تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ميـلاد



عبد السلام دغمش
24-01-2019, 01:49 PM
أوقدْ شموعكَ ثم أطفِئهـا معا
واحْفلْ بعمركَ مقبلاً.. و مودّعاً


عامٌ قضى .. ويخطّ سِفرَ وداعهِ
شيباً وها بدَتِ النواصي لُمّعا


عامٌ قضى .. واستلَّ منكَ نصيبه
والبعض منكَ اذا اشتكى بعضٌ لعا


وبريقُ ثغركَ .. والشموع مضيئةٌ
والصدر جاش لظىً يقضّ الأضلعا


وحكايةٌ أخرى ..تطلُّ برأسها
فاعزِفْ ترانيم الزمان ورجِّعـا


العمر .. ما الأعمار إلاّ رحلةٌ
مجنونة الخطوات .. لم تفِ موضعا


دربٌ على أطرافه أيـكٌ وفي
أكنانه زهرٌ يفوحُ تضوّعا


والطير غرّد حوله مترنّما
والمدنفُ الولهان شنّفَ مسمعا


فمتيّمٌ يشتمّ طيبَ رحيقِه
وبظلّهِ تَخِـذَ المهاجرُ مضجعا


والغـِرّ ظـنّ دروبه لا تنتهي
فيجوزُها متثاقلاً متمتّعـا


ويكاد بائسها يلوذُ بقبرهِ
مما تذوّق مـرّها وتجرّعا


ما بين مقبِل عيشهِ أو مدبرٍ
يحويهما ركبٌ تأذّنَ مُقلِعـا


دنيا .. يموجُ غمارُها متسارعاً
والكلّ فـانٍ .. مُبْـطِئاً أو مسْرِعا


فإذا تبادرها الرياحُ بعصفةٍ
جعلتْ خمائلَها سراباً بلقعا

تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا


وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى
فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى


ويمرّ خيط الذكريات مسلّماً
ولئنْ هممتَ بجذبهِ لتقطّعـا


حاكيتَ صمت الشمعِ ساعَ ذبولهِ
والصمت أبلغ في الشجون لمنْ وعى


بكت الشموعُ على احتراق فتيلها
والقلب يذوي إن حبستَ الأدمعا


قالوا : تفلسفُ؟! قلت لا.. فاستبصروا
لم ألقَ من أثر السوالف مرْبَعـا


زيَّنتُ ناصيةَ القصيد بشائراً
فأبى الختامُ عليّ أنْ أتصنّعا


وخلعتُ عن وجه السنين قناعها
ما كنت أجتاز الدروب مقَنّعـا


أطرقتُ .. ثمّ تلوتها في خافقي
" أنْ ليس للإنسان إلاّ ما سعى"

أحمد الجمل
24-01-2019, 02:02 PM
الله الله الله
راااائعة وأكثر وأكثر
تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا
،،
بل ترجع شبابا وأنضر مما كانت عليه
إلا أوراق ابن آدم
إن سقطت ورقة من عمره لا يعود لمثلها
حتى يصبح في نهاية المطاف عاريا تماما ، في حفرة لا تتسع إلا له
سلمت أخي الحبيب وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أيامك
تحيتي ومحبتي

خالد صبر سالم
24-01-2019, 09:35 PM
هنا اقرأ شعرا مبدعا
هنا اقف معجبا ومنتشيا ومتأملا
وهنا اقول لك:
شكرا لهذا الامتاع الفني المدهش
اخي الشاعر المبدع الاستاذ عبد السلام
دمت بكل خير
احترامي ومحبتي

رياض شلال المحمدي
25-01-2019, 07:59 AM
أرجوكَ هَبني من جمالك مطلعا ... أو فاسقني وهَجَ الحناجر مَنبعا
ما أروعك أيها الحاكي عن خريف العمر في مقتبل الربيع ، كاملٌ هو
أريج شاعريتك وهو يتشح من روائح البديع ظلًا ومنحىً ومعبرًا ، طوبى لك .

حسين محسن الياس
26-01-2019, 11:43 AM
أوقدْ شموعكَ ثم أطفِئهـا معا
واحْفلْ بعمركَ مقبلاً.. و مودّعاً


عامٌ قضى .. ويخطّ سِفرَ وداعهِ
شيباً وها بدَتِ النواصي لُمّعا


عامٌ قضى .. واستلَّ منكَ نصيبه
والبعض منكَ اذا اشتكى بعضٌ لعا


وبريقُ ثغركَ .. والشموع مضيئةٌ
والصدر جاش لظىً يقضّ الأضلعا


وحكايةٌ أخرى ..تطلُّ برأسها
فاعزِفْ ترانيم الزمان ورجِّعـا


العمر .. ما الأعمار إلاّ رحلةٌ
مجنونة الخطوات .. لم تفِ موضعا


دربٌ على أطرافه أيـكٌ وفي
أكنانه زهرٌ يفوحُ تضوّعا


والطير غرّد حوله مترنّما
والمدنفُ الولهان شنّفَ مسمعا


فمتيّمٌ يشتمّ طيبَ رحيقِه
وبظلّهِ تَخِـذَ المهاجرُ مضجعا


والغـِرّ ظـنّ دروبه لا تنتهي
فيجوزُها متثاقلاً متمتّعـا


ويكاد بائسها يلوذُ بقبرهِ
مما تذوّق مـرّها وتجرّعا


ما بين مقبِل عيشهِ أو مدبرٍ
يحويهما ركبٌ تأذّنَ مُقلِعـا


دنيا .. يموجُ غمارُها متسارعاً
والكلّ فـانٍ .. مُبْـطِئاً أو مسْرِعا


فإذا تبادرها الرياحُ بعصفةٍ
جعلتْ خمائلَها سراباً بلقعا

تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا


وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى
فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى


ويمرّ خيط الذكريات مسلّماً
ولئنْ هممتَ بجذبهِ لتقطّعـا


حاكيتَ صمت الشمعِ ساعَ ذبولهِ
والصمت أبلغ في الشجون لمنْ وعى


بكت الشموعُ على احتراق فتيلها
والقلب يذوي إن حبستَ الأدمعا


قالوا : تفلسفُ؟! قلت لا.. فاستبصروا
لم ألقَ من أثر السوالف مرْبَعـا


زيَّنتُ ناصيةَ القصيد بشائراً
فأبى الختامُ عليّ أنْ أتصنّعا


وخلعتُ عن وجه السنين قناعها
ما كنت أجتاز الدروب مقَنّعـا


أطرقتُ .. ثمّ تلوتها في خافقي
" أنْ ليس للإنسان إلاّ ما سعى"

والله انها لقصيدة رائعه أحببتها
الشاعر عبد السلام
من ابداع الى ابداع
تقديري

محمد ذيب سليمان
26-01-2019, 06:47 PM
لغة وتصوير ونسج وحكمة وشعر والهام
ما اجمل ما تيت به ايها الرائع
شكرا على الجمال والمتعة
خالص الود

عادل العاني
26-01-2019, 06:49 PM
الله الله
أبدعت الشعر والمشاعر ورسمت لوحات معبرة

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري

محمد حمود الحميري
26-01-2019, 08:04 PM
إن قلت أبدعت فالإبداع قليل في حقك
كل عام وأنت بخير .

د. سمير العمري
08-02-2019, 04:09 PM
الله الله!
قصيدة رائعة بما حملت من حكمة وتأمل في معنى الحياة ونظرة عميقة للوجود جاءت بلغة بليغة وديباجة شعرية مميزة فلا فض فوك!
هنا:

والبعض منكَ اذا اشتكى بعضٌ لعا
وددتها:
بعض إذا منك اشتكى بعض لعا
فهذا أجمل وأجزل وأنسب للجرس وأيضا يخلصك من تعريف بعض وهو مما لا يعد من الفصاحة.
وعموما القصيدة رائعة كما قلت وكعادة شعرك وتستحق التقدير والتقديم.


للتثبيت


ودام ألقك الزاهر!
تقديري

محمد ابوحفص السماحي
08-02-2019, 07:32 PM
الأخ الشاعر عبد السلام دغمش
تحياتي
قصيد جمع محاسن الابداع من اطرافها..
تصوير رائع لسرعة الزمن وسرعة طيه للاعمار:
وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى

فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى
ولسرعته الخيالية التقى المبشربالميلاد بالناعي بوفاة هذا المولود بعد عمرمديد..ولكنه عمر كالثواني!!!!
مع خالص القدير..

عبدالإله الزّاكي
08-02-2019, 10:52 PM
أبدعت أخي الحبيب وشاعرنا القدير عبد السلام وسرني معانقة حرفك المائز الذي أودعت فيه رزانة العقل وتجارب السنين وجمالية الأسلوب والتعبير. لك كل الشكر والتقدير، تحاياي

مازن لبابيدي
09-02-2019, 03:32 PM
تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا

...............

أطرقتُ .. ثمّ تلوتها في خافقي
" أنْ ليس للإنسان إلاّ ما سعى"

لله درك ما أشعرك

لا فض فوك أخي عبد السلام ، أحسنت المطلع والديباجة والخاتمة ، ونسأل الله حسن الخاتمة

ثناء صالح
10-02-2019, 12:28 AM
قصيدة جميلة ومعبَِرة سيطرت عليها الأجواء التشاؤمية إلى حدٍ ما .
مهما طال عمر الإنسان فهو حلم قصير. هو غمضة عين .
والاستسلام للموت لا معنى له . إلا بالاستعداد له وتقبُّله.
قصيدة رائعة!
تحيتي

ناديه محمد الجابي
10-02-2019, 10:29 AM
جزالة مصحوبة بالحكمة والرقي وعمق المعنى
وحرفية في انتقاء المبنى
قصيدة مبهرة بأروع الصور وأجمل المعاني
سامية المضمون، فاخرة السبك، رائعة بحق
دمت ودام حرفك مبدعا ماتعا.
:v1::nj::0014:

عصام إبراهيم فقيري
10-02-2019, 03:40 PM
هذه حكمة بالغة

مبدع أنت شاعرنا الكريم .

عبد السلام دغمش
10-02-2019, 09:26 PM
الأستاذ أحمد الجمل

مروركم أروع شاعرنا ..
زيّن الله أعماركم بالصحة والعافية .
تقديري .

عبد السلام دغمش
10-02-2019, 09:30 PM
الأستاذ خالد صبر سالم

سرني مروركم شاعرنا الكريم وأن حظيت هذه المتواضعة استحسانكم.

محبتي .

عبدالستارالنعيمي
13-02-2019, 05:01 PM
عرجت على هذا الظل الوارف والمشرب الهانئ من الشعر الجميل ؛فلا غيض مداد حرفك ولا زلت في كنف باريك وحفظه ما تردد نفس في جنبات الكون
ولا زلت منعما بخير شاعرنا المفضال عبدالسلام
مع عميم تقديري

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 08:48 AM
أرجوكَ هَبني من جمالك مطلعا ... أو فاسقني وهَجَ الحناجر مَنبعا
ما أروعك أيها الحاكي عن خريف العمر في مقتبل الربيع ، كاملٌ هو
أريج شاعريتك وهو يتشح من روائح البديع ظلًا ومنحىً ومعبرًا ، طوبى لك .

شاعرنا الكبير

وهل لمثلي سوى أن ينهل من نمير شلالكم ..
بوركتم وشرفتم القصيدة وصاحبها .

تحياتي .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 08:49 AM
الأستاذ الشاعر حسين محسن إلياس

بالغ التقدير لجميل المرور شاعرنا الكريم .
فيوض من التحيات .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 08:56 AM
لغة وتصوير ونسج وحكمة وشعر والهام
ما اجمل ما تيت به ايها الرائع
شكرا على الجمال والمتعة
خالص الود

الأستاذ محمد ذيب سليمان

شكرا لجميل المرور شاعرنا الكبير .

