المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " زاد الدُّموع *



عصام إبراهيم فقيري
19-02-2019, 06:03 PM
" زاد الدُّموع "

أثَّثْتَ قَلْبَكَ لِلهُرُوبِ مَتَاعَا
وبَنَيتَ وَهْمَكَ فِي مَدَاهُ قِلَاعَا

ورَحَلْتَ لَا تَدرِي رَحَلْتَ أَمِ الخُطَى
ظَلَّتْ تَسِيرُ إلَى نَوَاكَ سِرَاعَا

لَا حُلْمَ يَكفِي قُلْتَ : مِلءَ نُزُوحِهِ
حَسْبُ الأمَانِي أَنْ تَجِيءَ تِبَاعَا

فَقضَيتَ زُهْدَكَ مِنْ سِنِيِّكَ كُلَّهُ
لَمَّا اتَّخَذْتَ كَفَافَهُ أَطْمَاعَا

حَتَّى اسْتَوَيتَ علَى حُدُودِكَ هَامِشًا
تُخْفِي انْهِزَامًا فِي الضُّلُوعِ تَدَاعَى

تَرْتَدُّ مِنْ طَلَلٍ إلَى طَلَلٍ وقَدْ
ألفَيتَ وَجْهَكَ بَينَهُنَّ مَشَاعَا

ويَدَاكَ فَارِغَتَانِ تُبْحِرُ دُونَمَا
جِهَةٍ وتَصْطَحِبُ الحَنِينَ شِرَاعَا

فَأخَذْتَ زَادَكَ مِنْ دُمُوعِكَ خُفْيَةً
كَي لَا يَبِتْنَ بِمُقلَتَيكَ شِبَاعَا

تَخشَى إذَا أَثقَلْتَ حُزْنَكَ أَنْ تَرَى
فِيهِ تخُومَكَ أُتْخِمَتْ أَوْجَاعَا

فَبقِيتَ تَقتَرِفُ الفِرَارَ وَكُلَّمَا
جَاوَزْتَ فَقْدًا مَدَّ مِنهُ صِرَاعَا

مُتَدَثِّرًا بِالخَوفِ تَدْفَعُ مُنتَهًى
مِنْ سَالِفٍ فِي البِدءِ مَرَّ شُعَاعَا

مَا عَادَ يَكْفِي أَنْ تَظَلَّ مُسَافِرًا
بَينَ المَرَايَا كَي تُرَى أَشْيَاعَا

فِي المُستَحِيلِ ..
قَذَفْتَ فُرْصَتَكَ الأَخِيرَةَ
فَاسْتحَلتَ تَلَفُّتًا وَضَيَاعَا

وصَنَعْتَ بَينَهُمَا لِذَاتِكَ دُمْيَةً
لَا تَستَطِيعُ تَحَدُّثًا وَسَمَاعَا

حَتَّى أَعَرْتَ " أَنَاكَ " صُورَتَهَا وقَدْ
وَضعَتْكَ فِي وَجْهِ الجُمُودِ قِنَاعَا

فمضَيتَ تَقصدُ فِي الهُوِيَّةِ آخَرًا
صَارَ الرُّجُوعُ إلَيكَ مِنهُ وَدَاعَا ..!

عصام إبراهيم فقيري
19-02-2019, 06:03 PM
" زاد الدُّموع *



أثَّثْتَ قَلْبَكَ لِلهُرُوبِ مَتَاعَا=وبَنَيتَ وَهْمَكَ فِي مَدَاهُ قِلَاعَا
ورَحَلْتَ لَا تَدرِي رَحَلْتَ أَمِ الخُطَى=ظَلَّتْ تَسِيرُ إلَى نَوَاكَ سِرَاعَا
لَا حُلْمَ يَكفِي قُلْتَ : مِلءَ نُزُوحِهِ=حَسْبُ الأمَانِي أَنْ تَجِيءَ تِبَاعَا
فَقضَيتَ زُهْدَكَ مِنْ سِنِيِّكَ كُلَّهُ=لَمَّا اتَّخَذْتَ كَفَافَهُ أَطْمَاعَا
حَتَّى اسْتَوَيتَ علَى حُدُودِكَ هَامِشًا=تُخْفِي انْهِزَامًا فِي الضُّلُوعِ تَدَاعَى
تَرْتَدُّ مِنْ طَلَلٍ إلَى طَلَلٍ وقَدْ=ألفَيتَ وَجْهَكَ بَينَهُنَّ مَشَاعَا
ويَدَاكَ فَارِغَتَانِ تُبْحِرُ دُونَمَا=جِهَةٍ وتَصْطَحِبُ الحَنِينَ شِرَاعَا
فَأخَذْتَ زَادَكَ مِنْ دُمُوعِكَ خُفْيَةً=كَي لَا يَبِتْنَ بِمُقلَتَيكَ شِبَاعَا
تَخشَى إذَا أَثقَلْتَ حُزْنَكَ أَنْ تَرَى=فِيهِ تخُومَكَ أُتْخِمَتْ أَوْجَاعَا
فَبقِيتَ تَقتَرِفُ الفِرَارَ وَكُلَّمَا=جَاوَزْتَ فَقْدًا مَدَّ مِنهُ صِرَاعَا
مُتَدَثِّرًا بِالخَوفِ تَدْفَعُ مُنتَهًى=مِنْ سَالِفٍ فِي البِدءِ مَرَّ شُعَاعَا
مَا عَادَ يَكْفِي أَنْ تَظَلَّ مُسَافِرًا=بَينَ المَرَايَا كَي تُرَى أَشْيَاعَا
فِي المُستَحِيلِ ..قَذَفْتَ فُرْصَتَكَ الأَخِيرَةَ =فَاسْتحَلتَ تَلَفُّتًا وَضَيَاعَا
وصَنَعْتَ بَينَهُمَا لِذَاتِكَ دُمْيَةً=لَا تَستَطِيعُ تَحَدُّثًا وَسَمَاعَا
حَتَّى أَعَرْتَ " أَنَاكَ " صُورَتَهَا وقَدْ=وَضعَتْكَ فِي وَجْهِ الجُمُودِ قِنَاعَا
فمضَيتَ تَقصدُ فِي الهُوِيَّةِ آخَرًا=صَارَ الرُّجُوعُ إلَيكَ مِنهُ وَدَاعَا ..!




تم التنسيق بناء على طلب الشاعر

عصام إبراهيم فقيري
19-02-2019, 06:04 PM
أرجو تنسيق النص
ولكم كبير شكري .

محمد حمود الحميري
19-02-2019, 06:54 PM
الله الله الله
قصيدة تقطر روعة وجمالا بقافية لا أعذب منها
سأعود لتنسيقها إن شاء الله .
تحيتي ومحبتي وتقديري

محمد ابوحفص السماحي
19-02-2019, 08:51 PM
انسيابية لا يستطيعها الا الفحول
دام لك الشعر منقادا..
مع خالص الاعجاب

محمد محمد أبو كشك
19-02-2019, 09:36 PM
جميلة جدا وتجربة عميقة وحظيت بتراكيب ممتازة ومبتكرة كيف لا وشاعرها شاعرنا الكبير عصام فقيري ..
مترعة بالجمال فعلا واستمتعت بها ...
مودتي لحضرتك

أحمد الجمل
19-02-2019, 11:25 PM
الله الله الله
أي سحر هذا أيها الشاعر المبدع الرائع !!!!
قصيدة مبهرة آسرة
فيها من فنون الشعر وبديعه ما يشبع النفس المتعطشة للجمال والكمال
سلمت أخي الحبيب عصام وسلم قلبك ولسانك
وأسعد الله كل أيامك
تحيتي ومحبتي

د. سمير العمري
20-02-2019, 03:29 PM
قصيدة جميلة شعرا وشعورا وفيها حالة وجدانية عميقة التأثر والتأثير بما يعكس ارتباكا في ملامسة الواقع بالفرار منه للخيال والتقوقع في الأنا.
هي قصيدة جميلة كعادة شعرك وتستحق التقدير.

للتثبيت

تقديري

ثناء صالح
20-02-2019, 10:24 PM
لا بد أن تطل ظلال فلسفة الشاعر المبدع الأستاذ عصام فقيري من بين سطوره دائماَ. وهذا ما يميِز شخصيته الشعرية!
غوص مستمر مع كل نص باتجاه الداخل العميق .
واكتشافات شاعرية شعرية مدهشة في حقول الصورة والمعنى والتعبير يستطيع الشاعر تسجيلها باسمه !
ومن ذلك توقفت طويلاً عند البيتين

حَتَّى اسْتَوَيتَ علَى حُدُودِكَ هَامِشًا
تُخْفِي انْهِزَامًا فِي الضُّلُوعِ تَدَاعَى

تَرْتَدُّ مِنْ طَلَلٍ إلَى طَلَلٍ وقَدْ
ألفَيتَ وَجْهَكَ بَينَهُنَّ مَشَاعَا
ما أجمل الشعر!
تحيتي لإبداعكم

احمد المعطي
21-02-2019, 11:39 AM
أبحرْتُ فيكَ وقدْ تَخذْتُ شراعا
..................وَمَخرتُ في ثبجِ القصيدِ ذِراعا
لكنَّني أدْركْتُ أنَّ سفينتي الـ
...................مَخَرتْ غياهبَ بحرِها تتداعى
وتسوقُها الأمواجُ فهيَ أسيرَةٌ
.............وإذا "الأنا" فيها تَخوضُ صراعا
وإذا العُبابُ مُخَضَّبٌ بضَبابٍ
....................أنّى لمثلي أنْ يكونَ مُضاعا
ضيَّعتُني؟ لا، لستُ أدري، غيرَ أنـ (م)
..................ـي غارقٌ في دهشتي مُلتاعا
وتكادُ تسرقني الحروفُ بِمكْرها
............سأعودُ لا ألوي.. طَويْتُ شراعا
:0014::0014::nj::nj:

خالد صبر سالم
21-02-2019, 08:02 PM
اشتقت كثيرا لمعانقة قصائدك التي تفوح يعبير الابداع المتألق وهنا يعانق شوقي هذه القصيدة الرائعة ويجد فيها ما يروي عطشه للكلمة الشعرية المتقنة في صياغتها
اخي شاعرنا الكبير الاستاذ عصام
دمت صائغا ذهبا للابداع
احترامي ومحبتي

رياض شلال المحمدي
22-02-2019, 05:42 AM
وَ " عينيّةٌ " أخرى تزخر بعيون الشعر بدهشة أسلوب شاعرها المُجيد ،
بوركت أنفاسُك الطيبة في خضمّ دأماء القريض البهيج بشاعريته المعهودة ،
زادك الله حكمة وفضلا ، مع فائق التقدير والتحايا العطِرات .


فِي المُستَحِيلِ قَذَفْتَ فُرْصَتَكَ الأَخِيرَةَ فَاسْتحَلتَ تَلَفُّتًا وَضَيَاعَا

عبد السلام دغمش
22-02-2019, 04:24 PM
قصيدة وجدانية جميلة أستاذ عصام ..
سبرت أغوار النفس .. وأبدعت .
لك وافر التقدير .

محمد ذيب سليمان
23-02-2019, 12:39 PM
ودائما لنصوصك نكهة الشعر العميق المدهش
اغبطك ايها الشاعر الحبيب على هذا التسج وهذه التراكبيب
والصور ذات الدلالات العميقة الموحية
و\ائما ايضا اجدني بحاجة الى العودة للنصاكثر من مرة
كل الودوخالصه

عبدالستارالنعيمي
23-02-2019, 08:50 PM
نكهة عصامية خاصة في هذا القصيد المبهر
فلا غيض مداد حرفك أخانا "عصام"
ولا زلت منعما بكل خير ومسرة
مع ودي وعميم تقديري

محمد حمود الحميري
23-02-2019, 09:18 PM
عدت لتنسيق النص في مشاركة لاحقة
أرجو المعذرة على التأخير أخي الحبيب

آمال يوسف
24-02-2019, 11:12 PM
الشاعر المبدع عصام إبراهيم فقيري
قصيدة عميقة في فكرها بديعة في صورها عذبة رائقة في موسيقاها
دمت شاعراً راقياً
تحيتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
25-11-2019, 07:19 PM
ما أجمل النص، وما أعمق الحس، وما أعذب الجرس
تصوير إبداعي وديباجة لافتة
دمت رائعا محلقا في سماء الجمال.
:nj::0014: