المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " حقيقةٌ من ملامحِ الأضداد "



عصام إبراهيم فقيري
15-04-2018, 04:12 PM
" حقيقةٌ من ملامحِ الأضداد "

خَطَفَتْكِ الظُّنُونُ قَبْلَ الأَيَادِي
فَتَفَرَّقْتِ فِي قُلُوبِ العِبَادِ

وَتَخَيَّلْتِ فِي الهَوَى كُلَّ مَنْ نَا
جَاكِ مِنْ خَافِقِي عَلَيكِ يُنَادِي

حِينَ جَلَّيتِ فِي عُيُونِكِ مَا أَخْــ
فَيتِ بِي مِنْ تَعَدُّدِ الأَجْسَادِ

نَعَمٌ .. قَدْ أَصَبْتِ فِي ظَنِّهِمْ جَمْــ
ـــعًا وَأَخْفَقْتِ فِي ظُنُونِ انْفِرَادِي

فَاسْأَلِي الشَّكَّ مَنْ إِلَى زَيْفِهِ انْحَا
زَ وَأَحْيَاهُ فِي صُدُورِ الجَمَادِ

وَاسْأَلِيهِ ، عَنِ اليَقِينِ لِمَاذَا
ظَلَّ فِي القُرْبِ يَسْتَفِزُّ ابْتِعَادِي

حِينَ سَاوَيتِ فِي الهَوَى بَيْنَ ضِدَّيْــ
ـــنِ ، أَحَالَا إِلَى العَمَى تِعْدَادِي

مُنْذُ أَنْ عَانَقَ الفَراغُ خَوَائِي
فِيكِ ،كَذَّبْتِ فِي انْقِبَاضِي امْتِدَادِي

وَتَصَوَّرْتِ أَنَّنِي فِي مَرَايَا
كِ تَمَثَّلْتُ فِي قَلِيلِي ازْدِيَادِي

إِنْ يَكُنْ أَطْفَأَتْ غُيُومُكِ شَكْلِي
قَدْ تَوَلَّى أَشْبَاهُ ظِلِّي اتِّقَادِي

كِيْفَ أَخْشَى تَسَرُّبِي مِنْكِ مَا دَا
مَ امْتِلَائِي يَحُولُ عَنِّي نَفَادِي

سَوْفَ تَبْقَيْنَ مِنْ وَرَاءِ جِهَاتِي
تَتَنَامِينَ فِي دُرُوبِ ارْتِيَادِي

وَتَظَلِّينَ خَلْفَ صَوْتِي مَعَ الذِّكْــ
ـــرَى تَلُمِّينَ مِنْ صَدَاهُ ارْتِدَادِي

فَانْزِعِي مِنْ وُجُوهِهِمْ صُوَرِي كَي
تُبْصِرِي فِي مَوَاتِهَا مِيلَادِي

وَاجْمَعِي فِي حَقِيقَتِي وَجْهَ تِكْرَا
رِيَ كَيمَا آتِيكِ مِنْ أَضْدَادِي

أَنَا إِنْ صَارَ وَاحِدِي فِيكِ أَجْزَا
ءً فَأَجْزَاؤُهُ تَعِيشُ اتِّحَادِي

رياض شلال المحمدي
15-04-2018, 11:56 PM
ولولا كؤوس اليقين لما أزلفت مرايا الحقائق ، ولا انبجست
شوارد الأضداد بين الأمور الدقائق ، كيما تظل بوصلة الفِكَر في
اتجاهها وبما يروم الفؤاد ، ويبقى الحرف في ميزان الوصف متزنَ الإنثيال
دونما نفاد ، حياك ربي أيها الشاعر الجميل ، سلامي لك وللديار ، مع الود والورد .

د. سمير العمري
16-04-2018, 02:03 AM
غزلية تراوحت بين القرب والبعد وبين الود والصد وبين المدح والقدح جمع كل هذه الأضداد أسلوب لا يجيده أحد مثلك يا عصام فلا فض فوك!
هي قصيدة جميلة جدا على الخفيف جاءت بأداء ثقيل يستحق التقدير والتقديم!

للتثبيت

تقديري

محمد ذيب سليمان
19-04-2018, 10:32 PM
وكما انت دائما
تنسج القصيدة بأدوات لا يملكها الاك
فيها الدهشة والبساطة والفكرة والفكر
جعلتني اكررها
شكرا لك

احمد المعطي
21-04-2018, 05:51 AM
آهِ كم أخشى فتنة الأضدادِ
....................حينَ تصحو لتستبيحَ فؤادي
بجمالٍ من الحُروفِ تدلّى
........................فتجلّى على بَهاهُ مِدادي
وتهادى خفيفُه بحَفيفٍ
.......................كنسيم سَرى بلا ميعادِ
أيقظَ الشعرَ فامتطى مُهرَهُ ذا
....................اتَ صباحٍ مُضمّخٍ بودادِ
فرأى في مَلامحِ الضادِ طيْفاً
................ساحِراً من مَلامح الأضدادِ

عيسى سلامي
21-04-2018, 10:51 AM
ويحك أيها المجنون ما هذا ؟ إبداع تمكن تفرد كبير كبير أنت يا عصام

عادل العاني
21-04-2018, 02:49 PM
الله ... الله

رائع أنت في هذه الغزلية وهذا التعبير الراقي عن الأضداد , فالأضداد لهم نتيجة واحدة إما التلاحم وإما بقاء التضاد خالدا.

أحسنت الوصف الدقيق والتعبير عن حالة عشق أزلي لا فرار منه.

تحياتي وتقديري

محمد حمود الحميري
22-04-2018, 07:35 PM
انهمار شعري غاية في العذوبة
تبارك من أجرى على لسانك سحر البيان .
تحياتي وشديد إعجابي