المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَدِيَّتِي إِلَيْكَ / غيداء الأيوبي



غيداء الأيوبي
10-03-2019, 11:05 AM
هَدِيَّتِي إِلَيْكَ



أَتَيْتُ كَيْ أُهْدِيكَ مِنْ أَحْرُفِي=وَبَاقَةُ الْوَرْدِ عَلَى الْأَظْرُفِ
رَشَشْتُ عِطْرَ الْيَاسَمِينِ الَّذِي=قَدْ فَاحَ بِالْحُبِّ وَلَمْ يَنْشِفِ
نَسَّقْتُ أُمْلُودَ زُهُورِ النَّدَى=عَلَى غِلَاَفٍ رَقَّ بالزُّخْرِفِ
وَضَعْتُهَا فِي عُلْبَةٍ شَفْشَفَتْ=مِنْ إِصْبَعِي بَرِيقَهُ الْمُتْرَفِ
هَدَيَّتِي شَرِيطُهَا يَرْتَدِي=فَرَاشَةً حَرِيرُهَا مُحْتَفِ
فَقَبْلَ أَنْ تَفُلَّهَا بِالْخَفَا=أَغْلِقْ جِفُونَ الْعَيْنِ وَاسْتَلْطِفِ
تَحِيَّتِي إِلَيْكَ يَا عَاشِقاً=وَقُبْلَتِي قَبْلَ انْسِكَابِي الْوَفِي
مَاذَا أَقُولُ فَالْكَلَامُ اخْتَفَى=بِشَوْقِيَ الْمَأْسُورِ فِي الصَّفْصَفِ*
أَحْتَاجُ أَن أُعْطِيكَ قَلْبَ الْهَوَى=لِكَيْ تَرَى وَرِيدَهُ الْمُدْنَفِ
أَوْ دَمْعَةً مِنْ مُقْلَةِ التَّوْقِ كَيْ=تَذُوقَ طَعْمَ الْبَيْنِ إِنْ تَرْشِفِ
أَوْ شَفَةً مِنْ ثَغْرِيَ الْمُنْتَدِي=وَكَمْ عَضَضْتُ وَرْدَهَا الْمُرْهَفِ
أَوْ خُصْلَةً مِنْ شَعْرِ رَأْسِي غَفَتْ=مَا بَيْنَ كَفِّي وَ جَبِينِي الخَفِي
تَجُرُّنِي إِلَيْكَ مَعْزُوفَةٌ=أَنْغَامُهَا هَمْسٌ بِلَا مِعْزَفِ
يَأْتِي بِهَا طَيْفُكَ فِي لَيْلَتِي=فَتَلْتَوِي رُوحِي بِذِي الْمِلْحَفِ
أَغْفُو عَلَى لَآلِئٍ تَرْتَمِي=فَلَا أَرَى إِلَّاكَ فِي الْمِقْطَفِ
مِنْ غَيْمَةٍ أَطْفُو إِلَى غَيْمَةٍ=وَرِيشَتِي تَغْرَقُ فِي الرَّفْرَفِ*
بِلَمْسَةٍ تَلْحَفُنِي سَوْرَةٌ*=وَفَجْأَةً تَهْرُبُ مِنْ مِعْطَفِي
أَصْحُو عَلَى نَسَائِمٍ تَرْتَخِي=فَلَا أَرَى إِلَّاكَ فِي الْهَفْهَفِ
مِنْ قَبْلَ مِيلَادِي أَنَا نُطْفَتِي=تَبْحَثُ عَنْ رَبِيعِهَا الْمُورِفِ
وَلَمْ أَجِدْ وَلَمْ تَجِدْ طِفْلَتِي=بِرَوْضَتِي أُرْجُوحَةَ الْأَوْطَفِ*
هِوَايَتِي ظَلَّتْ عَلَىْ صَفْحَةٍ=وَمَرْسَمِي بِهَا كَمَا الْمَتْحَفِ
رَسَمْتُهَا مَلَامِحاً تَرْتَدِي=أَلْوَانَهَا مِنْ فَنِّيَ الْمُسْرِفِ
كَحَّلْتُ شَعْراً بِاسْوِدَادِ الدُّجَى=فَابْيَضَّ بَدْرُ وَجْهِكَ الْمُشْرِفِ
مَزَجْتُ لَوْنَ الْقَمْحِ فِي نَظْرَةٍ=فَاسْمَرَّ رِمْشُ الْجَفْنِ لَمْ يَطْرِفِ
ضَمَخْتُ فِرْشَاتِي بِلَوْنِ الدَّمِ=وَاللَّعَسُ احْمَرَّ بِثَغْرٍ صَفِي
أَخَذْتُ لَوْنَ الْبَحْرِ خَلْفِيَّةً=فَازْرَقَّ فِي الْوِشَاحِ مَوْجٌ حَفِي
وَاخْضَوْضَرَ الْعُشْبُ عَلَى يَاقَةٍ=قَمِيصُهَا اخْضَلَّ بِذِي الْأَهْيَفِ
مَشَتْ أَصَابِعِي عَلَى لَوْحَتِى=وَلَمْ تَصِلْ لِقَلْبِكَ الْمُسْعِفِ
وَهَكَذَا أَلْقَاكَ يَا غَائِباً=عَلَى جِدَارٍ مَلَّ مِنْ مَوْقِفِي
أَرْجُوكَ عَنِّي لَا تَرُدَّ الرُّؤَى=وَدَعْ خَيَالَ الطَّيْفِ فِي أَسْقُفِي
غَنَّيْتُ فِي حُبِّكَ أُنْشُودَتِي=فَأَطْلِقِ الْأَطْيَارَ فِي النَّفْنَفِ*
وَاسْمَع لُحُونَ الْقَلْبِ مَلْهَوفَةً=تَهْتِفُ وَا نَبْضِي وَلَمْ تَرْأَفِ
لَوْ لَمْ تَصُبَّ الْخَمْرَ فِي أَكْؤُسِي=هَلَ تَسْكَرُ الْأَنْغَامُ فِي أَحْرُفِي
هَدِيَّتِي إِلَيْكَ قَدَّمْتُهَا=وَاللُّؤْلُؤ الْمَنْضُودُ لَمْ يَكْسَفِ
هَدِيَّتِي أَخْتِمُهَا شَمْعَةً=ذَابَتْ عَلَى قَافِيَتِي فَارْدِفِ


غيداء الأيوبي

خالد صبر سالم
10-03-2019, 12:29 PM
أنا فرح جدا لعودتك الى الواحة فأنت شاعرة لا يمكن للواحة إلا أن تعانق ابداعاتها التي تمر على القراء فتروي عطشهم للكلمة المرهفة
يسعدني أن أكون أول من يزيح الستارة عن هذه الحانة فأنا دخلتها الآن وعاقرت كؤوسها وها أنا اتمايل سكرا
سيدتي الشاعرة الساحرة الاستاذة غيداء
دمت مع الإبداع الفاتن والفرح الدائم والجمال المتجدد
خالص احترامي وعبق مودتي

احمد المعطي
10-03-2019, 02:19 PM
أجهَدْتِ حرْفي فالصّدى لا يَفي
............................وهذه الأنغامُ لمْ تُعزَفِ
بغُصنِها الأمْلودِ هذا الّذي
....................شفَّ النَّدى عَنْ خدِّهِ المُترَفِ
وَقدِّها الممشوقِ يا حُسْنَهُ
.......................بهَمْسِها الأنْسامْ لا تكتَفي
برتْمِها الأنسامُ جْذْلى وفي
.......................هبوبِها بدتْ كما المُدْنَفِ
في لوْحةٌ ألوانُها غضّةٌ
...................رَبيعُها ذا الطلْقُ كالمتْحفِ
تَخضَلُّ بالأنْداءِ أزْهارُهُ
.................وتحتفي الأطيارُ بالزُّخرُفِ
هَديَّةٌ مِزاجُـها خفقَةٌ
...........في ذوْبِها قلْبُ المُحِبِّ الصَّفي
كاللؤلؤ النّضيد يا وَهْجُه
...............يغشى عُيونَ مَنْ بِه يحْتفي
لِأيِّ بيْتٍ أنتقي ههنا
.........فالشعرُ يجري في يَدِ المُنصِفِ
ارتجلتها قياساً فلم يسبق أن كتبت على هذا البحر فالتمسوا العذرلي لو أخطأت

عبدالستارالنعيمي
10-03-2019, 07:07 PM
هنيئا لنا أن ارتشفنا من هذا المنهل الهانئ والظل الوارف من الشعر الجميل؛فلا غيض مداد شعرك أختنا غيداء
مع التحية والتقدير

محمد ذيب سليمان
11-03-2019, 11:32 PM
أكتفي بتثبيت القصيدة ترحيبا واستحقاقا
فكل الترحيب لا يكفي هذا الحضور الأنيق الذي يملأ القلب والروح
بمثل هذا الشعر والعطر الذي يتخلل الحنايا ويستقر
ولي عودة تانية
كل الفرح لقلبك

شاهر حيدر الحربي
12-03-2019, 11:42 AM
ما أجمل السريع بهذه القافية

مبنى متفرد وهدية فاخرة أستاذتنا الكريمة

أحمد الجمل
12-03-2019, 01:24 PM
مرور للتحية والترحيب بعودتك أختي الفاضلة غيداء
والحمد لله أنك بخير
أسعدني جداااااا أنك بخير وعافية والله
تحيتي وخالص مودتي

ناديه محمد الجابي
15-03-2019, 11:34 AM
الله .. رائعة ممتعة شيقة مبهرة ـ مليئة بالجمال والمعاني الرقيقة الراقية
هدية فاخرة، وقصيدة تفيض إبداعا، وتتلألأ جمالا وروعة
شعر فاتن بحرف راق وتأنق فأطرب وأمتع
دمت ودام فيض إبداعك
وأهلا بك وبحرفك الساحر في واحتك.
:pr::nj::pr:

عبد السلام دغمش
15-03-2019, 09:08 PM
شاعرتنا الكريمة ..
وما أجملها من هدية وأرقّ محمولها ..

" كحلت شَعراً باسوداد الدجى
..فابيضّ بدر وجهك المشرفِ "
صورة رائعة ..!

لكنني توقفت عند الشطر " لكي ترى وريده المدنفِ" أليست " المدنف" منصوبة هنا ..

كل التقدير شاعرتنا.

ثامر عبد المحسن النمراوي
17-03-2019, 05:51 AM
يحق لشعرك أن يكون مدرسة للجمال ، و يحق لك ما لا يحق لغيرك من حيث الأناقة ، و الرشاقة ، و الإبداع ... دام العطاء شاعرتنا

رياض شلال المحمدي
19-03-2019, 07:11 AM
وأخيرًا ... هدية من غيداء الشعر ما أروعها ، سلمت يمينك وطاب
فؤادك شاعرتنا العزيزة ، مع وافر التقدير وكامل الاحترام .

عادل العاني
20-03-2019, 07:28 PM
مرحبا بك شاعرتنا القديرة ومجرد عودتك لهذا الصرح هي أكبر هدية...
أما القصيدة الرقيقة العذبة فقد لامست شغاف القلوب وعطرت أجواء الواحة بنسمات عطر الإبداع الذي تعودنا من شاعرتنا الكبيرة.
وأتفق مع الأخ عبدالسلام فيما أشار إليه إضافة لما ورد في هذا البيت أيضا:
ضَعْتُهَا فِي عُلْبَةٍ شَفْشَفَتْ
مِنْ إِصْبَعِي بَرِيقَهُ الْمُتْرَفِ

المترف هنا حكمها النصب صفة المفعول به بريق...
أما إعمال كاف التشبيه بعد دخول ما عليها فهذا سبق وناقشناه مرة سابقة في إحدى قصائدك لأنني كنت مع كف عمل كاف التشبيه عند دخول ما عليها وهناك من أتفق على إعمالها ومنهم دكتور ضياء الدين الجماس.
هِوَايَتِي ظَلَّتْ عَلَىْ صَفْحَةٍ
وَمَرْسَمِي بِهَا كَمَا الْمَتْحَفِ

مرحبا بك ثانية وننتظر مزيدا من التألق والإبداع
تحياتي وتقديري

محمد حمود الحميري
22-04-2019, 08:41 PM
قصيدة فيها من الإبداع ما يخطف اللب ويصقل الذائقة ..
شكرًا شاعرتنا غيداء

د. سمير العمري
06-09-2021, 12:11 AM
لحرفك فخامة ملكية ورونق أنيق فلا فض فوك شاعرة رائعة!
القصيدة جميلة ومميزة بجرسها وبحسها وبتراكيبها وقافيتها وطابت لي كثيرا وإن استوقفني فيها بعض مواضع أشار الأحبة لبعض منها.
دمت في ألق وعبق!

تقديري