المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بُكاءٌ سحابةٍ متلهِّفة



مصطفى الغلبان
01-08-2019, 11:39 PM
بُكاءُ سحابةٍ متلهِّفة
ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة=وهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة
ولدٌ يحِنُّ إلى هَواهُ بيومِ أن=غدَرت بهِ دربٌ تُضيَِّعُ حقَّهْ
حيرَى ويسبِقُها الدَّلال وموعدٌ=للبحرِ والصَّيادُ يحملُ رِزقَهْ
يدنُو مِن امرأةٍ ليسألَها فلا=يجدُ الإجابةَ بعدَ صيحةِ حرقة
القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍ=لا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ
وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لم=يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ
وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُها=مِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة
لا تمنعُوهُ دعُوهُ في أحلامِهِ=جرمٌ دعُوهُ لهُ ليحضنَ شَنقَهْ
بعُدَت عليهِم رغبةٌ كُبرى كما=بعُدَت على العميانِ تلكَ الشُّقَّة
النَّارُ من وجَعي، وكلُّ أوارِها=يمتدُّ في الجسدِ النّحيلِ بِشهقَةْ
والثَّلجُ بردٌ أجَّلتْهُ قصيدةٌ=زِدْنا مِن التَّعبِ اللّذيذِ بِحلْقَةْ
ما أفرغَت يُمناهُ في يُسرَى التي=إلَّا أسى ضيقٍ يُحطِّمُ طوقَهْ
رؤيا لبوجميليون، يا نرسيسُ ما=والماءُ عندَ التَّوقِ يُنكِرُ نُطقَهْ
رؤيا ستُنكِرُها الملامحُ يا فتًى=لم يدرِ غربًا في هواهُ وشرقَهْ
لم يدرِ غيرَ يدٍ تغادِرُ أختَها=غدرًا يعجِّلُ حتفَهُ بالفُرقةْ
وعلى الضَّريحِ كتبتُ يومَ رحيلِهِ=ولدٌ يموتُ لكي يُخلِّدَ عِشقَهْ.


مصطفى

د. سمير العمري
03-08-2019, 01:15 AM
الله الله!
تمتلك الشاعرية الفذة يا مصطفى وتبدع في الصور وفي الأسلوب وكنت هنا رائعا حتى في القافية الجميلة فلا فض فوك!
هي قصيدة جميلة ومميزة وفيها مشاعر رائعة وتستحق التقدير والتقديم.

للتثبيت

تقديري

محمد حمود الحميري
03-08-2019, 06:57 PM
الله الله

ما أبهى هذا الحرف، وما أعذبها من قافية.
تقديري

محمد ذيب سليمان
04-08-2019, 10:00 AM
شكرا كبيرة على هذا الاداء الجميل
والمحمول الشعري الرائع بادواته
مودتي

ثناء صالح
13-08-2019, 11:24 AM
بُكاءُ سحابةٍ متلهِّفة
ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة=وهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة
ولدٌ يحِنُّ إلى هَواهُ بيومِ أن=غدَرت بهِ دربٌ تُضيَِّعُ حقَّهْ
حيرَى ويسبِقُها الدَّلال وموعدٌ=للبحرِ والصَّيادُ يحملُ رِزقَهْ
يدنُو مِن امرأةٍ ليسألَها فلا=يجدُ الإجابةَ بعدَ صيحةِ حرقة
القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍ=لا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ
وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لم=يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ
وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُها=مِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة
لا تمنعُوهُ دعُوهُ في أحلامِهِ=جرمٌ دعُوهُ لهُ ليحضنَ شَنقَهْ
بعُدَت عليهِم رغبةٌ كُبرى كما=بعُدَت على العميانِ تلكَ الشُّقَّة
النَّارُ من وجَعي، وكلُّ أوارِها=يمتدُّ في الجسدِ النّحيلِ بِشهقَةْ
والثَّلجُ بردٌ أجَّلتْهُ قصيدةٌ=زِدْنا مِن التَّعبِ اللّذيذِ بِحلْقَةْ
ما أفرغَت يُمناهُ في يُسرَى التي=إلَّا أسى ضيقٍ يُحطِّمُ طوقَهْ
رؤيا لبوجميليون، يا نرسيسُ ما=والماءُ عندَ التَّوقِ يُنكِرُ نُطقَهْ
رؤيا ستُنكِرُها الملامحُ يا فتًى=لم يدرِ غربًا في هواهُ وشرقَهْ
لم يدرِ غيرَ يدٍ تغادِرُ أختَها=غدرًا يعجِّلُ حتفَهُ بالفُرقةْ
وعلى الضَّريحِ كتبتُ يومَ رحيلِهِ=ولدٌ يموتُ لكي يُخلِّدَ عِشقَهْ.


مصطفى

السلام عليكم
صناعة المفارقة في التعبير والتصويرفي الشعر هي إحدى أهم أسس صناعة الدهشة. وشاعرنا المبدع الأستاذ مصطفى الغلبان يولي هذا الأساس حقه من العناية .
يقول في المطلع
ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّةhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifوهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة

لقد جعل الخيام التي هي كناية عن التهجير والترحيل عن الوطن، والتي اتسمت برقة الضعف في نسيجها وتماسكها ، تلوذ بالريح .ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة
ولكن،لأن من شأن الريح أن تعصف بالأشياء وتقتلعها ، تظهر روعة المفارقة المعنوية في أن يجعل الشاعر الخيام تلوذ بالريح .
وثمة العديد من وقفات القصيدة على مفارقات معنوية وجدانية تثير الدهشة مع الألم.
وأروع تلك الوقفات على الإطلاق في رأيي ذلك السياق الذي وصف فيه الشاعر قلب الأم

القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifلا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ

وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لمhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ

وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُهاhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifمِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة

متعارفٌ عليه أن الزرقة رمزٌ للبرودة والجفاف العاطفي، كما أن الحمرة رمز لحرارة المشاعر وحيويتها، وهذا قلب أم كسته الزُرقة لفرط حُمرته ،وها هنا تظهر المفارقة المعنوية والتصويرية المبدعة؛ فقد نبض هذا القلب بالحب والحنان وأفرط في توهجه وانفعاله حتى استهلك حمرته وخمدت مشاعره فاستحال أزرق بارداً . فما الذي حدث ليبرر هذه الاستحالة ؟
القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
https://www.rabitat-alwaha.net/clear.gifلا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ

وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لمhttps://www.rabitat-alwaha.net/clear.gif
يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ

سياق يصف لنا القيد وقت الحب وهو ألف جريمة " القيد وقت الحب ألف جريمة" لأنه قيد على الشعور على التعبير عن شوق الولد المعذب . ولأنه الولد المعذب الذي أجرم العالم بحرمانه من إرواء شوقه فوقف الجميع كأنهم أعجاز نخل مثبتة ، فلم يتحرك أحد ليصحبه ويوصله إلى حبه وشوقه (أمه )، سيعكس ذلك معاناة الخيبة في قلب الأم و تستحيل لهفة هذا القلب (حمرته) على الولد المحروم المعذب زرقةً خيبة باردة ، وهو ما يفسر ويبرر بكاء السحابة المتلهفة .

وجدان خضور
13-08-2019, 04:29 PM
حروف ذرفت الواقع على وجنات الضمير الغائب ..لله درك ما اجملك