رياض شلال المحمدي
19-10-2018, 05:05 AM
إلتَقَيا في المدارسِ العالية ، حيث أرائك الدراسة الجامعية ، ولما أزف الوداع ، وفي حفل التخرج
كانت بينهما هذه المحادثة :
لُغَةُ الجَمَالِ تُهيبُ بالأَشواقِ = هَذا الهَوى اجتذبي عُيونَ عِناقي
فاليومَ يا ليلى الحَياةِ أظَلَّنا = أَرَجُ الوَداعِ ، وَمَنطقُ الإملاقِ
مَهلاً أخا الشِّعرِ ، التَّلاقي مِنحةٌ = أم قَد نسيتَ روائحَ الأعماقِ
لا رَيبَ للذكرى حضورٌ مُفعمٌ = بالأمنياتِ ، وإنْ بَكَتْ آفاقي
إنصافُ دَهري ما رأيتُ بريقَهُ = فالبينُ مُنبعثٌ ، يحبُّ لِحاقي
وَسِوى السَّقامِ أشكُّ في نَظَراتِهِ = فالآهُ تَعبثُ ، تَسْتحِلُّ رواقي
رفقًا فللأيامِ نايُ مَودَّةٍ = ألحانُها عَذُبتْ بكلِّ زُقاقِ
واسألْ هوانا لائذًا بظلالهِ = وَبلابِلَ الشُّرُفاتِ في الإشراقِ
ما زلتُ محتفظًا بعطرِ المُلتقى = وَرَقائقٍ بالأقحوانِ دِهاقِ
لكنَّ للنِّسيانِ سِفرَ ستائرٍ = وَعِراقُ هذا العُمْرِ غيرُ عِراقِ
وَإذًا تذَكَّرْ ما يجولُ بخاطري = مِن بَهْجةٍ سُكِبَتْ على الأوراقِ
وَغيوثِ ذاكرةٍ تَواترَ نُبْلُها = نَفَحاتُهُا تطفو على الأحداقِ
أهديكِ من وَردِ المَواهبِ بَاقةً = ومِنَ الفؤادِ حَقائقَ استحقاقي
فلكم سَهِرنا وادَّكرنا أنجمًا = نَسقي اليَراعَةَ بالسَّنا الخلاَّقِ
نَهَبُ العَوالمَ من رَحيقِ عَزائمٍ = فإذا التَّصَافي زاهرُ الأخلاقِ
تَشتاقُنا القاعاتُ تَهوى رَسْمَنا = لمَّا الكَعابُ تبسَّمتْ بمذاقِ
لم تنسَ مِن صَفوِ المداركِ حَاجةً = طوبى لبَوحِ نجيبةٍ سبَّاقِ
فاسْتَخبري الماضي وَرائعةَ النَّدى = هَلْ في نداءِ الرُّوحِ وَحيٌ باقِ
نَسْتلهمُ العَبَراتِ مِن رَيْحانهِ = ليظلَّ يهتِفُ بالهَنا ميثاقي
يا واثقَ الخطوِ المُنيرُ شعورُهُ = روحي فِداؤكَ .. لو فَكَكْتَ وَثاقي
سَيَؤوبُ يَلتحِقُ الحُبورُ بركبِنا = وَتَرفُّ لو أزفَ االخِتامُ مآقي
وَنرى أساتيذَ الوصالِ كواكبًا = نهديهمُ البَسَماتِ بالإبراقِ
مُستذكرينَ أرائكَ الأملِ التي = لا ريبَ تحملُ وَمضَةَ الآماقِ
فاكتبْ فديتُك بالوَفاءِ مؤرّخًا = وامنُنْ على المَلَكاتِ بالإطلاقِ
تاللهِ أَمتَعْتَ القريضَ ولم تزلْ = تَروي حِمى الأُدباءِ بالأشواقِ
فعليكَ من وطنِ السَّلامِ تحيَّةً = وَثناءُ أهلٍ ، وامتنانُ رفاقِ
أجملتَ من فيضِ المكارمِ مُنشدًا = فإذا الرياضُ تهيمُ بالإيراقِ
شكرًا لقلبِكِ يا رفيقةَ أحرفي = وَلكلِّ ذي أدَبٍ طَريفٍ راقِ
شكرًا لأحبابِ المُقام وَمَن بهم = طابَ الحديثُ بأجملِ الأنساقِ
وكذاك للخُلَصاءِ أصحابِ النُّهى = إذ أرشَدوا الفُقراءَ للخلاَّقِ
كانت بينهما هذه المحادثة :
لُغَةُ الجَمَالِ تُهيبُ بالأَشواقِ = هَذا الهَوى اجتذبي عُيونَ عِناقي
فاليومَ يا ليلى الحَياةِ أظَلَّنا = أَرَجُ الوَداعِ ، وَمَنطقُ الإملاقِ
مَهلاً أخا الشِّعرِ ، التَّلاقي مِنحةٌ = أم قَد نسيتَ روائحَ الأعماقِ
لا رَيبَ للذكرى حضورٌ مُفعمٌ = بالأمنياتِ ، وإنْ بَكَتْ آفاقي
إنصافُ دَهري ما رأيتُ بريقَهُ = فالبينُ مُنبعثٌ ، يحبُّ لِحاقي
وَسِوى السَّقامِ أشكُّ في نَظَراتِهِ = فالآهُ تَعبثُ ، تَسْتحِلُّ رواقي
رفقًا فللأيامِ نايُ مَودَّةٍ = ألحانُها عَذُبتْ بكلِّ زُقاقِ
واسألْ هوانا لائذًا بظلالهِ = وَبلابِلَ الشُّرُفاتِ في الإشراقِ
ما زلتُ محتفظًا بعطرِ المُلتقى = وَرَقائقٍ بالأقحوانِ دِهاقِ
لكنَّ للنِّسيانِ سِفرَ ستائرٍ = وَعِراقُ هذا العُمْرِ غيرُ عِراقِ
وَإذًا تذَكَّرْ ما يجولُ بخاطري = مِن بَهْجةٍ سُكِبَتْ على الأوراقِ
وَغيوثِ ذاكرةٍ تَواترَ نُبْلُها = نَفَحاتُهُا تطفو على الأحداقِ
أهديكِ من وَردِ المَواهبِ بَاقةً = ومِنَ الفؤادِ حَقائقَ استحقاقي
فلكم سَهِرنا وادَّكرنا أنجمًا = نَسقي اليَراعَةَ بالسَّنا الخلاَّقِ
نَهَبُ العَوالمَ من رَحيقِ عَزائمٍ = فإذا التَّصَافي زاهرُ الأخلاقِ
تَشتاقُنا القاعاتُ تَهوى رَسْمَنا = لمَّا الكَعابُ تبسَّمتْ بمذاقِ
لم تنسَ مِن صَفوِ المداركِ حَاجةً = طوبى لبَوحِ نجيبةٍ سبَّاقِ
فاسْتَخبري الماضي وَرائعةَ النَّدى = هَلْ في نداءِ الرُّوحِ وَحيٌ باقِ
نَسْتلهمُ العَبَراتِ مِن رَيْحانهِ = ليظلَّ يهتِفُ بالهَنا ميثاقي
يا واثقَ الخطوِ المُنيرُ شعورُهُ = روحي فِداؤكَ .. لو فَكَكْتَ وَثاقي
سَيَؤوبُ يَلتحِقُ الحُبورُ بركبِنا = وَتَرفُّ لو أزفَ االخِتامُ مآقي
وَنرى أساتيذَ الوصالِ كواكبًا = نهديهمُ البَسَماتِ بالإبراقِ
مُستذكرينَ أرائكَ الأملِ التي = لا ريبَ تحملُ وَمضَةَ الآماقِ
فاكتبْ فديتُك بالوَفاءِ مؤرّخًا = وامنُنْ على المَلَكاتِ بالإطلاقِ
تاللهِ أَمتَعْتَ القريضَ ولم تزلْ = تَروي حِمى الأُدباءِ بالأشواقِ
فعليكَ من وطنِ السَّلامِ تحيَّةً = وَثناءُ أهلٍ ، وامتنانُ رفاقِ
أجملتَ من فيضِ المكارمِ مُنشدًا = فإذا الرياضُ تهيمُ بالإيراقِ
شكرًا لقلبِكِ يا رفيقةَ أحرفي = وَلكلِّ ذي أدَبٍ طَريفٍ راقِ
شكرًا لأحبابِ المُقام وَمَن بهم = طابَ الحديثُ بأجملِ الأنساقِ
وكذاك للخُلَصاءِ أصحابِ النُّهى = إذ أرشَدوا الفُقراءَ للخلاَّقِ