تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (تنهيدةُ فجرٍ فلسطيني )



وجدان خضور
22-05-2019, 01:40 AM
( تنهيدةُ فجرٍ فلسطينِيّ )

مُقدِّمة ؛ من الآداب العالميّة :

« .. في فجرِ وَعيِ الإنسان بِذاتهِ ؛ و بِالعالَمِ ؛ ارتبَطت فِكرة الوجود الحَيّ بِالدَّمِ .. فقد عرف الإنسان أنَّ هذا السائل الأحمر ، هو السِرّ في حياة كُلّ إنسان .. فَما دامَ الدَّمُ يجري فيهِ ؛ فهو حَيّ .. و إذا جرى مِنه و نزفَ بِالكامِلِ ؛ مات .. فالدم سِرّ الحياة .. » .

" يا بِلادي
يا بِلاد الأنبياء
لن يُبارِحني حلمي ،
حتّى وَ فَيْء النخيل خائنٌ ،
مُخادِعٌ ، للكَرامَةِ ظَمي .. ما هَم ،
مَن قالَ لِلبيعِ الدِماء .. !!

ما جَريرتي ،
إذا كانَ شَهدُ درّاقي يُلهِب أحداقهم ..
سالَت ضمائرهم هَباء ، تناهَشَتهم العتمة
فاعتلى ضجيجُ طواحينهُم المنابِرَ ،
هم لا يرون خُلُوّ مسارحهم من الحضور
مُقَلهم عَمياء ..

خَطوِي ،
فِلِسطيني ،
على وَقعِ خُطاكُم
يا سادَتي الشُهَداء ..

يعلمون ؛ ما لِلجَمالِ قيمة بِدوني
فَاستَجاروا بِعيوني ،
بِرعافِ دَمي ،
تَوْقاً إلى الضِياء ..

لكنّها أرضي المُقَّدسة ،
أشجاري ..
شَجر الفضيلة
لا يُثمِر الخَطايا ،
يُثْدَى مِنَ السَماء ..

صفقةُ قُرونهم - لهم فقط -
ذلٌّ و مَرارة ،
و في النِهاية ..
تاريخهم زَيف ، مآله السقوط ،
و البِدء بِحِكايَةِ ابْنَتَيْ لوط ..
كلّهم غَرقى اغتِصاب
لا تُطهّرهم عصابات الرِياء ..

تمتد غصوني وارِفَةً
تقيني أرصِفة المَنفى ،
فتنبت لي أجنحة من أفراح
تدرأ عنّي البكاء ..

يا صفقة قُرونهم
لن تنالي من صمتِ خِيامي
بِالرِياح و السموم وَ وَضاعة الأسماء
هل أنهكتهم الخِيانة ،
هل نالَ مِنهم سَواد التُخوم .. !!
أبناء الزِّناء ..
الله و الإنس و الجِنّ منهم بَراء ..

لكن ..
- و يعلم الجميع -
محكمة قاضي الحرف
لن تسجن الصباح في بِلادٍ
يؤذِّن فيها دَمُ الشهداء ،
مُبَشّراً بفجرٍ
أمدى مِنَ الأمداء ..

هنا فلسطين
المُسَمَّرة في أركانِ الأمل
منذُ فَضاءٍ مِن سِنين ،
أو منذ هُنَيْهَةٍ .. سَواء ..

و لَئن أسْرَت بِبَهيمِ ليلٍ ،
مع ما يتَجامع في فَيافي أساها
مُكرَهَةً ؛
على استِحياء ..

و ببوصلة السنوات العِجاف ،
سارعت كلّ فِتيتها الأحرار
لِتصبّ في بحرِ بيدِها ..
أمطار .. شهداء ..

حفيف النُّور المُبهِج
يبثّ نَجواه بِدمي ،
يِزِفُّ البُشرى بِآت
يرفل بحريرٍ و إخاء ..

بِعناقِ غَزّة للضِفَّةِ ..
بتَوقِ يافا للرملةِ ،
لِعكّا ، مدينة الأجداد و الفِداء ..

يا ثراها .. يا كرنفال ،
يا هودج صبر مُتَّئد .. يا رجاء ..

يا فلسطين يا وَلود
لن تنالَ صفقاتهم الحَقود
مِن ثرى الجدود ،
قالت كلمتها الأبناء ،
صَريحٌ وَ جَلِيٌّ لَون الدِّماء .. "

( وجدان خَضُّور )
١٧ / ٩ / ١٤٤٠ ھ
٢٢ / ٥ / ٢٠١٩ م

ناديه محمد الجابي
22-05-2019, 12:18 PM
تنتحب الحروف وتبكي الصور ، وببراعة تحملين المتلقي
ليسافر معك على أجنحة وجعك.
عشق الوطن وهو جريح لا يشبه عشق، ولا نملك إلا نبضة حرف ودمع غزير
حروفك مثقلة بالألم ـ تنزف أوجاعا في حديث يتجمل فيه الكلام
فينطق المعنى بلغة ساحرة.
ألق وأنق وعمق في الطرح ـ بأي حرف تنثرين المعاني أيتها الراقية الحرف والحضور.
دام لك التميز.
:003::nj::0014:

سعد الحامد
27-05-2019, 11:31 PM
أحيتها الأخت ..

أشهد أن كل عربي مثخن بالطعنات
منكسر السيف
منكسر البأس

شكراً لجمال طرحك
وروعة حضورك

وجدان خضور
28-05-2019, 07:34 PM
لا شيء اجمل من عبور يترك وهجا يفرح الروح وعطرا يتنهده عاج الضلوع بكل ود ومحبة .. نعم عزيزتي هو الوجع الذي تتلظى منه ظهورنا من غدر وخذلان مقيت .. دمت ايتها النقية الجميلة ..

وجدان خضور
28-05-2019, 07:36 PM
سأَصير يوماً ما أُريدُ.. سأصير يوماً طائراً، وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي.. كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ اقتربتُ من الحقيقةِ، وانبعثتُ من الرمادِ..
محمود درويش .. كرفيف الملائكة عبورك يبعث السكينة .. أنرت بكل ضوء الدنيا ..