مشاهدة النسخة كاملة : في الغابة
المختار محمد الدرعي
26-09-2018, 12:41 PM
ككل ليلة جلست أمام التلفاز , لا لمتابعة المسلسلات الرومانسية , أو لمشاهدة البرامج التافهة التي تعتمد على الرقص و الغناء , و إنما لمتابعة الأخبار و آخر المستجدات على الساحة العربية و العالمية , لقد كرهت كل شيء بعد أن أدركت أن كل من حولي منافق حتى أقرب الناس لي , صرت أشك في جدار بيتي من أن يخونني ذات يوم و يسقط على رأسي , صرت أشك حتى في تلك الصخرة الكبيرة التي أجلس عليها في الحقل خوفا من أن توشي بأسراري و ما دار بيني و بين نفسي من حديث .. فجأة و على حين غفوة و قبل أن تبدأ نشرة الأخبار المسائية وجدتني في غابات الأمازون , محاطا بمجموعة من البشر الحفاة العراة يتقدمهم قائدهم ..آه إنها إحدى قبائل الأمازون العريقة .
قلت لهم : أريد أن أكون فردا منكم , أريد أن أعيش معكم , أعاهدكم على أن يكون هدفي هو هدفكم و رأيي هو رأيكم و رؤيتكم الرشيدة هي رؤيتي , سياستنا هي : الصيد و إقامة موائد الشواء هنا و هناك على أطراف الغابة ثم الرقص حول النار , فقد كرهت سياسة الرشوة و تزييف الحقيقة في المدن الصاخبة , كرهت حياة التخطيط , حياة الترف , و إعداد الإستراتيجيات لبناء قصر فاخر على شاطيء البحر و شراء السيارات الفاخرة , حتما سيكون هدفي البديل عنها هنا هو بناء كوخ من قصب , و صيد يمامة أو غزالة للشواء , سوف لن أعود ثانية إلى عالم النفاق ذاك , و لن تستهويني بعد اليوم لا عاصمة الضباب لندن و لا عاصمة الأنوار باريس..و لا و لا ..وداعا أيها الضجيج ... هنا تهللت أسارير قائدهم و ابتسم بشفتين تخترقهما عدة أعواد من قصب و صفائح من حديد و انفتحت خياشيمه التي يشقها خنجر من حديد مرعب ثم قال لي : حسنا عليك أن تتخلى عن ثيابك هذه , سنأتيك فورا بلباس من أوراق الشجر و سوف أتولى بنفسي رشق أعواد القصب لتخترق شدقيك , شاربيك و أنفك , أنت الآن أحد أفراد أسرتنا , ثم تنحنح و جلس القرفصاء , أمسك بعود حاد و همّ أن يثقب به شفتي السفلى ! هنا صحت صيحة مفزعة أيقظتني من نومي مذعورا لأنتبه للتلفاز فإذا به يبث برامج تمجّد ما أنجزته الدولة لرعاية الشباب , و يطرق مسمعي في الخارج صياح نسوة بالجوار قيل لي فيما بعد أنهن ينعين وفاة شاب جامعي عاطل عن العمل منتحرا شنقا في غابتنا المجاورة .
محمد الحضوري
26-09-2018, 03:11 PM
جميل ماكتبت
صدقني .....!
لايقاس حس ومشاعر الشاعر
بحس ومشاعر غيره
فالشعور يتفاوت من شخص لآخر
فالظاهر أن الشاب الذي شنق نفسه لم يجد من يشاركه مشاعره وأحزانه
وهناك شاب هندي صور نفسه بالفديو وهو في حفلة شنق نفسه فأخرج فلما حزينا يستشف منه أنه بعد أن تركته زوجته وأخذت معها بناته وأبناءه وهم من كانوا يملئون حياته صخبا ومرحا ولعبا لم يجد بدا من أن يشنق نفسه على موسيقى حزينة مدبلجة بضحكات ونكات وبكاء أطفاله تاركا وراءه الدنيا وما حملته من هم وغم وأحزان
لكن إلى ما هو أشد منها عذابا .....!
فشكرا لك أيها الأديب على حسك الرفيع ومشاعرك الرقيقة
المختار محمد الدرعي
26-09-2018, 08:31 PM
جميل ماكتبت
صدقني .....!
لايقاس حس ومشاعر الشاعر
بحس ومشاعر غيره
فالشعور يتفاوت من شخص لآخر
فالظاهر أن الشاب الذي شنق نفسه لم يجد من يشاركه مشاعره وأحزانه
وهناك شاب هندي صور نفسه بالفديو وهو في حفلة شنق نفسه فأخرج فلما حزينا يستشف منه أنه بعد أن تركته زوجته وأخذت معها بناته وأبناءه وهم من كانوا يملئون حياته صخبا ومرحا ولعبا لم يجد بدا من أن يشنق نفسه على موسيقى حزينة مدبلجة بضحكات ونكات وبكاء أطفاله تاركا وراءه الدنيا وما حملته من هم وغم وأحزان
لكن إلى ما هو أشد منها عذابا .....!
فشكرا لك أيها الأديب على حسك الرفيع ومشاعرك الرقيقة
سعيد أن أعجبكم نصي المتواضع شاعرنا المبدع الخلوق محمد الحضوري
قصة الهندي كانت إضافة رائعة
شكرا للمشاركة القيمة
تقبل ودي و تقديري شاعرنا
ناديه محمد الجابي
29-09-2018, 12:29 PM
ما نعيش فيه من أحداث مؤلمة، وما نشاهده من أخبار دامية
جعلتنا نكره تلك الحياة ونود أن نهرب منها إلى حياة أخرى أنقى ، تخلو من الدسائس
وتزييف الحقائق والرشوة والنفاق.
وهذا ما فعله بطل قصتنا فهرب بعقله الباطن ليحلم إنه يعود إلى حياة الغابة حيث
الإنسان على بساطته وطبيعته ـ ولكن اكتشف أن لكل حقبة مشاكلها وعذاباتها.
وبين ما يبثه التلفاز وما هو كائن بالفعل تكمن الحقيقة المؤلمة.
قصة لاذعة بطعم الواقع، ورائعة بما تحمل من إسقاط
جميلة هى الكوميديا الساخرة التي تضحكنا إلى حد البكاء.
تحياتي وتقديري.
D::009::009:D:
عماد هلالى
29-09-2018, 11:33 PM
فعلا الغابة أفضل من هذه المدن المعلّبة , على الأقل هي غابة , وبلداننا غابة لكنّها مقنّعة . قصة جميلة , أمتعتنا أستاذ , خالص تحياتي وتقديري
المختار محمد الدرعي
04-10-2018, 07:09 AM
ما نعيش فيه من أحداث مؤلمة، وما نشاهده من أخبار دامية
جعلتنا نكره تلك الحياة ونود أن نهرب منها إلى حياة أخرى أنقى ، تخلو من الدسائس
وتزييف الحقائق والرشوة والنفاق.
وهذا ما فعله بطل قصتنا فهرب بعقله الباطن ليحلم إنه يعود إلى حياة الغابة حيث
الإنسان على بساطته وطبيعته ـ ولكن اكتشف أن لكل حقبة مشاكلها وعذاباتها.
وبين ما يبثه التلفاز وما هو كائن بالفعل تكمن الحقيقة المؤلمة.
قصة لاذعة بطعم الواقع، ورائعة بما تحمل من إسقاط
جميلة هى الكوميديا الساخرة التي تضحكنا إلى حد البكاء.
تحياتي وتقديري.
D::009::009:D:
دائما تبهجين بحضورك و اضافاتك الرائعة
شكرا للتباعة و الاهتمام
أديبتنا المبدعة الراقية نادية
تقبلي أرقى تحياتنا
المختار محمد الدرعي
04-10-2018, 07:16 AM
فعلا الغابة أفضل من هذه المدن المعلّبة , على الأقل هي غابة , وبلداننا غابة لكنّها مقنّعة . قصة جميلة , أمتعتنا أستاذ , خالص تحياتي وتقديري
شكرا للمتابعة أديبنا المبدع عماد هلال
شرف لي أن نالت إعابك القصة
تقبل خالص ودي و تقديري
عدي بلال
12-11-2018, 01:30 PM
القدير المختار محمد الدرعي
الفكرة تتجلى بالعنوان ( في الغابة ) ..
بدأت السرد بلسان ضمير المتكلم، فكنت البطل الافتراضي الذي يعيش الحدث.
أمام التلفاز تغفو الشخصية أثناء متابعة الأخبار على التلفاز، وقد ترسخت في ذهنه فكرة ( كل من حولي منافق ).
في النص .. ينتقل السارد إلى بيئة افتراضية جديدة، غابات الامازون أثناء غفوته، وقبائل هذه الغابة تسأله ( افتراضياً ) دون تصريح عن هويته.
جملة القول ( أريد أن أكون فرداً منكم، أريد أن أعيش معكم، أعاهدكم على أن يكون هدفي هدفكم، ورأيي هو رأيكم ، ورؤيتكم الرشيدة هي رؤيتي ) .
أقترح أن تكون الجمل الحوارية مسبوقة بإشارة القول، حتى يستطيع القارىء أن يميزها جيداً .
- سياستنا هي الصيد وإقامة موائد الشواء هنا وهناك على أطراف الغابة، ثم الرقص حول النار.
أقترح أن تضاف الجزئية التالية إلى ما بعد جملة القول ( أريد أن أكون فرداً منكم ... ) هنـــا ..
فقد كرهت سياسة الرشوة، وتزييف الحقيقة في المدن الصاخبة، كرهت حياة التخطيط، حياة الترف، وإعداد الاستراتيجيات لبناء قصرٍ فاخر على شاطىء البحر، وشراء السيارات الفاخرة إلى آخر الجزئية هنا ( وداعاً أيها الضجيج ).
أو من خلال ( مونولوج داخلي داخل قوسين )
ثم يكمل السارد ..
هنا تهللت أسارير قائدهم ( الشخصية الرئيسة الثانية ) ، ووصف للشخصية بشكل متقن.
تقرر الشخصية ( قائدهم ) أن تشق الأشداق والشفتين و و ..
فتستفيق الشخصية ( ضمير المتكلم ) وتعود إلى البيئة المكانية والزمانية الأولى.
تعود الشخصية مفزوعة من النوم، وهول ما رأت، على صوت التلفاز، وقد بث برامج تمجد ما أنجزته الدولة لرعاية الشباب.
راق لي اسقاط المشهد الختامي ( الغابة المجاورة ) .
نص جميل قديرنا
تحاياي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir