المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " وقوفٌ على قارعةِ الانتظار "



عصام إبراهيم فقيري
31-12-2018, 04:19 AM
" وقوفٌ على قارعةِ الانتظار "
طَالَ انتظارُكَ ..
أيُّها المُلقى على جسدِ الرَّصِيفِ ،
تبيعُ قمحَكَ للجياعِ
وتَحتسِي من جوعِهِمْ
قلقَ الرَّغِيفِ
طَالَ انتظارُكَ ..
كيفَ جئتَ من النِّهايةِ ..حاملًا
في راحتيكَ خُطى الفصولِ
على سنينِكَ
كي تمُرَّ من البدايةِ
مرَّةً أُخرَى
وتزرعَ في أديمِكَ .. نَبتةً
تُهديكَ خُضرتَها ..
لتنسَى
قحطَ جِلدِكَ .. كُلَّما
بسطَ الربيعُ على شتائِكَ دِفأهُ
فظللتَ مُتَّقِدًا
وعرَّى الصَّيفُ جِلدَكَ ،
لَمْ تَجدْ .. شيئًا
تُداري فيه سوءتَكَ القديمةَ
فارتَديتَ عليكَ
أوراقَ الخَرِيفِ
طالَ انتظارُكَ ..
أيُّها المنفيُّ
من سطرِ الزَّمانِ
نَصبتَ جُرحَكَ .. قِبلتَينِ
وعُدتَ بينهما
تفتِّشُ عنكَ في وجعٍ
يقيمُ صلاتَكَ الأولى
فطوَّفتَ الرَّحيلَ على الرَّحيلِ
وعدتَ تبحثُ عن دليلٍ
تستشفُّ بهِ جراحَكَ
فانكسَرتَ على دمائِكَ
مرَّتينِ .. وضِعتَ
حينَ أضَعتَ
بَوصلَةَ النَّزِيفِ
طَالَ انتظارُكَ ..
أيُّهَا المصلوبُ في حدقِ المرايا ،
منذ سيَّجتَ الظلالَ
على شُموسِكَ
واتَّبعتَ بها كُسوفَكَ ..
غادرَ الضَّوءُ المُسجَّى
في عيونِكَ .. من عيونِكَ
وهْوَ يتَّشحُ الظلامَ ..
وقدْ أعارَ عصاكَ نافذةً
تطلُّ عليكَ مِنها
فاستَويت بجانِبيها
عتمتَينِ ..
فلا يُرى
منها .. سِوى
أعمَى يطلُّ على كفِيفِ
طَالَ انتظارُكَ ..
أيُّها المنذورُ للطُّرقاتِ ،
كيفَ نسيتَ وجهكَ في الزِّحامْ !
ولِمَ استحَلتَ إلى رُكامْ ؟!
أوَ لستَ تعلمُ أنَّ ما خلَّفتَهُ
من وجهِكَ الباقِي ..
يُساوي كلَّ وجهِكَ في ظُنونِكْ !
أوَ لستَ تعلمُ
أنَّ هذا الظَّنِّ أكبرُ من يقينِكْ !
فلِمَ استعرتَ مِنَ الشُّكُوكِ ..
ملامحَ القيدِ القديمِ
وصرتَ تعبُرُ من جديدِكَ
هارِبًا .. من كلِّ ذِكرَى
لمْ تزلْ ..
في سجنِكَ البالي
تفرُّ إلى سُجونِكْ ؟! ،
فمضيتَ في كلِّ الدُّروبِ
تَضمُّ منكَ هُوِيَّةً أُخرَى
وحِينَ تشكَّلوا ..
صَاروكَ في مرآتِهِمْ
إلَّاكَ ..
من بينِ الوجُوهِ
خرجتَ من شَبحٍ مُخِيفِ
طَالَ انتظارُكَ ..
رُبَّمَا تأتِي ..
ستأتِي .. لا مناصَ
منَ التَّشكُّلِ فِي قوالبِ
ما منحتَ و ما أخذتَ
و ما تركتَ و ما اقترفتَ ..
فليسَ غيرُكَ
ههُنا وهُناكَ مرتدِيًا ثيابَكْ
ستعودُ أكبر
من ذهابِكَ ، من غيابِكَ
رُبَّمَا ..
ستعودُ منتعِلًا إيابَكْ ،
هذا مصيرُكَ
لا تَخَفْ
" طَالَ انتظارُكَ "
قُلتَها :
فافتَحْ بها يَا أنتَ بابَكْ
وادخُلْ عليكَ ..
وفي يديكَ صحائف السَّفرِ الطَّويلِ
وقْلْ لذاتِكَ :
يَا أنَاْ ..
اِقرأْ كتابَكْ ،
إنِّي أتيتُكَ .. نازِحًا
عنِّي وعنكَ
انفُضْ غُبارَكَ من غُبارِي
مِثلمَا ..
" طَالَ انتظارُكَ "
هَا أنَاْ
استيقظتُ من حُلمِي السَّخِيفِ ..!

مازن لبابيدي
31-12-2018, 04:30 AM
طَالَ انتظارُكَ ..
أيُّها المُلقى على جسدِ الرَّصِيفِ ،
تبيعُ قمحَكَ للجياعِ
وتَحتسِي من جوعِهِمْ
قلقَ الرَّغِيفِ



شعر ماتع بحرف أنيق

لم يكن حلما سخيفا لكنه أغرقني في رمزيته

تحيتي لك أخي عصام ودمت مبدعا

محمد ذيب سليمان
31-12-2018, 01:09 PM
واما انا فاقول لك : طال انتظارك يا رفيق
غبت طويلا فمرحبا بعودتك ومرحى بحرفك
نص جميل بكل ما حمل من شعر وادوات وكانت
الدهشة في تصويره الدال الذي منخ النص متعة
شكرا لانك هنا

ثناء صالح
01-01-2019, 12:00 PM
فمضيتَ في كلِّ الدُّروبِ
تَضمُّ منكَ هُوِيَّةً أُخرَى
وحِينَ تشكَّلوا ..
صَاروكَ في مرآتِهِمْ
إلَّاكَ ..
من بينِ الوجُوهِ
خرجتَ من شَبحٍ مُخِيفِ
طَالَ انتظارُكَ ..
رُبَّمَا تأتِي ..
ستأتِي .. لا مناصَ
منَ التَّشكُّلِ فِي قوالبِ
ما منحتَ و ما أخذتَ
و ما تركتَ و ما اقترفتَ ..
فليسَ غيرُكَ
ههُنا وهُناكَ مرتدِيًا ثيابَكْ
ستعودُ أكبر
من ذهابِكَ ، من غيابِكَ
رُبَّمَا ..
ستعودُ منتعِلًا إيابَكْ ،


السلام عليكم
متعة كبيرة في قراءة هذا التوارد الشعري الإبداعي الفريد، في أجواء القصيدة وعالمها الداخلي .
يمتلك الشاعرأفق عبارته ، ويحدد لجملته الشعرية موضع قدمها الذي تتوازن به في النص ، وهو يفتتح بكل جملة شعرية أفقاً جديداً للتعبير والتخييل.
جميل ما أبدعتم ومائز! أستاذنا الشاعر المبدع عصام إبراهيم فقيري

لكم التحية والتقدير
وكل عام وأنتم بخير

عصام إبراهيم فقيري
06-01-2019, 12:20 PM
شعر ماتع بحرف أنيق

لم يكن حلما سخيفا لكنه أغرقني في رمزيته

تحيتي لك أخي عصام ودمت مبدعا
دمت أديبنا الكريم
أشكر لك حضورك وكلماتك الطيبات

عصام إبراهيم فقيري
08-01-2019, 04:41 PM
واما انا فاقول لك : طال انتظارك يا رفيق
غبت طويلا فمرحبا بعودتك ومرحى بحرفك
نص جميل بكل ما حمل من شعر وادوات وكانت
الدهشة في تصويره الدال الذي منخ النص متعة
شكرا لانك هنا

دمت شاعري المحلق
ما أسعدني بك وبكلماتك الطيبات
شكرا جما

غلام الله بن صالح
08-01-2019, 06:33 PM
قصيدة رائعة
دمت راقيا
مودتي وتقديري

آمال يوسف
09-01-2019, 11:40 PM
قصيدة ممتعة راقية الحرف والترميز والتخييل
تحيتي وتقديري

خالد صبر سالم
10-01-2019, 07:37 AM
اعتقد أنها منلوج داخلي الخطاب فيها مع النفس وبما ان العتاب شديد الوقع فلا بد للشاعر أن يوهم نفسه بخطاب شخص آخر كي يقلل من تأثير شدة العتاب ووجعه
صديقي الشاعر الذي اهيم بقراءة شعره
معاني عميقة التاثير ولا يليق بها إلا شعر التفعيلة ليكون الاسترسال ممتدا افقيا وعموديا
دمت رفيقا للابداع
احترامي ومحبتي

محمد حمود الحميري
28-07-2019, 06:48 PM
نص أقل ما يقال فيه أنه أكثر من رائع


طال انتظارك
يا عصام، وخيم الصمتُ المخيف،
فأين أنت أخي وشاعر واحة الخير الثقيف !

تحيتي

د. سمير العمري
05-10-2019, 12:51 AM
جرس متدفق وحس متوجد مترفق وصور شعرية خلابة وديباجة فتخرة فلا فض فوك!
هو نص مميز تألقت فيه بشاعريتك وطاب لي ولا أعلم كيف فر مني طوال هذا الوقت، وفي نفس الوقت أشير إلى أهمية دقة التدوير في قصيدة السطر بما يوافق المعنى والمبنى.

تقديري

فاتن دراوشة
06-10-2019, 05:18 AM
قصيدة تقطر إبداعا وعمقا

نصّ كثيف برمزيّته ومعانيه

دام إبداعك يغرق الصّفحات أخي

حاتم على حاتم
06-10-2019, 07:46 AM
دائما رائع ايها الشاعرالمبدع