مشاهدة النسخة كاملة : سناد التأسيس في قصيدة التفعيلة
خشان محمد خشان
24-08-2019, 05:32 AM
https://nprosody.blogspot.com/2019/08/blog-post.html
https://scontent.famm2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/69364656_2473799306041928_4733122834287558656_n.jp g?_nc_cat=110&_nc_eui2=AeFFjfnOAyEc-ozYyKmyFoISVkX3EgZarS6FX_e2LS6Py0juu_yywKFfx5gGXOc NKskKKJBYyZJVO4ZJO6D8iKrBMm1zUy0JtaT5zbr1Q5Si1g&_nc_oc=AQnrfke8i_2P1oR5Mhj0Huc37GxMpJsq1vOFfgx1cFZ 5TukpFz7IgA0mb4HfQoSVb1w&_nc_ht=scontent.famm2-2.fna&oh=4e05eed314e5b31bd41d889e34abf70a&oe=5E15E4DF
ثناء صالح
24-08-2019, 03:33 PM
السلام عليكم
أما سناد التأسيس في الشعر التفعيلي عند بدر شاكر السياب (وهو من الشعراء الكبار المؤسسين) فهو أكثر من أن يعد أو يحصى وإليكم مثالا قصيدته (في غابة الظلام )
عيناي تحرقان غابة الظلام
بجمرتيهما اللتين منهما سقر
ويفتح السهر
مغالق الغيوب لي فلا أنام
وأسير الأرض الى قرارهاالسحيق
ألم في قبورها العظام
ففي هذا المقطع تكرر سناد التأسيس مرتين أحدهما مع القافية التي تتخذ الميم رويا والأخرى مع القافية التي تتخذ الراء رويا. وكذلك يتكرر مرة أخرى مع قوله
أين من الطفولة السهاد والفكر
عيناه في الظلام تسريان كالسفين
بأي حقل تحلمان أيما نهر
وكذلك يتكرر مرتين مع القافية الميمية والقافية التي تتخذ الهاء رويا في آخر سطر.
وفي قصيدته(في ليالي الخريف) يتكرر مرتين مع القافيتين الميمية والنونية في ليالي الخريف
حين أصغي ولا شيء غير الحفيف
ناحلاً كانتحاب السجين
خاف أن يوقظ النائمين
فانتحى في الظلام
يرقب الأنم النائيات
حجبتها بقايا غمام
وفي قصيدته (ليلة وداع) يتكرر مع القافية الميمية آه لو تدرين ما معنى ثواني في سرير من دم
ميت الساقين محموم الجبين
تأكل الظلماء عيناي و يحسوها فمي
تائها في واحة خلف جدار من سنين
و أنين
مستطار اللب بين الأنجم
وفي قصيدته (غارسيا لوركا) يتكرر مع القافية العينية
في قلبه تنّور
النار فيه تطعم الجياع
و الماء من جحيمه يفور
طوفانه يطهّر الأرض من الشرور
و مقلتاه تنسجان من لظى شراع
تجمعان من مغازل المطر
خيوطه و من عيون تقدح الشرر
و من ثدي الأمهات ساعة الرضاع وفي قصيدته (العودة لجيكور) يتكرر عدة مرات في قوله أواه يا جيكور لو تسمعين
أواه يا جيكور لو توجدين
لو تنجبين الروح لو تجهضين
كي يبصر الساري
نجما يضيء الليل للتائهين
وفي قوله
جيكور يا جيكورهل تسمعين
فلتفتح الأبواب للفاتحين
و لتجمعي أطفالك اللاعبين
في ساحة القرية هذا العشاء
هذا حصاد السنين
وكذلك الأمر عند نازك الملائكة في شعرها التفعيلي وإن كانت نسبة التكرار عندها أقل مما هي عليه عند بدر شاكر السياب . تقول نازك في قصيدة (الهاربون)
وفي صمتنا
قلوب تدقّ , ووقع المنى
على يأسنا فرح لا يطاق فهيّا بنا
لنبحث عن جرح حزن صغير
***
وفي سيرنا نسمع الليل يسخر من
سرّنا
يلاحقنا بالظلام ويغري الرياح بنا
يقول الطريق
لماذا نجوب الوجود السحيق
يلاحقنا أمسنا ورؤانا ووجه صديق
وحتام نهرب من ظلّنا ؟
ويتكرر سناد التأسيس في قصيدتها (ذات مساء) في قولها والتقينا , لا فؤاد يتغنّى
لا ابتسام رسمته الشفتان
لم يعد إحساسنا شعرا وفنّا
ليتنا ضعنا ومات الخافقان
لم يعد في نفسي الولهى مكان
لأسى أو فرحة أو ذكريات
أيّ معنى للمنى ؟ فات الأوان
وفي قصائدها (شجرة القمر) و(إلى الشعر) و(قبر ينفجر) ....وغيرها الكثير الكثير ويمكنكم الاطلاع على ذلك
وليس سناد التأسيس فحسب ، بل جميع أنواع السناد تتكرر في الشعر التفعيلي وبكثرة . والوقت يضيق عن إحصائها بأنواعها المختلفة وفي قصائد الشعراء الكبار المؤسسين لشعر التفعيلة على وجه الخصوص .
وليس سناد التأسيس فحسب ، بل جميع أنواع السناد تتكرر في الشعر التفعيلي وبكثرة . والوقت يضيق عن إحصائها بأنواعها المختلفة وفي قصائد الشعراء الكبار المؤسسين لشعر التفعيلة على وجه الخصوص .
ثناء صالح
24-08-2019, 07:13 PM
تقول نازك في قصيدة (الهاربون)
وفي صمتنا
قلوب تدقّ , ووقع المنى
على يأسنا فرح لا يطاق فهيّا بنا
وهنا النون روي. وقولها (هيا بنا ) فيه سناد تأسيس .
إلا إذا لم تقبل به لامتداد القافية عبر كلمتين ، وهو الأمر نفسه في قصيدة الوصية للسياب ، حيث الروي هو الدال .
أن يحطم الناي و يبقى لحنه حتى غدي
لا تبعدي
لا تبعدي
ولها أيضاً هذه الأسطر العجيبة الحافلة بنوعين من السناد (الردف والتأسيس )
رحماك يا نجمي الجميل متى نهاية ليلتي ؟
ومتى ستنقشع الغيوم وتستريح كآبتي ؟
قد شاق قلبي أن أحسّ الصمت تحت خميلتي
وتجوب عيناي الفضاء وفي يدي قيثارتي
زمن (يوتوبيا في الجبال ) لنازك
تفجّري يا مياه
تفجّري فوق قبور البشر
تفجّري في الصخر
وسجّلي مأساة هذي الحياه
من قصيدة فجر السلام للسياب
عيون وراء المدى
تنام و ترجو الغدا
دفوق السنا باسطا
لأحلى رؤاها يدا
وقد يتاح لي الوقت لأجد المزيد ، فما الذي يجب على القارئ استنتاجه ؟
مع التحية والتقدير
خشان محمد خشان
24-08-2019, 10:41 PM
أستاذتي الفاضلة
سبق وتناقشنا حول الفرق بين سناد التأسيس وتنوع القوافي
أترك لك - إن شئت - إعادة تقديم مشاركتك على ضوء حوارنا وذلك لمصلحة القارئ.
وأضيف آخر رد لي في حوارنا في رابطة الواحة والذي بدا لي من تعليقك أنه حاز على موافقتك.
https://scontent.famm2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/69474249_2475132592575266_703946905045958656_n.jpg ?_nc_cat=108&_nc_eui2=AeGhudu8MIGlGYKoXRvZdLqdtJWlFVEGJ0bcextvN WTCDbom2BFS1D3J25wdmBYtXN9Xh7QMQcW7fHOwlvMl9hKeBza 9JjzqXSxTlVBanQPYig&_nc_oc=AQl3NBrAira0q86pAnVkX01vsS7VmmL3rGv6KXWKS1C 5twTgk7bQupXcFbAj0ISFHFI&_nc_ht=scontent.famm2-2.fna&oh=cf4356e612228532af2716072bf0689c&oe=5E0CA66D
وأنصح القارئ بمتابعة تسلسل المشاركات على الرابط الأصلي:
https://nprosody.blogspot.com/2019/08/blog-post.html
عبده فايز الزبيدي
29-08-2019, 12:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى أن شعر التفعيلة كما أريد له بلا قافية، لأن القافية إما أن تكون مفردة كما في القصيدة العمودية ، أو متعددة كالمسمطات و الدوبيت الأعرج ، و الموشحات
، ولكن الرابط بين تلك الهيئات الشعرية هو أن الكاتب و القارئ يعرف موضع القافية بالضبط ، فكل قافية تقفو أخواتها بشكل منتظم ، أما في التفعيلة فما أرى هذا ، وما يسمى بالقوافي الداخلية مصطلح ضبابي ، لا يبنى عليه حكم عام يضبط النص التفعيلي ، وأقرب صورة أدبية لها عندي السجعات .
ودمتم بخير
د. سمير العمري
05-10-2019, 01:43 AM
الأمر يا أخي كما شرحته هناك في ردي المختصر وأعود للتأكيد عليه وببساطة تنهي كل هذا الجدل.
1- شعر السطر "التفعيلة" هو تعديل أسلوبي بسيط على شعر البيت "العمودي" يقوم أساسا على محاولة التحرر من قيود العروض والقافية، ولا أقصد الوزن. وهذا التحرر يتفاوت فيه من كتب في هذا الأمر فمنهم من تحرر بالقدر الذي يسمح له بالحفاظ على نكهة الشعر المعروفة والانطلاق في تحقيق بعض المعاني دون قيود تامة، ومنهم من تحرر جدا حدا وصل مع الأيام والتراكم إلى ما دفع بعضهم ليرى النثر ضمن قصيدة السطر وسماها بزعمه "قصيدة النثر". ومهما تباين مقدار التحرر هذا فإن الأمر يعود لرؤية وطبيعة وفهم الشاعر لهذا الأمر كله فإن رأى التحرر التام من أية تقفية فليس ثمة موضع لهذا النقاش لأنه يبطل من أساسه ويصبح في حكم المعدوم. ومن يرى أن يزين نصه بقواف متفرقة أكانت مركزية أو ثانوية فإن الحكم الأساسي للجذع "في قصيدة البيت" ينسحب ببساطة على الفرع ويصبح السناد هنا عيبا مؤثرا في البنية الجرسية للنص، ولو لم يكن هذا الأمر صحيحا لما استوقف الذوائق النقية المعتبرة.
2- أرى في السجع في النثر ذات الحكم فمن أراد السجع فعليه أن يخليه من الشوائب والعيوب وأن يحافظ على البنية الجرسية التي كان استعمال السجع أساسا من أجل ذلك. ولكن طبعا هذا رأي شخصي ألزم نفسي به ولا ألزم غيري.
3- لا يقاس ولا يؤخذ إلا من الشعراء المعتبرين قديما وحديثا وليس من أي نص كان أو من أي شاعر كان. وإنني لا أرى كذلك أن يبنى حكم ما على سلوك أو أسلوب شاعر واحد مهما بلغ مستواه، يمكنك أن تقبل منه وأن لا تعيب عليه أو حتى تطرب له ... ولكن لا يمكن بناء حكم ملزم إلا بما ذكرا من شرطي الاعتبار والتعدد.
تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir