النورس
23-09-2005, 08:52 PM
لست نا قدا ,ولا أكثركم ثقافة أو علماً ,
ولكن هل تسمحون لي بأن أحدثكم بما أعرفه عن النقد .؟ أظنكم تسمحون !! :011:
شكرا ..!!
المعروف أن النقد الأدبي يعني تفسير الأساليب التي لا يستطيع القارئ العادي إدراكها ... كما يعني النقد فتح مغاليق ( النص ) للقارئ إنطلاقا من أن الناقد أكثر شمولية في ثقافته من صاحب النص الذي قد تكون ( الموهبة ) هي المسيطرة على ما يكتبه , ولو أنه يتطلب في صاحب النص أن يكون مثقفا إلى حد ما لإثراء أعماله الأدبية شعرا أم نثرا .
فالأديب او الكاتب الموهوب الذي تنقصه الثقافة يعجز عن إثراء النصوص التي يقدمها للقارئ سواء في المفردات اللغوية أو الرموز والأساطير التي يوضفها من خلال أي نص من النصوص .
لهذا يفترض أن يكون الناقد الأدبي فيه شمولية المعرفة والثقافة لكثير من العلوم والفنون والمناهج والأساليب لأنه يفترض فيه إلى جانب قدرته في تفسير الأساليب , وفتح مغاليق ( النص ) أمام القارئ ( المتلقي ) يفترض فيه ان يضيف للنص أشياء جديدة قد لا يقصدها صاحب النص , وحتى في حالة مخالفته لقصد الكاتب فإنه في هذه الحالة يثري النص بالإضافة .
وقد سئل الروائي العربي ( النوبلي ) ..نجيب محفوظ عن مدى استفادته من كتابات النقاد عن رواياته وقصصه .
فأجاب بما معناه : إن كثيرا من العمليات النقدية كانت بعيدة كل البعد عن مقاصده من الرموز أو الأساطير التي قد يوظفها في قصصه ورواياته .
ننطلق من إجابة الروائي نجيب محفوظ : إن العملية النقدية ليس شرطا أن تكون دائما على حق , وأن التقصير أو الضعف راجع للكاتب أو النص , وأن الناقد ربما ذهب بعيدا عن مضمون أو محتوى النص , وقد حدث مثل هذا كثيرا لا يتسنى لنا ذكره هنا في هذا المقام .
فباختصار النقد الأدبي ليس عملية ( لوغرتيمات ) حسابية لا يمكن دحضها أو القبول بها كأحد الفروض المسلم بها , بل إن كثيرا من الأعمال النقدية في حاجة إلى نقد أو ما يسميه بعض النقاد ..( نقد النقد ) .
حينما أوردت هذه المقدمة لا أدعي أنني أعطيكم درسا في النقد ...فقد ذكرت آنفا أنني أقلكم ثقافة وعلما , ولكن أقصد أن عملية النقد ليست مرفوضة على علاتها , أو مقبولة على علاتها ...إذ في الإمكان نقضها وما أكثر التأويلات والتفسيرات للنصوص التي تعتمد على الغموض لا الإبهام المغلق , والرموز التي توضف داخل النص .
وعلى صاحب النص أيضا ألا يتأثر سلبا بأي هجوم نقدي , لأنه ربما كان نقدا مغرضا .. أو أنه لا يلتقي مع المنهج النقدي الذي يرتكز عليه الناقد , وما أكثر المناهج النقدية , وما أشد مغالطاتها .
كما أن على صاحب النص ألا يفرح بأي مديح أو ثناء .وأن يكون على ثقة من نفسه أولا وأخيرا , وأن يحدد مساره الأدبي بنفسه , وعدم الخضوع لعمليات النقد .. ولكن لا يمنع أن يطالعها فقد يستفيد من بعضها , وعليه في هذه الحالة أن يأخذ من النقد ما يراه حقا , ويترك مالا يراه حقا مكانه , والناقد بطبيعة الحال من البشر الخطائين ,وعلى صاحب النص أن يقول كلمته ويمضي نحو الجديد دون أن يصاب بالإحباط أو بالخوف .
لكم تحياتي
النورس
ولكن هل تسمحون لي بأن أحدثكم بما أعرفه عن النقد .؟ أظنكم تسمحون !! :011:
شكرا ..!!
المعروف أن النقد الأدبي يعني تفسير الأساليب التي لا يستطيع القارئ العادي إدراكها ... كما يعني النقد فتح مغاليق ( النص ) للقارئ إنطلاقا من أن الناقد أكثر شمولية في ثقافته من صاحب النص الذي قد تكون ( الموهبة ) هي المسيطرة على ما يكتبه , ولو أنه يتطلب في صاحب النص أن يكون مثقفا إلى حد ما لإثراء أعماله الأدبية شعرا أم نثرا .
فالأديب او الكاتب الموهوب الذي تنقصه الثقافة يعجز عن إثراء النصوص التي يقدمها للقارئ سواء في المفردات اللغوية أو الرموز والأساطير التي يوضفها من خلال أي نص من النصوص .
لهذا يفترض أن يكون الناقد الأدبي فيه شمولية المعرفة والثقافة لكثير من العلوم والفنون والمناهج والأساليب لأنه يفترض فيه إلى جانب قدرته في تفسير الأساليب , وفتح مغاليق ( النص ) أمام القارئ ( المتلقي ) يفترض فيه ان يضيف للنص أشياء جديدة قد لا يقصدها صاحب النص , وحتى في حالة مخالفته لقصد الكاتب فإنه في هذه الحالة يثري النص بالإضافة .
وقد سئل الروائي العربي ( النوبلي ) ..نجيب محفوظ عن مدى استفادته من كتابات النقاد عن رواياته وقصصه .
فأجاب بما معناه : إن كثيرا من العمليات النقدية كانت بعيدة كل البعد عن مقاصده من الرموز أو الأساطير التي قد يوظفها في قصصه ورواياته .
ننطلق من إجابة الروائي نجيب محفوظ : إن العملية النقدية ليس شرطا أن تكون دائما على حق , وأن التقصير أو الضعف راجع للكاتب أو النص , وأن الناقد ربما ذهب بعيدا عن مضمون أو محتوى النص , وقد حدث مثل هذا كثيرا لا يتسنى لنا ذكره هنا في هذا المقام .
فباختصار النقد الأدبي ليس عملية ( لوغرتيمات ) حسابية لا يمكن دحضها أو القبول بها كأحد الفروض المسلم بها , بل إن كثيرا من الأعمال النقدية في حاجة إلى نقد أو ما يسميه بعض النقاد ..( نقد النقد ) .
حينما أوردت هذه المقدمة لا أدعي أنني أعطيكم درسا في النقد ...فقد ذكرت آنفا أنني أقلكم ثقافة وعلما , ولكن أقصد أن عملية النقد ليست مرفوضة على علاتها , أو مقبولة على علاتها ...إذ في الإمكان نقضها وما أكثر التأويلات والتفسيرات للنصوص التي تعتمد على الغموض لا الإبهام المغلق , والرموز التي توضف داخل النص .
وعلى صاحب النص أيضا ألا يتأثر سلبا بأي هجوم نقدي , لأنه ربما كان نقدا مغرضا .. أو أنه لا يلتقي مع المنهج النقدي الذي يرتكز عليه الناقد , وما أكثر المناهج النقدية , وما أشد مغالطاتها .
كما أن على صاحب النص ألا يفرح بأي مديح أو ثناء .وأن يكون على ثقة من نفسه أولا وأخيرا , وأن يحدد مساره الأدبي بنفسه , وعدم الخضوع لعمليات النقد .. ولكن لا يمنع أن يطالعها فقد يستفيد من بعضها , وعليه في هذه الحالة أن يأخذ من النقد ما يراه حقا , ويترك مالا يراه حقا مكانه , والناقد بطبيعة الحال من البشر الخطائين ,وعلى صاحب النص أن يقول كلمته ويمضي نحو الجديد دون أن يصاب بالإحباط أو بالخوف .
لكم تحياتي
النورس