تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوق الرؤى



د. سمير العمري
21-06-2019, 03:20 PM
فوق الرؤى

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ = لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى = فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ = جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
دَهْــرَيْــنِ صَـــامَ الــرَّغْبُ عَــنْ نَــزَوَاتِهِ=وَيَـــكَــ دُ يُــفْــطِــرُ بِــالــمُــجُونِ تَــعــفُّــفَهْ
قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً = لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً = لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ = بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ = يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ = نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ = عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ = يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ = وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى = مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ = حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى = قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ = لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ = يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى = فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى = وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ

عبد السلام دغمش
22-06-2019, 10:12 AM
شاعرنا الحبيب

قصيدة من روائع الشعر ..
قرأت فيها أشجان الشاعر وغربة كلمته وسط ما يكتنف المشهد .

أطربتني المقدمة رغم ما فيها من شجن .

هو أحكم الأبيات وحي تفرّدٍ
.. لكنّ أذواق الدروب محرّفة

ظمئت شفاه الفهم في هرج النهى
.. فسقى عيون العلم ماء المعرفة

الله الله ..

ووقفت مع الصور البديعة هنا

واستلّ من خدّ المجرة نجمةً
..لتضيء أروقة المدى وتزخرفه

أبدعتم شاعرنا الكبير .
تحياتي .

خالد صبر سالم
22-06-2019, 10:34 AM
شاعرنا القدير أخي الدكتور سمير
على الدوام أقرأ نفحات قريحتك فاطرب لها واعجب وهذه القصيدة أعجبتني كثيرا واراها من أروع ما أبدعت معاني وموسيقى وقافية ساحرة وصور شعرية باهرة وألفاظ منتقاة بذوق مرهف فدمت شاعرا مبدعا
أعتقد أن البيت التالي كتبت فيه كسرة (الأبيات )سهوا لأنها ليست من جمع المؤنث السالم وتستحق النصب بالفتح:-

هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتِ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
لك خالص الاحترام والمحبة

محمد ذيب سليمان
22-06-2019, 12:39 PM
كم بهذا النص من وجع طال الحجهات والفصول الاربع في النفس
التي تتوق للبياض والصفاء ولكن المحيط لا يملك ما يرنو اليه الشاعر
كان التساول والحكمة سبيلا لاراحة النفس
شكرا لقلبك وهذا الجمال رغم المحمول
مودتي

محمد ذيب سليمان
22-06-2019, 12:42 PM
ولأنها قيمة أدبية فنية عالية مكانها
التثبيت على واجهة المكان

د. سمير العمري
24-06-2019, 01:37 AM
شاعرنا الحبيب

قصيدة من روائع الشعر ..
قرأت فيها أشجان الشاعر وغربة كلمته وسط ما يكتنف المشهد .

أطربتني المقدمة رغم ما فيها من شجن .

هو أحكم الأبيات وحي تفرّدٍ
.. لكنّ أذواق الدروب محرّفة

ظمئت شفاه الفهم في هرج النهى
.. فسقى عيون العلم ماء المعرفة

الله الله ..

ووقفت مع الصور البديعة هنا

واستلّ من خدّ المجرة نجمةً
..لتضيء أروقة المدى وتزخرفه

أبدعتم شاعرنا الكبير .
تحياتي .


بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الغالي الحبيب وأشكر لك قراءتك السامقة وردك الراقي ورأيك الكريم !
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

ثناء صالح
25-06-2019, 01:01 PM
فوق الرؤى

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ = لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى = فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ = جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
دَهْرَيْـنِ يَدْعُو الصَّوْمَ فِـي نَـزَقِ الصَّـدَى= أَلَّا يُــفَــطِّـــرَ بِــالــمُــجُــــونِ تَــعــفُّــفَــهْ
قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً = لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً = لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ = بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ = يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ = نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ = عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ = يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ = وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى = مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ = حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى = قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ = لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ = يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى = فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى = وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ


كالعادة وكما هو متوقع دائماً نقرأ الشعر على أوراق ملك الشعر الأستاذ المبدع د. سمير العمري وما تزيدنا القراءة إلا رغبة بالتأمل وفك شيفرات البلاغة التي ستنقلنا بعد التأمل إلى جزر الدهشة في ملكوت الشاعرية .
القصيدة كما قرأتها بطاقة تعريف شخصية بالشاعر والإنسان د. سمير يقدمها الشاعر الكبير لقارئه ليدله على معالم الطريق إلى هذه الشخصية الفذة التي لا يمكن أن يفارقها التطلع إلى المجد على المستوى الذاتي وعلى المستوى العام ,
وفي القصيدة كمِّ كبير من الهم الذي هو فلذة همته وتطلعه
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
لقد زخرت القصيدة بالصور الشعرية الفريدة التي هي من سمات إبداع شاعرنا الكبير واتسم النص بنسيج درامي توالت فيه الصور وفق منحى متزايد في اقترابه أكثر وأكثر من ملامح الشخصية التي يعرفنا بها

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
القصيدة بالمختصر المفيد رائعة . غير أنني كلما تأملت لغتها استوقفتني التراكيب أكثر لأستفهم وأتساءل عن بعض ما يكاد يلتبس عليَّ القصد في معناه . ومن ذلك قول الشاعر
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
ففي أول هذين البيتين لا بد لي من الإشادة بجمال الألفاظ وتناسقها وروعة الإيقاع وتدفقه وحيويته. وقد استوقفتني الدلالة المعنوية للتركيب " فانسل من رئة الندى عبقاً تأبط موقفه " فعندما يتأبط العبق موقفه بعد أن هذى الشذى ، فذلك يعني أن موقفه هو الإصرار على بثِّ العطر والهذي به ، وتبرز لفظة ( هذى ) وهي فعل الهذي الذي يعني الكلام غير الواعي لتعكس حالة اللاوعي في بث الشذى ، ما يعني أن موقف بث الشذى هو سليقة وفطرة أيضا وليس مجرد خيار عقلي وإرادي عند الشاعر.
غير أن ثاني البيتين أشكل علي فهمه ،فلم أتبين موضع لفظة ( الزعنفة) من الإعراب ؛ فهل الزعنفة فاعل مؤخر وفعله مذكر(يلعن ) ؟ بمعنى : أن الموج قد أقسم في تلك العبثية ( أن تكون الزعنفة الصغيرة التافهة ممن يلعن البحر الخضم ) ؟ أم أن للزعنفة إعراباً آخر ؟

مع التحية والتقدير

محمد حمود الحميري
25-06-2019, 06:28 PM
لعمري إنها لإحدى روائع الشعر قديمًا وحديثًا
لها سحرها الخاص ، ومذاقها المميز ، ونكهتها الفريدة ، وبريقها الأخاذ ..
القصيدة عقد متماسك أبياته الذهب الخالص ، وحركاتها اللؤلؤ والمرجان والياقوت .
هذه الأحرف الذهبية حقها التداول في كل زمان ومكان بين عشاق الشعر من متذوقين ومحللين ونُقَّاد .

تقديري

عبد الحق بنسالم
25-06-2019, 09:09 PM
فوق الرؤى

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ = لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى = فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ = جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
دَهْرَيْـنِ يَدْعُو الصَّوْمَ فِـي نَـزَقِ الصَّـدَى= أَلَّا يُــفَــطِّـــرَ بِــالــمُــجُــــونِ تَــعــفُّــفَــهْ
قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً = لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً = لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ = بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ = يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ = نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ = عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ = يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ = وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى = مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ = حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى = قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ = لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ = يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى = فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى = وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ



قصيدة رائعة و درة فريدة، أستاذي الكريم الشاعر الكبير "د.سمير العمري "
سلم اليراع و الإبداع و دام لك الألق، و دمت في حفظ الله

إبراهيم أحمد
29-06-2019, 06:45 PM
هذا بحر بلا ضفاف، ماؤه عذب فرات، وموجه أشواق بلا انتهاء، وهديره نبض عاشق طوى المسافات في ثنايا قصيدته ليسلك دربه نحو القداسة والسناء،
هذه القصيدة أمداء من الجمال والحكمة والرصانة واللغة العالية
مودتي شاعرنا الكبير الحبيب د.سمير العمري

د. سمير العمري
01-07-2019, 02:02 AM
شاعرنا القدير أخي الدكتور سمير
على الدوام أقرأ نفحات قريحتك فاطرب لها واعجب وهذه القصيدة أعجبتني كثيرا واراها من أروع ما أبدعت معاني وموسيقى وقافية ساحرة وصور شعرية باهرة وألفاظ منتقاة بذوق مرهف فدمت شاعرا مبدعا
أعتقد أن البيت التالي كتبت فيه كسرة (الأبيات )سهوا لأنها ليست من جمع المؤنث السالم وتستحق النصب بالفتح:-

هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتِ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
لك خالص الاحترام والمحبة


بارك الله بك أيها الشاعر الكريم الحبيب وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم وهو رأي أعتز به وأفتخر باعتبار ذاثقتك الراقية وحرفتك الأدبية الفارهة!

ونعم أخي الغالي ... هو من سهو التشكيل الذي يصيب كل قصيدة لي تقريبا فأشكرك على التنبيه وأشكر كراما نبهوني لعدد آخر غيرها فاعذروا وهن البصر وكسل الوقت.

دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

مازن لبابيدي
06-07-2019, 12:31 PM
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَاhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifنَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ


يحار المرء فيما يقتبس من هذه الروعة الشعرية

لا فض فوك شاعرنا ، وما أراك إلا وصفت ذاتك وحالك في القصيدة

دمت رافعا للواء الشعر في زمن الوجع ، وستقطف الأجيال ثمرته

مودتي والتحية

سعد الحامد
06-07-2019, 02:06 PM
أخي الدكتور سمير العمري أحييك أولاً ..
ما نشرتموه هنا وما أضافه إخواني الكرام من مداخلات قيمة
لإستفدت منه شخصياً، وخاصة نقد الأخت الناقدة ثناء صالح.
ولحسن ظني بإبداعكم سأدلو برأيي وعسى أن يكون قريباً.


أنت " رشيق العبارة، رصين الشعر "

شكراً، ودمت سالماً.

جهاد بدران
08-07-2019, 12:43 PM
فوق الرؤى

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
هُـوَ أَحْــكَــمَ الأَبْــيَــاتَ وَحْـــيَ تَــفَرُّدٍ = لَــكِـــنَّ أَذْوَاقَ الــــدُّرُوبِ مُــحَــرَّفَــةْ
ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَى = فَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ
جِــيــلٌ مِـــنَ الــخِــذْلاَنِ يَــقْــرَأُ سِــفرَهُ = جَــهْرًا وَلَــمْ تَــنْبِسْ بِــمَا قَــرَأَتْ شــفَةْ
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
دَهْــرَيْــنِ صَـــامَ الــرَّغْبُ عَــنْ نَــزَوَاتِهِ=وَيَـــكَــ دُ يُــفْــطِــرُ بِــالــمُــجُونِ تَــعــفُّــفَهْ
قَـــدْ شَـــادَ مِــنْ غُــرَرِ الْــمَجَازِ مَــدِينَةً = لِــلْــحُــبِّ تَــهْــدِمُ فِــــكْــرَةً مُــتَــطَــرِّفَةْ
وَاسْــتَــلَّ مِــنْ خَـــدِّ الــمَــجَرَّةِ نَــجْــمَةً = لِــتُــضِــيءَ أَرْوِقَــةَ الــمَــدَى وَتُــزَخْــرِفَهْ
لِــلْــوَارِفِــيــنَ الْــفَــارِعِــيــنَ لِــجَــاهِــلٍ = بَـــطَــرَ الــرَّشَــادَ بِــأَبْــجَــدِيَّةِ عَــجْــرَفَــةْ
لِــمُــجَــادِلٍ خَـنَــقَ الـهَـوَاءَ بِــخَــوْضِــهِ = يَــجْــتَــرُّ فَــذْلَــكَــةً وَيَــحْــسَبُ فَــلْــسَفَةْ
لِــمُـخَــاتِلٍ لَــبِـسَ الــصَّــدِيــقَ وَمَــكْــرُهُ = نَــتَفَ الــلِّحَى حَــسَدًا وَأَعْـفَى الــعَنْقَفَةْ
لَأْيًـــا بِــجَــيْبِ الْــغَــيْبِ خَـبَّــأَ حُــزْنَــهُ = عَــنْ بُــحَّــةِ الــنَّــايَاتِ كَــيْــلَا تَــذزِفَــهْ
مَــــا زَالَ يَــكْــتُمُ دَمْــعَــتَيْنِ وَوَجْــهُــهُ = يَــخْــشَى مِـــنَ الْــبَــسَمَاتِ أَلَّا تَــأْلَــفَهْ
يَــجْــتَاحُ مَــعْــنَى الْــبَوْحِ صَــمْت تُــوَجُّعٍ = وَيَــدُورُ فِــي الْــوِجْدَانِ يَبْحَثُ عَنْ صِفَةْ
لَـــمْ يَــسْــتَطِعْ زَمَــنًا تَــهَافَتَ فَــارْتَقَى = مَـــنْ كَـــانَ يَــخْــبِزُ بِــالتَّزَلُّفِ أَرْغُــفَهْ
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
هُــوَ مُــوغِــلٌ فِـــي الــرَّاحِــلِينَ وَدَرْبُــهُ = حَــسَكُ الــجَوَى وَرُبَى المَشَاعِرِ مُوْجفَةْ
قَــدَمٌ عَــلَى سَــفْحِ الأَسَــى وَيَــدٌ عَــلَى = قَــلْــبٍ تَــشَــظَّى مِــنْ صُـــدُورٍ مُــجْحِفَةْ
بَـــيْــنَ الـرُّكــامِ أَضَــــاعَ آخِــرَ وَرْدَةٍ = لِــلْــحُبِّ وَافْــتَـرَشَ الــرَّصَــاصُ تَــخَــوُّفَهْ
وَاغْــتَــالَــهُ الْــحُــلُــمُ الــبَــرِيءُ بِــمَــوْطِنٍ = يَــرْنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
لَــمْ يُــدْرِكِ الْــوَهَــجَ الــمُؤَمّلَ فَــانْطَوَى = فِــيــهِ الــسَّــنَاءُ إِلَــى الـذُّرَى الْــمُتَأَسِّفَةْ
وَجَــفَتْ رِحَــابُ الــرُّوحِ فَاقْتَرَفَ المُنَى = وَاشْــتَاقَ لِــلْأَقْصَى فَــأَمْسَكَ مُــصْحَفَهْ

وأنا في حضرة هذا الحرف المضيء، وأمام هذه اللوحة الفنية الساحرة، وألوانها المختلفة من الصور والبلاغة والتجسيد النفسي المنسجم مع واقع الشاعر وانصهار الذات مع أدوات التحريك التي حرّكت كل حرف نحو قبلة الإبداع،
وقفت بانبهار وذهول من عظمة هذا الحرف وقيمته الفنية العالية المهارة في البناء والتراكيب اللغوية، حيث حدّد الشاعر عبر حرفه درجة التميز في توظيف الأدوات التي تحقق درجة عالية من الإبداع، ليكون الخبير في غرس التذوق الفني لقلب المتلقي، بإيقاع موسيقي لغوي عن طريق لألفاظ التي حاكت نسيجاً حريرياً من نسيج شعري فاق حدود الجمال..فكان للإيقاع نبضا منبعثا من عروق وجذور الحروف التي شكلت خلية متميزة وسط الكم الهائل من خلايا جمالية عكست جسد هذا العمل من خلال التأثير والتأثر بين كل خلية وصورتها الشعرية المحترفة..
فكان كل عنصر فيها باختيار بارع ماهر ينسجم مع كل خيوط القصيدة المنتقاة بعناية ليشكل نسيجا له طبيعته الخاصة ومضامينه المؤثرة كي يكشف عن الشعر جذور التأصل والإبداع..فمكان من وحي هذا الجمال عملية تحريك جمالي مشتركة بين الفنان والمتلقي لتتم عملية المكاشفة بينهما ثم الانصهار في الألفاظ والمعاني....

مؤسس ومدير عام الملتقى الشاعر الكبير البارع الفذ
أ.د.سمير العمري
من منصة حرفكم وهذا البهاء في حضرة الحروف المضيئة
أقدم شكري لكم ولكل أعضاء الواحة، لاستقبالكم قلمي وقبولكم عضويتي..
وأبارك لكم قلمكم البارع الماهر والذي قدم وما يزال يقدم للأدب رفعة وسموا
هنيئا لنا بقلم كقلمكم نتعلم منه فنون الشعر وسحره وكيف نبني الحرف بعناية وإتقان..فقد قال حرفكم كل ألوان الإبداع ونظم لنا كل بهاء..
بوركتم وحرفكم البليغ ونفحاته الصادقة
ودمتم بعافية من الله ورضى وزادكم من علمه وخيره بلا حدود..
وفقكم الله وأسعدكم
ولي عودة بإذن الله كي نقرأ هذا الإبداع على مهل وتفصيل..

جهاد بدران
فلسطينية

د. سمير العمري
18-07-2019, 02:16 AM
كم بهذا النص من وجع طال الحجهات والفصول الاربع في النفس
التي تتوق للبياض والصفاء ولكن المحيط لا يملك ما يرنو اليه الشاعر
كان التساول والحكمة سبيلا لاراحة النفس
شكرا لقلبك وهذا الجمال رغم المحمول
مودتي
بارك الله بك أيها الحبيب أبا الأمين ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

براءة الجودي
19-07-2019, 10:13 PM
ظَــمِئَتْ شِــفَاهُ الْــفَهْمِ فِــي هَرَجِ النُّهَىhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif


https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifفَــسَــقَى عُــيُــونَ الْــعِــلْمِ مَـــاءَ الْــمَعْرِفَةْ




لم أكمل قرائتها بعد لكني وقفت عند هذا البيت الرائع معنى وصورة
فعلا قصيدة مميزة وبدأت وكأنها لغز تحكي عن شئ يتم توضيحه فيما بعده من الأبيات

تقديري

د. سمير العمري
24-07-2019, 02:12 AM
ولأنها قيمة أدبية فنية عالية مكانها
التثبيت على واجهة المكان

بارك الله بك أيها الشاعر الكريم والأخ الحبيب أبا الأمين وأشكر لك تثبيت النص الذي يعكس رقي روحك الطيبة!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
31-07-2019, 01:41 AM
كالعادة وكما هو متوقع دائماً نقرأ الشعر على أوراق ملك الشعر الأستاذ المبدع د. سمير العمري وما تزيدنا القراءة إلا رغبة بالتأمل وفك شيفرات البلاغة التي ستنقلنا بعد التأمل إلى جزر الدهشة في ملكوت الشاعرية .
القصيدة كما قرأتها بطاقة تعريف شخصية بالشاعر والإنسان د. سمير يقدمها الشاعر الكبير لقارئه ليدله على معالم الطريق إلى هذه الشخصية الفذة التي لا يمكن أن يفارقها التطلع إلى المجد على المستوى الذاتي وعلى المستوى العام ,
وفي القصيدة كمِّ كبير من الهم الذي هو فلذة همته وتطلعه
يُــــؤْوِي إِلَــيــهِ الــهَــمَّ فِــلْــذَةَ هِــمَّــةٍ = وَيُـــلِــمُّ وَجْــــدَ الْــعَــاشِــقِينَ لِــيَــعْــزِفَهْ
لقد زخرت القصيدة بالصور الشعرية الفريدة التي هي من سمات إبداع شاعرنا الكبير واتسم النص بنسيج درامي توالت فيه الصور وفق منحى متزايد في اقترابه أكثر وأكثر من ملامح الشخصية التي يعرفنا بها

لَـــمْ يَـــدْرِ أَنَّ الْــعَزْفَ أَنْــزَفَ أَحْــرُفَهْ = فَــمَــضَى يُــرَتِّــلُ فِـــي الــوُجُــودِ تَــصَوُّفَهْ
سَــــاجٍ لِــوَجْــهِ الــنَّــهْرِ يَــرْسُــمُ طَــيْــفَهُ = ذِكْـــــرَى مُــــعَــذّبَــةٌ وَرُوحٌ مُــرْهــفَــةْ
يَــمْــتَدُّ فِـــي وَجَـــعِ الْــقَــصِيدَةِ كُــلَّــمَا = نَــضِــجَ الْــحَــنِينُ دَعَــا الْأَنِــينَ لِــيَقْطِفَهْ
مَــا انْــفَكَّ ظُــفْرُ الْــوَقْتِ يَــنْكَأُ جُــرْحَهُ = لِــيَــدُسَّ فِـــي مُـــدُنِ الــضَّــيَاعِ تَــلَهُّفَهْ
لَــمْ تَــسْــتَقِرَّ الــرِّيــحُ تَــحْــتَ جَــنَــاحِهِ = لَــكِــنَّــهُ رَفَـــهَ الْــجَــنَــاحَ وَرَفْــــرَفَــهْ
وَمَــضَــى يُــحَــلِّقُ حَــيْثُ لَا أُفُــقًا عَــفَا = خَــلْفَ الــمَدَارِ وَحَــيْثُ لَا خُــلُقًا سَفَهْ
ظَــلَّتْ خُــيُوطُ الــضَّوْءِ تَــنْسُجُ عَــرْشَهُ = فَـــوْقَ الــرُّؤَى وَالْــعَتْمُ يَــنْكِثُ مِــطْرَفَهْ
لَـــمْ تَــكْــفُرِ الــدُّرَرَ الــبُــحُورُ وَإِنَّــمَــا = كَــفَرَتْ بِــمَنْ سَــجَرَ الــبُحُورَ الأَرْصِــفَةْ
القصيدة بالمختصر المفيد رائعة . غير أنني كلما تأملت لغتها استوقفتني التراكيب أكثر لأستفهم وأتساءل عن بعض ما يكاد يلتبس عليَّ القصد في معناه . ومن ذلك قول الشاعر
رَشَدَ الْأَذَى وَهَذَى الشَّذَى فَانْسَلَّ مِنْ = رِئَـــةِ الــنَّــدَى عَــبَــقًا تَــأَبَّــطَ مَــوْقِــفَهْ
عَــبَــثِــيَّةٌ وَالـــمَــوْجُ يُــقــسِــمُ مُــزْبِــدًا = أَنْ يَــلْــعَــنَ الْــبَــحْرَ الْــخِــضَمَّ الــزّعْــنَفَةْ
ففي أول هذين البيتين لا بد لي من الإشادة بجمال الألفاظ وتناسقها وروعة الإيقاع وتدفقه وحيويته. وقد استوقفتني الدلالة المعنوية للتركيب " فانسل من رئة الندى عبقاً تأبط موقفه " فعندما يتأبط العبق موقفه بعد أن هذى الشذى ، فذلك يعني أن موقفه هو الإصرار على بثِّ العطر والهذي به ، وتبرز لفظة ( هذى ) وهي فعل الهذي الذي يعني الكلام غير الواعي لتعكس حالة اللاوعي في بث الشذى ، ما يعني أن موقف بث الشذى هو سليقة وفطرة أيضا وليس مجرد خيار عقلي وإرادي عند الشاعر.
غير أن ثاني البيتين أشكل علي فهمه ،فلم أتبين موضع لفظة ( الزعنفة) من الإعراب ؛ فهل الزعنفة فاعل مؤخر وفعله مذكر(يلعن ) ؟ بمعنى : أن الموج قد أقسم في تلك العبثية ( أن تكون الزعنفة الصغيرة التافهة ممن يلعن البحر الخضم ) ؟ أم أن للزعنفة إعراباً آخر ؟

مع التحية والتقدير

بارك الله بك أيتها الأديبة الفاضلة ولا حرمني الله من تفاعلك الراقي وحسك الواعي وأدبك الجم.
لا أحبذ الشرح لنصوصي ويكفي أن أشير إلى أنني أعتمد الصورة الممتدة والمركبة وبقليل من مراجعة من هذا المرتكز سيبدو المعنى بشكل واضح منفتح على آفاق واسعة من التأويل كلها تخدم المعنى والسياق.
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!

تقديري

ميسر العقاد
25-11-2019, 04:24 AM
أحسنت وأبدعت وحلقت أيها الشاعر الكبير
وكم تمنيت لو تناول قلمك الجميل تاريخنا العظيم بأحداثه وشخصياته ومنعطفاته فإني أراك تكثر من الشعرالذاتي (وإن كنت تسقطه على الواقع )و تتناول الحاضر دون الماضي
فتاريخنا بحاجة للأقلام الكبيرة التي ظلمته بل ظلمت نفسها حين توارت عنه
ملحوظة: لم يتبين لي وجه الفتح في (فيعرفه) في قولك:يرنُــو إِلَـــى وَجْـــهِ الــضِّــيَاءِ فَــيَــعْرِفَهْ
فلا عطف ولا سببية
تقديري

د. سمير العمري
12-01-2020, 02:40 AM
لعمري إنها لإحدى روائع الشعر قديمًا وحديثًا
لها سحرها الخاص ، ومذاقها المميز ، ونكهتها الفريدة ، وبريقها الأخاذ ..
القصيدة عقد متماسك أبياته الذهب الخالص ، وحركاتها اللؤلؤ والمرجان والياقوت .
هذه الأحرف الذهبية حقها التداول في كل زمان ومكان بين عشاق الشعر من متذوقين ومحللين ونُقَّاد .

تقديري


بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
17-02-2020, 01:38 AM
قصيدة رائعة و درة فريدة، أستاذي الكريم الشاعر الكبير "د.سمير العمري "
سلم اليراع و الإبداع و دام لك الألق، و دمت في حفظ الله


بارك الله بك أيها الحبيب، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

د. سمير العمري
11-08-2021, 01:37 AM
هذا بحر بلا ضفاف، ماؤه عذب فرات، وموجه أشواق بلا انتهاء، وهديره نبض عاشق طوى المسافات في ثنايا قصيدته ليسلك دربه نحو القداسة والسناء،
هذه القصيدة أمداء من الجمال والحكمة والرصانة واللغة العالية
مودتي شاعرنا الكبير الحبيب د.سمير العمري

بارك الله بك أيها الحبيب، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!


تقديري

أحمد الجمل
16-07-2023, 04:32 AM
الله الله الله
يحار المرء والله حين يقرأ لك أي بيت أو أبيات يقتبس
فكلما مررت على بيت أقول الله، هو هذا البيت فهو ساحر
ثم كلما مررت على بيت تزيد حيرتي أيهم أشد سحرا وفتنة من الآخر فأستسلم في نهاية الأمر وأكتفي بقول
الله الله الله
ما شاء الله لاقوة إلا بالله اللهم بارك في العمري وبارك في عمره وعمله واحفظه من كل مكروه وسوء

أسيل أحمد
16-07-2023, 12:08 PM
قصيدة بليغة التوصيف ملكت فيها زمام البيان فصغته في نسيج شعري جميل
روعة في جمال الصور الشعرية ، وروعة في الأداء ، وإجادة في السبك
بورك بهاء حرفك وجمال نسجك ومعانيك التي تتدفق بروعة الإيقاع وانثيال النغم.
شكرا على كل هذا الإبداع.