الحمْقى مآلُهُمُ الوَيْحُ
و لو لا القبابُ الغُرُّ في أرضِنا ترى=بِهُمْ لرواسي الأرضِ ربّ الملا يدحو
فنحْنُ حُسَيْنيّونَ نسْتلْهِمُ الإبا=و قدْ فازَ من ـ منحى أبي الشهدا ـ ينْحو
فكيفُ أبيُّ الضيْمِ سيِّدُنا رأى=بأنَّ زخاريفَ الحياةِ هيَ القُبْحُ
فسلَّ حُساماً لمْ يَزلْ في سمائنا=لهُ حينَ تَسْتَضْري غياهبُنا قَدْحُ
فَلنْ تُرْفَعَ الأرواحُ للهِ حَقَّةً=إذا لمْ يُكُنْ أرضاً لأجسادِها طرْحُ
مبادئُ أرساها الحسينُ بأرضِنا=هيَ البحرُ موصولٌ لمرشفِهِ الفسْحُ
فإنْ قيلَ لي من أنتَ ما قُلتُ فاخراً:=هُمامٌ ، عفيفُ الخلْقِ ، بينَ الورى سَمْحُ
أقولُ عِراقيٌّ ففيها مكامنٌ=فإنْ حَضَرَ الإجمالُ يسْتَتِرُ الشّرْحُ
و لسْتُ أضيعُ الوقْتَ أحْصي خصائلاً=لها كالغمامِ الثرِّ في أرضِنا سَحُّ
هيَ القِمَمُ الشمّاءُ أنْتَ نَمَيْتَها=و ما القممُ الشمّاءُ لو لاكَ يا سَفْحُ
و و اللهِ إنْ أمْدَحْكَ يُرْجَ بأحْرُفي=إلى رحْبَتيْكَ العُذْرُ ، و العَفْوُ و الصَّفْحُ
لإنَّ مكاتيبي تُردِّدُ دائماً=بغيرِ نزيفِ الدمِّ لا يُكْتَبَ المَدْحُ
فراس القافي