المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناديل رؤيا



د. سمير العمري
18-01-2019, 05:22 PM
قناديل رؤيا

أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ = حَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
تَــوَسَّــمَــتِ الأَحْـــلَامُ فِــيــهِــنَّ نُــجْــعَــةً = فَــلَــمْ تَــسْــقِهَا غَــيْــرَ الــيَبَابِ الــسَّحَائِبُ
تَــلُــوذُ إِلَـــى الـمِحْـــرَابِ حَــتَّــى كَأَنَّهَـا = قَــنَــادِيلُ رُؤْيَـــا لَـــمْ تَــطَـأْهَا الــغَيَاهِبُ
بَــرِيــقُ مَــرَايَــا يَــسْــلُبُ الــظَّــنَّ رَغْــبَــةً = تُــــثِــيــبُ الــنَّــوَايَــا تَــــارَةً وَتُــعَــاقِــبُ
يُــرَاوِدُ قَــمْــحَ الــقَــصْدِ دَاعٍ وَحَــاشِــدٌ = وَيَــجْــنِي شَــعِــيرَ الــمَــجْدِ عَـــادٍ وَعَــائِــبُ
وَمَــــنْ يَــبْــتَغِ الـــدُّولَارَ دِيــنًــا فَــإِنَّــهُ = كَــسِــيحُ الــرُّؤَى رَثُّ الــمَعَاذِيرِ نَــاكِبُ
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ = يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُ
تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا = وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُ
لَــقَــدْ غَـــادَرَتْ أَرْضَ الــمَــعَالِي لُــيُوثُهَا = فَـــلَـــمْ يَــــبْــقَ إِلَّا أَضْــــبُــعٌ وَثَــعَــالِــبُ
فَــــلَا تُــقْــعِدَنَّ الــلَّــيْثَ مــقْــعَدَ ذِلَّـــةٍ = يُــسَــاوِمُــهُ بِــالــخَــسْفِ نَـــاهٍ وَنَــاهِــبُ
وَإِنَّ الأَبِـــيَّ الــحُــرَّ يَــسْــمُو عَـــنِ الــخَنَا = وَلَا يَــفْــتَــرِي إِنْ أَنْــكَــرَتْــهُ الــــرَّوَاسِــبُ
فَــأَخْــجَلُ مَـــا يُــحْــنِي الــرِّقَابَ تَــخَرُّصٌ = وَأَبْــجَــلُ مَـــا يَــجْــلُو الــقُــلُوبَ الــمَنَاقِبُ
وَغَــايَةُ جُــهْدِ الــمَرْءِ فِــي الــخَوْضِ حِكْمَةٌ = فَـــإِنْ رَأْبَ رَأْيًـــا هَــذَّبَــتْهُ الــتَّــجَارِبُ
وَمَـــا الــحِــلْمُ فِـــي الإِنْــسَــانِ إِلَّا تَــجِلَّةٌ = يُــفَــنِّدُ بِــالإِحْــسَانِ مَـــا اعْــتَلَّ خَــائِبُ
وَلَــيْسَ عَــلَى ذِي الــفَضْلِ شَــرٌّ كَحَاسِدٍ = لَــــهُ الــحِــقْدُ زَادٌ وَالــرِّيَــاءُ مَــشَــارِبُ
إِذَا وُسِّـــدَ الــحُــكْمُ الــحَــصِيفُ لِــجَاهِلٍ = سَــيَـرْغَبُ عَـــنْ أَهْــلِ الـحِجَـا وَيُــحَارِبُ
وَمِـــنْ آيَـــةِ الإِنْــصَــافِ عِــلْمٌ وَحَــيْدَةٌ = وَمِــنْ شِــيَةِ الإِسْــفَافِ بَــاغٍ وَصَــاخِبُ
وَإِنِّــي سَــئِمْتُ الــجَوْرَ مِــنْ كُــلِّ غَــامِطٍ = وَأَنْ يَــحْقُرَ الــسُّلْطَانَ فِي العَرْشِ حَاجِبُ
أَنَـــا الــقِــمَّةُ الــقَــعْسَاءُ لِــلــشَّعْرِ أَحْــرُفِي = أَزَاهِــــيــرُ نَــحْــلٍ لَا تَــعِــيهَا الــعَــنَاكِبُ
تَــــعِــزُّ عَــلَــى الــجَــافِي وَتَــدْنُــو لِــعَــارِفٍ = وَيُــلْــهَــمُ أُسْــــتَــاذٌ رُؤَاهَـــا وَطَــالِــبُ
فَــكَــيْفَ يُــحِــيطُ الــبَــدْرُ عِــلْمًا بِــشَمْسِهِ = وَكَــيْفَ سَــيُحْصِي الــدُّرَّ فِــي الْيَمِّ قَارِبُ
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى = وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُ
وَإِنِّـــي وَأَيْـــمُ اللهِ مَـــا الــشَّــعْرُ مَــذْهَبِي = وَلَــكِــنْ شُــعُورُ الــقَلْبِ لِــلشَّعْرِ ذَاهِــبُ
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ = كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُ
وَإِنَّ سَـــمَــاءَ الــمَــجْــدِ تَـــنْــأَى بِــقَــدْرِهَا = إِذَا زَاحَــمَــتْ فِــيهَا الــنُّجُومَ الــكَوَاكِبُ
فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌ = وَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ
وَلَولَا النَّدَى الدُّرِيُّ مِنْ قَلْبِ ذِي هُدَىً = لِــعفْتُ الــمَدَى ضَــاقَتْ عَــلَيْهِ الــمَذَاهِبُ
وَإِنَّ لِأَهْــلِ الــفَضْلِ فِــي النَّفْسِ حُظْوَةً = تَــــرَاقَــى لِــرَيَّــاهَــا الــنُّــجُــومُ الــثَّــوَاقِبُ
فَــهَبْ لِــي لِسَانَ الحَمْدِ فِي مَدْحِ مُنْصِفٍ = بِــحَــرْفٍ كَــمَــاءِ الـــوَرْدِ رَوَّاهُ سَــاكِــبُ
نَــبِــيلٍ سَــقَانِي الــبِرَّ مِــنْ حَــوْضِ عِــلْمِهِ = سُــــلَافَــةَ رَأْىٍ لَـــمْ تَــشُــبْهُ الــشَّــوَائِبُ
يُــبَادِرُ لَا يَــرْضَى مِــنْ الصَّوْتِ بِالصَّدَى = ولا يُـــدْرِكُ الــعَــلْيَاءَ مَـــنْ لَا يُــطَــالِبُ
تَــرَاهُ إِلَــى الإِبْــدَاعِ أَحْــصَفُ مَنْ رَعَى = وَأَنْــصَــفُ مَـــنْ تَــسْعَى إِلَــيْهُ الــنَّجَائِبُ
جَــبَــرْتَ فُــؤَادِي وَالَّــذِي قُــلْتَ خَــالِدٌ = سَــيَــبْقَى جَــوَادِي مَــا دَهَــتْنِي الــنَّوَائِبُ
أَرَى تَــرْجُــمَانَ الــدَّهْــرِ يَــجْــتَرُّ حَــسْــرَةً = عَــلَــى أُمَّـــةٍ دَالَـــتْ عَــلَــيْهَا الــنَّــوَاصِبُ
وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا = وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ
يُـدَعُّ بِــهَــا حَـــبْــرٌ وَيُــعْــبَــدُ حَــاكِــمٌ = وَيُــسْــجَنُ ذُو تَــقْــوَى وَيُــذْبَــحُ كَــاتِبُ
سَــكَارَى كَــأَنَّ الــنَّاسَ لَــمْ يَــدْرِ أَيُّــهُمْ = عَــلَى أَيِّ صَــوْبٍ سَــوْفَ تَأْتِي المَصَائِبُ
تَــدَاعَــوْا إِلَـــى الــلَّذَّاتِ وَالــمَوْتُ نَــادِلٌ = وَعَـــادَوا إِبَــاءَ الــذَّاتِ وَالــقَهْرُ نَــادِبُ
وَغَــابُوا عَــنِ الــغَايَاتِ عَــنْ كُــلِّ هِــمَّةٍ = وَعَــابُوا الــنَّدَى وَالــعَزْمَ إِنْ جَــدَّ حَازِبُ
أَلَا كُــــلُّ مَــعْــنَــى لِــلــجَــمَالِ مُــضَــيَّعٌ = إِذَا زَيَّــنَــتْ قُــبْــحَ الــفَــسَادِ الــمَنَاصِبُ
فَــلُــولَا سُــمُوُّ الــنَّفْسِ مَــا ارْتَــاحَ بَــاسِرٌ = وَلَــولَا عُــلُوُّ الــحَدْسِ مَــا امْــتَاحَ سَارِبُ
بَـــلَايَــا الــبَــرَايَا مِــنْ فَــسَــادِ ضَــمَــائِرٍ = وَمِـــنْ نَــزْعَــةٍ لِــلــجُوَرِ حِــيــنَ تُــحَــاسبُ
وَمِــمَّا يُــمِرُّ الــكَأْسَ مِــنْ حَــنْظَلِ الأَسَى = أَنِ اسْــتَــمْرَأَ الــصِّدِّيقُ مَــا قَــالَ كَــاذِبُ
فَــكَــمْ مُــخْــلِدٍ أَلْــقَــى الــمَــقَادِيرَ بَــاطَــلًا = يُــفَــاخِرُ شَـــأْوًا حَـيْــثُ تَــهْفُو الــمَآرِبُ
وَكَـــمْ مُـــدَّعٍ عِــلْــمًا عَــلَى ظَــهْرِ رِقْــعَةٍ = وَلِــلْــجَهْلِ فِــيــمَا صَــبَّ سَــاقٍ وشَــارِبُ
وَكَـــمْ سَــادِرٍ كَــمْ فَــاجِرٍ كَــمْ مُــتَاجِرٍ = كَــأَنَّ لَــهُمْ فِــي الــسُّوءِ أَهْــلٌ وَصَاحِبُ
أَلَا إِنَّ شَـــــرَّ الــمُــرْجِــفَاتِ تَــهَــافُــتٌ = وَأَخْــسَــرَ مَــا يَــرْجُو الــرِّجَالُ الــمُوَارِبُ
مَــتَــى خَــنَعَ الــشَّاهِينُ وَالــسَّبْعُ لــلِأَذَى = فَــلَــيْــسَ عَــجِــيبًا أَنْ تَــسُــودَ الأَرَانِـــبُ
وَإِنْ ضَـــاعَ بَــيْــنَ الــقَــوْمِ عَــدْلٌ وَذِمَّــةٌ = فَــقَــدْ ضَـــاعَ فِــيهِمْ مُــسْتَحَقٌّ وَوَاجِــبُ
وَإِنَّ انْــكِــفَاءَ الــمَرْءِ فِــي غَــرْقَدِ الــهَوَى = حَــقِــيقٌ بِـــأَنْ تُــخْــشَى عَــلَيْهِ الــعَوَاقِبُ

أحمد الجمل
18-01-2019, 06:38 PM
يا الله ..
هذا قلب موجوع وأي وجع
كأني بك أستاذي الفاضل وأخي الحبيب قد فاض بك الكيل ووصل الوجع إلى منتهاه ، ولم يعد في القلب متسع للصبر على السفهاء والحمقى والحاقدين والحاسدين
وأصدقك القول ..
فإنك كنت حليما أكثر مما ينبغي وأشهد على ذلك
فبعض الناس لا يصلحهم الحلم
غرقت مع قلبك في بحور القصيدة الهائجة فمسني كثير مما يحس به
والقصيدة ساحرة آسرة مبهرة
ومن أجمل ما قرأت شعرا
سلمت أخي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أوقاتك
تحيتي ومحبتي

أحمد الجمل
18-01-2019, 06:43 PM
وَإِنِّــي سَــئِمْتُ الــجَوْرَ مِــنْ كُــلِّ غَــامِطٍ
وَأَنْ يَــحْقُرَ الــسُّلْطَانَ فِي العَرْشِ حَاجِبُ
أَنَـــا الــقِــمَّةُ الــقَــعْسَاءُ لِــلــشَّعْرِ أَحْــرُفِي
أَزَاهِــــيــرُ نَــحْــلٍ لَا تَــعِــيهَا الــعَــنَاكِبُ
تَــــعِــزُّ عَــلَــى الــجَــافِي وَتَــدْنُــو لِــعَــارِفٍ
وَيُــلْــهَــمُ أُسْــــتَــاذٌ رُؤَاهَـــا وَطَــالِــبُ
فَــكَــيْفَ يُــحِــيطُ الــبَــدْرُ عِــلْمًا بِــشَمْسِهِ
وَكَــيْفَ سَــيُحْصِي الــدُّرَّ فِــي الْيَمِّ قَارِبُ
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى
وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُ
وَإِنِّـــي وَأَيْـــمُ اللهِ مَـــا الــشَّــعْرُ مَــذْهَبِي
وَلَــكِــنْ شُــعُورُ الــقَلْبِ لِــلشَّعْرِ ذَاهِــبُ
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ
كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُ
وَإِنَّ سَـــمَــاءَ الــمَــجْــدِ تَـــنْــأَى بِــقَــدْرِهَا
إِذَا زَاحَــمَــتْ فِــيهَا الــنُّجُومَ الــكَوَاكِبُ
فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌ
وَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ
،،،
الله الله الله
وهل تحتاج مثل هذه الأبيات إلى أي تقييم أو تعليق !!!

أحمد الجمل
18-01-2019, 06:50 PM
لَــقَــدْ غَـــادَرَتْ أَرْضَ الــمَــعَالِي لُــيُوثُهَا
فَـــلَـــمْ يَــــبْــقَ إِلَّا أَضْــــبُــعٌ وَثَــعَــالِــبُ
فَــــلَا تُــقْــعِدَنَّ الــلَّــيْثَ مــقْــعَدَ ذِلَّـــةٍ
يُــسَــاوِمُــهُ بِــالــخَــسْفِ نَـــاهٍ وَنَــاهِــبُ
وَإِنَّ الأَبِـــيَّ الــحُــرَّ يَــسْــمُو عَـــنِ الــخَنَا
وَلَا يَــفْــتَــرِي إِنْ أَنْــكَــرَتْــهُ الــــرَّوَاسِــبُ
فَــأَخْــجَلُ مَـــا يُــحْــنِي الــرِّقَابَ تَــخَرُّصٌ
وَأَبْــجَــلُ مَـــا يَــجْــلُو الــقُــلُوبَ الــمَنَاقِبُ
،،،
صدقت والله وأحسنت
ومعذرة على عودة بعد أخرى
فالقصيدة مكتظة بالحكمة والجواهر الثمينة التي يعز على المرء أن يجمعها من قراءة واحدة

محمد حمود الحميري
18-01-2019, 06:52 PM
قصيدة مدوية في أرجاء الشعر والأدب العربي

أقل مرور بها يجب أن يكون حفظًا .

تحيتي

عادل العاني
18-01-2019, 07:24 PM
الله الله ما أروعك
قصيدة شاملة متعددة الغايات لم تنس واردة أو شاردة...
وفيها من الأبيات ما يكون لوحده قصيدة شامخة

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
18-01-2019, 07:37 PM
لم يعد اللمديح مكان فالشعر اعلى مرتبة من المديح
ما شاء الله شلال هادر حمل الشعر والمعاني الدالة
والحكمة البليغة
كل الود

رياض شلال المحمدي
19-01-2019, 10:27 AM
خريدة بهية أخرى تتراقص بها ولها يواقيت الأدب العربي الزاهرة ، وهل
غير العمريّ من يجيدها فيصوغها عِقدًا تتلألأ به حِكمٌ من عيون المعاني وطيب الغوالي ،
بوركت وسلمت وحييت شاعرنا القدير ، تحيتي وسلامي وتقديري .


فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifوَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ

وَلَولَا النَّدَى الدُّرِيُّ مِنْ قَلْبِ ذِي هُدَىًhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifلِــعفْتُ الــمَدَى ضَــاقَتْ عَــلَيْهِ الــمَذَاهِبُ

وَإِنَّ لِأَهْــلِ الــفَضْلِ فِــي النَّفْسِ حُظْوَةًhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifتَــــرَاقَــى لِــرَيَّــاهَــا الــنُّــجُــومُ الــثَّــوَاقِبُ

احمد المعطي
19-01-2019, 11:16 AM
وماذا يقولُ الشعرُ فالقوْلُ ناضِبُ
.............................وَأيُّ مَقالٍ بعدَ حرفكَ صاخِبُ؟
كأنَّ لسانَ الضادِ عنديَ قاصرٌ
.................................وألتغَ محدودُ الخصوبةِ خائبُ
لأني بأمِّ العينِ التقطُ السَّنى
..................................وقلبي بإشعاعِ النَّفائسِ ذائِبُ
فحسبي مِنَ الإبْداعِ ما حمَلَ الصّدى
...........................وَحسْبُكّ من دُرِّ القصيدِ الكواكبُ
قناديلُ رؤيا في الظلامِ بَريقُها
.............................تشقُّ ستار العتم والفكرُ ثاقبُ

ثناء صالح
19-01-2019, 10:38 PM
بَــرِيــقُ مَــرَايَــا يَــسْــلُبُ الــظَّــنَّ رَغْــبَــةً
تُــــثِــيــبُ الــنَّــوَايَــا تَــــارَةً وَتُــعَــاقِــبُ
صورة شعرية رائعة وفريدة ؛ بريق المرايا يعكس حالة الناظر في المرآة ، لذا فهو يثيب ذا النية الحسنة بأن يعكس له ملامحه الجميلة ، ويعاقب ذا النية السيئة بأن بعكس له قبح تعابيره وملامحه.
فكلٌ يرى ما يظنه بنفسه ، وكلٌ أمام هذه المرآة إما مثاب أو معاقَب.
يُــرَاوِدُ قَــمْــحَ الــقَــصْدِ دَاعٍ وَحَــاشِــدٌhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifوَيَــجْــنِي شَــعِــيرَ الــمَــجْدِ عَـــادٍ وَعَــائِــبُ
وهذه من روعات الشعر وتشابيهه واستعاراته ؛ فمن يراود قمح القصد فهو الباحث عن المعنى ذي القيمة المفيدة المغذية للعقل والروح ، وهو الداعي إلى تلك القيمة والحاشد لها عُدَّته وجنده . ولكنه مع لك لن يكون هو الجاني لحصاد المجد. فالجاني لشعير المجد ليس سوى العادي / المعتدي الظالم والعائب الذي تخلى عن القيمة أصلا .
غير أن ما يسرُّ القارئ هنا هو أن الشاعر قد سمى حصيلة المجد شعيراً ولم يسمِّها قمحا . لأن مثل هذا المجد لا يصلح غذاء إلا لمن يتغذى على الشعير ، وهو بمثابة الإنسان الذي يفعل فعل الدابَّة في اتباع شهواته ، لا في اتباع القيَم والمبادئ.
القصيدة زاخرة بما لذََ وطاب من فنون الشعر والشاعرية ، وكل بيت يباهي بنفسه ويتلألأ في معانيه وفرادة إبداعه.
بورك مدادكم وزادكم الله إبداعاً وثبَّتكم على عرش مملكة الشعر !
تحياتي وتقديري

فجر القاضي
20-01-2019, 12:41 AM
أوَتدركُ العقول ما أنت قائله ..
لعمري في حروفك جمال لا يطوله جمال ..

لله الأمر في حال أمة لا ترضى إلا بقاتلها ...
ما أبدعك ..!

عبد السلام دغمش
20-01-2019, 07:30 PM
الدكتور سمير العمري

من يقرأ القصيدة يدرك حجم الوجع الذي يعتصر الفؤاد لما آل إليه حال الأمة ..

يرواد قمح القصد داعٍ و حاشدٌ
.. ويجني شعير المجد عادٍ و عائبُ

هذا البيت يحكي الكثير .. فقد وسد الأمر لمن لا يستحق وكان ذلك ما جنى..

" ومما يمرّ الكأس من حنظل الأسى
... أن استمرأ الصديق ما قال كاذبُ "

صدقت شاعرنا .. هنّ سنون خدّاعات.

هي قناديل رؤيا .. أنرت فيها شعراً و حكمة .

تحياتي .

د. سمير العمري
21-01-2019, 02:54 AM
يا الله ..
هذا قلب موجوع وأي وجع
كأني بك أستاذي الفاضل وأخي الحبيب قد فاض بك الكيل ووصل الوجع إلى منتهاه ، ولم يعد في القلب متسع للصبر على السفهاء والحمقى والحاقدين والحاسدين
وأصدقك القول ..
فإنك كنت حليما أكثر مما ينبغي وأشهد على ذلك
فبعض الناس لا يصلحهم الحلم
غرقت مع قلبك في بحور القصيدة الهائجة فمسني كثير مما يحس به
والقصيدة ساحرة آسرة مبهرة
ومن أجمل ما قرأت شعرا
سلمت أخي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أوقاتك
تحيتي ومحبتي
بارك الله بك أيها الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
وإن القصيدة كتبت جلها قبل فترة بناء على ما حدث في مسابقة ما يسمونها بـ "شاعر الرسول" والتي شاركت فيها طمعا باللقب فكان الفساد والجور الذي أقر به المنظمون وبعض المحكمين وجل المشاركين وأكثر المتابعين، وتركتها ولم أنشرها في حينه لحسابات ما، ثم عدت لها قبل أيام فأضفت لها وعدلت فيها قليلا كي لا تكون خاصة وموجهة فيكون ذمي لهم بمثابة مديح وجعلتها تحمل الهم العام قبل الهم الخاص وتتناول حال الأمة وتهافت الهمم وفساد الذمم واندثار القيم بما أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعة همة وضياع أمة. ولعل في معرفة المناسبة والحيثيات ما يزيد من عمق القراءة للقصيدة وللوقوف على مواضع التكثيف اللفظي والمعنوي وامتداد الصور البيانية ودقتها.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

غلام الله بن صالح
21-01-2019, 12:06 PM
قصيدة راقية
لا فض فوك شاعرنا الكبير
مودتي وتقديري

ثناء صالح
22-01-2019, 01:40 AM
بارك الله بك أيها الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
وإن القصيدة كتبت جلها قبل فترة بناء على ما حدث في مسابقة ما يسمونها بـ "شاعر الرسول" والتي شاركت فيها طمعا باللقب فكان الفساد والجور الذي أقر به المنظمون وبعض المحكمين وجل المشاركين وأكثر المتابعين، وتركتها ولم أنشرها في حينه لحسابات ما، ثم عدت لها قبل أيام فأضفت لها وعدلت فيها قليلا كي لا تكون خاصة وموجهة فيكون ذمي لهم بمثابة مديح وجعلتها تحمل الهم العام قبل الهم الخاص وتتناول حال الأمة وتهافت الهمم وفساد الذمم واندثار القيم بما أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعة همة وضياع أمة. ولعل في معرفة المناسبة والحيثيات ما يزيد من عمق القراءة للقصيدة وللوقوف على مواضع التكثيف اللفظي والمعنوي وامتداد الصور البيانية ودقتها.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري
السلام عليكم
أستاذي الفاضل الشاعر الكبير د. سمير العمري
الحقيقة أنني قد وجدت في هذا الرد الكريم منكم، والذي بيَّنتم فيه المناسبة، التي دعتكم لكتابة هذه القصيدة ، فرصة جيدة لأقول : إن الهامش الذي قد يلحقه الشاعر بنصه الأدبي أو قصيدته، يؤدي دوراً مهماً في توجيه ذهن المتلقي إلى القراءة الأمثل للنص الأدبي.
ولأن الأعراف الأدبية لا تمنح للأديب أو الشاعر ( عموماً) حق العودة إلى نصه ليقوم بشرحه من تلقاء نفسه، فإنني أعتقد أنه في حالات خاصة، وعندما يكون مستوى التكثيف والتعميم سمة أسلوبية ثابتة عند الشاعر ، كما هو الحال في أسلوبكم الأدبي العالي الذي بلغ حداً غير مسبوق في تعامله مع فنون البلاغة وأفانين البيان، والذي يجد الكثير من القراء صعوبة في تحليل جمالياته المعنوية والبنيوية ، فإنني أعتقد أن إلحاقكم معظم قصائدكم بهامش خاص ، سيساعد القارئ على القراءة في مستويات من العمق توازي الجمال المكنون في الأبيات . ولا أعلم إن كنتم توافقونني الرأي في أمر هذا الهامش .
غير أنني أودُّ الآن أن أشير إلى بعض الأبيات ببعض الاستفسارات ، التي أعتقد أن مروركم عليها ببعض التفسير -وفقاً لمناسبة كتابتكم للقصيدة - سيمنح القارئ فرصة أكبر للوقوف على جمالها.
قولكم في المطلع :
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ=حَــلَــبْن الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
كيف تكون الأماني مخالب، مع أنهن ما لهن مثالب ؟ كيف يجب علينا فهم هذا التناقض ؟
وقولكم
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ = يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

هل تقصدون بلفظة ( الفتنة ) تلك المسابقة ؟ أم شيئاً آخر؟
وفي هذا البيت: هل الفاعل هو( المواهب) لكلٍ من الفعلين ( تعلِّق وتلعق ) ؟ وماذا قصدتم بحبل القرابين ؟

تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا = وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وما المقصود بلفظة القباقب في هذا البيت ؟
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى= وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وإنني أعتقد أنكم تشرحون سبب اشتراككم في المسابقة في هذا البيت ، فما الذي تقصدونه بلفظة ( لجاجة ) ؟
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ = كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

ويا حبَّذا التعريج منكم ببعض الشرح على هذا البيت فإن لفظة( لحن) موهمة لبعض القراء.
وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا = وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ

أشكركم سلفاً على تفضُّلكم بالإجابة ، وأرجو المعذرة إن كنت قد أثقلت عليكم . غير أنني أعلم أن القرَاء سيكونون ممتنين لقراءة إجابتكم الكريمة .
ولكم التحية والتقدير

أحمد الجمل
22-01-2019, 01:47 AM
السلام عليكم
أستاذي الفاضل الشاعر الكبير د. سمير العمري
الحقيقة أنني قد وجدت في هذا الرد الكريم منكم، والذي بيَّنتم فيه المناسبة، التي دعتكم لكتابة هذه القصيدة ، فرصة جيدة لأقول : إن الهامش الذي قد يلحقه الشاعر بنصه الأدبي أو قصيدته، يؤدي دوراً مهماً في توجيه ذهن المتلقي إلى القراءة الأمثل للنص الأدبي.
ولأن الأعراف الأدبية لا تمنح للأديب أو الشاعر ( عموماً) حق العودة إلى نصه ليقوم بشرحه من تلقاء نفسه، فإنني أعتقد أنه في حالات خاصة، وعندما يكون مستوى التكثيف والتعميم سمة أسلوبية ثابتة عند الشاعر ، كما هو الحال في أسلوبكم الأدبي العالي الذي بلغ حداً غير مسبوق في تعامله مع فنون البلاغة وأفانين البيان، والذي يجد الكثير من القراء صعوبة في تحليل جمالياته المعنوية والبنيوية ، فإنني أعتقد أن إلحاقكم معظم قصائدكم بهامش خاص ، سيساعد القارئ على القراءة في مستويات من العمق توازي الجمال المكنون في الأبيات . ولا أعلم إن كنتم توافقونني الرأي في أمر هذا الهامش .
غير أنني أودُّ الآن أن أشير إلى بعض الأبيات ببعض الاستفسارات ، التي أعتقد أن مروركم عليها ببعض التفسير -وفقاً لمناسبة كتابتكم للقصيدة - سيمنح القارئ فرصة أكبر للوقوف على جمالها.
قولكم في المطلع :
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ=حَــلَــبْن الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
كيف تكون الأماني مخالب، مع أنهن ما لهن مثالب ؟ كيف يجب علينا فهم هذا التناقض ؟
وقولكم
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ = يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

هل تقصدون بلفظة ( الفتنة ) تلك المسابقة ؟ أم شيئاً آخر؟
وفي هذا البيت: هل الفاعل هو( المواهب) لكلٍ من الفعلين ( تعلِّق وتلعق ) ؟ وماذا قصدتم بحبل القرابين ؟

تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا = وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وما المقصود بلفظة القباقب في هذا البيت ؟
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى= وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وإنني أعتقد أنكم تشرحون سبب اشتراككم في المسابقة في هذا البيت ، فما الذي تقصدونه بلفظة ( لجاجة ) ؟
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ = كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

ويا حبَّذا التعريج منكم ببعض الشرح على هذا البيت فإن لفظة ( لحن القول ) موهمة لبعض القراء.

وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا = وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ

أشكركم سلفاً على تفضلكم بالإجابة ، وأرجو المعذرة إن كنت قد أثقلت عليكم . غير أنن أعلم أن القرَذاء سيكونون ممتنين لقراءة إجابتكم الكريمة .
ولكم التحية والتقدير

الله الله الله
يا سلاااااام
أحسنت والله أيتها العبقرية الرائعة
كم أحب تشريحك للقصائد واستخراج ما فيها من لآلئ قد تخفى على الكثيرين لولاك
سلمت ولا حرمنا الله منك

د. سمير العمري
22-01-2019, 11:15 PM
السلام عليكم
أستاذي الفاضل الشاعر الكبير د. سمير العمري
الحقيقة أنني قد وجدت في هذا الرد الكريم منكم، والذي بيَّنتم فيه المناسبة، التي دعتكم لكتابة هذه القصيدة ، فرصة جيدة لأقول : إن الهامش الذي قد يلحقه الشاعر بنصه الأدبي أو قصيدته، يؤدي دوراً مهماً في توجيه ذهن المتلقي إلى القراءة الأمثل للنص الأدبي.
ولأن الأعراف الأدبية لا تمنح للأديب أو الشاعر ( عموماً) حق العودة إلى نصه ليقوم بشرحه من تلقاء نفسه، فإنني أعتقد أنه في حالات خاصة، وعندما يكون مستوى التكثيف والتعميم سمة أسلوبية ثابتة عند الشاعر ، كما هو الحال في أسلوبكم الأدبي العالي الذي بلغ حداً غير مسبوق في تعامله مع فنون البلاغة وأفانين البيان، والذي يجد الكثير من القراء صعوبة في تحليل جمالياته المعنوية والبنيوية ، فإنني أعتقد أن إلحاقكم معظم قصائدكم بهامش خاص ، سيساعد القارئ على القراءة في مستويات من العمق توازي الجمال المكنون في الأبيات . ولا أعلم إن كنتم توافقونني الرأي في أمر هذا الهامش .
غير أنني أودُّ الآن أن أشير إلى بعض الأبيات ببعض الاستفسارات ، التي أعتقد أن مروركم عليها ببعض التفسير -وفقاً لمناسبة كتابتكم للقصيدة - سيمنح القارئ فرصة أكبر للوقوف على جمالها.
قولكم في المطلع :
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ=حَــلَــبْن الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
كيف تكون الأماني مخالب، مع أنهن ما لهن مثالب ؟ كيف يجب علينا فهم هذا التناقض ؟

أستأذن الأحبة الكرام في تقديم الرد على الأستاذة ثناء لأهمية ذلك في شرح وتوضيح بعض الأمور الخاصة بالنص سأعود بالرد عليكم بعد ذلك.

إني أشكر لك بداية رأيك الكريم ورؤيتك الحصيفة ورقيك الأدبي الذي ينعكس ألقا في حرفك الشعري والنقدي، وإنني أمتن لرأيك هذا وردك الثري ويكفيني مثل هذا لأستمر في مسيرة العطاء الصادق واثقا بوجود أمثالك من الكرام الكبار المنصفين ممن يتحلون بالفصاحة والحصافة.

ثم إنني أتفهم تماما رأيك الحصيف بشأن الهامش فهو لا ريب يعين المتلقي على إحاطة أفضل للنص ومعانيه الظاهرة والخفية ولكن وكما تعلمين فإن الأعراف الأدبية لا تتقبل فكرة شرح الشاعر لنصه من جهة وبأن شرح الشاعر لنصه قد ينفر منه القراء حين يرون في ذلك استعراضا من الشاعر لقدراته أو تعاليا عليهم واتهامهم بقلة الفهم رغم أن عدد غير قليل يحكم على النص بقراءة غير عميقة أو كاملة ... ثم إن في شرح الشاعر لبعض إحاطات حول نصه قد يكون فيه تضييق لأفق النص أو تحجيم أو تحديد لأبعاده الممتدة في ذهن المتلقي.
باختصار أفهم ما تقصدين وأراه منطقيا ولكن تطبيقه قد يكون صعبا وقد لا يخدم النص ولا الشعر في بعض الأحيان. والمطلوب هو الرقي بالتعاطي النقدي الأدبي والذي يشهد تهافتا شديدا وتراجعا كبيرا في ها العصر إضافة لتهافت الذائقة التي إنا تتناول النص ذا الطبيعة المباشرة أو النص ذا الطبيعة المغرقة في الرمزية والغموض فلا يفهم بيانا ولا مرادا وإنما يكتفي بالإعجاب بالصور البيانية الحداثية التي تقوم أساسا على التناقض والهذر كشخير الماء وشهقة الصخر ورجفة الهواء. المطلوب هو نقاد مبدعون يسبرون أعماق النصوص ويعملون خيالهم في إطار اللغة الشعرية والصور البيانية ويستقرئون ما بين السطور دون سفور في الطلب ودون جنوح عن الأرب ودون خروج عن الأدب.

ويمكن للقارئ أو الناقد أن يسأل عما يشكل عليه كما تفضلت هنا فيمكن حينها الشرح والتوضيح وفق ما يراد ويناسب وأنا أشكرك هنا على ما تكرمت بالتساؤل حوله بما يمنحني سانحة لتوضيح بعض ما غم في النص وأستأذنك في أن يكون الرد على جزئين.

أولا بخصوص مطلع القصيدة وسؤالك عن التناقض.
بداية كنت أشرت أني كنت كتبت النص على مرحلتين على غير عادتي ... كان كتابة الجزء الأول منه بعد ما كان من مشاركتي في تلك المسابقة التي سموها زورا "شاعر الرسول" ولم يكن من عادتي أن أشارك في مسابقات بل كنت من ينظم المسابقات الأدبية حتى قبل كل ما ترون من مسابقات كأمير الشعراء وشاعر الرسول وغيرها. ولكن قدر الله أن علمت بالمسابقة مصادفة وقبل انتهاء الموعد النهائي بيومين وكانت المسابقة في دورتها الأولى وأغراني اللقب وبأن أتشرف به ليكون لي حجة للشفاعة وقرأت ما كتب المنظمون عن المسابقة من حيث التأكيد على الجدية والنزاهة وخدمة الأدب وبما يحمل معنى مسابقة الرسول من طهر وصدق يؤمن به أن يكون ما يعرف في أمور العرب من فساد وتلاعب في النتائج كما يحدث في مسابقات أخرى خصوصا وأن هذه المسابقة كانت كما بدا للجميع وكأنها بديل مقصود لمسابقة أمير الشعراء تلك. وغالبت نفسي بين رغبتي في اللقب لذاته وبين خشيتي من فساد الذمة في مثل هذه المسابقات ورجح لي وعودهم بالنزاهة والجدية والعدالة المشاركة خصوصا وأنني كنت كتبت قصيدة مطولة من 99 بيتا في مدح الرسول قبل شهور قليلة من تلك المسابقة ودون علم لي بها فخلت حين علمت بأمر المسابقة قبل يومين من نهايتها أن الله أراد لي أن أشارك فتوكلت عليه وشاركت.
وحدث في تلك المسابقة من أمور قد أكتبها بتفصيلاتها يوما ما بما فيها من عجائب ومصائب وبما حملت من تلاعب ويكفي أن أقول هنا مثلا أن المحكمين الثلاثة في النهائي كانوا من أكثر ثلاث بلدان في مؤشر الفساد ليس على مستوى الدول العربية فحسب بل على مستوى العالم فيما يخص الرشوة والمحسوبية والاتفاقات السرية، وبأن رئيس اللجنة المنظمة ورئيس اللجنة الأمنية وأحد أهم المحكمين في مرحلة قبول المشاركات وأكثر المشاركين وأكثر الجمهور رأوني صاحب اللقب ... ورغم شعوري بأن الله أراد لي الخير بأن يكون ما قدمت من شعر وشعور في ميزان الله لا في ميزان دولارات البشر إلا أن الأسف والألم مما رأيت من فساد ذمم وتهافت همم وسوء خلق وظلم شديد جعلني أكتب هذه القصيدة أدافع بها عن قدري وقدرتي التي استغلوها لصالح المسابقة للأسف وأنتقد وأهجو كل فاسد متلاعب وأمدح كل منصف صادق، ثم أني حين وجدت مشاعر الغضب تملي حرفي وتحتد في الهجاء تركت النص طوال هذه الفترة حتى كانت زيارتي للمغرب حيث أعيد طرح هذا الموضوع من قبل عدد غير قليل من الأدباء والشعراء بعضهم شارك في المسابقة وكان رأيهم أنني الأجدر باللقب وبأن اسمي استغل لصالح المسابقة لا أكثر فعدت للنص قبل أيام وأضفت إليه جزءا مهما متعلقا بحال الأمة وهذبت بعض ما لم يطب لي من حدة الهجاء.
وبالطبع فإن هذه القصيدة وإن حملت في جزء منها الهم الخاص فإنني أردتها أوسع وأشمل للهم العام ذلك أن ما يحدث من فساد في المسابقات يحدث في غيرها من أمور الحياة واستشراء فساد الذمم وتهافت الهمم وضياع العدل وفقدان المروءة هو بزعمي ما يوصل الأمة لهذا الضياع على كل صعيد للأسف الشديد، وعليه فالقصيدة هي في مضمونها تحمل الهم العام وإن انبثقت من الهم الخاص ، ومن الظلم التناول بالتنازل فإما هذه وإما تلك، بل يكون التناول بالتناقل بين هذه وتلك.

وبعد هذه المقدمة، التي أعتذر عن إطالتها رغم أنها لا شيء أمام ما عندي من أمر هذه المسابقة، فإني سأقوم بشرح البيت بناء على ما تقدم.
مطلع النص يقوم على توضيح ما ذكرت من أن لقب شاعر الرسول كان أمنية لي طلبا للشفاعة وليس لأجل المال أو الشهرة أو غير ذلك، ووالله لو عرضوا لي المال دون اللقب ما رضيت ولو منحوني اللقب دون المال لقبلت وسعدت. فهي أماني مشروعة والاستدراك ب "لكن" هنا هو استدراك تنزيه لا تمييز ذلك أن الأماني هي الرغبات والميول والشهوات في النفس قد تكون شريفة وقد تكون غير شريفة وتميل اللفظة في فقه اللغة إلى الجانب السلبي وهذه بعض آيات من الكتاب الكريم تبين هذا:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
فالأصل هو أن الأماني قد تحمل معنى غير شريف ولذا وجب الاستدراك للتنزبه وللتأكيد على أن القصد شريف والقاصد شريف وأن المشاركة لم تكن إلا لما ذكرت من شرف اللقب لا أكثر. وقد يقول قائل: ففيم وظفت اللفظة على ما فيها كأن يكون أمل أو رجاء أو مفردة لا تحوجك لاستدراك؛ أقول: إن ذلك بسبب الإدراك المتأخر بأن هذا الذي رجوته لم يكن أكثر من أماني لم ولن تتحقق في ظل حالة الأمة التي شرحنا ، وبأن ظني بأن اللقب هو ما يمكن أن يضمن لي ما أرجو من شفاعة هو ظن غير دقيق وأن الله أكرمني بما كان إذ لو كنت حصدت اللقب لشاب قصدي وقصيدتي بمال أو بمزيد شهرة ما قد يفسد علي الأرب.
وأما عن ما يبدو من تناقض الأماني التي بلا مثالب وكيف أنها مخالب فيجب توضيح هذه الأمور:
أما أول الأمور فهو لتوضيح ماهية الأماني كي لا يفهم من وصفها بالمخالب معنى غير مقصود فالأماني في ذاتها راقية طاهرة كريمة وليس فيها ما يشين كما شرحت أعلاه من خلال شرح الاستدراك.
وأما ثاني الأمور فهو لتوضيح أن أسلوب تحقيق الأماني إن لم يكن مناسبا فسيكون بمثابة مخالب تحلب الضرع بما في هذه الصورة من عمق تجسيد للأذى والألم وعدم تحقيق الأرب ومثلك لا يحتاج شرحا لعمق الصورة في العجز.
وأما ثالث هذه الأمور فهو لتوضيح أن كون الأماني بلا مثالب وكون الأسلوب مناسب فلا يعني بالضرورة أن النتيجة قد تكون غير مناسبة بمثابة مخالب تحلب فلا يكون منها اللبن وإنما الدم والألم والأذى.
وأما رابع الأمور فهو التنظير الفلسفي بأن رقي الطموح وسمو التطلع لا يكفي لتجنب نتائج مؤلمة جدا فرقي المقصد لا يعني بالضرورة رقي النتيجة بل ولا حتى ضمان تحقيقها.
وعليه يكون معنى البيت أن ثمة ما مناني بأمر ظننته خيرا فتمنيته بقصد شريف طاهر وأسلوب ظننته نزيه منصف وظروف لبست على عقلي حتى صورت لي الأماني تلك بلأي وإصرار أن فيها الخير الكثير كحلب الضرع للبن سائغ الشراب فإذا بأكف تلك الأماني الناعمة الحالمة مخالب تمزق ذلك الضرع وتدميه وتؤذيه بكل بأظفار الفساد والكذب والمتاجرة؛ فكانت الأماني بلا مثالب في الحلم ولكنها تجلت كمخالب بما كان من نتيجة أفرزها الواقع الفاسد الجائر.

وأخيرا أؤكد على أن لا يقف الحكم على المعنى هنا على الهم الخاص بل يجب أن يكون هناك نظرة للهم العام في النص وفي هذا البيت المطلع وخصوصا جانب التنظير الفلسفي فيه الذي أشرت إليه.

تقديري

أحمد الجمل
22-01-2019, 11:31 PM
أستأذن الأحبة الكرام في تقديم الرد على الأستاذة ثناء لأهمية ذلك في شرح وتوضيح بعض الأمور الخاصة بالنص سأعود بالرد عليكم بعد ذلك.

إني أشكر لك بداية رأيك الكريم ورؤيتك الحصيفة ورقيك الأدبي الذي ينعكس ألقا في حرفك الشعري والنقدي، وإنني أمتن لرأيك هذا وردك الثري ويكفيني مثل هذا لأستمر في مسيرة العطاء الصادق واثقا بوجود أمثالك من الكرام الكبار المنصفين ممن يتحلون بالفصاحة والحصافة.
ثم إنني أتفهم تماما رأيك الحصيف بشأن الهامش فهو لا ريب يعين المتلقي على إحاطة أفضل للنص ومعانيه الظاهرة والخفية ولكن وكما تعلمين فإن الأعراف الأدبية لا تتقبل فكرة شرح الشاعر لنصه من جهة وبأن شرح الشاعر لنصه قد ينفر منه القراء حين يرون في ذلك استعراضا من الشاعر لقدراته أو تعاليا عليهم واتهامهم بقلة الفهم رغم أن عدد غير قليل يحكم على النص بقراءة غير عميقة أو كاملة ... ثم إن في شرح الشاعر لبعض إحاطات حول نصه قد يكون فيه تضييق لأفق النص أو تحجيم أو تحديد لأبعاده الممتدة في ذهن المتلقي.
باختصار أفهم ما تقصدين وأراه منطقيا ولكن تطبيقه قد يكون صعبا وقد لا يخدم النص ولا الشعر في بعض الأحيان. والمطلوب هو الرقي بالتعاطي النقدي الأدبي والذي يشهد تهافتا شديدا وتراجعا كبيرا في ها العصر إضافة لتهافت الذائقة التي إنا تتناول النص ذا الطبيعة المباشرة أو النص ذا الطبيعة المغرقة في الرمزية والغموض فلا يفهم بيانا ولا مرادا وإنما يكتفي بالإعجاب بالصور البيانية الحداثية التي تقوم أساسا على التناقض والهذر كشخير الماء وشهقة الصخر ورجفة الهواء. المطلوب هو نقاد مبدعون يسبرون أعماق النصوص ويعملون خيالهم في إطار اللغة الشعرية والصور البيانية ويستقرئون ما بين السطور دون سفور في الطلب ودون جنوح عن الأرب ودون خروج عن الأدب.

ويمكن للقارئ أو الناقد أن يسأل عما يشكل عليه كما تفضلت هنا فيمكن حينها الشرح والتوضيح وفق ما يراد ويناسب وأنا أشكرك هنا على ما تكرمت بالتساؤل حوله بما يمنحني سانحة لتوضيح بعض ما غم في النص وأستأذنك في أن يكون الرد على جزئين.

أولا بخصوص مطلع القصيدة وسؤالك عن التناقض.
بداية كنت أشرت أني كنت كتبت النص على مرحلتين على غير عادتي ... كان كتابة الجزء الأول منه بعد ما كان من مشاركتي في تلك المسابقة التي سموها زورا "شاعر الرسول" ولم يكن من عادتي أن أشارك في مسابقات بل كنت من ينظم المسابقات الأدبية حتى قبل كل ما ترون من مسابقات كأمير الشعراء وشاعر الرسول وغيرها. ولكن قدر الله أن علمت بالمسابقة مصادفة وقبل انتهاء الموعد النهائي بيومين وكانت المسابقة في دورتها الأولى وأغراني اللقب وبأن أتشرف به ليكون لي حجة للشفاعة وقرأت ما كتب المنظمون عن المسابقة من حيث التأكيد على الجدية والنزاهة وخدمة الأدب وبما يحمل معنى مسابقة الرسول من طهر وصدق يؤمن به أن يكون ما يعرف في أمور العرب من فساد وتلاعب في النتائج كما يحدث في مسابقات أخرى خصوصا وأن هذه المسابقة كانت كما بدا للجميع وكأنها بديل مقصود لمسابقة أمير الشعراء تلك. وغالبت نفسي بين رغبتي في اللقب لذاته وبين خشيتي من فساد الذمة في مثل هذه المسابقات ورجح لي وعودهم بالنزاهة والجدية والعدالة المشاركة خصوصا وأنني كنت كتبت قصيدة مطولة من 99 بيتا في مدح الرسول قبل شهور قليلة من تلك المسابقة ودون علم لي بها فخلت حين علمت بأمر المسابقة قبل يومين من نهايتها أن الله أراد لي أن أشارك فتوكلت عليه وشاركت.
وحدث في تلك المسابقة من أمور قد أكتبها بتفصيلاتها يوما ما بما فيها من عجائب ومصائب وبما حملت من تلاعب ويكفي أن أقول هنا مثلا أن المحكمين الثلاثة في النهائي كانوا من أكثر ثلاث بلدان في مؤشر الفساد ليس على مستوى الدول العربية فحسب بل على مستوى العالم فيما يخص الرشوة والمحسوبية والاتفاقات السرية، وبأن رئيس اللجنة المنظمة ورئيس اللجنة الأمنية وأحد أهم المحكمين في مرحلة قبول المشاركات وأكثر المشاركين وأكثر الجمهور رأوني صاحب اللقب ... ورغم شعوري بأن الله أراد لي الخير بأن يكون ما قدمت من شعر وشعور في ميزان الله لا في ميزان دولارات البشر إلا أن الأسف والألم مما رأيت من فساد ذمم وتهافت همم وسوء خلق وظلم شديد جعلني أكتب هذه القصيدة أدافع بها عن قدري وقدرتي التي استغلوها لصالح المسابقة للأسف وأنتقد وأهجو كل فاسد متلاعب وأمدح كل منصف صادق، ثم أني حين وجدت مشاعر الغضب تملي حرفي وتحتد في الهجاء تركت النص طوال هذه الفترة حتى كانت زيارتي للمغرب حيث أعيد طرح هذا الموضوع من قبل عدد غير قليل من الأدباء والشعراء بعضهم شارك في المسابقة وكان رأيهم أنني الأجدر باللقب وبأن اسمي استغل لصالح المسابقة لا أكثر فعدت للنص قبل أيام وأضفت إليه جزءا مهما متعلقا بحال الأمة وهذبت بعض ما لم يطب لي من حدة الهجاء.
وبالطبع فإن هذه القصيدة وإن حملت في جزء منها الهم الخاص فإنني أردتها أوسع وأشمل للهم العام ذلك أن ما يحدث من فساد في المسابقات يحدث في غيرها من أمور الحياة واستشراء فساد الذمم وتهافت الهمم وضياع العدل وفقدان المروءة هو بزعمي ما يوصل الأمة لهذا الضياع على كل صعيد للأسف الشديد، وعليه فالقصيدة هي في مضمونها تحمل الهم العام وإن انبثقت من الهم الخاص ، ومن الظلم التناول بالتنازل فإما هذه وإما تلك، بل يكون التناول بالتناقل بين هذه وتلك.

وبعد هذه المقدمة، التي أعتذر عن إطالتها رغم أنها لا شيء أمام ما عندي من أمر هذه المسابقة، فإني سأقوم بشرح البيت بناء على ما تقدم.
مطلع النص يقوم على توضيح ما ذكرت من أن لقب شاعر الرسول كان أمنية لي طلبا للشفاعة وليس لأجل المال أو الشهرة أو غير ذلك، ووالله لو عرضوا لي المال دون اللقب ما رضيت ولو منحوني اللقب دون المال لقبلت وسعدت. فهي أماني مشروعة والاستدراك ب "لكن" هنا هو استدراك تنزيه لا تمييز ذلك أن الأماني هي الرغبات والميول والشهوات في النفس قد تكون شريفة وقد تكون غير شريفة وتميل اللفظة في فقه اللغة إلى الجانب السلبي وهذه بعض آيات من الكتاب الكريم تبين هذا:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
فالأصل هو أن الأماني قد تحمل معنى غير شريف ولذا وجب الاستدراك للتنزبه وللتأكيد على أن القصد شريف والقاصد شريف وأن المشاركة لم تكن إلا لما ذكرت من شرف اللقب لا أكثر. وقد يقول قائل: ففيم وظفت اللفظة على ما فيها كأن يكون أمل أو رجاء أو مفردة لا تحوجك لاستدراك؛ أقول: إن ذلك بسبب الإدراك المتأخر بأن هذا الذي رجوته لم يكن أكثر من أماني لم ولن تتحقق في ظل حالة الأمة التي شرحنا ، وبأن ظني بأن اللقب هو ما يمكن أن يضمن لي ما أرجو من شفاعة هو ظن غير دقيق وأن الله أكرمني بما كان إذ لو كنت حصدت اللقب لشاب قصدي وقصيدتي بمال أو بمزيد شهرة ما قد يفسد علي الأرب.
وأما عن ما يبدو من تناقض الأماني التي بلا مثالب وكيف أنها مخالب فيجب توضيح هذه الأمور:
أما أول الأمور فهو لتوضيح ماهية الأماني كي لا يفهم من وصفها بالمخالب معنى غير مقصود فالأماني في ذاتها راقية طاهرة كريمة وليس فيها ما يشين كما شرحت أعلاه من خلال شرح الاستدراك.
وأما ثاني الأمور فهو لتوضيح أن أسلوب تحقيق الأماني إن لم يكن مناسبا فسيكون بمثابة مخالب تحلب الضرع بما في هذه الصورة من عمق تجسيد للأذى والألم وعدم تحقيق الأرب ومثلك لا يحتاج شرحا لعمق الصورة في العجز.
وأما ثالث هذه الأمور فهو لتوضيح أن كون الأماني بلا مثالب وكون الأسلوب مناسب فلا يعني بالضرورة أن النتيجة قد تكون غير مناسبة بمثابة مخالب تحلب فلا يكون منها اللبن وإنما الدم والألم والأذى.
وأما رابع الأمور فهو التنظير الفلسفي بأن رقي الطموح وسمو التطلع لا يكفي لتجنب نتائج مؤلمة جدا فرقي المقصد لا يعني بالضرورة رقي النتيجة بل ولا حتى ضمان تحقيقها.
وعليه يكون معنى البيت أن ثمة ما مناني بأمر ظننته خيرا فتمنيته بقصد شريف طاهر وأسلوب ظننته نزيه منصف وظروف لبست على عقلي حتى صورت لي الأماني تلك بلأي وإصرار أن فيها الخير الكثير كحلب الضرع للبن سائغ الشراب فإذا بأكف تلك الأماني الناعمة الحالمة مخالب تمزق ذلك الضرع وتدميه وتؤذيه بكل بأظفار الفساد والكذب والمتاجرة؛ فكانت الأماني بلا مثالب في الحلم ولكنها تجلت كمخالب بما كان من نتيجة أفرزها الواقع الفاسد الجائر.

وأخيرا أؤكد على أن لا يقف الحكم على المعنى هنا على الهم الخاص بل يجب أن يكون هناك نظرة للهم العام في النص وفي هذا البيت المطلع وخصوصا جانب التنظير الفلسفي فيه الذي أشرت إليه.

تقديري

الله الله الله
مع أنني أمل بسرعة من قراءة قصيدة طويلة أو مقال مطول ، إلا أنني قرأت كل حرف هنا بشغف
شكرا جزيلا على هذه المتعة
وبالطبع الشكر موصول للرائعة الأستاذة / ثناء
التي تجلب وتحلب لنا الروائع على طبق من فضة

د. سمير العمري
24-01-2019, 03:51 PM
وقولكم
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ = يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

هل تقصدون بلفظة ( الفتنة ) تلك المسابقة ؟ أم شيئاً آخر؟
وفي هذا البيت: هل الفاعل هو( المواهب) لكلٍ من الفعلين ( تعلِّق وتلعق ) ؟ وماذا قصدتم بحبل القرابين ؟

تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا = وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وما المقصود بلفظة القباقب في هذا البيت ؟
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى= وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

وإنني أعتقد أنكم تشرحون سبب اشتراككم في المسابقة في هذا البيت ، فما الذي تقصدونه بلفظة ( لجاجة ) ؟
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ = كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif

ويا حبَّذا التعريج منكم ببعض الشرح على هذا البيت فإن لفظة( لحن) موهمة لبعض القراء.
وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا = وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ

أشكركم سلفاً على تفضُّلكم بالإجابة ، وأرجو المعذرة إن كنت قد أثقلت عليكم . غير أنني أعلم أن القرَاء سيكونون ممتنين لقراءة إجابتكم الكريمة .
ولكم التحية والتقدير

أعود للرد على ما تبقى من تساؤلات بإذن الله تعالى.

أما الأول فليس الأمر قصرا على أمر المسابقة وإنما هو توصيف لحال عامة بات يستحسن فيها القبيح ويستقبح فيها الحسن ... وإنه لا يمكن عند ذي لب فصل واقع ما كان في المسابقة عن واقع المشهد الأخلاقي العام في الأمة والذي يؤثر على كل صعيد سياسي وعلمي وتعليمي وإعلامي وأدبي وفكري وديني ... إن ما كان من المسابقة ليس إلا عرضا واحدا من أعراض عدة لمرض خطير أصاب الأمة يكاد يذهل اللب ويذهب العقل وما ذاك إلا بسبب ضياع العدل وانتشار العذل وفساد النفوس.

وأما الثاني فنعم المواهب هي الفاعل للفعلين وأما حبل القرابين فلا أحسبك تسألين عن المعنى اللفظي فهو واضح وأما المراد في هذا البيت فهو أولئك الشعراء الذين يرون أن تأهلهم لمسابقة رفقة كبار الشعراء يجعلهم رأسا برأس وإن كانوا ضمن سلسلة الفساد التي ذكرت ففازوا ظنوا بأنهم باتوا أفضل منهم، ومن لم يفز يسعد ويطرب بثناء أمثال أولئك المحكمين الذين لم يختاروا لأنهم أكبر الشعراء أو أفضل الأدباء بل لعلاقات شخصية ومصالح خاصة ولا نكاد نرى لهم في الشعر شيئا مذكورا .. فيضحي أمثال أولئك المواهب بقدر الشعر والشعراء مقابل بعض ثناء ممن لا يمثل رأيهم شيئا حقيقيا في عالم الشعر بدل أن تنتصر تلك المواهب للحق والخير والجمال ويحكموا بالعدل والصدق.

وأما الثالث فالقباقب هو الكثير الكلام يصيب فيه ويخطئ ... أي هو أقرب للثرثرة بأنصاف الحقائق ذلك أن الأداء الإعلامي يعتمد على أمثال هؤلاء ممن يتحدثون ويتحدثون بثرثرة وبقليل من صواب وكثير من لغط وغلط وأمثال هؤلاء يكونون غالبا سطحيين لا يمكنهم سبر أغوار المعاني وعمق الصور والتراكيب.

