د محمد عاصي
02-05-2018, 09:07 PM
حوار
شعر : د. محمد عاصي
:
خُطُواتُ شِعْري للفَضَاءِ مُقَيَّدَهْ = والفِكْرُ بَاتَ مُصَفَّدًا.. مَنْ صَفَّدَهْ؟
والبَحْرُ يغْدِرُ، والرِّياحُ تَلُفُّنا = واللَّيْلُ يقْسو، والضِيَا ما أبْعَدَهْ
وأَرَى السَّماءَ بِبَرْقِها وبِرَعْدِهَا = وبِكُلِّ أنْواعِ الغُيُومِ مُلَبَّدَهْ
والطَّيْرَ في وُكْناتِها؛ وَهِيَ التي = كانتْ بأرْجاءِ السَّمَاءِ مُغَرِّدَهْ
ما خِلْتُ أبْيَاتي يَغِيضُ مِدَادُهَا = أَوْ أنَّنِي يَوْمًا أَحَارُ لِمُفْرَدَهْ
والشِّعْرَ يشْكو مِنْ إسَاءَةِ لاحِنٍ = واللَّحْنُ في نُطْقِ المشَاعِرِ مَفْسَدَهْ
ومَضَيْتُ أبْحثُ عَلَّني قدْ ألْتَقي = نَفْسي؛ ونَفْسُ العاشِقينَ مُشَرَّدَهْ
وقلوبُهمْ في حِيرةٍ منْ أَمْرِهِمْ = وَلَدَيَّ قَلْبٌ مُؤْرَقٌ، مَا أَجْهَدَهْ
إنْ رُحْتُ أَرْقُبُ ما يَسُرُّ خَوَاطري = تَبْدو النَّوَاظِرُ، والنَّوَافِذُ مُوصَدَهْ
أوْ جُلْتُ أبْحَثُ عن صِفَاتِ أفاضلٍ = سَأرى عيوبًا في النُّفوسِ مُمَدَّدَهْ ّ!
وتلوحُ أَسْبابُ الصَّلاحِ عَصِيَّةٌ = ونَقِيضُها؛ سُبُلُ الفَسادِ مُعَبَّدَهْ !
ساءَلْتُ نًفْسيَ صَامِتًا مَنْ يا تُرَى = في دَارِنَا بَدَعَ الفسَادَ وشَيَّدَهْ ؟!
ومَضى بِنا نحْو الظّنونِ وبَحْرِهَا = والعَقْلَ مِنْ حُسْـنِ النَّوَايـا جَـرَّدَهْ
وغَـــدَا التَّشَكُّكُ حَارِسًا ومُلازِمًـا = ونَرَاهُ جَهَّزَ في الحَنَايا مَرْقَـدَهْ
وبَدَا لسُوءِ الظَّنِّ بَاعٌ أَطْوَلٌ = وغَدَتْ جُهودُ المُخْلِصينَ مُبَدَّدَهْ
والحِقْدُ يَأتي بالمَهَالكِ والرَّدى = بلْ سَالِبًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَجْوَدَهْ
والكُثْرُ بُوقٌ؛ للمثالِبِ مُعْلِنٌ = والنَّذْرُ مَنْ عَرَفَ البَهِيَّ ورَدَّدَهْ
سَاءَلْتُهَا ومَضَيْتُ دونَ إجابةٍ = فأجابني صَوْتٌ يُزيحُ تردُّدَهْ:
يا صاحبَ الشِّعْرِ المُقَيَّدِ خَطْوُهُ = أنتَ الذي عَاقَ الشعورَ وقَيَّدَهْ
ما ذَنْبُ بَحرٍ زاخِرٍ بلآلئ ؟! = يَهَبُ النفوسَ رُواءَها والأفئدَهْ ؟!
إنْ كُنتَ لا تُلْقي الشِّبَاكَ بِحِرْفَةٍ = حتى تُوَافَى بالبيوتِ مُجَدَّدَهْ
عَتباتِها، فَتَحَاتِها، نَغَمَاتِهَا = قَفَلاتِهَا، وسُقُوفِها والأَعْمِدَهْ
أو إنَّ فِكْرَكَ بالهُمومِ مُشَبَّعٌ = فَصِفاتُها وسِماتُها مُتَعَدِّدَهْ
أو قَيَّدَتْهُ يَدُ الجُمودِ ولمْ تَزَلْ = لَكَمَاتُها صَوْبَ الحديثِ مُسَدَّدَهْ
فاتْركْ لفِكْرِكَ في الفضاءِ عَنَانَهُ = حتى يُسَطِّرَ حُلْمهُ وتَمُرُّدَهْ
وسماؤنا إنْ أبْرَقَتْ أو أرْعَدَتْ = بالخيرِ تُمْطِرُنا بِكُلِّ الأصْعِدَهْ
وإذا صَفَتْ فبها الأمانُ لإنْسِنَا = والطَّيْرُ تَغدو أوْ تَروحُ مُغَرِّدَهْ
أمَّا التّشّكُّكُ والفسادُ فَمَا لهُ = سَبَبٌ سِــوى أنَّ الضَّمائرَ مُقْعَدَهْ
فارجِـعْ لتربيــةٍ وتعليمٍ تَجِـدْ = إنْ يُصْلَحَــا، كُــلَّ الدُّروبِ مُمَهـَّدَهْ
والدَّينِ والأخلاقِ قَبْلا، شَـاعري = بهمـا الخطايـا والذنوبُ مُبَدَّدَهْ
والبَّحرَ كِنْزًا والشَّبَاكَ مَليئةً = والبيْتَ تِلْوَ البيْتِ يَبْني المُنْشَدَهْ
فـي صَـدْرِهِ أو عَجْزِهِ مُتَأَنِقًا = يَهَـــبُ البَيَـانَ عَقيقَهُ بلْ عَسْجَدَهْ
وتراهُ يَأْتي ساحِرًا وبسِحْرِهِ = تَسْمو النفوسُ وتَسْتريحُ الأفْئدَهْ
والشِّعْرُ يَبْني في النفوسِ دَعَائمًا = تُعْلي وتَضْمنُ للتَّليدِ تَجَدُّدَهْ
بين الأُلى عَرَفوا البيانَ أيَسْتوي = مَنْ قَدْ يُساوي صَخْرَهُ وزُمُرُّدَهْ ؟!
فاحذرْ هُمومًا قدْ تَسُدُّ مَنَافِذًا = تُودي لفقْدِ الشِّعْرِ عِنْدَكَ مَوْرِدَهْ
فَقْدُ البيانِ لشاعرٍ كَمْ مُوجِع = كَمُصاحبِ الظَّلْماءِ يَفْقِدُ فَرْقدَهْ
واكْدَحْ بِجِـدٍّ ... مُوقِنًا برسالةٍ = فالجِـدُّ يُعطي للمُجِـدِّ تَفَـرُّدَهْ
اجْبُرْ بِهِ كَسْرَ المُصابين الأُلَـى = فَقَدوا الأحَبَّـةَ والظـُّروفُ مُشَدَّدَهْ
واكتُبْ لِلَيْلى واصِفًا حَالَ الهَوى = فالحرفُ في وصْفِ الهوى ما أَسْعَدَهْ
والحرفُ إنْ تُسْعِدْهُ تَلْقَ أَريجَهُ = ونَقَاءَهُ وحَنَانَهُ وتَوَرُّدَهْ
فاملأْ قُلوبَ العاشِقينَ سَعَادةً = وعُيونَهمْ وعُقُولَهـــمْ والأَوْرِدَهْ.
والحُسْنُ في صِدْقِ المشاعرِ دائمًا = في كَوْنِها رَقْرَاقَةً مُتَوَدِّدَهْ
والقولُ إنَّ الكِذْبَ يُعْلي شَاعِرًا = كالقولِ إنَّ العَبْـدَ يُعْلي سَيِّدَهْ
شعر : د. محمد عاصي
:
خُطُواتُ شِعْري للفَضَاءِ مُقَيَّدَهْ = والفِكْرُ بَاتَ مُصَفَّدًا.. مَنْ صَفَّدَهْ؟
والبَحْرُ يغْدِرُ، والرِّياحُ تَلُفُّنا = واللَّيْلُ يقْسو، والضِيَا ما أبْعَدَهْ
وأَرَى السَّماءَ بِبَرْقِها وبِرَعْدِهَا = وبِكُلِّ أنْواعِ الغُيُومِ مُلَبَّدَهْ
والطَّيْرَ في وُكْناتِها؛ وَهِيَ التي = كانتْ بأرْجاءِ السَّمَاءِ مُغَرِّدَهْ
ما خِلْتُ أبْيَاتي يَغِيضُ مِدَادُهَا = أَوْ أنَّنِي يَوْمًا أَحَارُ لِمُفْرَدَهْ
والشِّعْرَ يشْكو مِنْ إسَاءَةِ لاحِنٍ = واللَّحْنُ في نُطْقِ المشَاعِرِ مَفْسَدَهْ
ومَضَيْتُ أبْحثُ عَلَّني قدْ ألْتَقي = نَفْسي؛ ونَفْسُ العاشِقينَ مُشَرَّدَهْ
وقلوبُهمْ في حِيرةٍ منْ أَمْرِهِمْ = وَلَدَيَّ قَلْبٌ مُؤْرَقٌ، مَا أَجْهَدَهْ
إنْ رُحْتُ أَرْقُبُ ما يَسُرُّ خَوَاطري = تَبْدو النَّوَاظِرُ، والنَّوَافِذُ مُوصَدَهْ
أوْ جُلْتُ أبْحَثُ عن صِفَاتِ أفاضلٍ = سَأرى عيوبًا في النُّفوسِ مُمَدَّدَهْ ّ!
وتلوحُ أَسْبابُ الصَّلاحِ عَصِيَّةٌ = ونَقِيضُها؛ سُبُلُ الفَسادِ مُعَبَّدَهْ !
ساءَلْتُ نًفْسيَ صَامِتًا مَنْ يا تُرَى = في دَارِنَا بَدَعَ الفسَادَ وشَيَّدَهْ ؟!
ومَضى بِنا نحْو الظّنونِ وبَحْرِهَا = والعَقْلَ مِنْ حُسْـنِ النَّوَايـا جَـرَّدَهْ
وغَـــدَا التَّشَكُّكُ حَارِسًا ومُلازِمًـا = ونَرَاهُ جَهَّزَ في الحَنَايا مَرْقَـدَهْ
وبَدَا لسُوءِ الظَّنِّ بَاعٌ أَطْوَلٌ = وغَدَتْ جُهودُ المُخْلِصينَ مُبَدَّدَهْ
والحِقْدُ يَأتي بالمَهَالكِ والرَّدى = بلْ سَالِبًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَجْوَدَهْ
والكُثْرُ بُوقٌ؛ للمثالِبِ مُعْلِنٌ = والنَّذْرُ مَنْ عَرَفَ البَهِيَّ ورَدَّدَهْ
سَاءَلْتُهَا ومَضَيْتُ دونَ إجابةٍ = فأجابني صَوْتٌ يُزيحُ تردُّدَهْ:
يا صاحبَ الشِّعْرِ المُقَيَّدِ خَطْوُهُ = أنتَ الذي عَاقَ الشعورَ وقَيَّدَهْ
ما ذَنْبُ بَحرٍ زاخِرٍ بلآلئ ؟! = يَهَبُ النفوسَ رُواءَها والأفئدَهْ ؟!
إنْ كُنتَ لا تُلْقي الشِّبَاكَ بِحِرْفَةٍ = حتى تُوَافَى بالبيوتِ مُجَدَّدَهْ
عَتباتِها، فَتَحَاتِها، نَغَمَاتِهَا = قَفَلاتِهَا، وسُقُوفِها والأَعْمِدَهْ
أو إنَّ فِكْرَكَ بالهُمومِ مُشَبَّعٌ = فَصِفاتُها وسِماتُها مُتَعَدِّدَهْ
أو قَيَّدَتْهُ يَدُ الجُمودِ ولمْ تَزَلْ = لَكَمَاتُها صَوْبَ الحديثِ مُسَدَّدَهْ
فاتْركْ لفِكْرِكَ في الفضاءِ عَنَانَهُ = حتى يُسَطِّرَ حُلْمهُ وتَمُرُّدَهْ
وسماؤنا إنْ أبْرَقَتْ أو أرْعَدَتْ = بالخيرِ تُمْطِرُنا بِكُلِّ الأصْعِدَهْ
وإذا صَفَتْ فبها الأمانُ لإنْسِنَا = والطَّيْرُ تَغدو أوْ تَروحُ مُغَرِّدَهْ
أمَّا التّشّكُّكُ والفسادُ فَمَا لهُ = سَبَبٌ سِــوى أنَّ الضَّمائرَ مُقْعَدَهْ
فارجِـعْ لتربيــةٍ وتعليمٍ تَجِـدْ = إنْ يُصْلَحَــا، كُــلَّ الدُّروبِ مُمَهـَّدَهْ
والدَّينِ والأخلاقِ قَبْلا، شَـاعري = بهمـا الخطايـا والذنوبُ مُبَدَّدَهْ
والبَّحرَ كِنْزًا والشَّبَاكَ مَليئةً = والبيْتَ تِلْوَ البيْتِ يَبْني المُنْشَدَهْ
فـي صَـدْرِهِ أو عَجْزِهِ مُتَأَنِقًا = يَهَـــبُ البَيَـانَ عَقيقَهُ بلْ عَسْجَدَهْ
وتراهُ يَأْتي ساحِرًا وبسِحْرِهِ = تَسْمو النفوسُ وتَسْتريحُ الأفْئدَهْ
والشِّعْرُ يَبْني في النفوسِ دَعَائمًا = تُعْلي وتَضْمنُ للتَّليدِ تَجَدُّدَهْ
بين الأُلى عَرَفوا البيانَ أيَسْتوي = مَنْ قَدْ يُساوي صَخْرَهُ وزُمُرُّدَهْ ؟!
فاحذرْ هُمومًا قدْ تَسُدُّ مَنَافِذًا = تُودي لفقْدِ الشِّعْرِ عِنْدَكَ مَوْرِدَهْ
فَقْدُ البيانِ لشاعرٍ كَمْ مُوجِع = كَمُصاحبِ الظَّلْماءِ يَفْقِدُ فَرْقدَهْ
واكْدَحْ بِجِـدٍّ ... مُوقِنًا برسالةٍ = فالجِـدُّ يُعطي للمُجِـدِّ تَفَـرُّدَهْ
اجْبُرْ بِهِ كَسْرَ المُصابين الأُلَـى = فَقَدوا الأحَبَّـةَ والظـُّروفُ مُشَدَّدَهْ
واكتُبْ لِلَيْلى واصِفًا حَالَ الهَوى = فالحرفُ في وصْفِ الهوى ما أَسْعَدَهْ
والحرفُ إنْ تُسْعِدْهُ تَلْقَ أَريجَهُ = ونَقَاءَهُ وحَنَانَهُ وتَوَرُّدَهْ
فاملأْ قُلوبَ العاشِقينَ سَعَادةً = وعُيونَهمْ وعُقُولَهـــمْ والأَوْرِدَهْ.
والحُسْنُ في صِدْقِ المشاعرِ دائمًا = في كَوْنِها رَقْرَاقَةً مُتَوَدِّدَهْ
والقولُ إنَّ الكِذْبَ يُعْلي شَاعِرًا = كالقولِ إنَّ العَبْـدَ يُعْلي سَيِّدَهْ