مشاهدة النسخة كاملة : واشــجاري لها بالأنِّ صوت ..
محمد ذيب سليمان
20-09-2019, 06:46 PM
واشــجاري لها بالأنِّ صوت
.
إذا مــا الليـــل أرقني ســَريْت
فتلحق بي وسـاوس من تبعت
ظلال الخـوف تغـرق امنيـاتي
وسرب الريـح يسلك ما سـلكت
ونـاديت الشــراع فغـاب عنـي
فضل الدرب عن قدمي وتهت
إلى حيث الحقيقـة كنت اسـعى
فكان الجهـل اكثــر مــا جنيت
واضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملــح في كأس شـربت
والفيت اصطباري عـرض يَـمٍّ
يصارع موته والنــاس صمت
لــه وِرد يفــوق النجـــم بُعـــدا
وأحــلامٌ اذا احتــرقت كتمـت
فهل يغني الخيــال عن اشـتهاء
وقنـديـل إذا مــا ضـاع زيـت؟
وهـل تُلقى المهـاة بحضن ليـل
ويُصلح حالهــا صمت وكبت؟
عميـق أنـت يــا جرحي مـديـد
بـك الآمـال صرعى فـاكتويت
يبـاغتني الحنين ولسـت أدرى
أمـن شـــلل بتفكيــري وُئــدت
أم أسـتسلام قلبي بــات طبعــا
عنيــدا لا يهــادن لــو هــربت
طيور العمـــر أنهكها انتظــار
ويقلقـها الحصـار ومــا دريت
*****
بلادي ســر أحزاني وأرضي
يعــاجلـها الجفـاف ومـا ألِــفت
وبــاب القــدس أغلقه المُرابي
واشــجاري لهــا بـالأنِّ صوت
ومـا زالت بها الأطراف ثكلى
تهاجمهـا الضواري مـذ خلقت
ونهــر الـدمع تسـرجه عيـوني
ويصـرع دفقـــه ظلـــم وليــت
فهـل تبقى الحيــاة بـلا شــراع
وموج الحزن يُغرق ما جمعت؟
أم الأيــام تضحــك لـي قليـــلا
ويوقد شـمعتي في العتم زيت؟
عبد السلام دغمش
21-09-2019, 07:46 PM
قصيدة وجدانية جميلة .. تزدحم فيها مشاعر الألم والحنين للأوطان ..
ظلال الخوف تغرق أمنياتي .... وسرب الريح يسلك ما سلكتُ
وناديت الشراع فغاب عني .... فضلّ الدرب عن قدمي وتهتُ
أبدعتم شاعرنا .
احمد المعطي
21-09-2019, 10:08 PM
ملأتُ الحرفَ شوْقاً وادَّعيْتُ
.........................بأن القلبَ يقرأُ ما قرأتُ
سَمعتُ صريرَ باب القدْسِ شكوى
........................أنينٍ بلْ حفيفٍ ما سَمعتُ
وَكانََ السندِيانُ بلا ظلالٍ
.................وأغضبَ شمعَة المشكاةِ زيْتُ
وللزّيتونِ في زمَن التشظّى
...................نَحيبٌ والصّدى قهْرٌ وَكَبْتُ
وَلكنَّ الأمانِيَ في عُروجٍ
..................لها في نجمة الجوزاءِ بيْتُ
فدَعْني إنْ جنحْتُ بلا جَناحٍ
..................ولم تكن الرِّواية ما رَويْتُ
فللأشْجارِمُذْ خُلِقتْ إباءٌ
..............وَيأبى النَّخلُ أن يُرْديهِ موتُ
محمد حمود الحميري
22-09-2019, 06:56 PM
يا لها من رائعة..
سلمت أناملك يا أبا الأمين.
واضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملــح في كأس شـربت
تصوير بديع، لا فض فوك.
تقديري
فاتن دراوشة
25-09-2019, 03:24 PM
لله درّ هذا الحرف الأنيق المغمّس بالوجع
أثرت أشجاننا ونثرت الملح على جراحنا
دام وهج حرفك
خالد صبر سالم
25-09-2019, 06:10 PM
لقد وفّرت بهذا البحر الوافر الكثير من جمال التعبير المدهش والمعاني التي تسبح في خيال ثري العطاء
صديقي الشاعر القدير
شكرا لك على هذه الرحلة الشعرية العطرة
دمت بكل خير
احترامي ومودتي وشوقي
محمد ذيب سليمان
28-09-2019, 12:39 AM
قصيدة وجدانية جميلة .. تزدحم فيها مشاعر الألم والحنين للأوطان ..
ظلال الخوف تغرق أمنياتي .... وسرب الريح يسلك ما سلكتُ
وناديت الشراع فغاب عني .... فضلّ الدرب عن قدمي وتهتُ
أبدعتم شاعرنا .
بارك الله بك ورعاك
شكرا كبيرة على مرورك صديقي
بافات فرح لقلبك
محمد ذيب سليمان
28-09-2019, 11:45 AM
ملأتُ الحرفَ شوْقاً وادَّعيْتُ
.........................بأن القلبَ يقرأُ ما قرأتُ
سَمعتُ صريرَ باب القدْسِ شكوى
........................أنينٍ بلْ حفيفٍ ما سَمعتُ
وَكانََ السندِيانُ بلا ظلالٍ
.................وأغضبَ شمعَة المشكاةِ زيْتُ
وللزّيتونِ في زمَن التشظّى
...................نَحيبٌ والصّدى قهْرٌ وَكَبْتُ
وَلكنَّ الأمانِيَ في عُروجٍ
..................لها في نجمة الجوزاءِ بيْتُ
فدَعْني إنْ جنحْتُ بلا جَناحٍ
..................ولم تكن الرِّواية ما رَويْتُ
فللأشْجارِمُذْ خُلِقتْ إباءٌ
..............وَيأبى النَّخلُ أن يُرْديهِ موتُ
أخي احمدا اغبطك على هذه الارتجاليات المعانقة للنصوص
مقدرة فنية حسية فذة لديك
بوركت وما تعطي من وهج
مودتي
براءة الجودي
29-09-2019, 05:44 PM
إذا مالليل أرقني سريتُ
فتلحق بي وساوس من تبعت
من المطلع يظهر غرق الشاعر في التفكير والتأمل في ذاته وآماله ومعاناته الخاصة والمشتركة مع وطنه وهنا وردت صورة مناسبة لهذا القلق الذي يساور الشاعر الناتجة من الوساس التي تقتحم قلب الشاعر حينما خلا بنفسه ( جعل الوساس كالإنسان أو اللص الذي يلاحقه ) وهنا استعارة مكنية
ظلال الخوف تغرق أمنياتي
وسرب الريح يسلك ماسلكت
حقيقة هي صورة تبعث على القلق والغرق في الخوف فعلا ، شعرتُ بذلك حين قراءتها وصورة مخيفة بأن تجعل الظلال الكثيرة كالبحر وأمنيات الشاعر هي الضحية الغارقة ، وهنا استعارة مكنية أيضا والريح كسرب الطيور يمشي على خُطا الشاعر وكأن هذه الريح تواسيه بصوتها في وحدته ، رغم أن صوتها قد يزيد من قلقه وتفكيره وإحساسه بالخواء أو الضياع .
وناديتُ الشراع فغاب عني
فضل الدرب عن قدمي وتهت
هنا ينادي قارب النجاة الذي كنَّاه بالشراع ، فلا شراع يتميز به شيئٌ كالسفن ولكنه رغم ندائه واستنجاده إلا أن الدرب ضيّعه فبعدت قدمه عن طريق النجاة وتاهت .
إلى حيث الحقيقة كنت أسعى
فكان الجهل أكثر ماجنيت
وهذا مايحدث حينما نسير بحثا عن الحقائق قد نتوه ونضل عن الصحيح بظهور دروب مزيفة أخرى ، وهنا قد يكون البحث دون جدوى إن انغرّ الإنسان بالزيف حوله واستطاع استمالته عن طريقه الأساسي والبحث عن الحقيقة المخبّئة التي يريد إيجادها ، فلن يجني غير ثمار الجهل المريرة التي عطلته عن طريق تضليله بهذه الطرق الوهمية حتى كاد أن يعمى عن درب خطه واضح وحقيقي يوصله إلى مايريد .
وأضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملح في كأس شربت
وألفيت اصطباري عرض يمٍّ
يصارع موته والناس صمت
له ورد يفوق النجم بعدا
وأحلام إذا احترقت كتمت
عميق أنت ياجرحي مديد
بك الآمال صرعى فاكتويت
طيور العمر أنهكها انتظار
ويقلقها الحصار ومادريت
هنا رسم الشاعر صورة لوحة متكاملة بهيَّة الحسن أخَّاذة بأحاسيسها الغارقة في بحر الأسى ، تحيي مشاعر من يتأملها ويطالع ألوانها مابين الأزرق والأبيض والسكريّ والبنيّ والليلك والأسود والفضيّ والرمادي والأصفر الذي يميل للبرتقالي وبعض الألوان الهادئة الداخلة في هذه اللوحة ، كأنَّ الناس يسيرون فيها بهدوء كلٌّ في حال سبيله يسرح بقصته لدرجة أنهم لم ينتبهوا لهذا الصبر في اليمِّ حزينًا يُصارع الموت ولا من منقذ ولا من مواسي ولا من يقربه ويأتي بجانبه حالة صمت عجيبة قد يشوبها شيئ من أنانية البشر أو خوفهم من الوقوع في مصائب غيرهم حتى لايتورطوا فيها حسب تفكيرهم وهذه صورة جميلة ومحزنة جدا أن يجعل الصبر كالإنسان يجلس على الشاطئ ، وكلمة اليم هنا أنسب واروع لما فيها من اختلاجات الحزن بينما لفظة الشاطئ توحي بالاسترخاء والاستمتاع بالوقت ودموع الشاعر كالبحر المالح وألمه كالبئر العميقة وطوله كبعد النجوم مسافةً إذا فهو ألم طويل وعريض عميق ومديد ليس له حدود تُغلقه ،وعمره كالطيور التي تغدو وتروح وتقف على الأغصان وأسقف البيوت ولكنها في حالة انتظار لأمر ما متعلق بالمستقبل وكأن عمره يطير ويمشي مع الأيام ينتظر آماله ينتظر فجر الفرج ولكن هذه الآمال أُنهكت من طول الانتظار والوقوف على حالها الذي لم يتغير وكأنها محاصرة
فما سر هذا الألم العميق المديد ، يوضح الشاعر ذلك في هذه الأبيات ..
بلادي سر أحزاني وأرضي
يعالجها الجفاف وماألفت
وباب القدس أغلقه المرابي
وأشجاري لها بالأنِّ صوت
ومازالت بها الأطراف الثكلى
تهاجمها الضواري مذ خلقت
ونهر الدمع تسرجه عيوني
ويصرع دفقه ظلم وليت
هذه الأبيات هي سبب حزنه الرئيسي بلاده الأبيَّة التي أصبحت وطن الشتات أصبحت جافة مدمرة جرّاء هذه الحروب من الأعداء ومن الخونة لم يتغير حالها منذ سنين طويلة مازالت الثكلى متناثرات على أطراف بلاده ودموعه كالأنهار، والأشجار تأنُّ لهذا الوضع المبكي والظلم الممتد الذي لم يوقفه أحد
إنها القدس ، إنه الأقصى ، ثالث المساجد المقدسة ، أرض الأنبياء ، ويح العرب والمسلمين ، وأعرفني إن ذُكر الأقصى يتبلل خدي بالدمع ويغرق قلبي في بحر أساه وأحتارُ بأي مشاعر أعبّر !، فلسطين أرض المسلمين أجمع ،اللهم احمها من كيد الأعداء واجعلنا نرى اليوم الذي تُرفع فيها رايات النصر ويُطرد اليهود البغاة ، أسأل الله أن يلطف بهم وبكل دولة مسلمة جردتها الحرب من أفراحها
اللهم اخزي الخونة وانصر المجاهدين والمظلومين يارب العالمين .
قصيدة تعجُّ بمشاعر الألم والأسى والإحساس بالحيرة والضياع وبرز ذلك بشكل واضح عن طريق كثرة الأسئلة المطروحة في القصيدة ..
فهل يغني الخيال عن اشتهاء
وقنديل إذا ماضاع زيت ؟
وهل تُلقى المهاة بحضن ليل
ويُصلح حالها صمت وكبتُ ؟
يباغتني الحنين ولست أدري
أمن شلل بتفكيري وئدت ؟
فهل تبقى الحياة بلا شراع
وموج الحزن يغرق ماجمعت ؟
ونلحظ أن الاستفهام في الأسئلة السابقة يبدأ بـ ( هل) مما يدلُّ على أن هناك شيئ من الرجاء وخيط من الأمل في قلب الشاعر عله يتحقق يوما ما ، وهنا ليست مجر اسئلة فقط بل وكأني اراه قد جلس متأمِّلا ينظر للمدى البعيد فخرجت أبياتا ظاهرها السؤال وباطنها نظرة متأمّل لاينتظر الإجابة أكثر مما يحمل رجاء لأن يتحقق مايأمله يوما ما ،كانت أسئلة في صور بديعة رغم بعض الحيرة وزحمة التفكير بها إلا أنها تطلق العنان للقارئ المتذوق ويأولها أكثر من تأويل .
وأخص بالذكر سؤاله من قوله ( يباغتني الحنين) هنا بدأ يسرح ويتعمق أكثر في أحاسيس قلبه التائهة المختلطة ، وحقيقة الصورة كانت جميلة في هذا السؤال ودقيقة فالحنين حينما يباغتك يجعلك في رجفة يصاحبها حزن وجمال أنيق يستلذ به قلب الشاعر فيشفَّ وقد يرى بوضوحٍ أكبر ويكون أكثر نقاءً حتى ولو كان وقع المباغتة قويًّا جدًّا .
الوزن هنا مثل البحر المتموج يرتفع بك تارة وينخفض بك أخرى أمواج من الأحاسيس المتوسطة غير متلاطة وليست هادئة جدا
والقافية التاء المضمومة والتاء هي من حروف الهمس التي يُنفّس عن طريقها الشاعر أحزانه بتأنّي وفي حالة ارتاجاج المشاعر بطريقة خفيفة كما يرتج الماء في الكأس حينما نهزه قليلا
شاعر فلسطين الأصيل وصاحب الحروف النديّة العذبة والمعاني الراقية / محمد
لك خالص احترامنا وتقديرنا على ماتُقدمه وتبذله بقدر استطاعتك
لك جزيل الشكر
ابنتكم
براءة الجودي
براءة الجودي
29-09-2019, 06:19 PM
وأشجاري لها بالأنِّ صوتُ
تلك الأشجار هي قصائدك الوارفة التي تأنُّ وينحني جذعها ألما ، فأشجار قلبك لاتفارق أشجار وطنك ، ترابط روحي ومشاركة عميقة جميلة
غلام الله بن صالح
29-09-2019, 06:22 PM
قصيدة رائعة تزخر بالإبداع والجمال
مودتي
محمد ذيب سليمان
30-09-2019, 11:26 AM
أستأذنكم ايها الاحبة في الرد على ابنتي براءة الجودي
التي منحت نصي قراءة مستفيضة واعية ونثرت عطر
حروفها عليه حتى غمرته طيبا وحسنا
شكرا كبيرة ايتها الرائعة على ما افضت من جمال سبق النص جمالا
ومنحني ابتهاجا بدخولك ومداحلتك
باقات فرح لقلبك
إذا مالليل أرقني سريتُ
فتلحق بي وساوس من تبعت
من المطلع يظهر غرق الشاعر في التفكير والتأمل في ذاته وآماله ومعاناته الخاصة والمشتركة مع وطنه وهنا وردت صورة مناسبة لهذا القلق الذي يساور الشاعر الناتجة من الوساس التي تقتحم قلب الشاعر حينما خلا بنفسه ( جعل الوساس كالإنسان أو اللص الذي يلاحقه ) وهنا استعارة مكنية
ظلال الخوف تغرق أمنياتي
وسرب الريح يسلك ماسلكت
حقيقة هي صورة تبعث على القلق والغرق في الخوف فعلا ، شعرتُ بذلك حين قراءتها وصورة مخيفة بأن تجعل الظلال الكثيرة كالبحر وأمنيات الشاعر هي الضحية الغارقة ، وهنا استعارة مكنية أيضا والريح كسرب الطيور يمشي على خُطا الشاعر وكأن هذه الريح تواسيه بصوتها في وحدته ، رغم أن صوتها قد يزيد من قلقه وتفكيره وإحساسه بالخواء أو الضياع .
وناديتُ الشراع فغاب عني
فضل الدرب عن قدمي وتهت
هنا ينادي قارب النجاة الذي كنَّاه بالشراع ، فلا شراع يتميز به شيئٌ كالسفن ولكنه رغم ندائه واستنجاده إلا أن الدرب ضيّعه فبعدت قدمه عن طريق النجاة وتاهت .
إلى حيث الحقيقة كنت أسعى
فكان الجهل أكثر ماجنيت
وهذا مايحدث حينما نسير بحثا عن الحقائق قد نتوه ونضل عن الصحيح بظهور دروب مزيفة أخرى ، وهنا قد يكون البحث دون جدوى إن انغرّ الإنسان بالزيف حوله واستطاع استمالته عن طريقه الأساسي والبحث عن الحقيقة المخبّئة التي يريد إيجادها ، فلن يجني غير ثمار الجهل المريرة التي عطلته عن طريق تضليله بهذه الطرق الوهمية حتى كاد أن يعمى عن درب خطه واضح وحقيقي يوصله إلى مايريد .
وأضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملح في كأس شربت
وألفيت اصطباري عرض يمٍّ
يصارع موته والناس صمت
له ورد يفوق النجم بعدا
وأحلام إذا احترقت كتمت
عميق أنت ياجرحي مديد
بك الآمال صرعى فاكتويت
طيور العمر أنهكها انتظار
ويقلقها الحصار ومادريت
هنا رسم الشاعر صورة لوحة متكاملة بهيَّة الحسن أخَّاذة بأحاسيسها الغارقة في بحر الأسى ، تحيي مشاعر من يتأملها ويطالع ألوانها مابين الأزرق والأبيض والسكريّ والبنيّ والليلك والأسود والفضيّ والرمادي والأصفر الذي يميل للبرتقالي وبعض الألوان الهادئة الداخلة في هذه اللوحة ، كأنَّ الناس يسيرون فيها بهدوء كلٌّ في حال سبيله يسرح بقصته لدرجة أنهم لم ينتبهوا لهذا الصبر في اليمِّ حزينًا يُصارع الموت ولا من منقذ ولا من مواسي ولا من يقربه ويأتي بجانبه حالة صمت عجيبة قد يشوبها شيئ من أنانية البشر أو خوفهم من الوقوع في مصائب غيرهم حتى لايتورطوا فيها حسب تفكيرهم وهذه صورة جميلة ومحزنة جدا أن يجعل الصبر كالإنسان يجلس على الشاطئ ، وكلمة اليم هنا أنسب واروع لما فيها من اختلاجات الحزن بينما لفظة الشاطئ توحي بالاسترخاء والاستمتاع بالوقت ودموع الشاعر كالبحر المالح وألمه كالبئر العميقة وطوله كبعد النجوم مسافةً إذا فهو ألم طويل وعريض عميق ومديد ليس له حدود تُغلقه ،وعمره كالطيور التي تغدو وتروح وتقف على الأغصان وأسقف البيوت ولكنها في حالة انتظار لأمر ما متعلق بالمستقبل وكأن عمره يطير ويمشي مع الأيام ينتظر آماله ينتظر فجر الفرج ولكن هذه الآمال أُنهكت من طول الانتظار والوقوف على حالها الذي لم يتغير وكأنها محاصرة
فما سر هذا الألم العميق المديد ، يوضح الشاعر ذلك في هذه الأبيات ..
بلادي سر أحزاني وأرضي
يعالجها الجفاف وماألفت
وباب القدس أغلقه المرابي
وأشجاري لها بالأنِّ صوت
ومازالت بها الأطراف الثكلى
تهاجمها الضواري مذ خلقت
ونهر الدمع تسرجه عيوني
ويصرع دفقه ظلم وليت
هذه الأبيات هي سبب حزنه الرئيسي بلاده الأبيَّة التي أصبحت وطن الشتات أصبحت جافة مدمرة جرّاء هذه الحروب من الأعداء ومن الخونة لم يتغير حالها منذ سنين طويلة مازالت الثكلى متناثرات على أطراف بلاده ودموعه كالأنهار، والأشجار تأنُّ لهذا الوضع المبكي والظلم الممتد الذي لم يوقفه أحد
إنها القدس ، إنه الأقصى ، ثالث المساجد المقدسة ، أرض الأنبياء ، ويح العرب والمسلمين ، وأعرفني إن ذُكر الأقصى يتبلل خدي بالدمع ويغرق قلبي في بحر أساه وأحتارُ بأي مشاعر أعبّر !، فلسطين أرض المسلمين أجمع ،اللهم احمها من كيد الأعداء واجعلنا نرى اليوم الذي تُرفع فيها رايات النصر ويُطرد اليهود البغاة ، أسأل الله أن يلطف بهم وبكل دولة مسلمة جردتها الحرب من أفراحها
اللهم اخزي الخونة وانصر المجاهدين والمظلومين يارب العالمين .
قصيدة تعجُّ بمشاعر الألم والأسى والإحساس بالحيرة والضياع وبرز ذلك بشكل واضح عن طريق كثرة الأسئلة المطروحة في القصيدة ..
فهل يغني الخيال عن اشتهاء
وقنديل إذا ماضاع زيت ؟
وهل تُلقى المهاة بحضن ليل
ويُصلح حالها صمت وكبتُ ؟
يباغتني الحنين ولست أدري
أمن شلل بتفكيري وئدت ؟
فهل تبقى الحياة بلا شراع
وموج الحزن يغرق ماجمعت ؟
ونلحظ أن الاستفهام في الأسئلة السابقة يبدأ بـ ( هل) مما يدلُّ على أن هناك شيئ من الرجاء وخيط من الأمل في قلب الشاعر عله يتحقق يوما ما ، وهنا ليست مجر اسئلة فقط بل وكأني اراه قد جلس متأمِّلا ينظر للمدى البعيد فخرجت أبياتا ظاهرها السؤال وباطنها نظرة متأمّل لاينتظر الإجابة أكثر مما يحمل رجاء لأن يتحقق مايأمله يوما ما ،كانت أسئلة في صور بديعة رغم بعض الحيرة وزحمة التفكير بها إلا أنها تطلق العنان للقارئ المتذوق ويأولها أكثر من تأويل .
وأخص بالذكر سؤاله من قوله ( يباغتني الحنين) هنا بدأ يسرح ويتعمق أكثر في أحاسيس قلبه التائهة المختلطة ، وحقيقة الصورة كانت جميلة في هذا السؤال ودقيقة فالحنين حينما يباغتك يجعلك في رجفة يصاحبها حزن وجمال أنيق يستلذ به قلب الشاعر فيشفَّ وقد يرى بوضوحٍ أكبر ويكون أكثر نقاءً حتى ولو كان وقع المباغتة قويًّا جدًّا .
الوزن هنا مثل البحر المتموج يرتفع بك تارة وينخفض بك أخرى أمواج من الأحاسيس المتوسطة غير متلاطة وليست هادئة جدا
والقافية التاء المضمومة والتاء هي من حروف الهمس التي يُنفّس عن طريقها الشاعر أحزانه بتأنّي وفي حالة ارتاجاج المشاعر بطريقة خفيفة كما يرتج الماء في الكأس حينما نهزه قليلا
شاعر فلسطين الأصيل وصاحب الحروف النديّة العذبة والمعاني الراقية / محمد
لك خالص احترامنا وتقديرنا على ماتُقدمه وتبذله بقدر استطاعتك
لك جزيل الشكر
ابنتكم
براءة الجودي
خالص الود والتقدير لقلبك.....
محمد ذيب سليمان
08-10-2019, 06:19 PM
يا لها من رائعة..
سلمت أناملك يا أبا الأمين.
واضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملــح في كأس شـربت
تصوير بديع، لا فض فوك.
تقديري
بوركت ايها الرائع وما قدمت من جمال
رفع النص وجعله منارال
محبتي لقلبك واحساسك
كل الحب
محمد ذيب سليمان
05-11-2019, 11:54 AM
إذا مالليل أرقني سريتُ
فتلحق بي وساوس من تبعت
من المطلع يظهر غرق الشاعر في التفكير والتأمل في ذاته وآماله ومعاناته الخاصة والمشتركة مع وطنه وهنا وردت صورة مناسبة لهذا القلق الذي يساور الشاعر الناتجة من الوساس التي تقتحم قلب الشاعر حينما خلا بنفسه ( جعل الوساس كالإنسان أو اللص الذي يلاحقه ) وهنا استعارة مكنية
ظلال الخوف تغرق أمنياتي
وسرب الريح يسلك ماسلكت
حقيقة هي صورة تبعث على القلق والغرق في الخوف فعلا ، شعرتُ بذلك حين قراءتها وصورة مخيفة بأن تجعل الظلال الكثيرة كالبحر وأمنيات الشاعر هي الضحية الغارقة ، وهنا استعارة مكنية أيضا والريح كسرب الطيور يمشي على خُطا الشاعر وكأن هذه الريح تواسيه بصوتها في وحدته ، رغم أن صوتها قد يزيد من قلقه وتفكيره وإحساسه بالخواء أو الضياع .
وناديتُ الشراع فغاب عني
فضل الدرب عن قدمي وتهت
هنا ينادي قارب النجاة الذي كنَّاه بالشراع ، فلا شراع يتميز به شيئٌ كالسفن ولكنه رغم ندائه واستنجاده إلا أن الدرب ضيّعه فبعدت قدمه عن طريق النجاة وتاهت .
إلى حيث الحقيقة كنت أسعى
فكان الجهل أكثر ماجنيت
وهذا مايحدث حينما نسير بحثا عن الحقائق قد نتوه ونضل عن الصحيح بظهور دروب مزيفة أخرى ، وهنا قد يكون البحث دون جدوى إن انغرّ الإنسان بالزيف حوله واستطاع استمالته عن طريقه الأساسي والبحث عن الحقيقة المخبّئة التي يريد إيجادها ، فلن يجني غير ثمار الجهل المريرة التي عطلته عن طريق تضليله بهذه الطرق الوهمية حتى كاد أن يعمى عن درب خطه واضح وحقيقي يوصله إلى مايريد .
وأضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملح في كأس شربت
وألفيت اصطباري عرض يمٍّ
يصارع موته والناس صمت
له ورد يفوق النجم بعدا
وأحلام إذا احترقت كتمت
عميق أنت ياجرحي مديد
بك الآمال صرعى فاكتويت
طيور العمر أنهكها انتظار
ويقلقها الحصار ومادريت
هنا رسم الشاعر صورة لوحة متكاملة بهيَّة الحسن أخَّاذة بأحاسيسها الغارقة في بحر الأسى ، تحيي مشاعر من يتأملها ويطالع ألوانها مابين الأزرق والأبيض والسكريّ والبنيّ والليلك والأسود والفضيّ والرمادي والأصفر الذي يميل للبرتقالي وبعض الألوان الهادئة الداخلة في هذه اللوحة ، كأنَّ الناس يسيرون فيها بهدوء كلٌّ في حال سبيله يسرح بقصته لدرجة أنهم لم ينتبهوا لهذا الصبر في اليمِّ حزينًا يُصارع الموت ولا من منقذ ولا من مواسي ولا من يقربه ويأتي بجانبه حالة صمت عجيبة قد يشوبها شيئ من أنانية البشر أو خوفهم من الوقوع في مصائب غيرهم حتى لايتورطوا فيها حسب تفكيرهم وهذه صورة جميلة ومحزنة جدا أن يجعل الصبر كالإنسان يجلس على الشاطئ ، وكلمة اليم هنا أنسب واروع لما فيها من اختلاجات الحزن بينما لفظة الشاطئ توحي بالاسترخاء والاستمتاع بالوقت ودموع الشاعر كالبحر المالح وألمه كالبئر العميقة وطوله كبعد النجوم مسافةً إذا فهو ألم طويل وعريض عميق ومديد ليس له حدود تُغلقه ،وعمره كالطيور التي تغدو وتروح وتقف على الأغصان وأسقف البيوت ولكنها في حالة انتظار لأمر ما متعلق بالمستقبل وكأن عمره يطير ويمشي مع الأيام ينتظر آماله ينتظر فجر الفرج ولكن هذه الآمال أُنهكت من طول الانتظار والوقوف على حالها الذي لم يتغير وكأنها محاصرة
فما سر هذا الألم العميق المديد ، يوضح الشاعر ذلك في هذه الأبيات ..
بلادي سر أحزاني وأرضي
يعالجها الجفاف وماألفت
وباب القدس أغلقه المرابي
وأشجاري لها بالأنِّ صوت
ومازالت بها الأطراف الثكلى
تهاجمها الضواري مذ خلقت
ونهر الدمع تسرجه عيوني
ويصرع دفقه ظلم وليت
هذه الأبيات هي سبب حزنه الرئيسي بلاده الأبيَّة التي أصبحت وطن الشتات أصبحت جافة مدمرة جرّاء هذه الحروب من الأعداء ومن الخونة لم يتغير حالها منذ سنين طويلة مازالت الثكلى متناثرات على أطراف بلاده ودموعه كالأنهار، والأشجار تأنُّ لهذا الوضع المبكي والظلم الممتد الذي لم يوقفه أحد
إنها القدس ، إنه الأقصى ، ثالث المساجد المقدسة ، أرض الأنبياء ، ويح العرب والمسلمين ، وأعرفني إن ذُكر الأقصى يتبلل خدي بالدمع ويغرق قلبي في بحر أساه وأحتارُ بأي مشاعر أعبّر !، فلسطين أرض المسلمين أجمع ،اللهم احمها من كيد الأعداء واجعلنا نرى اليوم الذي تُرفع فيها رايات النصر ويُطرد اليهود البغاة ، أسأل الله أن يلطف بهم وبكل دولة مسلمة جردتها الحرب من أفراحها
اللهم اخزي الخونة وانصر المجاهدين والمظلومين يارب العالمين .
قصيدة تعجُّ بمشاعر الألم والأسى والإحساس بالحيرة والضياع وبرز ذلك بشكل واضح عن طريق كثرة الأسئلة المطروحة في القصيدة ..
فهل يغني الخيال عن اشتهاء
وقنديل إذا ماضاع زيت ؟
وهل تُلقى المهاة بحضن ليل
ويُصلح حالها صمت وكبتُ ؟
يباغتني الحنين ولست أدري
أمن شلل بتفكيري وئدت ؟
فهل تبقى الحياة بلا شراع
وموج الحزن يغرق ماجمعت ؟
ونلحظ أن الاستفهام في الأسئلة السابقة يبدأ بـ ( هل) مما يدلُّ على أن هناك شيئ من الرجاء وخيط من الأمل في قلب الشاعر عله يتحقق يوما ما ، وهنا ليست مجر اسئلة فقط بل وكأني اراه قد جلس متأمِّلا ينظر للمدى البعيد فخرجت أبياتا ظاهرها السؤال وباطنها نظرة متأمّل لاينتظر الإجابة أكثر مما يحمل رجاء لأن يتحقق مايأمله يوما ما ،كانت أسئلة في صور بديعة رغم بعض الحيرة وزحمة التفكير بها إلا أنها تطلق العنان للقارئ المتذوق ويأولها أكثر من تأويل .
وأخص بالذكر سؤاله من قوله ( يباغتني الحنين) هنا بدأ يسرح ويتعمق أكثر في أحاسيس قلبه التائهة المختلطة ، وحقيقة الصورة كانت جميلة في هذا السؤال ودقيقة فالحنين حينما يباغتك يجعلك في رجفة يصاحبها حزن وجمال أنيق يستلذ به قلب الشاعر فيشفَّ وقد يرى بوضوحٍ أكبر ويكون أكثر نقاءً حتى ولو كان وقع المباغتة قويًّا جدًّا .