وأما الرابع أما معنى اللجاجة لفظا فهو اختلاط الأصوات باضطراب وتعني أيضا الإلحاح والعناد في طلب الأمر بتهور ربما ودون تبصر ... وأما من معاني ما أردت هو أن طلبي اللقب بدا لي بعد ما كان أنه إنما كان لجاجة وأنه كان يتوجب علي أم أعي أن ما أريده وأرغب به يتحقق بدونها بل إن في الحصول على اللقب ما قد يفسد حقيقة رغبتي متى اختلط المال والشهرة به فأدركت أن فضل الله كان كبيرا حين صرف هذا اللقب عني لتكون قصيدتي خالصة لما رغبت به من شفاعة الحبيب خصوصا وأنني كتبتها لهذا وليس للمسابقة أو للفوز.

وأما الخامس فاللحن هنا ليس المقصود به الموسيقا وليس المقصود به ذات اللغة ... وإنما أردت به هنا الخطأ في الكلام إعرابا وتوظيفا "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ"دلالة على جهل من يدعي أنه مبدع أو أنه أديب ومثقف أو أنه يمكنه الحكم على فنون الإبداع فكيف يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه؟؟ يعني مثلا مما كان في المسابقة أن سأل أحدهم مستنكرا عن معنى يؤز ومعنى الغرقد ... وعذل آخر نسيب الغزل في شعري ولم يكن ثمة غزل بل نسيب حكمة وأضحك هذا الجمهور عليه.

أكرر شكري وأرجو أن تكون ردودي المقتضبة قد شرحت جانبا مما قد يكون غم على بعض القراء.

تقديري

خالد صبر سالم
24-01-2019, 09:31 PM
مع هذه الانفاس الشعرية العذبة والطويلة كنت أتأمل الافكار الرائعة والصياغة الشعرية المبدعة
شاعرنا القدير الدكتور سمير
دمت تتحف ارواحنا بجمال الشعر وعذوبته
خالص الاحترام والمحبة

د. سمير العمري
31-01-2019, 04:59 AM
وَإِنِّــي سَــئِمْتُ الــجَوْرَ مِــنْ كُــلِّ غَــامِطٍ
وَأَنْ يَــحْقُرَ الــسُّلْطَانَ فِي العَرْشِ حَاجِبُ
أَنَـــا الــقِــمَّةُ الــقَــعْسَاءُ لِــلــشَّعْرِ أَحْــرُفِي
أَزَاهِــــيــرُ نَــحْــلٍ لَا تَــعِــيهَا الــعَــنَاكِبُ
تَــــعِــزُّ عَــلَــى الــجَــافِي وَتَــدْنُــو لِــعَــارِفٍ
وَيُــلْــهَــمُ أُسْــــتَــاذٌ رُؤَاهَـــا وَطَــالِــبُ
فَــكَــيْفَ يُــحِــيطُ الــبَــدْرُ عِــلْمًا بِــشَمْسِهِ
وَكَــيْفَ سَــيُحْصِي الــدُّرَّ فِــي الْيَمِّ قَارِبُ
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى
وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُ
وَإِنِّـــي وَأَيْـــمُ اللهِ مَـــا الــشَّــعْرُ مَــذْهَبِي
وَلَــكِــنْ شُــعُورُ الــقَلْبِ لِــلشَّعْرِ ذَاهِــبُ
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ
كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُ
وَإِنَّ سَـــمَــاءَ الــمَــجْــدِ تَـــنْــأَى بِــقَــدْرِهَا
إِذَا زَاحَــمَــتْ فِــيهَا الــنُّجُومَ الــكَوَاكِبُ
فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌ
وَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ
،،،
الله الله الله
وهل تحتاج مثل هذه الأبيات إلى أي تقييم أو تعليق !!!
أنت بهذا الرد وهذه الاختيارات تحقق معنى قولي في البيت أعلاه
أَنَـــا الــقِــمَّةُ الــقَــعْسَاءُ لِــلــشَّعْرِ أَحْــرُفِي
أَزَاهِــــيــرُ نَــحْــلٍ لَا تَــعِــيهَا الــعَــنَاكِبُ
فإن هذه وقفات نحل نفسك الشعرية المرهفة التي تميز الشهد من الصاب وتدرك قيمة الحرف وعمق المعاني فلله درك!
بوركت أيها الحبيب دام دفعك!

تقديري

د. وسيم ناصر
31-01-2019, 10:07 PM
قناديل رؤيا



إِذَا وُسِّـــدَ الــحُــكْمُ الــحَــصِيفُ لِــجَاهِلٍ = سَــيَـرْغَبُ عَـــنْ أَهْــلِ الـحِجَـا وَيُــحَارِبُ


وَإِنَّ سَـــمَــاءَ الــمَــجْــدِ تَـــنْــأَى بِــقَــدْرِهَا = إِذَا زَاحَــمَــتْ فِــيهَا الــنُّجُومَ الــكَوَاكِبُ


وَإِنْ ضَـــاعَ بَــيْــنَ الــقَــوْمِ عَــدْلٌ وَذِمَّــةٌ = فَــقَــدْ ضَـــاعَ فِــيهِمْ مُــسْتَحَقٌّ وَوَاجِــبُ



هي حقا قناديل ...

قد لاتنير ظلام القلوب .. لكنها تسلط عليها الضوء..


جميل جدا..

سلمت يداك ولا فض فوك

عبدالإله الزّاكي
01-02-2019, 12:55 PM
ويمكن للقارئ أو الناقد أن يسأل عما يشكل عليه كما تفضلت هنا فيمكن حينها الشرح والتوضيح وفق ما يراد ويناسب وأنا أشكرك هنا على ما تكرمت بالتساؤل حوله بما يمنحني سانحة لتوضيح بعض ما غم في النص وأستأذنك في أن يكون الرد على جزئين.

أولا بخصوص مطلع القصيدة وسؤالك عن التناقض.

وبعد هذه المقدمة، التي أعتذر عن إطالتها رغم أنها لا شيء أمام ما عندي من أمر هذه المسابقة، فإني سأقوم بشرح البيت بناء على ما تقدم.
مطلع النص يقوم على توضيح ما ذكرت من أن لقب شاعر الرسول كان أمنية لي طلبا للشفاعة وليس لأجل المال أو الشهرة أو غير ذلك، ووالله لو عرضوا لي المال دون اللقب ما رضيت ولو منحوني اللقب دون المال لقبلت وسعدت. فهي أماني مشروعة والاستدراك ب "لكن" هنا هو استدراك تنزيه لا تمييز ذلك أن الأماني هي الرغبات والميول والشهوات في النفس قد تكون شريفة وقد تكون غير شريفة وتميل اللفظة في فقه اللغة إلى الجانب السلبي وهذه بعض آيات من الكتاب الكريم تبين هذا:
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

وأما ثالث هذه الأمور فهو لتوضيح أن كون الأماني بلا مثالب وكون الأسلوب مناسب فلا يعني بالضرورة أن النتيجة قد تكون غير مناسبة بمثابة مخالب تحلب فلا يكون منها اللبن وإنما الدم والألم والأذى.
وأما رابع الأمور فهو التنظير الفلسفي بأن رقي الطموح وسمو التطلع لا يكفي لتجنب نتائج مؤلمة جدا فرقي المقصد لا يعني بالضرورة رقي النتيجة بل ولا حتى ضمان تحقيقها.
وعليه يكون معنى البيت أن ثمة ما مناني بأمر ظننته خيرا فتمنيته بقصد شريف طاهر وأسلوب ظننته نزيه منصف وظروف لبست على عقلي حتى صورت لي الأماني تلك بلأي وإصرار أن فيها الخير الكثير كحلب الضرع للبن سائغ الشراب فإذا بأكف تلك الأماني الناعمة الحالمة مخالب تمزق ذلك الضرع وتدميه وتؤذيه بكل بأظفار الفساد والكذب والمتاجرة؛ فكانت الأماني بلا مثالب في الحلم ولكنها تجلت كمخالب بما كان من نتيجة أفرزها الواقع الفاسد الجائر.

وأخيرا أؤكد على أن لا يقف الحكم على المعنى هنا على الهم الخاص بل يجب أن يكون هناك نظرة للهم العام في النص وفي هذا البيت المطلع وخصوصا جانب التنظير الفلسفي فيه الذي أشرت إليه.

تقديري

قرأتُ القصيدة أكثر من مرة فيستقر سحرها في نفسي كل مرة أكثر فأكثر، لكن لستُ أدري لماذا لازلت أستثقل مطلع القصيدة كل مرة، رغم كل الشروحات التي قدمتها أستاذي الفاضل وشاعرنا السامق و أمير الحرف والبيان. لذلك أضم صوتي للشاعرة القديرة والناقدة الكبيرة ثناء صالح وأقول: ما دام القصد كان نبيلا وشريفا من الأول لماذا لا يتم بيان ذلك القصد من أول البيت وهذا أبلغ - في نظري - في إظهار حقيقة أمنية الشاعر والتأكيد على ذلك كأن يقال مثلا:
أمانيّ صدق ما لهنّ شوائب=حلبن النهى لأيّا وهنّ صوائب
تعلم أنه من طبعي التطاول على القامات الفارهة وهذه عادة سيئة تلازمني ولا أكاد أستغنى عنها مع الكرام. لك فيض الحب والتقدير وخالص المودة

ثناء صالح
01-02-2019, 10:50 PM
قرأتُ القصيدة أكثر من مرة فيستقر سحرها في نفسي كل مرة أكثر فأكثر، لكن لستُ أدري لماذا لازلت أستثقل مطلع القصيدة كل مرة، رغم كل الشروحات التي قدمتها أستاذي الفاضل وشاعرنا السامق و أمير الحرف والبيان. لذلك أضم صوتي للشاعرة القديرة والناقدة الكبيرة ثناء صالح وأقول: ما دام القصد كان نبيلا وشريفا من الأول لماذا لا يتم بيان ذلك القصد من أول البيت وهذا أبلغ - في نظري - في إظهار حقيقة أمنية الشاعر والتأكيد على ذلك كأن يقال مثلا:
أمانيّ صدق ما لهنّ شوائب=حلبن النهى لأيّا وهنّ صوائب
تعلم أنه من طبعي التطاول على القامات الفارهة وهذه عادة سيئة تلازمني ولا أكاد أستغنى عنها مع الكرام. لك فيض الحب والتقدير وخالص المودة
السلام عليكم
أستاذي الكريم الشاعر عبد الإله الزاكي
أرجو أن تسمحوا لي بإيضاح وجهة نظري في ما تفضلتم به أعلاه .
أعتقد أن التعديل الذي تفضلتم باقتراحه على البيت سيفقد الصورة الشعرية في العجز جمالها المعنوي الفريد .
فعندما قال الأستاذ د. سمير العمري " حلبن النهى لأياً وهن مخالب " كانت العلاقة المعنوية بين الَحلْب والمخالب واضحة . وكانت هي سر قوة المعنى وسر جزالة التركيب اللغوي الذي جاءت فيه.
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifحَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
هنا تشبيه تمثيلي يشبه فيه الشاعر النهى أو العقل وهو يدرُّ بالشعر والإبداع بضرع الشاة، والأماني التي تحفز النهى على الإبداع عادة يشبهها بالأصابع التي تحلب الضرع. و يريد الشاعر أن يقول أن عملية حلب النهى كانت مؤلمة للغاية لأن الأمانيَّ لم تكن مجرد أصابع كما هي العادة ، بل كانت مخالب. والمخالب تكون حادة وجارحة. لذا فهو يستخدم اللفظة ( لأياً) ليعبر عن طريقة الحلب. واللأي هو المشقة والشدة والجهد. ومعلوم أن عملية الحلب تحتاج إلى رقة في حركة الأصابع وملامستها لضرع الشاة . فإذا ما تمت العملية بعنف فذلك يؤذي ويؤلم .
وعلى هذا فإن لفظة ( مخالب) مناسبة جداً في محلها من البيت، لمنح الصورة الشعرية معناها المميز والعميق .
بينما اللفظة التي اقترحتموها (صوائب) لا وظيفة لها في الصورة الشعرية ، ولا تخدم المعنى الذي أراد الشاعر التعبير عنه ، وهو اللأي أو الضغط النفسي الذي شعر به بسبب أمانيّه في الحصول على لقب ( شاعر الرسول )ليكون له حجة في شعره يوم الحساب.
فهذه الأماني هي التي حفَّزت عقله وقريحته الشعرية ( النهى) لإبداع الشعر ، فلمَّا وجد لجنة التحكيم غير عادلة في تقييم شعره،أوجعته تلك الأمانيُّ المشروعة واعتبرها كالمخالب التي تحلب النهى لأياً، لأنها كانت سبباً في إيلامه وعدم إنصافه .ولولاها لما تعرَّض للظلم.
ولا بد لنا من قراءة الواو في قوله ( وهن مخالب) على أنها الواو الحالية؛ وهذا يعني أن الأمانيَّ حلبن النهى لأياً حال كونهن مخالب. فثمة إذن حال معينة للأماني يتحدث عنها الشاعر . وأما ماعدا هذه الحال فالأماني ما لهن مثالب .
إذن فالعجز لا يقبل التعديل في رأيي ، وكل كلمة فيه جاءت في مكانها المناسب .
وكذلك الأمر في الصدر (أمانيُّ لكن ما لهن مثالب)فقد رأيت أن حرف الاستدراك (لكن) هو ما يوهم القارئ بالتناقض إذا اعتبرنا أن الأماني في الأصل كلها حسنة وصالحة . لكن قناعة الشاعر مخالفة لقناعتنا . ولديه وجهة نظر وجيهة يرى فيها أن الأمانيَّ قد تكون غير مشروعة وغير حسنة في أحيان كثيرة . لذا فقد ساق لنا بشرحه لمعنى البيت آيات عدة من القرآن الكريم يوضح لنا فيها أنه قد استدرك بـ(لكن) لأنه لا يرى أن كل الأماني حسنة ومشروعة . فاستدراكه جاء في مكانه، وهو استدراك صحيح ويجب أن يزول شعورنا بالتناقض بعدما قرأنا وجهة نظر الشاعر.
ويكون المعنى في الصدر : هي أمانيُّ، والأماني منها ما تكون ذات مثالب وعيوب كونها غير مشروعة، ومنها ما تكون (ما لهن مثالب) كونها مشروعة . وهذه أمانيُّ لكن ما لهن مثالب .
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifحَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
ولعلكم توافقونني الرأي من وجهة النظر التي عرضتها أعلاه.
مع التحية والتقدير

عبدالإله الزّاكي
02-02-2019, 01:06 AM
السلام عليكم
أستاذي الكريم الشاعر عبد الإله الزاكي

فعندما قال الأستاذ د. سمير العمري " حلبن النهى لأياً وهن مخالب " كانت العلاقة المعنوية بين الَحلْب والمخالب واضحة . وكانت هي سر قوة المعنى وسر جزالة التركيب اللغوي الذي جاءت فيه.
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifحَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
هنا تشبيه تمثيلي يشبه فيه الشاعر النهى أو العقل وهو يدرُّ بالشعر والإبداع بضرع الشاة، والأماني التي تحفز النهى على الإبداع عادة يشبهها بالأصابع التي تحلب الضرع. و يريد الشاعر أن يقول أن عملية حلب النهى كانت مؤلمة للغاية لأن الأمانيَّ لم تكن مجرد أصابع كما هي العادة ، بل كانت مخالب. والمخالب تكون حادة وجارحة. لذا فهو يستخدم اللفظة ( لأياً) ليعبر عن طريقة الحلب. واللأي هو المشقة والشدة والجهد. ومعلوم أن عملية الحلب تحتاج إلى رقة في حركة الأصابع وملامستها لضرع الشاة . فإذا ما تمت العملية بعنف فذلك يؤذي ويؤلم .
وعلى هذا فإن لفظة ( مخالب) مناسبة جداً في محلها من البيت، لمنح الصورة الشعرية معناها المميز والعميق .
بينما اللفظة التي اقترحتموها (صوائب) لا وظيفة لها في الصورة الشعرية ، ولا تخدم المعنى الذي أراد الشاعر التعبير عنه ، وهو اللأي أو الضغط النفسي الذي شعر به بسبب أمانيّه في الحصول على لقب ( شاعر الرسول )ليكون له حجة في شعره يوم الحساب.
فهذه الأماني هي التي حفَّزت عقله وقريحته الشعرية ( النهى) لإبداع الشعر ، فلمَّا وجد لجنة التحكيم غير عادلة في تقييم شعره،أوجعته تلك الأمانيُّ المشروعة واعتبرها كالمخالب التي تحلب النهى لأياً، لأنها كانت سبباً في إيلامه وعدم إنصافه .ولولاها لما تعرَّض للظلم.
ولا بد لنا من قراءة الواو في قوله ( وهن مخالب) على أنها الواو الحالية؛ وهذا يعني أن الأمانيَّ حلبن النهى لأياً حال كونهن مخالب. فثمة إذن حال معينة للأماني يتحدث عنها الشاعر . وأما ماعدا هذه الحال فالأماني ما لهن مثالب .
إذن فالعجز لا يقبل التعديل في رأيي ، وكل كلمة فيه جاءت في مكانها المناسب .
وكذلك الأمر في الصدر (أمانيُّ لكن ما لهن مثالب)فقد رأيت أن حرف الاستدراك (لكن) هو ما يوهم القارئ بالتناقض إذا اعتبرنا أن الأماني في الأصل كلها حسنة وصالحة . لكن قناعة الشاعر مخالفة لقناعتنا . ولديه وجهة نظر وجيهة يرى فيها أن الأمانيَّ قد تكون غير مشروعة وغير حسنة في أحيان كثيرة . لذا فقد ساق لنا بشرحه لمعنى البيت آيات عدة من القرآن الكريم يوضح لنا فيها أنه قد استدرك بـ(لكن) لأنه لا يرى أن كل الأماني حسنة ومشروعة . فاستدراكه جاء في مكانه، وهو استدراك صحيح ويجب أن يزول شعورنا بالتناقض بعدما قرأنا وجهة نظر الشاعر.
ويكون المعنى في الصدر : هي أمانيُّ، والأماني منها ما تكون ذات مثالب وعيوب كونها غير مشروعة، ومنها ما تكون (ما لهن مثالب) كونها مشروعة . وهذه أمانيُّ لكن ما لهن مثالب .
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifحَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ
ولعلكم توافقونني الرأي من وجهة النظر التي عرضتها أعلاه.
مع التحية والتقدير

وعليكم السلام ورجمة الله أستاذتي الفاضلة، شاعرتنا السامقة وناقدتنا القديرة ثناء صالح: شكرا على ما تفضلتم به من تفصيل وإيضاح لإظهار جمالية التصوير والتقدير في مطلع قصيدة د. سمير العمري فقد كفيتم ووفيتم بهذا الشرح العريض والمستفيض.
طبعا أوافقك الرأي وأقف عنده. لك الثناء كله وفيض الاحترام والتقدير.
للإشارة فقط صدقا أنا لستُ شاعرا و لا ناقدا فقط هو الفضول وإن شئت هو التطفل على شعر الدكتور الشاعر سمير العمري حتى يبوح ببعض أسراره نسبر أغوار شعره.

د. سمير العمري
08-02-2019, 08:05 PM
قرأتُ القصيدة أكثر من مرة فيستقر سحرها في نفسي كل مرة أكثر فأكثر، لكن لستُ أدري لماذا لازلت أستثقل مطلع القصيدة كل مرة، رغم كل الشروحات التي قدمتها أستاذي الفاضل وشاعرنا السامق و أمير الحرف والبيان. لذلك أضم صوتي للشاعرة القديرة والناقدة الكبيرة ثناء صالح وأقول: ما دام القصد كان نبيلا وشريفا من الأول لماذا لا يتم بيان ذلك القصد من أول البيت وهذا أبلغ - في نظري - في إظهار حقيقة أمنية الشاعر والتأكيد على ذلك كأن يقال مثلا:
أمانيّ صدق ما لهنّ شوائب=حلبن النهى لأيّا وهنّ صوائب
تعلم أنه من طبعي التطاول على القامات الفارهة وهذه عادة سيئة تلازمني ولا أكاد أستغنى عنها مع الكرام. لك فيض الحب والتقدير وخالص المودة

أستأذن الأحبة مرة أخرى في تقديم الرد على الحبيب عبد الإله لأهمية التوضيح.
لا أنفك أتذكر أيها الحبيب يوم اقترحت علي استبدال لفظة بلفظة وكانت كأنها التي سقطت من خاطري وبحثت عنها وحين اقترحتها علي سعدت ورحبت ولا أزال لك شاكرا ولما اقترحت ذاكرا، وهذا أمر لم أفعله إلا تلك المرة مع أي شخص كان لروعة ودقة ما اقترحت. أقول هذا لأؤكد لك على ترحيبي بأية ملحوظات من الأحبة الصادقين أمثالك وليس في الأمر تطاول بل فضل وتكامل بإذن الله.

ولكن هذه المرة أنت هنا بما تقترح تخرج البيت عن مضمونه ومحموله وتجرده كذلك من خصائصه الفنية الشعرية من حيث التركيب والجرس والصور الممتدة والتكثيف الذي حمل. ولقد أحسنت الأديبة الشاعرة ثناء صالح في توضيح الأمر وكونها ركزت على العجز فإني رأيت أن أرد هنا أيضا لأبين أهمية الصدر على الأقل من ناحية المعنى رغم أهمية ما حمل من تألق المبنى بزعمي.
وأقول: إنني كنت وضحت في ردي السابق بأن الاستدراك هنا استدراك تنزيه لتأكيد صدق النية من حيث المبدأ ثم تبيني بعد بعض تأمل بأن الأمر ليس صوابا وبأنني لم أكن أحتاج يوما كما ظننت أن أحمل لقب شاعر الرسول لأتوسل به صاحب الحوض وإن فوزي سيكون فيه مما يخشى من خلط وشرك لو كنت حصلت على مال أو شهرة فلما تبين لي هذا بما أكرمني الله به تقدير محكم كريم أن لا أفوز بشيء من ذلك إلا محبة الناس وشهادة الجل بما فيهم منظمو ومحكمو المسابقة بأنني الأجدر وبأنني صاحب اللقب الحقيقي, حينها أدركت خطأ ما تمنيت رغم أنها في الأساس كانت نقية وصادقة ولذا بدا لي خطأ مشاركتي وعناء ما أوقعت فيه نفسي فكانت الصورة الثانية في البيت عن مخالب تحلب بعد أن كنت أظنها محالب تخلب، والحمد لله حمدا يستحق.

أرجو أن يكون ردي قد أقنعك ووضح لك أهمية الاستدراك في الصدر ثم صورة المخالب في العجز. وتقبل المحبة والتقدير.

عبدالإله الزّاكي
08-02-2019, 09:28 PM
أرجو أن يكون ردي قد أقنعك ووضح لك أهمية الاستدراك في الصدر ثم صورة المخالب في العجز. وتقبل المحبة والتقدير.
أشكر أخي الحبيب د. سمير العمري الشاعر السامق وأمير الحرف والبيان على سعة صدره وعلى حسن ظنه بي وأسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

في حديث رواه أبو داوود في سننه : " ...
فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ " فكذلك نفعل كلما أشكل علينا نص أو مفردة فلا نكتمها والحمد لله لم نلق من السادة الشعراء في الواحة إلا سعة الصدر وحسن السماع والمعاملة. لقلبك السعادة ولروحك الفرح. تحاياي وتقديري وخالص مودتي

عوض بديوي
09-02-2019, 02:13 AM
ســـلام مـن الله و ود ،
ذا فن و إبداع ؛
خلط الوجع بالعقل والتعقل فنطقت حكمة بالغة على طبق الإبداع ...
بسلاسة و جمال كان بوحا قريبا منا و لامسني شخصيا ؛
فشـكرا لـكـم ،
وكـل عـام و أنتم بخـير...
نص أتى على الجـمـال لا ريب ...
و
بفارق واقتدار وحسن ابتكار ،
( قناديل رؤيا )
عنوان تكفل بكثير و أضمر نورانية وحسن ثقة حال ...
ونص يقول : لا بد من عودة في قراءة خاصة بحوله تعالى...
نص من نفائس الكلام في الركن ،
تغبطون عليه ...
http://www11.0zz0.com/2019/01/05/01/857513895.jpg (https://www.0zz0.com)
لـكم القلب ولـقلبكم الفرح
بـورك مـدادكـم
أنـعـم بـكـم وأكـرم...!!:sb:
مـودتي و مـحبتي

عبد الواحد الكوط
09-02-2019, 08:49 AM
وَإِنْ ضَـــاعَ بَــيْــنَ الــقَــوْمِ عَــدْلٌ وَذِمَّــةٌ
فَــقَــدْ ضَـــاعَ فِــيهِمْ مُــسْتَحَقٌّ وَوَاجِــبُ
هنيئا لك هذه المعلقة السامقة المفعمة بالحكمة و الغنية معجما و دلالة. و الحكمة في الشعر، دكتورنا الجليل، من عوامل بقاء القصيدة و خلودها. و إنها لحسرة و أي حسرة أن يولى الرعاع مناصب الحكم و الحكمة، فيحشروا أنوفهم في أمور العامة. لكنها سنة الله جارية، و ما ينفع الناس يمكث في الأرض.

عبدالستارالنعيمي
09-02-2019, 07:53 PM
كلمات تظهر صغيرة كالشمس وتكل الطرف والقلب بالبيان وبالفصاحة العبقرية
هذا ثم إنك لا زلت منعما بكل خير ومسرة دكتورنا المفضال
ولا زال يراعك نضاحا بألوان البيان أيها الشاعر الفطحل
مع عميم تقديري

د. سمير العمري
19-02-2019, 12:04 AM
لَــقَــدْ غَـــادَرَتْ أَرْضَ الــمَــعَالِي لُــيُوثُهَا
فَـــلَـــمْ يَــــبْــقَ إِلَّا أَضْــــبُــعٌ وَثَــعَــالِــبُ
فَــــلَا تُــقْــعِدَنَّ الــلَّــيْثَ مــقْــعَدَ ذِلَّـــةٍ
يُــسَــاوِمُــهُ بِــالــخَــسْفِ نَـــاهٍ وَنَــاهِــبُ
وَإِنَّ الأَبِـــيَّ الــحُــرَّ يَــسْــمُو عَـــنِ الــخَنَا
وَلَا يَــفْــتَــرِي إِنْ أَنْــكَــرَتْــهُ الــــرَّوَاسِــبُ
فَــأَخْــجَلُ مَـــا يُــحْــنِي الــرِّقَابَ تَــخَرُّصٌ
وَأَبْــجَــلُ مَـــا يَــجْــلُو الــقُــلُوبَ الــمَنَاقِبُ
،،،
صدقت والله وأحسنت
ومعذرة على عودة بعد أخرى
فالقصيدة مكتظة بالحكمة والجواهر الثمينة التي يعز على المرء أن يجمعها من قراءة واحدة
عودتك للنص شرف له أيها الحبيب وهل مثلك ماهرا في اصطياد الجواهر بذائقة لا تخطئ!

بارك الله بك ودام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
23-02-2019, 04:56 PM
قصيدة مدوية في أرجاء الشعر والأدب العربي

أقل مرور بها يجب أن يكون حفظًا .

تحيتي


بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

د. سمير العمري
28-02-2019, 01:59 AM
الله الله ما أروعك
قصيدة شاملة متعددة الغايات لم تنس واردة أو شاردة...
وفيها من الأبيات ما يكون لوحده قصيدة شامخة

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
23-03-2019, 01:24 AM
لم يعد اللمديح مكان فالشعر اعلى مرتبة من المديح
ما شاء الله شلال هادر حمل الشعر والمعاني الدالة
والحكمة البليغة
كل الود

بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والأديب الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
08-06-2019, 01:29 AM
خريدة بهية أخرى تتراقص بها ولها يواقيت الأدب العربي الزاهرة ، وهل
غير العمريّ من يجيدها فيصوغها عِقدًا تتلألأ به حِكمٌ من عيون المعاني وطيب الغوالي ،
بوركت وسلمت وحييت شاعرنا القدير ، تحيتي وسلامي وتقديري .


فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifوَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ

وَلَولَا النَّدَى الدُّرِيُّ مِنْ قَلْبِ ذِي هُدَىًhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifلِــعفْتُ الــمَدَى ضَــاقَتْ عَــلَيْهِ الــمَذَاهِبُ

وَإِنَّ لِأَهْــلِ الــفَضْلِ فِــي النَّفْسِ حُظْوَةًhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifتَــــرَاقَــى لِــرَيَّــاهَــا الــنُّــجُــومُ الــثَّــوَاقِبُ





بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!

دام دفعك!

ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
16-08-2019, 02:02 AM
وماذا يقولُ الشعرُ فالقوْلُ ناضِبُ
.............................وَأيُّ مَقالٍ بعدَ حرفكَ صاخِبُ؟
كأنَّ لسانَ الضادِ عنديَ قاصرٌ
.................................وألتغَ محدودُ الخصوبةِ خائبُ
لأني بأمِّ العينِ التقطُ السَّنى
..................................وقلبي بإشعاعِ النَّفائسِ ذائِبُ
فحسبي مِنَ الإبْداعِ ما حمَلَ الصّدى
...........................وَحسْبُكّ من دُرِّ القصيدِ الكواكبُ
قناديلُ رؤيا في الظلامِ بَريقُها
.............................تشقُّ ستار العتم والفكرُ ثاقبُ



لله أنت أيها المبدع الرائع بهذه الأبيات المدهشة فبارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
04-11-2019, 01:08 AM
بَــرِيــقُ مَــرَايَــا يَــسْــلُبُ الــظَّــنَّ رَغْــبَــةً
تُــــثِــيــبُ الــنَّــوَايَــا تَــــارَةً وَتُــعَــاقِــبُ
صورة شعرية رائعة وفريدة ؛ بريق المرايا يعكس حالة الناظر في المرآة ، لذا فهو يثيب ذا النية الحسنة بأن يعكس له ملامحه الجميلة ، ويعاقب ذا النية السيئة بأن بعكس له قبح تعابيره وملامحه.
فكلٌ يرى ما يظنه بنفسه ، وكلٌ أمام هذه المرآة إما مثاب أو معاقَب.
يُــرَاوِدُ قَــمْــحَ الــقَــصْدِ دَاعٍ وَحَــاشِــدٌhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifوَيَــجْــنِي شَــعِــيرَ الــمَــجْدِ عَـــادٍ وَعَــائِــبُ
وهذه من روعات الشعر وتشابيهه واستعاراته ؛ فمن يراود قمح القصد فهو الباحث عن المعنى ذي القيمة المفيدة المغذية للعقل والروح ، وهو الداعي إلى تلك القيمة والحاشد لها عُدَّته وجنده . ولكنه مع لك لن يكون هو الجاني لحصاد المجد. فالجاني لشعير المجد ليس سوى العادي / المعتدي الظالم والعائب الذي تخلى عن القيمة أصلا .
غير أن ما يسرُّ القارئ هنا هو أن الشاعر قد سمى حصيلة المجد شعيراً ولم يسمِّها قمحا . لأن مثل هذا المجد لا يصلح غذاء إلا لمن يتغذى على الشعير ، وهو بمثابة الإنسان الذي يفعل فعل الدابَّة في اتباع شهواته ، لا في اتباع القيَم والمبادئ.
القصيدة زاخرة بما لذََ وطاب من فنون الشعر والشاعرية ، وكل بيت يباهي بنفسه ويتلألأ في معانيه وفرادة إبداعه.
بورك مدادكم وزادكم الله إبداعاً وثبَّتكم على عرش مملكة الشعر !
تحياتي وتقديري

بارك الله بك أيتها الناقدة المميزة والشاعرة الكريمة ، وأشكر لك رأيك الكريم وتناولك العميق الراقي وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!




تقديري

ناديه محمد الجابي
04-11-2019, 05:16 PM
قوية بليغة ، متأججة ، وصور شعرية متفردة
حرف يحث على القراءة بعمق ـ وأداء أدبي مدهش بإسقاطاته وألوانه وظلاله
تجليات عميقة حول حال الأمة وما وصلت إليه ، ودفقات متلاحقة تبهر الأنفاس
قصيدة مدهشة اللغة والبيان ، مليئة بالحكمة.
تحياتي لقريحة مغدقة وشاعرية فذة
لا حرمنا الله فيض هطولك أيها المبدع.
:nj::011::0014:

ميسر العقاد
05-11-2019, 04:39 AM
سلم الفكر والمداد شاعرنا الكبير
بشعرك يهتدي الشعراء ومنه يقبسون
ولا أزيد
تحياتي وتقديري

د. سمير العمري
20-01-2021, 03:54 AM
أوَتدركُ العقول ما أنت قائله ..
لعمري في حروفك جمال لا يطوله جمال ..

لله الأمر في حال أمة لا ترضى إلا بقاتلها ...
ما أبدعك ..!

بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

عبدالحكم مندور
20-01-2021, 03:46 PM
قوية البناء قوية المعنى تنساب في شموخ وقوة انسياب الشلال دون أن يعتريها وهن وليست تؤخذ ثمارها للوهلة الأولى ولكن تحتاج لمزيد من الوقوف ومزيد من الغوص في بحرها الزاخر لاقتناص المزيد من النفائس ..حفظك الله ودامت قامتك عالية ورايتك مرفوعة

ادريس اوبلا
01-02-2021, 08:26 PM
أقرأ وأحس بالجمال الذي يفيض به شعرك المنظوم بإتقان و قمة بيان، حتى طلبت المزيد ورجوته

د. سمير العمري
19-09-2022, 02:36 AM
الدكتور سمير العمري

من يقرأ القصيدة يدرك حجم الوجع الذي يعتصر الفؤاد لما آل إليه حال الأمة ..

يرواد قمح القصد داعٍ و حاشدٌ
.. ويجني شعير المجد عادٍ و عائبُ

هذا البيت يحكي الكثير .. فقد وسد الأمر لمن لا يستحق وكان ذلك ما جنى..

" ومما يمرّ الكأس من حنظل الأسى
... أن استمرأ الصديق ما قال كاذبُ "

صدقت شاعرنا .. هنّ سنون خدّاعات.

هي قناديل رؤيا .. أنرت فيها شعراً و حكمة .

تحياتي .

بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، ودوما ما يحمل ردك عمقا ورقيا في التلقي واختلافا في الرد والتنويه فأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري