المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواحة جمعتنا



د. سلطان الحريري
12-09-2005, 11:51 PM
وقفت أمام باب عيادته المغلق في الساعة السادسة مساء من يوم الأحد الماضي، وكان الباب موصدا..عدت أدراجي بعد أن كانت اللهفة قد ساقتني إليه، وعندها التقيت برجل عند بواية العمارة وسألته عنه فقال لي: إن موعد حضوره إلى العيادة في الساعة السادسة والنصف..
خرجت وأخذت هاتفي واتصلت به ، رحب بي ترحيبا كبيرا ، وقال لي بعد ربع ساعة سأكون عندك ..
وكان اللقاء..وألف شوق يسكن جوارحي بعد أن عرفته في الواحة إنسانا ومبدعا ومثقفا من طراز فريد..
إنه الحبيب الدكتور محمد صنديد ؛ طبيب العيون الذي تلمع عيناه بذكاء منقطع النظير .. ما إن يتكلم حتى يسيل عن لسانه الشهد المصفى.
ضمني وإياه مجلس واحد تجاذبنا فيه أطراف الحديث ، وكانت الواحة محور حديثنا الطويل ؛ فالواحة تسكنه كما البيت الذي يأوي إليه المتعب بعد عناء طويل ..
يمكنني أن أجمل صفات هذا الكبير النقي بالآتي: ( مثقف ومبدع ومتفوق على أقرانه ممن عرفتهم ، وقبل ذلك كله فهو إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان، وفوق ذلك كله فالواحة -والواحة فقط -هي ملتقاه الذي أحبه وأخلص له، وجعله مأوى يلجأ إليه ليمسح عن نفسه وجسده غمامات الانشغال الطويل ، في التدريس في الجامعة ، ووزارة الصحة ، وغيرها من الأماكن التي لا سبيل لذكرها هاهنا..)..
أنصّت إليه أكثر مما تحدثت ؛ فهو خير من يتحدث عن هموم الواحة ، وخير من يفكر في النهوض بها ؛ فلديه الكثير من الأمور التي لو طبقت لخرجنا بخير عميم ، وقد وعدني بالمساهمة الفاعلة في مسيرة التصحيح..
فإلى الدكتور صنديد أتوجه بالشكر على حسن ضيافته؛ فطيفه يصاحبني ويماسيني ، ويباكرني ويغاديني، ولن أنسى ما حييت تلك الأوقات التي قضيناها معا ، حيث المودة موصولة ومتبادلة..
والشكر موصول لواحتنا التي جمعتنا دون سابق معرفة، حتى بت أحدث نفسي بأن ملتقى هذه ثمراته لجدير بأن نسعى لرقيه والإسهام في أداء رسالته..
كتبت هذه المساهمة ولا يفصلني عن السفر إلى حيث عملي إلا يوم واحد .. أردت من خلالها أن أنقل لكم وقائع لقاء لم أشعر بمرور دقائقه وثوانيه مع أخ حبيب شرفت بالتعرف إليه..
وأدعو الله تعالى أن تكون الواحة ملتقانا الذي يجمعنا دائما على الخير، وأن تنقلنا من أماكننا خلف الشاشات إلى منازل أسمى وأعظم؛ إنها منازل الحب والود والوئام بين ثلة من الكبار الأنقياء..
لكم مني خالص الود والتقدير

د. محمد صنديد
13-09-2005, 03:20 AM
كان عصر يوم صيفي حار نسبياً، في يومٍ شارف فيه الصيف على لملمة أمتعته و بشائره. كنت قد عزمت على القيلولة بعد غداء متأخر فرضه علي تأخري في العمل في أحد المستوصفات التي دعيت إليها بعد أن هاتفتني الممرضة قائلة: "إسعاف يا دكتور، طفل قد تأذت عينه و جبينه بقلم الرصاص".
و لكن هيهات أن أحظى من القيلولة بنصيب، و أنّى لي ذلك و قد تأخر الوقت و أوشك الليل يرخي سدوله! حدثتني نفسي بمتابعة نشرة الأخبار، و هل يرجى من الأخبار إلا الأرق؟
و هكذا، جلست على أريكتي المفضلة في منزلي مداعباً جهاز التحكم بأنامل مرتبكة حائرة دونما اهتداء. رنّ جرس هاتفي النقال مرتعداً على خاصرتي فسارعت إلى الإجابة علّ يكون على الهاتف مؤنساً، و هكذا كان.
"السلام عليكم، دكتور محمد؟ معك الدكتور سلطان الحريري"
كنت قد التقيته وجهاً لوجه مرة واحدة فقط قبل ذلك و في ظروف مؤلمة، بعد أن تعرّض و عائلته إلى حادث أليم نجوا منه بتقدير العزيز الحكيم، و لكني التقيته مرات و مرات في واحة الخير و البر.
حين سمعت صوته معّرفاً عن اسمه أخذ مني الشوق مأخذه فهرعت إلى عيادتي كي ألقاه.

***

بدا لي هادئاً كما عرفته أول مرة، يتصارع فيه الهدوء مع الثقة على أيهما يرسم ملامح محيّاه.
و سرعان ما خضنا في حديث الواحة لدرجة أنني نسيت أن أسأله عن عمله و شؤونه في بلد عمله. هي الواحة مالئة الدنيا و شاغلة الناس...
عبّر لي عن أحلامه و طموحاته المتعلقة بالواحة، عن همومها و لذتها، عن مشاكلها و مزاياها، عن أمله برفع شأن نثرها ليباري شعرها؛ و مثله فعلت و إن اختلفت المقاصد و اتفقت الأهداف.
كنت معه على سجيتي: كثيرَ الكلام و قليلَ الانصات، و وددت لو استثمر الوقت الذي أدركتُ أنه قصير مهما طال.

مضى الوقت كبارق سماء غائمة، و همّ بالرحيل مودعاً على أمل اللقاء مجدداً. حينها عاهدت نفسي - دون أن أبوح له - على أن أتمثل أمله بأن أوقظ نثري من سباته كرمى لفاضلٍ.

***

معاذ الديري
13-09-2005, 03:55 AM
لست ادري ايكما احسد.

بندر الصاعدي
13-09-2005, 08:31 AM
والله أسعدتماني بحديثكما هذا عن اللقاء والأخوة
بل عما تضمنه من هموم الواحة ومتطلعانتا بها إلى الأصالة والنقاء والرقي
وقبل أن أودعكما هنا
أقول للدكتور سلطان الهمّة بالنثر ولو أحببت إعادة الكرة في شنِّ غارة على الشعر فلبيك أنا من أجنحتك ..

لكما سلامي من طيبة

د. سمير العمري
13-09-2005, 10:57 PM
قرأت هنا فشعرت بأمر غريب. شعرت برجفة سعادة منفعلة وشت بها دمعتا فخر تدحرجتا بكل شمم ، وفم يبتسم حبوراً ، ولسان شاكر يتمتم: الحمد لله فقد بدأ الغرس يثمر ثماراً كثيرة ناضجة الرأي عذبة المشاعر.

كنت ربما قد سبقتكما لبعض هذه المشاعر بما وجدت من ود كبير وشوق عميم وسعادة باللقاء واحتفاء بالصفاء في مرات عديدة حين التقيت بمن تعرفت إليهم في الواحة أو التقوني ، وحين شعرت بالحب الصادق لمن لما التق بهم ممن يهفو القلب شوقاً لعناقهم.

كنت منذ البداية لا أمل مكرراً بأن الواحة هي دار الكرام ملتقى النخبة ودار ندوتهم ، وأنها محطة يجتمع فيا الكبار الأحرار لينطلقوا معاً في مسيرة الخير لهذه الأمة ولأنفسهم. كنت أقول بأن الواحة هي الوطن الذي سنبنيه كيف نريد لا الوطن الذي يبنينا كيف يريد ، وكنت أراهن على الحلم الجميل وأنتظر السنين تلو السنين محتملاً كل ما أوذيت به وما أخذ مني من وقت وجهد ومال وما خاب الحلم أيها الأحباب.

نعم ما خاب بكم أيها الأحباب ، ولن يخيب ما بقي في الأمة أحراراً كرماء وأفذاذاً شرفاء يؤمنون بالدور ويبرؤون الذمة. ووالله لو كان للواحة هذا الدور فقط فأنجزته لكفاها فخراً وكفاني ، فالمحبة في القلوب هي قيمة نفيسة وغاية كبرى لا تتحقق بدونها الأمور العظام.

هل تشعرون بأنني أخطب بشعارات كما تعودنا؟؟ فليكن ، إنها والله كلمات تخرج دون أن يكون لغير القلب فيها نصيباً. هي إحساسه السعيد ومشاعره المفتخرة بكما الممتنة لكما أن بذرتم من جديد بذور أمل ورضى وفخر بما كان.

بمثلكما أيها الحبيبان أشعر بأن للقيمة معنى وللرقي قمة.

بكما ومعكما ومع جميع الأحبة نبني بإذن الله المستقبل لنا ولأولادنا ولأجيالنا القادمة متجردين من الأنانية ومترفعين عن الأهواء ومدركين قيمة ومعنى الوفاء.


بارك الله في أخوتكما وأسعدكما في الدنيا والآخرة.



عظيم احترامي وقمة سعادتي وفخري
:os::tree::os:

زاهية
14-09-2005, 12:58 AM
بارك الله فيكم جميعاً

وجمعكم على التقوى والعمل لصالح الأمة

أختكم

بنت البحر

حوراء آل بورنو
14-09-2005, 12:29 PM
سعدت بروح طيبة تضمها جنبات نفسيكما ، و طربت لحديث ودود يحفر نهرا سرمدي الجريان من عذب أخوتكما .
ليت أنّا نستنشق صبا أخوان الصدق دوما في واحتنا .

كم أسعد فؤادي حديثكم عن النثر و دولته ، و ما برحت البهجة تزرع فيه أفانين الرضا بكم .
سيكون لنا من سعيكم نحو الشمم باهر النجاح يا أستاذة ، و امنحوني كرما الجناح الآخر ، فلعل ضم قلب الشعر بقودمنا يذيب منه العروق .

بكم تكون الدنيا أجمل .

د.جمال مرسي
15-09-2005, 06:21 PM
أخي الحبيب د. محمد صتديد
كان شعوري مثلك و زيادة حين قابلته في السعودية
لن أحكي عن تفاصيل لقائي به فربما يكتب عنه الدكتور سلطان
و لكن الذي لا يمكن أن أخفيه هو أننا تحدثنا طويلا طويلا عن الواحة و أهلها الأخيار و كنت أحدهم فاسمح لنا أن ذكرناك و لكن و الله ما ذكرناك إلا بكل الخير .
عموما .. لقد أفشى لي د. سلطان سراً .. و لذلك فأنا منتظر أن تضع صورتك البهية لتنور لنا الواحة بوسامتك و رقتك التي وصفك بها د. سلطان بالاضافة إللا خلقك العالي و شهامتك التي عرفناها عنك خلال لقاءاتنا في الواحة و التي ما كان د. سلطان ليغفل عنها .
سلمتما و دمتما بخير و ود
و أدام الله عليكما المحبة
و لكما تقديري و اعزازي
د. جمال

د. سلطان الحريري
17-09-2005, 10:13 PM
الحبيب الدكتور محمد صنديد:
لقد سطرت في ردك فنونا في الأخلاق والأدب ، فكيف لي بعدها أن أمسك روحي لئلا تلامس روحك ؟؟
دمت أخا وصديق أشرف به
____________________
الحبيب معاذ الديري:
مثلك لا يحسد ، بل يغبط على التلاقي على الحب والوداد والاحترام.. أسعدتني مشاركتك لنا أحاسيسنا ..
لك مني خالص الود والتقدير
____________________
الحبيب بندر الصاعدي:
في البداية أريد أن أعبر لك عن فرحتي التي يصعب وصفها عند سماعي لصوتك عبر الهاتف في السعودية ، وأعبر لك أيضا عن اعتزاي بمشاعرك ، وبأخلاقك ، وحسن أدبك ، وسنعود يا صاحبي لإقامة دولة النثر من جديد ، وأنت أول فرسانها..
دمت مبدعا ..
____________________

الحبيب الدكتور سمير:
كم من فرح وغبطة يهديني مرورك الكريم، وقد كنت حاضرا كما الواحة في أحاديثنا وقلوبنا ، في سوريا والسعودية ، في مجلسين ضما أحبة حملوا الواحة همّاً وهياماً..
فإليك أيها النقي خالص الحب .. ولم يبق إلا أنت حبيبا أشتاق لرؤيته ..
____________________
أما أنت أيتها الحرة:
شكرا لك من القلب ، وسنحتفظ بحروفك في القلب ؛ فأنت دائما تأتين في لحظاتنا الجميلة .. أما النثر فسيعلو وسيتبوأ مكانته التي نرجو ..
لك يا حرة خالص المحبة والتقدير
____________________
الحبيب الدكتور جمال:
أرجو أن تسعفني قواميس اللغة على إيجاد الألفاظ التي تفيك حقك .. وسأكون معك أيها السامق في موضوع مستقل أعبر فيه عن مدى سعادتي بلقائك والأحبة في بيتك العامر ..
أشكرك شكرا جزيلا ، ولك دائما خالص الود والتقدير