عيسى سلامي
23-12-2018, 11:03 AM
قبل أربعين عاما وقع حادث مروري للشيخ جنيد عكيري
وتناثر زجاج السيارة التي كان يركبها وبقيت قطعة صغيرة من الزجاج في
رأسه ولم تخرج إلا قبل أشهر :
من أربعــــينَ أنا قطيــنةُ رأسِه = فكأنـما أنا قطــــعةٌ من مـــاسِه
تالله إن الرأس منـــــه كماسةٍ = فضلـــت وإن تبــدو كهيئة ناسِه
فضلت بتقواه و نبلِ مقــاصدٍ = في الخيــر شيـــَّـدها على آساسِه
قد رقَّ إحساسي فصرتُ كأنَّني = شفافةُ الإحــساس من إحساسِه
شتان ما بينـــي وبيــــنَ بقيةٍ = مني فكــلٌّ آل نحـــوَ جنــــاسِه
أنا من زجاجٍ غيرَ أنيَ جوهــرٌ = كالتبرِ في المقــدار لا كنــــحاسِه
أنا صرت أنبضُ بالحياة لأنني = موهوبةُ الأنفـاسِ من أنفاســــِــه
منذ اختـــبأتُ برأسه وأنا أرى = دفقـاتِ همــَّـــته ونبضَ حمـــاسِه
من أربعين ورأسُه في فــــكرةٍ = من فــكرةٍ وُلدتْ لطولِ مِراسِه
من حكمةٍ في الرأي يقبسُها فما = ضلتْ صـواباً من هدى نبراسِه
في رأسه الأفكارُ جالت فاغتدتْ = فعلاً يُجــــسِّد ما يجـــولُ برأســـِه
تتزاحمُ الخطراتُ فيـــه فينتـقي = ما كــان أنفســَــها لحسـنِ قيــاسِه
ولكـــم خشيتُ بأن أفـارقه إذا = أحسسـتُ من يده رقيــقَ مِســاسِه
ياطالما ركضـــتْ جيادُ عطــائه = فيداه في الإنفـــــاقِ مــن أفراسـِـه
تجري بمضــــمار فما يوما كبت = أو قُيــِّـدتْ بالمنـــــعِ من أمــراسِه
كم خطرةٍ مرتْ عليه فأصبحتْ = عزمـاً يؤكـِّـده فعـــالُ حــــــواسه
لم تهدأنْ منه الهواجـــسُ برهةً = في حـــال يقظـــــته وحــينَ نعـاسِه
لو كرَّ شيطانٌ عليه موســوساً = كــرتْ عليــــه كتـــائبٌ مـن بأسـِـه
متيقظٌ في الحس خيرُ سـلاحِه = ذكــرٌ يُغـــيرُ بــه عـــلى وسواســِـه
هذا جنـــــيدُ مجنداً عزماتِه = في الخيـــر يبـــذره بحــقــلِ غراسِه
وإذا الفقيرُ يرومُ مــنه عطــيةً = يكـــسوه بالإحســانِ خيــرَ لباسِه
لو سحَّ هاطلُه ببلقـعِ عدمه = لأحـــاله المُخـــضرَّ بعــــد يَبــاسِه
سحَّت يداه كمــثلِ غيثٍ وابلٍ = لم يخـشَ في الإنفــــاق من إفلاسـِه
نفذتْ عطاياه كرمـــحٍ نافـــذٍ = في البـخـــلِ صــــــيَّره إلى أرماسِه
يا طالما انتعشـــتْ خلايا راسِه = لعطــــائه كالحــــالِ بعد عُطاسِه
لم تفــتأ الرأسُ التــــقيةُ تتـقي = لـله تخشــــــاه لشـــــدةِ بأسِه
مــــــرت سنينٌ أربعون كأنَّها = حلــــمٌ فما دامـت لذاذةُ كأســِه
مرتْ على عجلٍ وأسرع لبثُها = كالسـَّــــهمِ حين يندُّ من أقواسـِه :tree:
وتناثر زجاج السيارة التي كان يركبها وبقيت قطعة صغيرة من الزجاج في
رأسه ولم تخرج إلا قبل أشهر :
من أربعــــينَ أنا قطيــنةُ رأسِه = فكأنـما أنا قطــــعةٌ من مـــاسِه
تالله إن الرأس منـــــه كماسةٍ = فضلـــت وإن تبــدو كهيئة ناسِه
فضلت بتقواه و نبلِ مقــاصدٍ = في الخيــر شيـــَّـدها على آساسِه
قد رقَّ إحساسي فصرتُ كأنَّني = شفافةُ الإحــساس من إحساسِه
شتان ما بينـــي وبيــــنَ بقيةٍ = مني فكــلٌّ آل نحـــوَ جنــــاسِه
أنا من زجاجٍ غيرَ أنيَ جوهــرٌ = كالتبرِ في المقــدار لا كنــــحاسِه
أنا صرت أنبضُ بالحياة لأنني = موهوبةُ الأنفـاسِ من أنفاســــِــه
منذ اختـــبأتُ برأسه وأنا أرى = دفقـاتِ همــَّـــته ونبضَ حمـــاسِه
من أربعين ورأسُه في فــــكرةٍ = من فــكرةٍ وُلدتْ لطولِ مِراسِه
من حكمةٍ في الرأي يقبسُها فما = ضلتْ صـواباً من هدى نبراسِه
في رأسه الأفكارُ جالت فاغتدتْ = فعلاً يُجــــسِّد ما يجـــولُ برأســـِه
تتزاحمُ الخطراتُ فيـــه فينتـقي = ما كــان أنفســَــها لحسـنِ قيــاسِه
ولكـــم خشيتُ بأن أفـارقه إذا = أحسسـتُ من يده رقيــقَ مِســاسِه
ياطالما ركضـــتْ جيادُ عطــائه = فيداه في الإنفـــــاقِ مــن أفراسـِـه
تجري بمضــــمار فما يوما كبت = أو قُيــِّـدتْ بالمنـــــعِ من أمــراسِه
كم خطرةٍ مرتْ عليه فأصبحتْ = عزمـاً يؤكـِّـده فعـــالُ حــــــواسه
لم تهدأنْ منه الهواجـــسُ برهةً = في حـــال يقظـــــته وحــينَ نعـاسِه
لو كرَّ شيطانٌ عليه موســوساً = كــرتْ عليــــه كتـــائبٌ مـن بأسـِـه
متيقظٌ في الحس خيرُ سـلاحِه = ذكــرٌ يُغـــيرُ بــه عـــلى وسواســِـه
هذا جنـــــيدُ مجنداً عزماتِه = في الخيـــر يبـــذره بحــقــلِ غراسِه
وإذا الفقيرُ يرومُ مــنه عطــيةً = يكـــسوه بالإحســانِ خيــرَ لباسِه
لو سحَّ هاطلُه ببلقـعِ عدمه = لأحـــاله المُخـــضرَّ بعــــد يَبــاسِه
سحَّت يداه كمــثلِ غيثٍ وابلٍ = لم يخـشَ في الإنفــــاق من إفلاسـِه
نفذتْ عطاياه كرمـــحٍ نافـــذٍ = في البـخـــلِ صــــــيَّره إلى أرماسِه
يا طالما انتعشـــتْ خلايا راسِه = لعطــــائه كالحــــالِ بعد عُطاسِه
لم تفــتأ الرأسُ التــــقيةُ تتـقي = لـله تخشــــــاه لشـــــدةِ بأسِه
مــــــرت سنينٌ أربعون كأنَّها = حلــــمٌ فما دامـت لذاذةُ كأســِه
مرتْ على عجلٍ وأسرع لبثُها = كالسـَّــــهمِ حين يندُّ من أقواسـِه :tree: