المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل المراكب قد أحرقتها ولَهاً



محمد المزوغي
20-09-2005, 10:22 PM
مسافر أين؟ حيرانٌ يناديني=في غربة الروح صوتٌ منك يشجيني


قد ظل يسكبُ في سمعي وفي بصري=مافجّر الصحوَ في حلم البراكين

حتى نهضتُ ولي شوقٌ ولي أملٌ=أسعى إليك لعل الشوق يهديني

كل المراكب قد أحرقتها ولَهاً=ما عاد غيرك في دنيايَ يغريني


مسافرٌ.. أين ؟ لا زاد يبلغني=ما أرتجيه ولا نجم يواسيني

تفرّق الصحبُ عني حين أفردني=طبعٌ وفيٌّ لأحلام المجانين

وما وفى ليَ غيرُ الشعر أكتبه=حينا، ويكتبني جُلّ الأحايين

وما عتبت عليه حين أطلقني=معنىً تمنّع عن كافٍ وعن نون

هل ُيسْكبُ البحرُ في كأسٍ وهل قبضتْ=يوما على الشمس كفُّ الماء والطين؟

مسافر.. أين؟ أقدامي تسائلني=ما عاد في الكون دربٌ فيه تلقيني

عشرون عاما أنا الجوال تعرفني=كل المجرّات أطويها وتطويني


وما بدا منكِ لا شمسٌ ولا قمرٌ=سوى النداء الذي مازال يضنيني


يا شوق لم يخبُ رغم الجرح بارقه=كأنما هو نبضٌ في شراييني

إن لم تكن في دروب الوجد لي قمرا=يروي حكاياه عن ليلى ويهديني


فكن شهيدي وقل إمّا احترقتُ هنا=رأيته لا يبالي بالبراكين

وحين أهوتْ أكفُّ الريحِ تحمله=خطَّ الرمادُ: ألا يا ريح ذرّيني

لعلني حين لم أظفر برؤيتها=يوما أراها بعين النار والطين

سعيد أبو حجر
20-09-2005, 10:57 PM
جميل هذا البحر ( البسيط ) وجميل ما صب فيه من صور وعبارات تحملك عبر الكون ترفعك حيناً وتنزلك حيناً آخر وكأنك راكب مكوكاً فضائياً لا تشعر بما حولك حتى تنتهي القصيدة فتجد نفسك جالساً أمام جهاز أصم ينطق بالسحر ، رائع جداً يخلب الألباب هذا العزف وهذا الشعر ولا يسعني أن أقول عنه إلا إنه شعر حقاً ، فأحسنت أستاذ محمد ، وما الإحسان عنك بغريب .


:noc:

مجذوب العيد المشراوي
21-09-2005, 06:29 PM
الله ........
جميلة والله أخي

سلطان السبهان
21-09-2005, 09:55 PM
وما وفى ليَ غيرُ الشعر أكتبه
حينا، ويكتبني جُلّ الأحايين




صدقت




جولة رائعة بين صعود وهبوط


لاحظت :

ياشوق
ألست النداء هنا لنكرة غير مقصودة فيكون : ياشوقا ؟

محمد المزوغي
22-09-2005, 02:22 PM
أشكر لك إطلالتك على النص واحتفاءك به ، فقد أضفت كلماتك ألقا لم أكن أحلم به

محمد المزوغي
22-09-2005, 02:25 PM
الشاعر مجذوب العيد المشرواي
سعدت باستحسانك إذ جاء من شاعر بحجمك
شكرا لك أخي

محمد المزوغي
22-09-2005, 02:39 PM
الأستاذ سلطان
لإطلالتك على النصوص الإبداعية مذاق خاص

أشكرك على هذا الحضور الدائم

بالنسبة للملاحظة فأنا تعاملت مع الشوق على أنه نكرة مقصودة إذ أنه وصف مقرب للمعرفة ، ايضا يجوز نصبه ومنعه من الصرف للضرورة الشعرية
سلمت أخي

د.جمال مرسي
22-09-2005, 05:41 PM
أخي محمد المزروعي
أسرتني هذه القصيدة بمعانيها و رقتها .. فلله درك
سعدت هنا كثيرا
و لك خالص ودي
د. جمال

معاذ الديري
23-09-2005, 03:17 AM
سلم البنان يا استاذ..
رائعة بكل المقاييس.

محمد المزوغي
23-09-2005, 12:45 PM
د. جمال مرسي
سعدت بإطلالتك على النص وبرائك الذي أعتز به دائما ودائماأنتظره
لك عميق الامتنان

محمد المزوغي
23-09-2005, 12:48 PM
أستاذ معاذ
أنت من الذين أثق في علو حسّهم النقدي وذائقتهم المنمازة ، ولهذا فأنا أطرب لكلماتك
شكرا لك وحفظك الله

د. سمير العمري
01-10-2005, 03:34 AM
إبداااااع ولا أقل!

أسعدني تنسيقها ويسعدني تثبيتها حفاوة وتقديراً لشاعر من الفحول.

للتثبيت!


تقبل شيد إعجابي أخي محمد.



تحياتي
:os::tree::os:

محمد المزوغي
01-10-2005, 12:02 PM
د. سمير
رأيك في القصيدة وسام أضعه على صدر حروفي وشهادة أعتز بها، والحق الذي لا أنكره أنكم في هذا المنتدى أعدتم لنصوصي اعتبارها فلكم فيض الامتنان
وشكرا لك أخي سمير على التثبيت وعلى هذه الذائقة الرائعة التي تتمتع بها
محبتي

عبدالقادر النهاري
02-10-2005, 04:35 PM
أخي الفاضل

ما أعذب ما تكتب

وما وفى ليَ غيرُ الشعر أكتبه
حينا، ويكتبني جُلّ الأحايين


ماذا يريد القارئ أكثر من هكذا جمال

تقبل الود

محمد المزوغي
05-10-2005, 08:34 PM
أخي الفاضل

ما أعذب ما تكتب

وما وفى ليَ غيرُ الشعر أكتبه
حينا، ويكتبني جُلّ الأحايين


ماذا يريد القارئ أكثر من هكذا جمال

تقبل الود

وما تكتب أيضا أيها الرائع
سلمت

مجذوب العيد المشراوي
07-10-2005, 01:37 PM
أعود ومن حقي أن أعود ... هل من معترض ؟

هو الجمال يستحق أكثر من زيارة ..

محمد المزوغي
17-11-2005, 12:53 PM
أعود ومن حقي أن أعود ... هل من معترض ؟

هو الجمال يستحق أكثر من زيارة ..

أخي مجذوب

من حقك أن تعود ومن حقي أن أعود إلى عودتك شوقا إليك

حوراء آل بورنو
30-01-2006, 10:56 PM
جميلة بحق أيها الفاضل .

حسن كريم
31-01-2006, 12:49 AM
قصيدة آسرة والله.
كلها درر لامعة
أنظر مثلا:

فكن شهيدي وقل إمّا احترقـتُ هنـا
رأيـتـه لا يبـالـي بالبـراكـيـن

وحين أهوتْ أكـفُّ الريـحِ تحملـه
خطَّ الرمـادُ: ألا يـا ريـح ذرّينـي

لعلنـي حيـن لـم أظفـر برؤيتهـا
يوما أراهـا بعيـن النـار والطيـن