تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليل الهموم



محمود العيسوي
17-10-2018, 03:35 PM
https://1.bp.blogspot.com/-PnYUqnJQmMI/W8XRH2WzguI/AAAAAAAAFdk/ZZMgtpjDnfIdejMSa6i2ET-_0YuU5jQTwCLcBGAs/s640/fd3fdf87cf3e6f7efd06010490145dd6.jpg (https://1.bp.blogspot.com/-PnYUqnJQmMI/W8XRH2WzguI/AAAAAAAAFdk/ZZMgtpjDnfIdejMSa6i2ET-_0YuU5jQTwCLcBGAs/s1600/fd3fdf87cf3e6f7efd06010490145dd6.jpg)





كِلينِي لهمٍّ يا أُمَيلةُ طالِبِي = ولَيلٍ أُقاسِيهِ سريعِ المَصائِبِ



تَطاوَلَ فيهِ الخَلقُ مِن كُلِّ أُمَّة = عَلى أُمَّةِ المُختارِ مِن كُلِّ جانِبِ


تَداعَى عَلَينا الناسُ شَرقًا ومَغربًا = تَداعيَ مَلهُوفٍ إلى الشَّرِّ غاضِبِ


يَسُومُونَنا سوءَ العَذابِ ولَيتَنا = نَفيءُ إِلى رُكنِ شَديدِ الجَوانِبِ


فليسَ لَنا نارٌ تردُّ عدوَّنا = وليسَ لَنا كفٌّ على كُلِّ ضارِبِ


وليسَ لَنا في الناسِ صَولةُ قادِرٍ = يردُّ بها صاعًا بصاعٍ مُصاحِبِ



وليسَ لَنا النَّووِيُّ في الأرضِ، إنما = لنا القَتلُ والتَّشريدُ مِن كلِّ راغِبِ


****


فيا "أراكان" الموتِ نُبِّئتُ بالذي = دهاكُم به بُوذا إِلَهُ الثَّعالِبِ


رَماكُم بأبناءِ الثَّعالبِ رَميةً = فما ترَكُوا في الأرضِ غيرَ المَصالِبِ


صُلبتُم وحُرِّقتم ومَن يَنجُ مِنكُمُ = يَموتُ غَريقًا أو شريدًا بنائبِ


رَمَيتُم بأَفلاذِ القُلوبِ عَشيةً = إلى اليَمِّ تَحنانًا ورهبةَ غَالبِ



تظنُّونَ أنَّ اليمَّ أرحَمُ مِنهُم = وأهنَأ مَوتًا مِن عَذابِ الكَتائبِ



وفي الصِّينِ كـ"الإيغورِ" شَعبٌ مُعذَّبٌ = تمسَّكَ بالإِسلامِ رَغمَ النَّوائِبِ



يُجاهِدُ حتَّى يَذكُرَ اللهَ، بينَما = يرومُ العِدا منهُ ضَلالةَ خائبِ

يَرُومون الاستسلام من كلِّ مُسلِم = ويا ويلَ مَن يأبى خُضوعًا لحائبِ[1] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn1)


وفي اليمَنِ المَحبُوبِ أبناءُ يَعرُب = يُسامُونَ قَصفًا بالنُّسورِ السَّوارِبِ



بعاصِفةٍ للسُّوءِ هاجَتْ بأَرضِهِم = فما ترَكَت غيرَ الأَسى والخَرائِبِ


تَداعى عليهِم والجَحيمُ مُسعَّرٌ = عَفاشٌ وحُوثيٌّ وحَزمُ الكَواذِبِ


فما ردَّهُم دمعُ الطفولةِ برهةً = ولا ردَّهُم كَهلٌ ولا سنُّ شائبِ


وما ردَّهُم دَمعُ الثَّواكِلِ بالضُّحى = وما لانَ قلبٌ مِن بُكاءِ النَّوادِبِ


فيا هولَ ما اقتَرَفُوه من ظلم أهلِها = ويا وَيلَهُم يومَ اجتلاءِ الحَوائبِ[2] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn2)


***

رَعى الله في أرضِ الشَّآمِ مَعاشرًا = أُحيطُوا بأعداءِ شِدادِ المَخالِبِ


أحاطُوا بهم حَوطَ "الكلبش" بمِعصَم = عليلٍ، كثير الجرح، دامي المَخاضِبِ


يُروِّعُهم ناب من "الدبِّ" ناشبٌ = وأظفارُ ضَبعِ "الأَرْزِ"، شرُّ النَّواشِبِ


ونارٌ تلظَّى للمَجُوسِ وَقودُها = ملائِكُ أهلِ الأَرضِ مِن كلِّ زَاغبِ[3] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn3)


سَلِي المَوصِلَ النكبَاءَ عَن نارِ غارَة = تُصبِّحها قبلَ الصَّباحِ بنائِبِ


سَلِي حلبَ الشَّهباءَ عن جَيشِ فارِسٍ = وما اقتَرَفُوا يومَ انهِزامِ الكَتائِبِ



أعادُوا لنا ذِكرَى التَّتارِ بأَهلِها = سفاحًا وتَقتيلًا وسطوةَ غاصِبِ


سلي الغُوطةَ الغرَّاء عن جُرمِ أَهلِها = سَلِي واسمَعِي صوتَ الكِيماوِ المُجاوِبِ


يُجِبكِ لهيبُ النارِ في كلِّ ساحِها = وصوتُ البَراميلِ، وصرخةُ هارِبِ


بأنَّهمُ أهلُ البَراءَةِ حاطَهُم = لهيبُ طغاةِ الأَرضِ مِن كُلِّ جانِبِ


****

وفي كلِّ أرضٍ حَولَنا دمُ نازِفٍ = وأنَّة مَظلوم، ودَمعةُ ناحِبِ[4] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn4)



ترَكْنا ضياءَ اللهِ خَلفَ ظُهورِنا = ولُذْنا بمِصباحِ مِنَ الزَّيتِ ناضِبِ


وسِرنا بِبَيداءٍ مِن الخَيرِ أجدَبَت = أُسارَى لشَهواتِ النُّفوسِ الكَواذِبِ


وأَورَثَ قَوميَ الاختلافُ تَفرُّقًا = فأبْئِس بمَورُوثِ على الشرِّ دَائبِ


فولَّى عَلَينا اللهُ أرذَلَ قَومِنا = وأَخوَنَهُم حينَ اجتِماعِ المَكاربِ


وأكثرَ أهلِ الأَرضِ ذلًّا وخسَّةً = وأشأمَ جُلاسٍ وأغدَرَ صاحِبِ


أذلَّاءُ للأَعداءِ، طرًّا جميعُهُم = أُسودٌ علَينا نُشَّبٌ للمَخالِبِ


فأيُّ فؤادٍ يَستقِرُّ قرارُهُ = وأيُّ دُموعٍ قد تَجفُّ لساكبِ؟!







[1] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref1) آثم أو ظالم.



[2] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref2)- المآثم والمظالم.



[3] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref3)- الزغب: صغار الشَّعر وليِّنُه أول ما يبدأ مِن الصبيِّ.



[4] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref4)- باكي.

احمد المعطي
17-10-2018, 06:06 PM
سنندُبُ ندْبَ الثاكلاتِ لأننا
..........................وَلجْنا الى جُحرٍ ضَبٍّ الرَّغائبِ
وكنّا المَطايا للغريبِ وَليتَنا
.......................أبيْنا انتقاص العقلِ أسّ المصائبِ
وَلُذْنا بأحقادٍ القبيلة يومَ أنْ
..............................تَسيّدَ جَهْلٌ الجاهِلين بعائبِ
نسينا أحاديث الرَّسولِ وشيخُنا
.....................على منبر المختار لم يُعْنَ بجاذِب
وأفتى بأشياء تُغايِرُ ما بنا
.............................وَفصّلَ أحوالاً تَمُتُّ لغائبِ
بُلينا وبَلوانا بِكلِّ مُغيّبٍ
..........................وَكلّ خََؤونٍ يَستَجيرُ بسالِبِ
فكنا يَتامى الصَّمْتِ يأكلُ مَجْدَنا
....................ويسرقُ نورَ العقلِ عند النوائبِ
بـ"ليل هموم" في القصيدة حالِكٍ
..................تجلتْ هُمومٌ ترتدي جمْرَ غاضِبِ
تلظّى بنار الحربِ وهيَ لئيمةٌ
.................ونادى بدْفء الحبّ صوتَ مُطالبِ

ماجد وشاحي
17-10-2018, 06:17 PM
ذكرتني أبياتك الشجية بقول شوقي:
يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا
.............................................نش ى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
والله لا ندري من نبكي ولا من نلوم في ما صرنا إليه من الهوان وتفرق الكلمة ..ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل...اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ...وهيىء لنا من أمرنا رشدا..
تحياتي وأطيب الأمنيات وصادق الود وكل التقدير أخي الحبيب

محمود العيسوي
18-10-2018, 08:13 AM
بُلينا وبَلوانا بِكلِّ مُغيّبٍ
..........................وَكلّ خََؤونٍ يَستَجيرُ بسالِبِ

الله الله الله
نضر الله وجهك وسدد قلمك أستاذنا الأديب أحمد
ونسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا

محمود العيسوي
18-10-2018, 08:14 AM
ذكرتني أبياتك الشجية بقول شوقي:
يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا
.............................................نش ى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
والله لا ندري من نبكي ولا من نلوم في ما صرنا إليه من الهوان وتفرق الكلمة ..ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل...اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ...وهيىء لنا من أمرنا رشدا..
تحياتي وأطيب الأمنيات وصادق الود وكل التقدير أخي الحبيب

اللهم آمين آمين، حياكم الله ورفع قدركم أستاذنا

عناية الجابي
18-10-2018, 05:54 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم على نبضك الذي يدور مع حال الأمة..فلا فض فوك..اللهم ابدل حالنا من الهوان الى الرفعة..ومن السقوط الى السمو ومن التراخي والدعة الى التململ والنهضة..ورغم ما نراه مما تقاسيه هذه الأمة..من تكالب الجميع عليها وان كنا لنعتصر ألما..الا اننا نستشرف غدا مشرق بإذن الله وما هذا التكالب الذي نرى الا دليل على انها أمة حية..ولولا هذا ما كان هذا التصعيد المسعور...نرجو الله ان يرينا يوما تقر به عيوننا بنصر مؤزر..وتمكين وتثبيت.

د. سمير العمري
18-02-2019, 06:33 PM
قصيدة جاءت بمحمول كريم وحس أبي وأسلوب جزل سار على نهج القدامى ورغم وجود بعض قليل جدا مما استوقفني ولكنه قصيدة جميلة قوية وتعكس ثقافة واسعة وإلماما دقيقا بحال الأمة والله المستعان!
دمت مبدعا أبيا!

تقديري

عبدالستارالنعيمي
18-02-2019, 07:42 PM
https://1.bp.blogspot.com/-PnYUqnJQmMI/W8XRH2WzguI/AAAAAAAAFdk/ZZMgtpjDnfIdejMSa6i2ET-_0YuU5jQTwCLcBGAs/s640/fd3fdf87cf3e6f7efd06010490145dd6.jpg (https://1.bp.blogspot.com/-PnYUqnJQmMI/W8XRH2WzguI/AAAAAAAAFdk/ZZMgtpjDnfIdejMSa6i2ET-_0YuU5jQTwCLcBGAs/s1600/fd3fdf87cf3e6f7efd06010490145dd6.jpg)





كِلينِي لهمٍّ يا أُمَيلةُ طالِبِي = ولَيلٍ أُقاسِيهِ سريعِ المَصائِبِ



تَطاوَلَ فيهِ الخَلقُ مِن كُلِّ أُمَّة = عَلى أُمَّةِ المُختارِ مِن كُلِّ جانِبِ


تَداعَى عَلَينا الناسُ شَرقًا ومَغربًا = تَداعيَ مَلهُوفٍ إلى الشَّرِّ غاضِبِ


يَسُومُونَنا سوءَ العَذابِ ولَيتَنا = نَفيءُ إِلى رُكنِ شَديدِ الجَوانِبِ


فليسَ لَنا نارٌ تردُّ عدوَّنا = وليسَ لَنا كفٌّ على كُلِّ ضارِبِ


وليسَ لَنا في الناسِ صَولةُ قادِرٍ = يردُّ بها صاعًا بصاعٍ مُصاحِبِ



وليسَ لَنا النَّووِيُّ في الأرضِ، إنما = لنا القَتلُ والتَّشريدُ مِن كلِّ راغِبِ


****


فيا "أراكان" الموتِ نُبِّئتُ بالذي = دهاكُم به بُوذا إِلَهُ الثَّعالِبِ


رَماكُم بأبناءِ الثَّعالبِ رَميةً = فما ترَكُوا في الأرضِ غيرَ المَصالِبِ


صُلبتُم وحُرِّقتم ومَن يَنجُ مِنكُمُ = يَموتُ غَريقًا أو شريدًا بنائبِ


رَمَيتُم بأَفلاذِ القُلوبِ عَشيةً = إلى اليَمِّ تَحنانًا ورهبةَ غَالبِ



تظنُّونَ أنَّ اليمَّ أرحَمُ مِنهُم = وأهنَأ مَوتًا مِن عَذابِ الكَتائبِ



وفي الصِّينِ كـ"الإيغورِ" شَعبٌ مُعذَّبٌ = تمسَّكَ بالإِسلامِ رَغمَ النَّوائِبِ



يُجاهِدُ حتَّى يَذكُرَ اللهَ، بينَما = يرومُ العِدا منهُ ضَلالةَ خائبِ

يَرُومون الاستسلام من كلِّ مُسلِم = ويا ويلَ مَن يأبى خُضوعًا لحائبِ[1] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn1)


وفي اليمَنِ المَحبُوبِ أبناءُ يَعرُب = يُسامُونَ قَصفًا بالنُّسورِ السَّوارِبِ



بعاصِفةٍ للسُّوءِ هاجَتْ بأَرضِهِم = فما ترَكَت غيرَ الأَسى والخَرائِبِ


تَداعى عليهِم والجَحيمُ مُسعَّرٌ = عَفاشٌ وحُوثيٌّ وحَزمُ الكَواذِبِ


فما ردَّهُم دمعُ الطفولةِ برهةً = ولا ردَّهُم كَهلٌ ولا سنُّ شائبِ


وما ردَّهُم دَمعُ الثَّواكِلِ بالضُّحى = وما لانَ قلبٌ مِن بُكاءِ النَّوادِبِ


فيا هولَ ما اقتَرَفُوه من ظلم أهلِها = ويا وَيلَهُم يومَ اجتلاءِ الحَوائبِ[2] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn2)


***

رَعى الله في أرضِ الشَّآمِ مَعاشرًا = أُحيطُوا بأعداءِ شِدادِ المَخالِبِ


أحاطُوا بهم حَوطَ "الكلبش" بمِعصَم = عليلٍ، كثير الجرح، دامي المَخاضِبِ


يُروِّعُهم ناب من "الدبِّ" ناشبٌ = وأظفارُ ضَبعِ "الأَرْزِ"، شرُّ النَّواشِبِ


ونارٌ تلظَّى للمَجُوسِ وَقودُها = ملائِكُ أهلِ الأَرضِ مِن كلِّ زَاغبِ[3] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn3)


سَلِي المَوصِلَ النكبَاءَ عَن نارِ غارَة = تُصبِّحها قبلَ الصَّباحِ بنائِبِ


سَلِي حلبَ الشَّهباءَ عن جَيشِ فارِسٍ = وما اقتَرَفُوا يومَ انهِزامِ الكَتائِبِ



أعادُوا لنا ذِكرَى التَّتارِ بأَهلِها = سفاحًا وتَقتيلًا وسطوةَ غاصِبِ


سلي الغُوطةَ الغرَّاء عن جُرمِ أَهلِها = سَلِي واسمَعِي صوتَ الكِيماوِ المُجاوِبِ


يُجِبكِ لهيبُ النارِ في كلِّ ساحِها = وصوتُ البَراميلِ، وصرخةُ هارِبِ


بأنَّهمُ أهلُ البَراءَةِ حاطَهُم = لهيبُ طغاةِ الأَرضِ مِن كُلِّ جانِبِ


****

وفي كلِّ أرضٍ حَولَنا دمُ نازِفٍ = وأنَّة مَظلوم، ودَمعةُ ناحِبِ[4] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftn4)



ترَكْنا ضياءَ اللهِ خَلفَ ظُهورِنا = ولُذْنا بمِصباحِ مِنَ الزَّيتِ ناضِبِ


وسِرنا بِبَيداءٍ مِن الخَيرِ أجدَبَت = أُسارَى لشَهواتِ النُّفوسِ الكَواذِبِ


وأَورَثَ قَوميَ الاختلافُ تَفرُّقًا = فأبْئِس بمَورُوثِ على الشرِّ دَائبِ


فولَّى عَلَينا اللهُ أرذَلَ قَومِنا = وأَخوَنَهُم حينَ اجتِماعِ المَكاربِ


وأكثرَ أهلِ الأَرضِ ذلًّا وخسَّةً = وأشأمَ جُلاسٍ وأغدَرَ صاحِبِ


أذلَّاءُ للأَعداءِ، طرًّا جميعُهُم = أُسودٌ علَينا نُشَّبٌ للمَخالِبِ


فأيُّ فؤادٍ يَستقِرُّ قرارُهُ = وأيُّ دُموعٍ قد تَجفُّ لساكبِ؟!







[1] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref1) آثم أو ظالم.



[2] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref2)- المآثم والمظالم.



[3] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref3)- الزغب: صغار الشَّعر وليِّنُه أول ما يبدأ مِن الصبيِّ.



[4] (file:///D:/%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%8A/%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%84%D9%87%D9%8 5%D9%91%D9%8D.docx#_ftnref4)- باكي.







لا غيض مداد حرفك الباهر أيها الشاعر الشاعر
ولا زال بيانك نضاحا بألوان البيان أخانا محمود
مع عميم تقديري

محمود العيسوي
19-02-2019, 12:22 PM
قصيدة جاءت بمحمول كريم وحس أبي وأسلوب جزل سار على نهج القدامى ورغم وجود بعض قليل جدا مما استوقفني ولكنه قصيدة جميلة قوية وتعكس ثقافة واسعة وإلماما دقيقا بحال الأمة والله المستعان!
دمت مبدعا أبيا!

تقديري

أعزكم الله ورفع قدركم أستاذنا المحبوب د. سمير
أدامك الله مشجعًا لأهل الأدب ومعينًا لهم

محمود العيسوي
19-02-2019, 12:23 PM
تقديري[/QUOTE]


لا غيض مداد حرفك الباهر أيها الشاعر الشاعر
ولا زال بيانك نضاحا بألوان البيان أخانا محمود
مع عميم تقديري

أسحن الله إليكم والدي الكريم الأستاذ عبدالستار النعيمي ورفع قدركم

محمود العيسوي
19-02-2019, 12:25 PM
اللهم آمين
أحسن الله إليكِ والدتي الأستاذة عناية الجابي، وأقر عينك وثبتك على الإسلام

محمد حمود الحميري
19-02-2019, 05:32 PM
قصيدة معبرة ورائعة حد الدهشة رغم ما حملت من الأوجاع والهموم
تحيتي وتقديري

أحمد الجمل
19-02-2019, 11:38 PM
الله الله الله
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
قصيدة مدهشة وأكثر من راااائعة
ومن أجمل ما قرأت شعرا
سلمت أخي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أيامك

يَسُومُونَنا سوءَ العَذابِ ولَيتَنا = نَفيءُ إِلى رُكنِ شَديدِ الجَوانِبِ


فليسَ لَنا نارٌ تردُّ عدوَّنا = وليسَ لَنا كفٌّ على كُلِّ ضارِبِ


وليسَ لَنا في الناسِ صَولةُ قادِرٍ = يردُّ بها صاعًا بصاعٍ مُصاحِبِ



وليسَ لَنا النَّووِيُّ في الأرضِ، إنما = لنا القَتلُ والتَّشريدُ مِن كلِّ راغِبِ

بل إننا ورب الكعبة نأوي إلى ركن شديد
لكننا لم نلجأ إليه
وجرينا نبحث عن الأمن والأمان عند غيره وهو المنجي سبحانه وتعالى
والحافظ بقدرته والرحيم بعباده
ولا حول ولا قوة إلا بالله
تحيتي ومحبتي