تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رأي في أشياء



ميسر العقاد
06-05-2018, 01:40 PM
كلمة في القرآن شغلت رجالات اللغة والنحو قديما وحديثا
وهي كلمة أشياء الواردة في سورة المائدة :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾[101-المائدة] فتأولوا لها التأويلات وتمحلوا لها الإجابات لتفسير منعها الصرفَ مع أن حقها أن تصرف أسوة بنظيراتها كأسماء وأفياء وأنواء اتباعا لقواعد النحو والصرف حتى استدعت تلك التأويلات نظمها شعرا من بعضهم
فِي وَزْنِ أَشْياءَ بَيْنَ الْقَـوْمِ أَقْـوالُ قـالَ الْكِسائِيُّ إِنَّ الْوَزْنَ أَفْعـالُ
وَقالَ يَحْيَى بِحذْفِ اللامِ فَهْيَ إِذَنْ أَفْعاءُ وَزْنًا وَفِي الْقَوْلَيْنِ إِشْكـالُ
وَسِيبَوَيْـهِ يَقُـولُ الْقَلْـبُ صَيَّرَها لَفْعاءَ فَافْهَمْ فَذا تَحْصِيلُ ما قالُوا
وهذا تفسير ما سبق
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة ، وهي اسم جمع لـ " شيء " ، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف .
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء ، وإن أصلها " أشيئاء " ، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا .
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء " : " أفعال " ، وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما في آخره ألف التأنيث .

وذهب بعض المحدثين( وهو عين ما كنت أعلل به لنفسي منع صرف أشياء حيث لم يطمئن قلبي لأي مما سبق حتى بحثت فوجدته قولا للأستاذ محمود البشبيشي من الاسكندرية 1948م) إلى تعليل ذلك فقال:
"وإنه لو وردت (أشياء) مصروفة في الآية الكريمة ﴿لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ لتكرر حتمًا مقطعان بلفظ واحد، وكان ذلك مخلا إلى حد ما بحسن الجرس والتناسق ولا شك أن القرآن الكريم في المكان الأول من رعاية هذا التناسق، والسلامة من كل مظان التنافر، وهذا –قلت- من أعظم وجوه الإعجاز، ولولا ذلك لجرى على كلمة (الأشياء) ما يجرى على كلمة (أفياء) وأمثالها من جموع القلة التي توازنها، ولا وجه للقياس على توالي المقطعين بتكرار (إن) في قوله تعالى: ﴿مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير﴾ كما يقول الأستاذ العجمي( [باحث رد على البشبيشي) فإن القياس مع الفارق كما يقولون؛ إذ من الممكن بل من الحسن الوقف على كلمة (شيء) في هذه الآية وفي الآية الثانية التي أوردها الأستاذ العجمي، ويكون البدء بما بعد كلمة (شيء) في الآيتين مما يزيد المعنى قوة؛ وإذًا لا يتوالى مقطعان، على أن همزة (شيء) مسبوقة بحرف لين صامت وهمزة (أشياء) مسبوقة بحرف مد صاعد ولذلك تأثيره في ثقل المقطعين، أما كلمة (أشياء) في آية المائدة (وهي محل البحث فإنها مرتبطة بما يليها من الآية الكريمة ارتباط الموصوف بصفته؛ والصفة هنا قيد في صاحبها، فلا بد من وصلهما حتى يكون معنى النهي في الآية واضحًا ولا بد إذًا من توالي المقطعين، وهذا ما أجعله علة المنع من الصرف ؛ وعلى ذلك يمكن القول – في غير حرج- إن ورود كلمة (أشياء) غير مصروفة راجع إلى الجو المحيط بها في الآية الكريمة فلو خرجت منه جاز عليها ما يجوز على سواها" انتهى كلام الأستاذ البشبيشي
والله أعلم

أسيل أحمد
13-04-2020, 02:39 PM
شرح جميل وتأويلات كثيرة ـ وتفسيرات مقنعة وجميلة
بارك الله فيك وفي بحثك وفي علمك واجتهادك .
تحياتي.

ميسر العقاد
13-05-2020, 04:27 AM
شرح جميل وتأويلات كثيرة ـ وتفسيرات مقنعة وجميلة
بارك الله فيك وفي بحثك وفي علمك واجتهادك .
تحياتي.

أكرمكم الله والشكر لمروركم الكريم وتفاعلكم الجميل
لكم كل التقدير

ناديه محمد الجابي
01-06-2020, 04:58 PM
شكرا لك على جميل تفسيرك وشرحك
بارك الله جهودك ، وجزاك الله خيرا
ولك تحية عطرة.
:hat::hat:

ميسر العقاد
19-06-2020, 04:41 AM
شكرا لك على جميل تفسيرك وشرحك
بارك الله جهودك ، وجزاك الله خيرا
ولك تحية عطرة.
:hat::hat:

وأنت فبارك الله بك وبأدبك
والشكر الوافر لمرورك الوارف
تقديري الكبير

عبدالحكم مندور
23-06-2020, 03:38 PM
إفادة جليلة جديرة بالحفظ ومجهود مشكور .. خالص الود والتقدير

ميسر العقاد
21-07-2020, 05:11 AM
إفادة جليلة جديرة بالحفظ ومجهود مشكور .. خالص الود والتقدير
ولك كل التقدير أيها الكريم النبيل