د.جمال مرسي
21-09-2005, 08:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائي الكرام في واحتنا الجميلة
لأستاذي شيخ الشعراء محمد محمد الشهاوي قصيدة مؤثرة و عالية القيمة
في رثاء شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين حُمِّلتُ أمانة نشرها
على صفحات واحتنا الفيحاء .
فإن كنت قد وفقت في نقلها و نشرها فمن الله
و إن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان .
هذه هي القصيدة التي أتمنى أن تنال إعجابكم
كما أعجبتني كثيراً .
الشيخ
( إلى روح الشهيد الشيخ أحمد ياسين )
شعر : محمد محمد الشهاوي
كالعِرضِ شأنُ الأرضِ في الحُرُماتِ=سِيَّانِ مُمرعةٌ و محضُ فلاةِ
قل: إنها .. يا قلبُ .. أولُ آيةٍ =في سورةِ الأرحامِ و الرَّحَمَاتِ
قُل: إنها الوطنُ المُفَدَّى و الحِمَى=و معاقلُ الماضي ، وكلُّ الآتي
قُل: إنها مهدُ الطفولةِ و الصِّبا=و مدارجُ الأحلامِ و الصَّبَواتِ
قُل: إنها أشياءُ يصعبُ وصفَها=إلا بنبضِ القلبِ و الخَفَقاتِ
وُلِدَت لتبقى رغم كلِّ مُناويءٍ=مرفوعةَ الرَّاياتِ و الهاماتِ
***
يا شيخُ أحمدُ/يا عظيمَ الذاتِ=يومُ القصاصِ..و إن تأخَّرَ..آتِ
فعلامَ يرتعُ سادرٌ في غَيِّهِ=و إلامَ يزهو مُجرمٌ أو عاتِ
قَسَماً " بياسينٍ " و " بالحُجُراتِ "=و بفتيةِ الأحجارِ و الفتياتِ
و بكلِّ شِبرٍ في فلسطين الأسى=عاشَ الدمارَ و غادِرَ الطَّعَناتِ
و بكلِّ داليَةٍ غَدَت أفنانُها=نَهْبَ الضياعِ المُرِّ و النَّكَباتِ
و بكلِّ قلبٍ لم يزل يرنو إلى=يومِ انقشاعِ دياجِرِ المأساةِ
و بكلِّ كلِّ مُشَرَّدٍ يهفو إلى=يومِ التلاقي بعد طولِ شتاتِ
لابدَّ من فجرٍ و إن طالَ المدى=و تكالَبَت هَمَجيَّةُ الظُّلُماتِ
لابدَّ من فجرٍ إلهيِّ السَّنا=يمحو الذي عِشناهُ من حَسَراتِ
***
يا شيخُ أحمدُ / يا بهيَّ الذاتِ=عيناكَ ، أم بحرانِ من آياتِ
و يداكَ ، أم نهرانِ من صوفيَّةٍ=عُمَرِيَّةِ الومَضاتِ و البَرَكاتِ
نورٌ على نورٍ ، و صفوُ سريرةٍ=منذورةٍ للوجدِ و الإخباتِ
( اللهُ ) ثُمَّ ( العودةُ الكُبرى ) هُما=وِرداكَ في نومٍ و في يَقَظاتِ
( خيرٌ من الدنيا الصلاةُ ) سمعتها=فَمَضَيْتَ تطلبُ ساحةَ الصَّلَواتِ
لكنَّما ( مولى المُغيرةِ ) ساءَهُ=أنْ تُخلصَ النَّجوى لغيرِ " اللاتِ "
فأتاكَ في حقدٍ مجوسيِّ اللظى=و ضراوةٍ وحشيَّةِ الضَّرَباتِ
***
يا شيخُ أحمدُ / يا شهيدَ الذاتِ= يا ( خالدَ ) الأمجادِ و الغَزَواتِ
و أخا الصمودِ المستحيلِ صلابةً=و أبا البنينِ الأُسْدِ و الأجَماتِ
يا أيها النبراسُ مهما قد دجا=ليلٌ ، و رانت سطوةُ العَتَماتِ
في جنَّةِ الخُلدِ ..التي قد نلتَها..=أسمى مغاني الفضلِ مؤتلقاتِ
حورٌ ، و وِلدانٌ ، و خمرٌ لذةٌ=قدسيَّةُ الأنخابِ و النَّشواتِ
و نمارقٌ مصفوفةٌ و حدائقٌ=أبديَّةُ الإيراقِ و الثمَراتِ
و كواعبٌ ما مسَّها إنسٌ و لا=جانٌ ، يمسنَ خفائرَ البَسَماتِ
لكنما هل من "عقاقيرٍ" بها=للإخوةِ / الأهواءِ و الشُّبُهاتِ
الإخوةِ /الشِّيعِ الذين تكلَّسَت=أرواحُهُم من كثرةِ السَّقَطاتِ
الإخوةِ البَدَدِ الذين تفرَّقوا=كي يلتقوا في سلةِ الوَصَماتِ
القابعينَ على أرائكِ غيِّهِم=لا فرقَ بين رعيَّةٍ و رعاةِ
المنتشينَ بخمرةِ البَلَهِ الذي=قد عاد بالدنيا لعهدِ مناةِ
***
يا شيخُ أحمدُ/ يا تواريخاً لها=في القلبِ ما للقلبِ من نَبَضاتِ
الأخوةُ الزَّمنَى ذوو الآفاتِ=المدمنونَ الخزيَ و السَّكَراتِ
العاكفونَ على موائدِ زيفِهم=ما بين " قنَّبِهِم " و بين " القاتِ "
المرتمونَ بحضنِ " قيصرَ " عمرَهُم=كيلا يُحلَّ عليهِمُ اللَعَناتِ
يَتَوَهَّمونَكَ من ذوي الحاجاتِ=و هُمُ العياءُ و علَّةُ العِلاّتِ
أنتَ المُعافى هِمَّةً و عقيدةً=و هُمُ .. و إنْ سلموا .. أولو العاهاتِ
***
يا كلَّ شبلٍ في فلسطين الفِدى= يلقى الردى في عِزَّةٍ و ثباتِ
مُتَمَنطِقاً قلباً أبياً لا يرى=في الموتِ إلا غايةَ الغاياتِ
لا تَرجُ عوناً غيرَ عزمِكَ ، إننا=زَبَدٌ تُحَرِّكُهُ يدُ النَّزَواتِ
" أبناء يعربَ ؟" لا تقُلها بعدما=صرنا فلولاً من عمىً و مواتِ
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ..و أنت في=جُبِّ العذابِ،و نحنُ في الحاناتِ
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ.. و كُلُّنا=لاهٍ ، و أنتَ تضِجُّ بالصَّرَخاتِ
لا بأسَ ، و انسَ سوى الحجارةِ ، إنها=أحنى عليكم من أخٍ قتَّاتِ
و لتعتصِم بحبالِ حزمِكَ مؤمناً=أنَّ الصَّباحَ.. و إنْ تأخَّرَ.. آتِ
أنتَ الوحيدُ الحيُّ في أُمَمٍ غَدَت=..رغمَ الحياةِ..تُعَدُّ في الأمواتِ
مع تحيات محبكم
د. جمال مرسي
أحبائي الكرام في واحتنا الجميلة
لأستاذي شيخ الشعراء محمد محمد الشهاوي قصيدة مؤثرة و عالية القيمة
في رثاء شيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين حُمِّلتُ أمانة نشرها
على صفحات واحتنا الفيحاء .
فإن كنت قد وفقت في نقلها و نشرها فمن الله
و إن كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان .
هذه هي القصيدة التي أتمنى أن تنال إعجابكم
كما أعجبتني كثيراً .
الشيخ
( إلى روح الشهيد الشيخ أحمد ياسين )
شعر : محمد محمد الشهاوي
كالعِرضِ شأنُ الأرضِ في الحُرُماتِ=سِيَّانِ مُمرعةٌ و محضُ فلاةِ
قل: إنها .. يا قلبُ .. أولُ آيةٍ =في سورةِ الأرحامِ و الرَّحَمَاتِ
قُل: إنها الوطنُ المُفَدَّى و الحِمَى=و معاقلُ الماضي ، وكلُّ الآتي
قُل: إنها مهدُ الطفولةِ و الصِّبا=و مدارجُ الأحلامِ و الصَّبَواتِ
قُل: إنها أشياءُ يصعبُ وصفَها=إلا بنبضِ القلبِ و الخَفَقاتِ
وُلِدَت لتبقى رغم كلِّ مُناويءٍ=مرفوعةَ الرَّاياتِ و الهاماتِ
***
يا شيخُ أحمدُ/يا عظيمَ الذاتِ=يومُ القصاصِ..و إن تأخَّرَ..آتِ
فعلامَ يرتعُ سادرٌ في غَيِّهِ=و إلامَ يزهو مُجرمٌ أو عاتِ
قَسَماً " بياسينٍ " و " بالحُجُراتِ "=و بفتيةِ الأحجارِ و الفتياتِ
و بكلِّ شِبرٍ في فلسطين الأسى=عاشَ الدمارَ و غادِرَ الطَّعَناتِ
و بكلِّ داليَةٍ غَدَت أفنانُها=نَهْبَ الضياعِ المُرِّ و النَّكَباتِ
و بكلِّ قلبٍ لم يزل يرنو إلى=يومِ انقشاعِ دياجِرِ المأساةِ
و بكلِّ كلِّ مُشَرَّدٍ يهفو إلى=يومِ التلاقي بعد طولِ شتاتِ
لابدَّ من فجرٍ و إن طالَ المدى=و تكالَبَت هَمَجيَّةُ الظُّلُماتِ
لابدَّ من فجرٍ إلهيِّ السَّنا=يمحو الذي عِشناهُ من حَسَراتِ
***
يا شيخُ أحمدُ / يا بهيَّ الذاتِ=عيناكَ ، أم بحرانِ من آياتِ
و يداكَ ، أم نهرانِ من صوفيَّةٍ=عُمَرِيَّةِ الومَضاتِ و البَرَكاتِ
نورٌ على نورٍ ، و صفوُ سريرةٍ=منذورةٍ للوجدِ و الإخباتِ
( اللهُ ) ثُمَّ ( العودةُ الكُبرى ) هُما=وِرداكَ في نومٍ و في يَقَظاتِ
( خيرٌ من الدنيا الصلاةُ ) سمعتها=فَمَضَيْتَ تطلبُ ساحةَ الصَّلَواتِ
لكنَّما ( مولى المُغيرةِ ) ساءَهُ=أنْ تُخلصَ النَّجوى لغيرِ " اللاتِ "
فأتاكَ في حقدٍ مجوسيِّ اللظى=و ضراوةٍ وحشيَّةِ الضَّرَباتِ
***
يا شيخُ أحمدُ / يا شهيدَ الذاتِ= يا ( خالدَ ) الأمجادِ و الغَزَواتِ
و أخا الصمودِ المستحيلِ صلابةً=و أبا البنينِ الأُسْدِ و الأجَماتِ
يا أيها النبراسُ مهما قد دجا=ليلٌ ، و رانت سطوةُ العَتَماتِ
في جنَّةِ الخُلدِ ..التي قد نلتَها..=أسمى مغاني الفضلِ مؤتلقاتِ
حورٌ ، و وِلدانٌ ، و خمرٌ لذةٌ=قدسيَّةُ الأنخابِ و النَّشواتِ
و نمارقٌ مصفوفةٌ و حدائقٌ=أبديَّةُ الإيراقِ و الثمَراتِ
و كواعبٌ ما مسَّها إنسٌ و لا=جانٌ ، يمسنَ خفائرَ البَسَماتِ
لكنما هل من "عقاقيرٍ" بها=للإخوةِ / الأهواءِ و الشُّبُهاتِ
الإخوةِ /الشِّيعِ الذين تكلَّسَت=أرواحُهُم من كثرةِ السَّقَطاتِ
الإخوةِ البَدَدِ الذين تفرَّقوا=كي يلتقوا في سلةِ الوَصَماتِ
القابعينَ على أرائكِ غيِّهِم=لا فرقَ بين رعيَّةٍ و رعاةِ
المنتشينَ بخمرةِ البَلَهِ الذي=قد عاد بالدنيا لعهدِ مناةِ
***
يا شيخُ أحمدُ/ يا تواريخاً لها=في القلبِ ما للقلبِ من نَبَضاتِ
الأخوةُ الزَّمنَى ذوو الآفاتِ=المدمنونَ الخزيَ و السَّكَراتِ
العاكفونَ على موائدِ زيفِهم=ما بين " قنَّبِهِم " و بين " القاتِ "
المرتمونَ بحضنِ " قيصرَ " عمرَهُم=كيلا يُحلَّ عليهِمُ اللَعَناتِ
يَتَوَهَّمونَكَ من ذوي الحاجاتِ=و هُمُ العياءُ و علَّةُ العِلاّتِ
أنتَ المُعافى هِمَّةً و عقيدةً=و هُمُ .. و إنْ سلموا .. أولو العاهاتِ
***
يا كلَّ شبلٍ في فلسطين الفِدى= يلقى الردى في عِزَّةٍ و ثباتِ
مُتَمَنطِقاً قلباً أبياً لا يرى=في الموتِ إلا غايةَ الغاياتِ
لا تَرجُ عوناً غيرَ عزمِكَ ، إننا=زَبَدٌ تُحَرِّكُهُ يدُ النَّزَواتِ
" أبناء يعربَ ؟" لا تقُلها بعدما=صرنا فلولاً من عمىً و مواتِ
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ..و أنت في=جُبِّ العذابِ،و نحنُ في الحاناتِ
خمسونَ عاماً..أو يزيدُ.. و كُلُّنا=لاهٍ ، و أنتَ تضِجُّ بالصَّرَخاتِ
لا بأسَ ، و انسَ سوى الحجارةِ ، إنها=أحنى عليكم من أخٍ قتَّاتِ
و لتعتصِم بحبالِ حزمِكَ مؤمناً=أنَّ الصَّباحَ.. و إنْ تأخَّرَ.. آتِ
أنتَ الوحيدُ الحيُّ في أُمَمٍ غَدَت=..رغمَ الحياةِ..تُعَدُّ في الأمواتِ
مع تحيات محبكم
د. جمال مرسي