تقديري .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 08:59 AM
الله الله
أبدعت الشعر والمشاعر ورسمت لوحات معبرة

بارك الله فيك

تحياتي وتقديري
الأستاذ الشاعر عادل العاني

وفيكم بارك الله شاعرنا و استاذنا الغالي ..
وافر تحياتي .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:01 AM
إن قلت أبدعت فالإبداع قليل في حقك
كل عام وأنت بخير .
وكل عاو وأنتم بخير وعافية شاعرنا الكريم ..
دمت بكل خير و بارك الله بكم .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:03 AM
الله الله!
قصيدة رائعة بما حملت من حكمة وتأمل في معنى الحياة ونظرة عميقة للوجود جاءت بلغة بليغة وديباجة شعرية مميزة فلا فض فوك!
هنا:

والبعض منكَ اذا اشتكى بعضٌ لعا
وددتها:
بعض إذا منك اشتكى بعض لعا
فهذا أجمل وأجزل وأنسب للجرس وأيضا يخلصك من تعريف بعض وهو مما لا يعد من الفصاحة.
وعموما القصيدة رائعة كما قلت وكعادة شعرك وتستحق التقدير والتقديم.



للتثبيت



ودام ألقك الزاهر!
تقديري

الدكتور سمير العمري

شرفتنا بجميل المرور أستاذي الكريم .. وما حظيت به القصيدة من جميل اهتمامكم .
وجزيل الشكر على الملحوظة القيمة ..

وافر التقدير .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:06 AM
الأخ الشاعر عبد السلام دغمش
تحياتي
قصيد جمع محاسن الابداع من اطرافها..
تصوير رائع لسرعة الزمن وسرعة طيه للاعمار:
وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى

فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى
ولسرعته الخيالية التقى المبشربالميلاد بالناعي بوفاة هذا المولود بعد عمرمديد..ولكنه عمر كالثواني!!!!
مع خالص القدير..

الأستاذ محمد أبو حفص السماحي


إنها العاجلة يا أخي ..

بوركتم و جميل تذوقكم ..

تحياتي .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:08 AM
أبدعت أخي الحبيب وشاعرنا القدير عبد السلام وسرني معانقة حرفك المائز الذي أودعت فيه رزانة العقل وتجارب السنين وجمالية الأسلوب والتعبير. لك كل الشكر والتقدير، تحاياي
والتقدير لطيب المرور صديقنا الحبيب الأستاذ عبد الإله ..

وافر تقديري .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:10 AM
لله درك ما أشعرك

لا فض فوك أخي عبد السلام ، أحسنت المطلع والديباجة والخاتمة ، ونسأل الله حسن الخاتمة
شاعرنا الحبيب الدكتور مازن لبابيدي

نسأل الله لنا و لكم السعادة في الدارين ..

تقديري و امتناني .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:14 AM
قصيدة جميلة ومعبَِرة سيطرت عليها الأجواء التشاؤمية إلى حدٍ ما .
مهما طال عمر الإنسان فهو حلم قصير. هو غمضة عين .
والاستسلام للموت لا معنى له . إلا بالاستعداد له وتقبُّله.
قصيدة رائعة!
تحيتي
الأستاذة الشاعرة ثناء صالح

ممتن شاعرتنا لمروركم و تعليقكم ..
نعم .. ربما ساد فيها جو من الحزن وليس ذلك إلا في ما يقابل من يحتفل بمضي عمره ولو رجع إلى نفسه لحاسبها على ما انقضى وفات .

تقديري و امتناني .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:15 AM
جزالة مصحوبة بالحكمة والرقي وعمق المعنى
وحرفية في انتقاء المبنى
قصيدة مبهرة بأروع الصور وأجمل المعاني
سامية المضمون، فاخرة السبك، رائعة بحق
دمت ودام حرفك مبدعا ماتعا.
:v1::nj::0014:

الأستاذة نادية الجابي

شكرا للمرور وجميل أديبتنا الفاضلة .
وافر التقدير .

عبد السلام دغمش
16-02-2019, 09:16 AM
هذه حكمة بالغة

مبدع أنت شاعرنا الكريم .
الأستاذ عصام

هذا بعض ما لديكم شاعرنا ..
محبتي .

ثناء صالح
28-07-2019, 01:05 PM
أوقدْ شموعكَ ثم أطفِئهـا معا
واحْفلْ بعمركَ مقبلاً.. و مودّعاً


عامٌ قضى .. ويخطّ سِفرَ وداعهِ
شيباً وها بدَتِ النواصي لُمّعا


عامٌ قضى .. واستلَّ منكَ نصيبه
والبعض منكَ اذا اشتكى بعضٌ لعا


وبريقُ ثغركَ .. والشموع مضيئةٌ
والصدر جاش لظىً يقضّ الأضلعا


وحكايةٌ أخرى ..تطلُّ برأسها
فاعزِفْ ترانيم الزمان ورجِّعـا


العمر .. ما الأعمار إلاّ رحلةٌ
مجنونة الخطوات .. لم تفِ موضعا


دربٌ على أطرافه أيـكٌ وفي
أكنانه زهرٌ يفوحُ تضوّعا


والطير غرّد حوله مترنّما
والمدنفُ الولهان شنّفَ مسمعا


فمتيّمٌ يشتمّ طيبَ رحيقِه
وبظلّهِ تَخِـذَ المهاجرُ مضجعا


والغـِرّ ظـنّ دروبه لا تنتهي
فيجوزُها متثاقلاً متمتّعـا


ويكاد بائسها يلوذُ بقبرهِ
مما تذوّق مـرّها وتجرّعا


ما بين مقبِل عيشهِ أو مدبرٍ
يحويهما ركبٌ تأذّنَ مُقلِعـا


دنيا .. يموجُ غمارُها متسارعاً
والكلّ فـانٍ .. مُبْـطِئاً أو مسْرِعا


فإذا تبادرها الرياحُ بعصفةٍ
جعلتْ خمائلَها سراباً بلقعا

تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا


وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى
فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى


ويمرّ خيط الذكريات مسلّماً
ولئنْ هممتَ بجذبهِ لتقطّعـا


حاكيتَ صمت الشمعِ ساعَ ذبولهِ
والصمت أبلغ في الشجون لمنْ وعى


بكت الشموعُ على احتراق فتيلها
والقلب يذوي إن حبستَ الأدمعا


قالوا : تفلسفُ؟! قلت لا.. فاستبصروا
لم ألقَ من أثر السوالف مرْبَعـا


زيَّنتُ ناصيةَ القصيد بشائراً
فأبى الختامُ عليّ أنْ أتصنّعا


وخلعتُ عن وجه السنين قناعها
ما كنت أجتاز الدروب مقَنّعـا


أطرقتُ .. ثمّ تلوتها في خافقي
" أنْ ليس للإنسان إلاّ ما سعى"

السلام عليكم
أوَّل ما قرأته اليوم من الشعر هذا الشعر الشجي الحكيم الذي لا يكتفي بملامسة الروح بل يذهب بها بعيداً إلى حيث لا بد لها أن تتوقف على مشارف الحياة الدنيا لتتأمل ما يستحق التأمل من طريق سارت فيه مليَّا فإذا به ذو نهاية .
وكان لي في هذه القراءة ما يغني ويكفي عن كلٍ تحسس لجرح الحقيقة المطلقة وبحثٍ في آلامها.


والغـِرّ ظـنّ دروبه لا تنتهي
فيجوزُها متثاقلاً متمتّعـا



ويكاد بائسها يلوذُ بقبرهِ
مما تذوّق مـرّها وتجرّعا



ما بين مقبِل عيشهِ أو مدبرٍ
يحويهما ركبٌ تأذّنَ مُقلِعـا

وبرغم قسوة الحقيقة وألم التأمل فيها مررتم بنا على الجمال الذي تجيدون صياغته بالكلام مكثف المعنى وجزل التراكيب

تتساقطُ الأوراق عن أغصانها
هيهات بعد سقوطها أن ترجعا



وعجالةُ الأعمار تستبقُ الخطى
فكأنما صحبَ المبشّرُ من نعى


حكمة بالغة مؤثرة ومعانٍ معبرة عميقة شفيفة ووقفات تأمل نحتاجها.

بورك عطاؤكم وإبداعكم أستاذنا الشاعر الكبير عبد السلام دغمش

تحياتي