الوزن هنا مثل البحر المتموج يرتفع بك تارة وينخفض بك أخرى أمواج من الأحاسيس المتوسطة غير متلاطة وليست هادئة جدا
والقافية التاء المضمومة والتاء هي من حروف الهمس التي يُنفّس عن طريقها الشاعر أحزانه بتأنّي وفي حالة ارتاجاج المشاعر بطريقة خفيفة كما يرتج الماء في الكأس حينما نهزه قليلا
شاعر فلسطين الأصيل وصاحب الحروف النديّة العذبة والمعاني الراقية / محمد
لك خالص احترامنا وتقديرنا على ماتُقدمه وتبذله بقدر استطاعتك
لك جزيل الشكر
ابنتكم
براءة الجودي
وتعجزني الكلمات وانا ابحث عنها علني اجد لدي ما يليق من معان للرائعة "براءة الجودبي "
التي تجشمت كل هذا من اجل ان تمنح النص جمالا اضاقيا عميق الدلالة بقراءتها السخية
شكرا كبيرة لقلبك الجميل على هذا الثراء والإثراء الذي رفع النص وزاده القا وسحرا
باقات فرح تؤم دروبك
والفرح لقلبك
محمد ذيب سليمان
10-11-2019, 04:47 PM
لله درّ هذا الحرف الأنيق المغمّس بالوجع
أثرت أشجاننا ونثرت الملح على جراحنا
دام وهج حرفك
باقات فرح لقلبك الجميل ايتها الراقية
شكرا كبيرة على مرورك الراقي وتفاعلك الجميل
مودتي
إبراهيم أحمد
10-11-2019, 05:47 PM
جميل يا جميل الحس والوجدان
محبتي أستاذنا الشاعر
ناديه محمد الجابي
11-11-2019, 10:55 AM
معزوفة إنسانية من وحي وجع فاض فاستفاضت الحروف
صغت لوحات بارعة النظم، مذهلة البناء بمداد القلب المكلوم
الملتاع بمشاعر الأسى والألم ـ فما أروع انتماءك الذي انسكب هنا
ودام حبك للوطن يسكن شعرك أيها البهي الروح.
:001::nj::0014:
لحسن عسيلة
12-11-2019, 01:29 AM
رائعة من روائعك أخي محمد
أحسنت شعرا وشعورا
دمت والألق
:0014:
محمد ذيب سليمان
15-12-2020, 04:05 PM
لله درّ هذا الحرف الأنيق المغمّس بالوجع
أثرت أشجاننا ونثرت الملح على جراحنا
دام وهج حرفك
أخيتي الرائعة الراقية
شكرا كبيرة على ما قدمت من مداخلة
احببتها منك وانت تكرين
شكرا كبيرة
أحمد صفوت الديب
15-12-2020, 05:17 PM
أخي الشاعر : محمد ذيب سليمان
نص جميل
أعجبني هذا البيت جداً
فهل يغني الخيــال عن اشـتهاء
وقنـديـل إذا مــا ضـاع زيـت؟
تحياتي لك و خالص الود
عبدالحكم مندور
15-12-2020, 06:16 PM
نص له أبعاد واتساع وأفق يعكس لونا آخر من أمكانيات الإبدع والتنوع الفني وانطلاق الخيال وثراء الشاعرية.. دمت في رقي
نديم العاصي
23-12-2020, 05:50 AM
أحسنت وأبدعت سلم يراعك الجميل وقلبك النبيل
تقديري الكبير
خالد عمر بن سميدع
24-12-2020, 10:08 AM
هنا روضة تهنأ النفس ُ بها
مكثتُ بروضة فيما ضننتُ = بها الأطيار تشدو فاستمعت
فكنت لحسن مالاقيت فيها = فقدت زمام شعري واستعدت
فقلت البيت اربط فيه نفسي= على ما كنت دوما قد كتبتُ
أنا تلميذ من يشدو بفن = وهذا الفن أجمل ما سمعت
تحياتي
محمد ذيب سليمان
16-02-2022, 03:34 PM
يا لها من رائعة..
سلمت أناملك يا أبا الأمين.
واضحى البحر في كفي دموعا
تصب الملــح في كأس شـربت
تصوير بديع، لا فض فوك.
تقديري
كل الفرح لقلبك ايها الحبيب
ما زلنا كلنا شعربا وقبائل في بوتقة واحدة
نشرب من نفس الكااااااااس
ولا يوجد من هو مرتاح
شكرا لك
عبدالحكم مندور
17-02-2022, 04:29 PM
نص من نصوصك المميزة البديعة يحمل عمق التجربة وجلاء الرؤية وثراء الشاعرية..نص خافق نابض فياض الإحساس ..خالص الود وأزكى التحيات
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir