مشاهدة النسخة كاملة : وردة
حلمي عدوي
04-07-2019, 07:15 AM
وَقَفَ مَشْدُوهًا مِنْ شِدَّةِ جَمَالِها وَطِيبِ رَائِحَتِهَا
هَمَّ بِقَطْفِهَا فَأَدْمَتْ أَشْوَاكُهَا أَصَابِعَهُ
انْحَنى لَهَا بِاحْتِرَامٍ وَتَابَعَ سَيْرَهُ.
ثناء صالح
04-07-2019, 01:52 PM
وَقَفَ مَشْدُوهًا مِنْ شِدَّةِ جَمَالِها وَطِيبِ رَائِحَتِهَا
هَمَّ بِقَطْفِهَا فَأَدْمَتْ أَشْوَاكُهَا أَصَابِعَهُ
انْحَنى لَهَا بِاحْتِرَامٍ وَتَابَعَ سَيْرَهُ.
لقد أحسن الفعل إذ انحنى لها احتراماً وتابع سيره !
وسبحان من حمى الورود بالأشواك ، إنه حكيمٌ عليم !
سرد مكثَّف أدَّى مهمته في مراعاة عناصر القصة القصيرة جدا، وقدَّم مشهد اللقطة أو الحدث بخبرة فنية فصَّلت اللغة على مقاس الفكرة دون زيادة أو نقصان .
وعلى الرغم من بساطة الفكرة وكونها متداولة و ليست جديدة ، إلا أن النص أثار فينا الدهشة في قفلته التي أضاف بها القاص شيئاً جديداً وغير معتاد على الفكرة القديمة ؛ وهو موقف هذا الذي حاول قطف الوردة وفشل ، فانحنى لها باحترام قبل أن يتابع سيره .
فانحناؤه هذا بمثابة تعبير منه عن إعجابه بموقف الوردة التي لم تستسلم ليد القاطف ولم تدعه يقطفها ببساطة لينتهي أمرها تلبيةً لرغبته بالقطف. بل أشهرت سلاحها وأعملته فيه فأدمت أصابعه . فاجتمع لها مع جمال الرِقَّة ( جمالها الشكلي الأخاذ وعطرها الفواح ) جمال قوة العنفوان في رد الفعل ،وبهذا استحقت احترامه وهو المدماة أصابعه للتوِّ بسببها . ولذا فإنه ينحني لها باحترام ويتابع سيره غير مصرٍّ على قطفها على الرغم من كونه مشدوها بجمالها ، وكأنه عرف حده فوقف عنده ، فحاز بذلك هو نفسه على إعجاب القارئ، إذا قدَّم نفسه مثالاً لمن يراعي الجمال ويصونه ولو كان على حساب شهوته .
إذن فقد أبدع القاص الأستاذ حلمي عدوي في تكثيف كل تلك المعاني عبر سطر القفلة المدهشة ، واعتصر فيه الفكرة القديمة التي كنا نظنها قد فقدت قدرتها على الإدهاش ليصب للقارئ خلاصة المعنى مكثفة بنبرة حاسمة " انْحَنى لَهَا بِاحْتِرَامٍ وَتَابَعَ سَيْرَهُ."
وللإبداع تحيتي
حلمي عدوي
04-07-2019, 05:54 PM
الأخت النّاقدة الشّاعرة ثناء صالح
سعدت بمرورك وتحليلك الواعي
والنّفاذ إلى القلب النّابض في النّص
وإبرازه بمهارة واحتراف
دمت
ناديه محمد الجابي
05-07-2019, 06:04 PM
ليس هناك ما أقوله بعد ما قالته القديرة/ ثناء صالح إجمالا وتفصيلا
ولكني فقط اقول لكل بنت إن الله قد حباها بالجمال والأنوثة
ثم وهبها سياج من الأخلاق والعفة والحياء يقيها من أي يد عابثة
فإذا هى تهاونت سهل اقتطافها ثم رميها.. فكل رخيص بخيس
وأماإذا تدثرت بسياج الأخلاق فستكون قادرة على أن تدمي من يفكر العبث بها
وستجبر كل من يعرفها على الأعجاب بها ، واحترامها.
وشكرا على ومضة جميلة الصياغة، ساحرة البناء، قوية المعنى.
:001::v1::nj:
حلمي عدوي
07-07-2019, 08:52 AM
الأخت الأديبة نادية
أصبحت معتادا على تعليقاتك البناءة
التي تكاد تغطي مساحة لا يستهان بها
في المنتدى
وإن دلّ هذاعلى شيء فإنما يدل على حرصك الشديد
على تأدية واجباتك التي تنبثق من ذاتك
المعطاءة والمرشِدة
كلّ الاحترام لك
عمر الصالح
09-07-2019, 11:33 PM
لقد أحسن الفعل إذ انحنى لها احتراماً وتابع سيره !
وسبحان من حمى الورود بالأشواك ، إنه حكيمٌ عليم !
سرد مكثَّف أدَّى مهمته في مراعاة عناصر القصة القصيرة جدا، وقدَّم مشهد اللقطة أو الحدث بخبرة فنية فصَّلت اللغة على مقاس الفكرة دون زيادة أو نقصان .
وعلى الرغم من بساطة الفكرة وكونها متداولة و ليست جديدة ، إلا أن النص أثار فينا الدهشة في قفلته التي أضاف بها القاص شيئاً جديداً وغير معتاد على الفكرة القديمة ؛ وهو موقف هذا الذي حاول قطف الوردة وفشل ، فانحنى لها باحترام قبل أن يتابع سيره .
فانحناؤه هذا بمثابة تعبير منه عن إعجابه بموقف الوردة التي لم تستسلم ليد القاطف ولم تدعه يقطفها ببساطة لينتهي أمرها تلبيةً لرغبته بالقطف. بل أشهرت سلاحها وأعملته فيه فأدمت أصابعه . فاجتمع لها مع جمال الرِقَّة ( جمالها الشكلي الأخاذ وعطرها الفواح ) جمال قوة العنفوان في رد الفعل ،وبهذا استحقت احترامه وهو المدماة أصابعه للتوِّ بسببها . ولذا فإنه ينحني لها باحترام ويتابع سيره غير مصرٍّ على قطفها على الرغم من كونه مشدوها بجمالها ، وكأنه عرف حده فوقف عنده ، فحاز بذلك هو نفسه على إعجاب القارئ، إذا قدَّم نفسه مثالاً لمن يراعي الجمال ويصونه ولو كان على حساب شهوته .
إذن فقد أبدع القاص الأستاذ حلمي عدوي في تكثيف كل تلك المعاني عبر سطر القفلة المدهشة ، واعتصر فيه الفكرة القديمة التي كنا نظنها قد فقدت قدرتها على الإدهاش ليصب للقارئ خلاصة المعنى مكثفة بنبرة حاسمة " انْحَنى لَهَا بِاحْتِرَامٍ وَتَابَعَ سَيْرَهُ."
وللإبداع تحيتي
ربما هى المرة الاولى أن أعلق على مداخلة فى غير متصفحى .. لكن رصانة وحرفية النقد وعمقه أسعدتنى كثيراً واشتهيت تكرارها على صفحات منتدانا الرحب
شكراً للرائع حلمى عدوى على ومضته الراقية
شكراً أستاذتنا القديرة ثناء صالح
عمر
حلمي عدوي
10-07-2019, 06:03 PM
الأخ عمر ، حللت أهلا ووطئت سهلا ومرحبا
شرفتني مداخلتك سواء كانت بالإشارة إلى النص ، أو بالإشارة إلى الناقدة
الفذة ثناء صالح.
كلّ التقدير والاحترام لكليكما
آمال المصري
20-08-2019, 06:03 PM
وَقَفَ مَشْدُوهًا مِنْ شِدَّةِ جَمَالِها وَطِيبِ رَائِحَتِهَا
هَمَّ بِقَطْفِهَا فَأَدْمَتْ أَشْوَاكُهَا أَصَابِعَهُ
انْحَنى لَهَا بِاحْتِرَامٍ وَتَابَعَ سَيْرَهُ.
وحرفي هنا ينحني احتراما لجمال النص
وبعد مداخلة ونقد القديرة الأستاذة ثناء .. لايفي أي رد للنص حقه
دمت للابداع عنوانا
تحية وتقدير
ابن الدين علي
21-08-2019, 01:06 AM
يعني لو لم تدم أصابعه لكان قد قطفها ..حسن ما فعلت هذه الوردة.. تحياتي
حلمي عدوي
21-08-2019, 07:04 AM
الأخت الكريمة آمال شرف كبير لي
مجرد مرورك وإلقاء نظرة على النّص مهما كانت عابرة
دمت
حلمي عدوي
21-08-2019, 03:25 PM
الأخ ابن الدين علي
مرحبا بك
وبمداخلتك
في حالة عدم الإدماء
الباب مفتوح للتأويل
والتخيل
كلّ الاحترام لحضرتك
فاتن دراوشة
01-10-2019, 04:19 PM
ومضة تفتح أبوابها للتأويل، وقفلة قويّة موحية
دام إبداعك
حلمي عدوي
02-10-2019, 07:55 AM
الأخت فاتن
إن كان هذا إبداعا
بتشجيعكم يزداد إبداعا
احترامي وتقديري لك
أسيل أحمد
12-12-2019, 10:59 AM
من تصون نفسها وتحترمها تجبر غيرها على أن يحترمها
ومضة جميلة الفكرة والصياغة، قوية، ومعبرة
راقت لي ـ سلمت يداك.
حلمي عدوي
13-12-2019, 12:56 PM
الأخت أسيل سعدت بمرورك
كل التقدير والاحترام لك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir