تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فن الصدقة



هائل سعيد الصرمي
29-05-2018, 04:59 AM
فن الصدقة
أن الصدقة تجسيد لحقيقة الإيمان باليوم الآخر, وذلك بالخوف من عقابه , ورجاء ثوابه , وهي كذلك تحقيق للشعور بهيمنة الله وفاعليته ونفي حول وقوة سواه...فهي دليل على الاستقامة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام ( والصدقة برهان)
وقد جاءت مشروعية الصدقة موافقة للفطرة , فالإيمان بالخَلَفْ والعوض منزلة تبلغ بصاحبها أعلى المراتب ؛ لأن النفس مفطورة على حب الربح العاجل والحرص عليه , فإن تحول الإنفاق ربحا في شعور المسلم , فقد رسخ يقينه وكمل إيمانه ؛ تناغما مع فطرته التي تحب المزيد ؛ فيصبح الإنفاق محبوبا يُفرحُ صاحبه ويسره...وفي الحديث "من سَرَّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن."
فالمتصدق يحق له الفرح , فكل من أيقن بأن ماله يزيد حين ينفق ويقل حين يمسك لا شك أنه سيحرص على الصدقة ويبذلها مكثرا بحب .
ولذلك جاءت الآيات والأحاديث تعالج دخائل النفس البشرية بحيث تتصدق راغبة راضية وتعطي مما تحب لتتبوأ مقاما محمودا مع الكرام البررة ... قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون.." البقرة ٢٦٧.
لذلك فالصدقة نماء حقيقي ليس في المال فحسب بل والاحساس ببركة العمل والعمر . فيا لفرحة المتصدق بهذا النماء.
يقول سيد قطب في كتابه أفراح الروح: "إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية !."
ويقول أيضا" بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضا ، الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين !.
إنها لذة سماوية عجيبة ليست في شيء من هذه الأرض ، إنها تجاوب العنصر السماوي الخالص في طبيعتنا , إنها لا تطلب لها جزاء خارجيا ؛ لأن جزاءها كاملا فيها !.
أحيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء لأنهما يعطيان مدلولا واحدا في عالم الروح ! في كل مره أعطيت لقد أخذت لست أعني أن أحدا قد أعطى لي شيئا إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذي أخذوا " انتهى كلامه رحمه الله.
أدمن الكف للمروءة بذلا نشــوة البـــذل للكــريم مُــدامُ
كان بحر الندى ونهر السجايا روضها الخصب ثغرها البسامُ
لم يزل يسبق الليالي علما عجـــزت عــــن لحاقه الأيامُ
إذن علينا أن نتصدق: لنسعد ونفرح بفضل الله, فمن أجلها شرع الفرح لقوله تعالى ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون ) لقد أفصحت آخر الآية عن أولها , أي ليفرح المتصدقون فهم خير ممن يجمعون.

بهجت عبدالغني
02-06-2018, 10:31 AM
وتتأكد الصدقة في هذا الشهر الفضيل
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة. صحيح البخاري

والصدقة تأكيد على سمو النفس وارتقائها وانعتاقها من جواذب الطين والمادية

بارك الله فيك ورضي عنك
تحياتي

هائل سعيد الصرمي
10-06-2018, 10:15 PM
وتتأكد الصدقة في هذا الشهر الفضيل
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة. صحيح البخاري

والصدقة تأكيد على سمو النفس وارتقائها وانعتاقها من جواذب الطين والمادية

بارك الله فيك ورضي عنك
تحياتي

بارك الله فيك وشكر لك مرورك هنا وتعليقك وأضافتك الرائعة
دمت بخير

قوادري علي
11-06-2018, 04:18 PM
أعجبني كثيرا العناون خاصة أك وصفت الصدقة بالفن وياله من فن
لا يحسنه إلا مؤمن حسن التفكير ويدرك أن مايعطيه إنما هو من أل الربا في الآخرة ..والبركة في الدنيا.
جزاكم الله خيرا أستاذ هائل

هائل سعيد الصرمي
12-06-2018, 05:40 AM
قوادري مرورك شرف لنا هنا
فلك كل الحب والتقدير
دمت مباركا اينما كنت

ناديه محمد الجابي
16-06-2018, 10:06 AM
الصدقة هي تزكية للنفس، هكذا قال علماؤنا قديماً، أما علماء الغرب فيقولون:
إن الصدقة تزكي الدماغ والقلب وتزيل التوتر العصبي وتخفف من إفراز هرمون الإجهاد
وتزكي الجهاز المناعي من خلال تنشيط قدرته على مقاومة الأمراض...
يقول تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103]
يقول تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران: 92]
وهذه ميزة الإسلام أنه يأمرك بأن تنفق من خير مالك وأحب الأشياء التي تملكها،
لأن ذلك سيمنحك سعادة أكثر وهذا ما يقدمه الإسلام لك.
ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحُسن ملاقاة الآخرين ، والتبسم في وجوههم ،
وإظهار البهجة بهم ومعهم ، أو أن تُقدِّم لهم نفعًا مهما كان يسيرًا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلقٍ ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك " .
قال تعالى : { وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
بارك الله فيك وجزاك الجنة.
:tree::001::tree:

هائل سعيد الصرمي
05-07-2018, 10:53 AM
بارك الله بك وبعلمك الغزير وحرفك المطير
دمت بألق