المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رَقْصُ قَافِلَةٍ



عبده فايز الزبيدي
29-09-2019, 04:07 PM
قَدْ يَخْشُنُ الدَّربُ والأميالُ جامدةٌ
تـحتَ الـقوافلِ و الـسَّاعاتُ تَـنتقلُ

دَربٌ قـديـمٌ يُـنـادِي سـيـرَها، ولَـهَا
يُـسـرُّ سِــرَّاً لــهُ الأخْـفَـافُ تَـحتفلُ

وردٌ وشــوكٌ و حــادٍ ثُــمَّ مُـنعطفٌ
وغـايةُ الـسَّيرِ لَمْ يَحفلْ بها الكَسَلُ

فَـفِـي الـنَّـهارِ لـرِيـحِ الـبِـيْدِ هَـمْهَمَةٌ
قامَ السَّرابُ و خُفُّ الرَّكْبِ يَشتعلُ

عـنـدَ الـغُـروبِ سَـمَـا ظِــلٌّ لـراحِلةٍ
و بـرزخُ الوقْتِ مِنْ أَعرافهِ الخَجَلُ

تـحـتَ الـنُّجومِ تـرى رَقْـصَاً لـقافلةٍ
قـدْ هـزَّها الـتَّلُّ والـوديانُ والـسُّبُلُ

ويـنطوي الـبُعْدُ فـي أحْـدَاقِ قَافِلةٍ
إذا ثَــنَـى رُكْــبَـةً أوْ مَــدَّهـا جَـمَـلُ

إلـــى الأمـــامِ مَـسِـيْـرٌ كـلُّـهُ خَـطَـرٌ
أمَّــا الـوراءُ فـلمْ تَـعجزْ بِـهِ الـحِيَلُ

ذاكَ الطَّريقُ بدا في النَّفْسِ مُفْرَدَة:
مـا أعذبَ السَّيرَ لولا التِّيْهُ والوَجَلُ

طـالَ الـطَّريقُ وثـوبُ الليلِ سَربَلَهُ
نــامَ الـكلامُ ولـمْ تَـنعسْ لَـهُمْ مُـقَلُ

عـلى الشِّفاهِ وفي الأحداقِ أغنيةٌ :
مـتَـى الـمـسيرُ إلـى آمـالِنا يَـصِلُ ؟

وفـي الـسَّديمِ قُـبيلَ الـفَجرِ أمـنيةُ
تـقـودُ ركْـبَـاً وحِـيْنَاً يـكذبُ الـحَبَلُ

تَـسـتـأذنُ الـــدَّربَ آمـــالٌ لـقـافـلةٍ
فـيأذنُ السَّهلُ لكنْ يَرفضُ الجَبَلُ !

لـمْ يُـقنعِ الـنَّفسَ مِنْ أسْفارِها سَفَرٌ
مَــا مَــلَّ رَكْــبٌ ولـكنْ مَـلَّتِ الِإبِـلُ

نور بركات
29-09-2019, 05:13 PM
وصف ساحر للقافلة في مسيرها تلك الأصوات تشبه العزف

البيت الأخير في القصيدة كان مميزا

نور

فاتن دراوشة
29-09-2019, 06:48 PM
ليس من الغريب أن تستوحى بحور الشّعر من هذه الإيقاعات العذبة

أبدعت تصوير المشاهد ونقل المشاعر بأسلوب مميّز

لا فضّ فوك مبدعنا

محمد حمود الحميري
29-09-2019, 07:16 PM
قمة الروعة، وغاية في الجمال..
ليس غريبًا عليك الإبداع أستاذ عبده
تقبل تقديري

عادل العاني
29-09-2019, 09:35 PM
شاعرنا الكبير عبده فايز

قصيدة كبيرة بما حملته من وصف , ورسمت فيها لوحات شاعرية معبرة

أجدت وأحسنت

تحياتي وتقديري

غلام الله بن صالح
29-09-2019, 09:53 PM
روعة وصف وحسن بيان وتصوير متقن
دمت راقي الحرف شاعرنا الرائع
مودتي وتقديري

محمد ذيب سليمان
30-09-2019, 11:03 AM
ومن اجمل ما قرأت لك
وأراها تختلف عن سابقاتها
فقد جاءت مميزة في الرسم والتلوين
والوصف ةبناء البيت الشعرى
للتثبيت حتى يراها متذوقوا الشعر
شكرا لك

احمد المعطي
30-09-2019, 02:46 PM
أحسنتَ وصفاً لذي الرُّكبانِ يا رجُلُ
..................ليرقصَ الحرْفُ حين الرَّسمُ يكتمل
درْبُ القوافلِ بالأخْفافِ ما فتِئتْ
.......................تعانِقُ الرَّكبَ ترْحاباً وتحتفلُ
( إلى الأمام مَسِيرٌ كلُّهُ خطَرٌ
....................أما الوراءُ فلم تعجزْ به الحِيَلُ)
إني قرأتُ وهذا البيتُ أطربَني
................. فيهِ احتدامُ شعورٍ صاغَهُ المَثَلُ
أثنيْتُ..ذي صُوَرٌ ألوانُها سطَعتْ
...................في الليلِ قافلةٌ في البيدِ تنتقلُ
وللنَّهارعيونٌ تبتغي أمَلا
..........وتسألُ الرَّمْلَ إن أزْرتْ بها السّبُلً
تترى المَعاني حينَ ترْصُدُها
.............فيَغمِزُ الحرْفُ والأستارُ تنسدِلُ

عبدالصمد حسن زيبار
01-10-2019, 11:41 PM
إنها الآمال و الأمنيات ،بها تطوى المسافات،لتغدو خطى على طريق الإنجاز و التحقق.

آمال يوسف
02-10-2019, 08:14 PM
(ذاكَ الطَّريقُ بدا في النَّفْسِ مُفْرَدَة:
مـا أعذبَ السَّيرَ لولا التِّيْهُ والوَجَلُ)
جميل جميل
دام إبداعك شاعرنا
تحيتي وتقديري

جهاد بدران
05-10-2019, 08:34 AM
رَقْصُ قَافِلَةٍ...
ما أعذب هذا الحرف وهو في مسيرة الشعر ينهج اكتمال الجمال في تنسيق الحروف وبين جيوب المعاني..
وبين العنوان وخاتمة النص رقص قافلة نحو تحقيق الأمنيات، ونحو الركب في منتهى المسافة مع رقص الطريق بوعرتها وصعوبات العبور للوصول نحو بر الأمان.. هي الحياة كقافلة تقطع بالبشر مسافات أمنياتهم ..منهم من يجتازها بأمان ومنها يتعثر ويرقص رقص جراح يكبو فيها على ركبتيه فتنقطع به الأنفاس...
القافلة تسير لا تتوقف لكن من يركبها لا يضمن بقوتها أو ضعفها الوصول...

الشاعر الراقي المبدع
أ.عبده فايز الزبيدي
أجدتم بإتقان عبور المعنى ونظم الأبيات في سلسلة تفيض سلاسة وبراعة وقدرة على رسم ألوان اللغة بأشكالها المختلفة وهي تصبغ ألوان التصوير بتجسيد متقن وتراكيب فنية بديعة...
وفقكم الله لنوره ورضاه
وزادكم علما ونورا

جهاد بدران
فلسطينية