مازن لبابيدي
18-04-2019, 04:42 PM
لعُرسِكَ يا بِلالُ
________
أيا بُعدا صنوفَ الحب أضمر = ووجدا من بذور الشوق أثمر
ألا يا صاحبيَّ يكاد صبري = يمَل الصبر إن صابرت أكثر
ولي ما بين جنبيَّ اختلاج = وقلب في الهوى يُنهى ويُؤمر
إلى شام الهوى أسرجت شِعري = وهل من ياسمين الشام أشعَر
خذيني يا بحور إلى الروابي = إلى باب المُصلى أو لدُمَّر
على حمَّام نور الدين مُري = إلى الأمويِّ ثم لبيت عَنبر
خذيني فوق أجنحة القوافي = لعلي أبلغ الميدان أبكر
وحلِّق يا فؤادي في هواها = وعُد من قاسِيون بألف منظر
إليها الروح تَسري كل ليل = وعنها الشوق ما يوما تأخر
فكم تاقت لتوتِ الشام نفسي = وعِرق السُّوس والكعك المقمر
إلى نارنجةٍ في دار جدي = إلى المكدوس والفول المقشر
إذا حاراتها خطرت ببالي = خيالي من سُلاف الشام يَسكر
فيا ليت المآب إلى حِماها = وليتي من تراب الشام أحشر
أراها تشتكي .. لا حول إلا .. = وأرجوها اصبري فالله أكبر
وفي زهْر الشباب رحيق حُبٍّ = وآمال بهم تربو وتكبر
لنا يا ربُ في الدنيا رجاء = خواطرنا بهم تؤسَى وتُجبر
كنخْلات تراهم قد تسامَوا = إلى العلياء ما أحلا وأنضر
تجلَّى بين أنجمهم ضياء = كبدر في سماء المجد أسفر
كريمٌ من كريمٍ ما تعدَّى = وبيت العلم والأخلاق يُذكر
أَلوف طيب عفٌّ ودود = عبير من طيوب المسك أذفر
له بين الصِّحاب حكيمُ قول = ورأي عن ذراع العزم شمر
ومن يشبه أباه فما بِظلمٍ = وهذا الشبل من ليثٍ مُوقر
فقل ما شاء قسّام العطايا = بـِ "كُنْ" من قوله يعطي ويَبهر
....=....
لعُرسك يا بلال أتيتُ سَعْيا = وكان القلب من قبلي تصدر
فرحت لفرحكم والسعد خير = فأسعدك الذي أعطى وقدر
ظفِرت بدُرَّة من بحر فضل = ومن يحظى بذات الدين يَظفر
فخير متاعها زوجٌ حَصانٌ = وبنتُ الأصل ما أغليتَ تُمهر
ومني يا عريسُ إليك نُصح = وكم جملٍ لهذا النصح يُنحر
لأهل الخير بين الناس عُرف = وخيرهمُ الذي للأهل أخير
فأكرمها وأسعدها وصنها = كما أوصى الذي بالحق بشَّر
وعانيةٍ أتتكَ بغير ذُل = فتوجها على قَصْر ومَرمر
أسرتَ عزيزة وطلبتَ ودا = ويا مسكينُ منذ اليوم تُؤسر
كما تصبو لزينتها تزين = لها فالعينُ تهوى الغصن أخضر
ألِن من جانبيك فراش عطف = ودثرها بهُدب العين أوثر
وإن غَضِبَت تحملها بحِلم = وكن تلقاء بعضِ العُسر أيسر
ودَع قيلا وقالا لا تجادِل = تجاهل أو تشتَّت أو تبعثر
ولا يخطر ببالك أيُّ فوز = فمَنْ خبر النساء فهُنَّ أخطر
يرُغْنَ من الكلام بكُل يُسر = وإن تمكُر بهن فهن أمكر
ولا تحزن فلستَ بذاك فردا = ملايينٌ كمثلك يا مُعثر
فرُبَّ وديعة غَضِبت فأضحت = كزلزال على مقياس (رِختر)
وبعد هُنيهةٍ تَلقَى سَلاما = كنَسمة جَنَّةٍ أو نهر كوثر
فساعةُ فَورةٍ في شهر شهد = كذا طبعُ النساء وما تغير
إذا سايرتَهن فخيرُ زوجٍ = وإن عاندتهن فأنت مُنكَر
فمن عِوَج خُلقن وذاك ضِلع = إذا قوَّمته فالضِّلع يُكسر
فبادر واعتذر قُل: سامحيني = فإني مخطئ والحِبُّ يُعذر
وأغدِق مِن نداك على شذاها = يفوح الحُّب مسكا بعدَ عنبر
وأنفِق يا بلال بغير قَبض = فخيرُ دراهم للأهل تُنثر
وعند الأكل أسعِدها بمدح = ولا تحتجَّ في ملح وسكر
وقل: هذا ألذُّ وصدقيني = من الكَبشِ المشمَّر والمحمر
وإلا فادعُها ولكل يوم = تخيَّر مطعما أشهى وأشهر
وإن لبِسَت فقُل: ما شاء ربي = أرى حوراءَ في بيتي تَبَختر
لقد غلب القَوام الثوبَ حتى = غدا ما تلبسين الآن أفخر
وعند الوعد لا تُلزم بوقت = فمَن صَحِب النساء فقد تأخر
إلى السّاعات لا تنظُر وتنفُخ = وتُعجلْها فغيرُك كان أشطر
....=....
فهذا بعض شعر قد بدا لي = ولو سمح المقام لقلت أكثر
وبارك فيكما الرحمن ربي = وفي أهليكما والبيت يعمر
وأختم بالصلاة على حبيب = صلاة من جِنان الورد أعطر
على المختار رب العرش صلى = وسلم كلما الإصباح أسفر
مازن لبابيدي 23/9/2016
ألقيت هذه القصيدة في عرس ابن أخ لي اسمه بلال .
________
أيا بُعدا صنوفَ الحب أضمر = ووجدا من بذور الشوق أثمر
ألا يا صاحبيَّ يكاد صبري = يمَل الصبر إن صابرت أكثر
ولي ما بين جنبيَّ اختلاج = وقلب في الهوى يُنهى ويُؤمر
إلى شام الهوى أسرجت شِعري = وهل من ياسمين الشام أشعَر
خذيني يا بحور إلى الروابي = إلى باب المُصلى أو لدُمَّر
على حمَّام نور الدين مُري = إلى الأمويِّ ثم لبيت عَنبر
خذيني فوق أجنحة القوافي = لعلي أبلغ الميدان أبكر
وحلِّق يا فؤادي في هواها = وعُد من قاسِيون بألف منظر
إليها الروح تَسري كل ليل = وعنها الشوق ما يوما تأخر
فكم تاقت لتوتِ الشام نفسي = وعِرق السُّوس والكعك المقمر
إلى نارنجةٍ في دار جدي = إلى المكدوس والفول المقشر
إذا حاراتها خطرت ببالي = خيالي من سُلاف الشام يَسكر
فيا ليت المآب إلى حِماها = وليتي من تراب الشام أحشر
أراها تشتكي .. لا حول إلا .. = وأرجوها اصبري فالله أكبر
وفي زهْر الشباب رحيق حُبٍّ = وآمال بهم تربو وتكبر
لنا يا ربُ في الدنيا رجاء = خواطرنا بهم تؤسَى وتُجبر
كنخْلات تراهم قد تسامَوا = إلى العلياء ما أحلا وأنضر
تجلَّى بين أنجمهم ضياء = كبدر في سماء المجد أسفر
كريمٌ من كريمٍ ما تعدَّى = وبيت العلم والأخلاق يُذكر
أَلوف طيب عفٌّ ودود = عبير من طيوب المسك أذفر
له بين الصِّحاب حكيمُ قول = ورأي عن ذراع العزم شمر
ومن يشبه أباه فما بِظلمٍ = وهذا الشبل من ليثٍ مُوقر
فقل ما شاء قسّام العطايا = بـِ "كُنْ" من قوله يعطي ويَبهر
....=....
لعُرسك يا بلال أتيتُ سَعْيا = وكان القلب من قبلي تصدر
فرحت لفرحكم والسعد خير = فأسعدك الذي أعطى وقدر
ظفِرت بدُرَّة من بحر فضل = ومن يحظى بذات الدين يَظفر
فخير متاعها زوجٌ حَصانٌ = وبنتُ الأصل ما أغليتَ تُمهر
ومني يا عريسُ إليك نُصح = وكم جملٍ لهذا النصح يُنحر
لأهل الخير بين الناس عُرف = وخيرهمُ الذي للأهل أخير
فأكرمها وأسعدها وصنها = كما أوصى الذي بالحق بشَّر
وعانيةٍ أتتكَ بغير ذُل = فتوجها على قَصْر ومَرمر
أسرتَ عزيزة وطلبتَ ودا = ويا مسكينُ منذ اليوم تُؤسر
كما تصبو لزينتها تزين = لها فالعينُ تهوى الغصن أخضر
ألِن من جانبيك فراش عطف = ودثرها بهُدب العين أوثر
وإن غَضِبَت تحملها بحِلم = وكن تلقاء بعضِ العُسر أيسر
ودَع قيلا وقالا لا تجادِل = تجاهل أو تشتَّت أو تبعثر
ولا يخطر ببالك أيُّ فوز = فمَنْ خبر النساء فهُنَّ أخطر
يرُغْنَ من الكلام بكُل يُسر = وإن تمكُر بهن فهن أمكر
ولا تحزن فلستَ بذاك فردا = ملايينٌ كمثلك يا مُعثر
فرُبَّ وديعة غَضِبت فأضحت = كزلزال على مقياس (رِختر)
وبعد هُنيهةٍ تَلقَى سَلاما = كنَسمة جَنَّةٍ أو نهر كوثر
فساعةُ فَورةٍ في شهر شهد = كذا طبعُ النساء وما تغير
إذا سايرتَهن فخيرُ زوجٍ = وإن عاندتهن فأنت مُنكَر
فمن عِوَج خُلقن وذاك ضِلع = إذا قوَّمته فالضِّلع يُكسر
فبادر واعتذر قُل: سامحيني = فإني مخطئ والحِبُّ يُعذر
وأغدِق مِن نداك على شذاها = يفوح الحُّب مسكا بعدَ عنبر
وأنفِق يا بلال بغير قَبض = فخيرُ دراهم للأهل تُنثر
وعند الأكل أسعِدها بمدح = ولا تحتجَّ في ملح وسكر
وقل: هذا ألذُّ وصدقيني = من الكَبشِ المشمَّر والمحمر
وإلا فادعُها ولكل يوم = تخيَّر مطعما أشهى وأشهر
وإن لبِسَت فقُل: ما شاء ربي = أرى حوراءَ في بيتي تَبَختر
لقد غلب القَوام الثوبَ حتى = غدا ما تلبسين الآن أفخر
وعند الوعد لا تُلزم بوقت = فمَن صَحِب النساء فقد تأخر
إلى السّاعات لا تنظُر وتنفُخ = وتُعجلْها فغيرُك كان أشطر
....=....
فهذا بعض شعر قد بدا لي = ولو سمح المقام لقلت أكثر
وبارك فيكما الرحمن ربي = وفي أهليكما والبيت يعمر
وأختم بالصلاة على حبيب = صلاة من جِنان الورد أعطر
على المختار رب العرش صلى = وسلم كلما الإصباح أسفر
مازن لبابيدي 23/9/2016
ألقيت هذه القصيدة في عرس ابن أخ لي اسمه بلال .