تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في نصرة الأقصى



محمد محمد أبو كشك
20-02-2019, 09:41 PM
أَيُلامُ طيرٌ في الخميلة أنْ شَـدَا**مترنمًا فوق الغصون فأنْـشَدَا :

«القدس إسلاميَّةٌ يا أمتي**القدس إسلاميَّةٌ عبر المدى

سِـرْ بِي إلى الأقصى أيَا سِرْب الحمام وحُمْ على سرَبٍ بدَا

ما زلْتَ حرًّا في الفضاء و لم أزلْ**خلف السلوك على الحدود مقيَّدا

واجنحْ إلى الأقصى بأجنحة المنى**واجمحْ مع الريح الجموح وقد عدَى

إني إذا ما راشَ ريشي قصَّهُ**من راشَ أسهمَه عليَّ وسدَّدا

أنا سائرٌ يا قدس لست بخائفٍ**مهما الخؤون على الدروب ترصَّدا

ويسابق الأطيار قلبٌ هائمٌ**بالقدس أهداها القصيد وأنشدا

المسجد الأقصى ينادي أمَّـةً**سمعتْ وما لبَّتْ لأقصاها النِّدَا!

هي أمَّةٌ في فرقةٍ وعدوُّها**كالذئب يأكل من يراه تشرَّدَا

وتشاغلتْ خلف الحدود بحالها**فتخلَّفتْ عن قدسها يوم الفدا

فيم المقام وقد سعى حاخامهم**ليدمر الأقصى و يبني معبدا؟!

منْ خانَ هانَ ومنْ يبيع بلادَهُ**لا يُشْترَى من أهله أو من عِدَى

منْ باعَ ضاعَ ومنْ أطاعَ عدوَّهُ**فعدوُّهُ يومًا سيورِدُهُ الرَّدَى

تلك العروش على الخراب كأنها** لجج السراب تكاد أن تتبدَّدَا

لا تُرْتجى من هؤلاء مغانمٌ **فقلوبهم كانت علينا جلمدا

والسيف في كف الطغاة مجردٌ**لما رأى سيف المغاور مغمدا

ورقابهم ظلت تراقب برقه**إذ لاح في حلكٍ وكشَّر مرعدا

ماذا أعدَّ العُرْبُ لليوم الذي**تُسبى مدينتهم ويأسرها العدى؟!

كانوا يرون عدوهم وعتاده**وبوارج الغدر المحيطة في المدَى

ماذا أعدوا غير ألويةٍ غدتْ**لملوكهم حرسًا وللعادي يدَا؟!


تلك الشعوب لَكَمْ تمنت نصركم**ومصابنا أدمى وأبكى الأكْبُدَا

لا تغضبوا منا فإنا مثلكم**في قيد من آذى الديار وأفسدا

فالجرح غائرُ من عقودٍ كلما**مرَّتْ يزيد تعمقا وتعقُّدا

قالوا سلامًا! من يمدُّ لنا يدَا!؟**كذِبًا فكل وعودهم كانت سُدى

فيدٌ بها غصن السلام وأختها**أخفت وراء الظهر أنياب المُدَى

نقض العهود سلاحهم عبر الزمان وهل يهودٌ يحفظون الموعدا !؟

كنا نجوم النور في ليل الدجى**والغرب بين متاهة يرجو الهدى

في ليل ظلمته بلغنا ربوةً**علياء تحسبها العيون الفرقدا

سدنا الدنا فالشرق تحت لواءنا**والغرب كان على المحيط المرصدا

فاصعدْ جبال الصين تلْقَ دروعنا**واصعدْ جبال الألب تلق مهنَّدَا

في حِلْيِهِ (ضادٌ ) ونقشٌ ظاهرٌ**ما ضاع من فعل الزمان ولا الصدا

لم يسبقونا بل( تأخَّرْنا )وقد**كنا لأوروبا قديما موردا

كنَّا أولو عزمٍ نروم ربى العلا**ما بالنا واليومَ صرنا رُقَّـدَا!؟

أجدادنا شادوا وسادوا فانظروا**ما زالت الآثار عنهم شُـهَّدَا

أيامنا البيضاء كانت قصةً**ما زال في الحمراء يرويها الصَّدَى

يا أيها الأبطال في القدس اصبروا**قد فاز من يوم النضال تجلَّدا

لا تستعينوا بالملوك فإنهم**لن ينصروكم أو يعيدوا المسجدا

بل يُرْجع الأقصى رجالٌ ساقهم** إيمانهم حتى ينالوا المقصدا

فإذا دروب القدس أغلقها الخنا**فهنا يعز طريقنا أن يُوصَدَا

وإذا السيوف بكل غمدٍ أخمدتْ**تأبى سيوف قصيدنا أن تُغْمَدَا

أحمد الجمل
20-02-2019, 10:56 PM
الله الله الله
قصيدة مدهشة وأكثر من راااائعة
وتستحق الثناء والحفاوة
سلمت أخي الحبيب الدكتور محمد أبو كشك
وسلم قلبك ولسانك
توقفت فقط في القراءة الأولى عند كلمة ( سلوك )
ولا أدري إن كان صحيحها سلوك أو أسلاك
ومؤكد أنك أعلم مني بها
تحيتي ومحبتي

ثناء صالح
20-02-2019, 11:14 PM
الله الله!
قصيدة جميلة جداَ فيها نفثات مشاعر صادقة ضاق بها الصدر مما جرى ويجري لأولى القبلتين المسجد الأقصى الشريف ،
تألق الشاعر المبدع الأستاذ محمد أبو كشك في القصيدة حتى أبت عليَّ نفسي مغادرة بعض الأبيات لشدة جاذبية بنائها ، من حيث الإيقاع الداخلي الشجي العذب ، الذي انصبغت به العاطفة وانسكبت عبر تراكيب لغوية متماسكة جداً وذات متانة وجزالة . مثل قوله في البيت :

سِـرْ بِي إلى الأقصى أيَا سِرْب الحمام وحُمْ على سرَبٍ بدَا

فكانت متعة البناء متجلية بالجناس الرائع بين ( سر بي ) و(سِرب) و(سَرب )، ثم معاقبة الفعل ( حم ) للفظة ( الحمام ) ، واتفاق ذلك كله مع روعة المعنى والإيحاء العاطفي الدافئ. فكان البيت مميزاً جداً، على الرغم من أن سرب الحمام يطير ولا يسير . غير أنه لو قال الشاعر ( طر بي ) بدلاً من (سر بي )لأفقد البيت بعض جمال التناغم الموسيقي فيه.
وقوله في البيتين:


واجنحْ إلى الأقصى بأجنحة المنى**واجمحْ مع الريح الجموح وقد عدَى

إني إذا ما راشَ ريشي قصَّهُ**من راشَ أسهمَه عليَّ وسدَّدا

الله!
البيتان في منتهى الروعة والجمال ! وجمال بنائهما واضح جداً . ولا يحتاج إلى شرح .

منْ خانَ هانَ ومنْ يبيع بلادَهُ**لا يُشْترَى من أهله أو من عِدَى

منْ باعَ ضاعَ ومنْ أطاعَ عدوَّهُ**فعدوُّهُ يومًا سيورِدُهُ الرَّدَى
جميل !
أمتعتني القراءة
بورك إبداعكم .
ولكم أطيب التحايا

محمد محمد أبو كشك
21-02-2019, 01:23 PM
حفظك الله أستاذ أحمد الجمل ومروركم عذب ندي
..
نعم نعم السلوك..أظنها بمعنى الأسلاك وأظن كليهما صحيح المعنى ..والله أعلم

عبدالإله الزّاكي
21-02-2019, 03:16 PM
بورك القصد والقصيد شاعرنا الكبير محمد. دام ألقك الباهر أخي الكريم. تحاياي وتقديري

محمد محمد أبو كشك
21-02-2019, 08:54 PM
الله الله!
قصيدة جميلة جداَ فيها نفثات مشاعر صادقة ضاق بها الصدر مما جرى ويجري لأولى القبلتين المسجد الأقصى الشريف ،
تألق الشاعر المبدع الأستاذ محمد أبو كشك في القصيدة حتى أبت عليَّ نفسي مغادرة بعض الأبيات لشدة جاذبية بنائها ، من حيث الإيقاع الداخلي الشجي العذب ، الذي انصبغت به العاطفة وانسكبت عبر تراكيب لغوية متماسكة جداً وذات متانة وجزالة . مثل قوله في البيت :

سِـرْ بِي إلى الأقصى أيَا سِرْب الحمام وحُمْ على سرَبٍ بدَا

فكانت متعة البناء متجلية بالجناس الرائع بين ( سر بي ) و(سِرب) و(سَرب )، ثم معاقبة الفعل ( حم ) للفظة ( الحمام ) ، واتفاق ذلك كله مع روعة المعنى والإيحاء العاطفي الدافئ. فكان البيت مميزاً جداً، على الرغم من أن سرب الحمام يطير ولا يسير . غير أنه لو قال الشاعر ( طر بي ) بدلاً من (سر بي )لأفقد البيت بعض جمال التناغم الموسيقي فيه.
وقوله في البيتين:


واجنحْ إلى الأقصى بأجنحة المنى**واجمحْ مع الريح الجموح وقد عدَى

إني إذا ما راشَ ريشي قصَّهُ**من راشَ أسهمَه عليَّ وسدَّدا

الله!
البيتان في منتهى الروعة والجمال ! وجمال بنائهما واضح جداً . ولا يحتاج إلى شرح .

منْ خانَ هانَ ومنْ يبيع بلادَهُ**لا يُشْترَى من أهله أو من عِدَى

منْ باعَ ضاعَ ومنْ أطاعَ عدوَّهُ**فعدوُّهُ يومًا سيورِدُهُ الرَّدَى
جميل !
أمتعتني القراءة
بورك إبداعكم .
ولكم أطيب التحايا


حفظكم المولى عز وجل أختي الأستاذة الكريمة ثناء صالح
ومروركم شرف كبير ويسعدني أن نال النص استحسانكم
وهذا شرف لي كبير ..بارك الله فيكم

محمد ذيب سليمان
21-02-2019, 10:14 PM
الله الله
ما شاء الله على هذا المحمول الرائع الذي يضافح الروح
سلمت وغنمت

رياض شلال المحمدي
22-02-2019, 05:53 AM
حفظكم الله ونصركم بنصرتكم لأولى القبلتين شاعرنا الجميل ، ( فترى الذين في
قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) ، ونحن في انتظار مِنَنِ الفتاح
وأمره الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، وما ذلك اليوم ببعيد ، لك شاعرنا وللأقصى وللقدس سلام .

محمد محمد أبو كشك
22-02-2019, 12:21 PM
بورك القصد والقصيد شاعرنا الكبير محمد. دام ألقك الباهر أخي الكريم. تحاياي وتقديري

أهلا بك أديبنا الكبير ..مروركم شرف لنا

محمد محمد أبو كشك
22-02-2019, 06:10 PM
حفظكم الله كاتبنا وشاعرنا الكبير أستاذ محمد
ومروركم شرف كبير

محمد محمد أبو كشك
23-02-2019, 03:58 PM
جزاكم الله خيرا أستاذ ضياء وحفظك الله
مرور كريم

محمد حمود الحميري
23-02-2019, 08:15 PM
كانت القدس ومازالت وستظل إسلامية
لا خوف عليها وفي الأمة أمثالك أيها الحبيب .
تحياتي

د. سمير العمري
01-04-2019, 12:30 AM
بارك الله بك وبهمتك يا أبا الحسين فأنت صاحب ضمير حي وانتماء عربي أبي فلا فض فوك!
القصيدة جميلة فيها العديد من ملامح الفن الأدبي والبديع ولكن استوقفني أيضا بعض مواضع أراها تحتاج تصحيحا وتنقيحا.
دمت أبيا ونسأل الله أن يقيض لي ولك وللجميع صلاة في الأقصى في قدس حرة أبية!

تقديري

مازن لبابيدي
05-04-2019, 05:41 AM
الشاعر الجميل المبدع البديع أحمد أبو كشك

أتقنت الصنعة وأمتعت الذائقة

فضلا عن سمو المطلب ورفعة الغرض ، صبغت هذه القصيدة الجميلة بريشة فنان وشكلتها بأداة صانع ماهر .

لا فض فوك ، وألف تحية

محمد محمد أبو كشك
15-04-2019, 10:46 PM
بارك الله بك وبهمتك يا أبا الحسين فأنت صاحب ضمير حي وانتماء عربي أبي فلا فض فوك!
القصيدة جميلة فيها العديد من ملامح الفن الأدبي والبديع ولكن استوقفني أيضا بعض مواضع أراها تحتاج تصحيحا وتنقيحا.
دمت أبيا ونسأل الله أن يقيض لي ولك وللجميع صلاة في الأقصى في قدس حرة أبية!

تقديري
أجل...صدقتم دكتورنا الغالي!
هذه القصيدة ..هي تجميع لردودي على مساجلة في نصرة الأقصى.ومع الأسف تعجلت في جمعها...وحدث ما ترى.من بعض سهو في عدد تفعيلات شطر مثلا
أو رفع خبر منصوب...الخ..هههه
تعجل واضح...وذلك كان بسبب ارتجال هذا النص فعلا بغير مسودة فهو تجميع لسجالية لي..ولما.وجدتني لا أقدر.على النظم هذه الأيام ففتشت في دفاتري القديمة فأطلت هذه المسكينة..ههههه
وان شاء الله عما قريب أشمر لتنقيحها كماةأشرتم وقد أسعدني جدا أن تقرأها وتتابعها أبا حسام