المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قد سبقتَ الموتَ وحدكْ



عادل عبد القادر
26-09-2005, 01:16 PM
( لابدّ لي من ضجعةٍ

أرتاحها خلف المدى )

هذا كلامكَ بعد أن عاثَ الجفافُ

وراوغ الصوتَ الصدى

هذا كلامكَ للقطيعِ

على مروجِ الريحِ

عاودها التمردُ

والشتاءُ هو الشتاءُ

على هشيمِ الأفئدةْ

هذا كلامكَ

ليتني ما عرتُ سمعي

للقصائدِ ترتوي من نارِ دمعي

صاغراً لا ترعوي

- وسلكتَ دربك في غيابكَ مفْردا -

يا بعضَنا

مازلتَ تكْفِنُ بعضَنا

فمتى تكفُّ العينُ تقنعُ بالثرى ؟

(لابدّ لي من ضجعةٍ)

هي قولةٌ قيلتْ

وأشعلتِ التساؤلَ بعدها

ما الحياةُ وما المماتُ وما الهوى!

ولمَ نساقُ إلى بعيدٍ

من بعيدٍ

جرّنا حلمُ الوصولِ

شظىً توتّرَ في نسيجِ الأوردةْ !

قل لي بربكَ

ما المماتُ وما القيامةُ ما الردى !

هل باركَ الملكانِ وجهكَ بالسؤالِ

أمِ اتخذتَ من الحديثِ طرافةً

أمْ رحت تعتنقُ الأديمَ

تعانقُ الصمتَ الحقيقةَ

والرميمَ إذا بدا ؟

وتخبّرُ الأجداثُ

ما فعلَ القطيعُ

وكيف عادَ النهرُ مكسورَ الجناحِ

أماته

تبتْ يدا

هاأنت تدفنُ بالغيابِ تحفزاً

من نار قلبٍ

لا يبادله الزمانُ مسرةً

تتكفّن الآمال قبل بلوغها

لو مرةً يرتاح مثلكَ للترابِ

فلا يطيلُ المشهدا

وأبوك يصرخُ في الملائكِ

اُتركوا

هذا الفتى

هو نطفتي

قد كان طوعي

ما عصاني مرةً

ولقد دعوتُ له المليكَ فأشهدا

هل كنتَ وحدكَ نسجَ وحدكَ !

دلّني

كيف انتزعتَ من الغيومِ الدفءَ ؟

أطلقتَ الصباحَ

ورحتَ تبعثُ في السكونِ الروحَ

تطلقُ في النسيمِ شذا الندى

كلٌّ يموتُ

فلا وربكَ لا جديدٌ بيننا

كلٌّ يموتُ

وما علمتُ فتىً يقيمُ مخلدا

كلٌّ يموتُ

لمَ اتخذتَ من القيامةِ موعدا ؟

كنّا معاً

فلمن تدعْني بعد فعلتك الأخيرةِ ؟

من يلمّ القمح في زمنِ الجديبِ ؟

إذا الربيعُ على رحابِ الهجرِ

في درجِ اللهيبِ غدا

وأشعل في الحقول مدامعاً

كنّا معاً

ذُبنا معاً

ضعنا معاً

ما يومها أقدمتَ وحدك

أو تركتُكَ واحدا

لا

ثم جئنا ثم فزنا

ثم أخزينا زماناً

سرّنا آناً معاً

كم رحت تشعلُ في ضلوعي

غنوةً

ثوريةً

وأنا أسافرُ في ضلوعك مُنشدا

قد كنت تلبسُ كلّ يومٍ

ألف ثوبٍ مُوهنا

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !

ما كان طرفك يطمئنُ لغفوةٍ

حقّاً أراك قد اعتليت المرقدا ***!

إن كان في الفعل الأخير جسارةٌ

فلمَ تركتَ فتاك تهزمه العصابة

أو كان في الخطب الجليل طهارةٌ

فأنا الذي

ما زلتُ في دنس الدُّنى

أُُُمسى تحاصرني الجنابةْ

والماءُ أضحى راكدا

إن حقّ لي قولٌ

بهذا الجمعِ

سوف أزيدُ عتبكْ

قد أخذتَ السبقَ دوني

قد سبقتَ الموتَ وحدكْ

هل كان في الموت انتصارٌ ؟

كان في الموت الهدى

لا تكترثْ

الحزنُ في قاع الفؤاد مسلسلٌ

الشعرُ عندي طيبٌ

والدمعُ أهونُ ما يقَرٌّ به الفتى

نمْ

اِتكئْ

هي ضجعةٌ

هي راحةٌ من رحلةٍ

أبداً وما كانت سدي .

ينــــايــــر 2003

مجذوب العيد المشراوي
26-09-2005, 07:44 PM
تعانق الحس المرهف وتستظل بغصون الشعر ، لعلك قد أتيت من تخوم ضيعة جديدة .
هي الموسيقى أحيانا تأخذ بالألباب فتجعلك صبيا إلى الأبد ..

شكرا لهذه الروج الجديدة على الأجداد

محمد المزوغي
26-09-2005, 08:56 PM
قصيدة ولا أروع رفقا بنا فقد كدنا نذوب لهذه الرقة وهذا الحس العالي والشعرية المتدفقة كشلال ضوء
سلمت أيها الشاعر

مصطفى بطحيش
26-09-2005, 11:27 PM
كم رحت تشعلُ في ضلوعي

غنوةً

ثوريةً

وأنا أسافرُ في ضلوعك مُنشدا

قد كنت تلبسُ كلّ يومٍ

ألف ثوبٍ مُوهنا

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !

***********

أيها الشاعر المبدع المسافر في أطياف المدى
قصيدتك رائعة البناء والمعاني
موسيقاها الداخلية متنوعة خفيفة الوقع على المسامع, تتنازعها روح ثائرة مفكرة تتآلف بعذوبة حول فلسفة عميقة لتعطيها القا وروحاً وحيوية تنتزع من اعماق الموت

اي ابداع وأي تميز

لك اجمل تحية

د.جمال مرسي
27-09-2005, 07:43 AM
ما أروعك و ما أشعرك أخي عادل
قصيدة جميلة حقا أسرتني حتى و كأنني تمنيت ألا تنتهي
شكرا لك و شكرا لوجودك معنا في الواحة
كنت أسأل
ما رأيك بالوزن هنا :
هي قولةٌ قيلتْ

وأشعلتِ التساؤلَ بعدها

ما الحياةُ وما المماتُ وما الهوى! ( هنا .. ما الحياة .. احس أن وزنها ناقص )

ولمَ نساقُ إلى بعيدٍ ( و هنا .. لِمَ نساق .. كذلك )

من بعيدٍ


ثم ما رأيك بهذا الاستفهام :
قل لي بربكَ

ما المماتُ وما القيامةُ ما الردى !

هل باركَ الملكانِ وجهكَ بالسؤالِ

أمِ اتخذتَ من الحديثِ طرافةً

هل هو انكار للممات و القيامة و الردى
ثم ما هو الفرق بين الممات و الردى و كلاهما بمعنى الهلاك و نهاية الحياة

سؤال من يود أن يتعلم

شكرا لك أخي الشاعر عادل عبد القادر
و دمت بخير

أخوك د. جمال

زاهية
27-09-2005, 01:21 PM
كم رحت تشعلُ في ضلوعي

غنوةً

ثوريةً

وأنا أسافرُ في ضلوعك مُنشدا

قد كنت تلبسُ كلّ يومٍ

ألف ثوبٍ مُوهنا

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !


هو ثوب أبيض يتبعه نور بإذن الله

قصيدة جميلة

بالتوفيق بإذن الله

أختك
:0014:
بنت البحر

عبلة محمد زقزوق
27-09-2005, 02:22 PM
ما أجمل وأروع ما خطته مشاعرك الجميلة هنا ، ينبوع من رقة المشاعر .
تحياتي لك أخي الشاعر / عادل عبد القادر
وفي انتظار ماهو جديد لك ، دائما .
ودمت

عادل عبد القادر
27-09-2005, 05:57 PM
تعانق الحس المرهف وتستظل بغصون الشعر ، لعلك قد أتيت من تخوم ضيعة جديدة .
هي الموسيقى أحيانا تأخذ بالألباب فتجعلك صبيا إلى الأبد ..

شكرا لهذه الروج الجديدة على الأجداد

الاستاذ العزيز مجذوب العيد
شكراً على مرورك الكريم الذى زادنى بهجة و محبة
و عن القصيدة أقول :
هى من بحر الكامل تعمدت إحداث خللاً عروضباً فى أحد التفعيلات
وهى كلمة مالحياة
فى السطر ماالحياة وماالممات و ماالهوى
و ذلك بحذف سبب خفيف
حتى يصير زمن الكلمة مبتوراً و ناقصاً
تماماً مثل الحياة أى يتطابق المستوى الإدراكى للحياة مع المستوى التوثيقى/الوثائقى للكلمة
و لاحظ سيدى وضعية الممات حائلاً بين حياة المرء و ما يهواه
بجانب التقاطعات مع المتنبى فى رثاء فاتك المجنون
و النص القرآنى
وما حاولت توضيحه فى مجموعتى الشعرية الأخيرة و التى أنشرها هنا تباعاً وضمنها هذه القصيدة
هى عملية تأصيل أخرى للقيم الفنية بعمل مصالحة بين الأشكال الشعرية
الموجودة الأن و هى الكلاسيكى و الحر و اللغة النثرية الجديدة
آملاً رضا القارىء
شكراً على مرورك الكريم
خالص تحيتى

سحر الليالي
27-09-2005, 07:18 PM
أخي عادل:

قصيده رائعه نتذوق منها كل جمال ..

قصيده تطاول النجوووم وتستقر هناك..

طرزت الكلمات بأنامل من ذهب..

فتزخرفت وتشكلت المعاني بصورة جماليه شفافه صادقه..

سلمت وسلم قلمك

دمت مبدعا

د. محمد حسن السمان
27-09-2005, 10:45 PM
سلام الله عليكم
ما هذا يا أخ عبد القادر
ما هذا الجمال والشاعرية والنبض الجميل
كلماتك حلوة تدخل القلب و رقيقة على السمع ,
تنساب كجدول ماء تترقرق فيها الحروف .
كم اتمنى ان اسمع منك اكثر , يا صاحبي لاتحرمنا
من هذه الجماليات , وربما تناقشنا معا بالفنيات ,
ساكون سعيدا وسعيدا جدا بالحوار معك وانت تملك
هذه الموهبة , اخوتي واخواتي في الواحة المباركة
اشاروا الى جمالية ماكتبت وكلهم من الاساتذة الافاضل
وهذه نقطة بيضاء تحسب لك ياصاحبي .
اعود فاتمنى عليك ان تسمعني المزيد .
مع تمنياتي لكل من في الواحة المباركة , من مشرفين
واعضاء وزوار بدوام التوفيق والحظ الطيب .

اخوكم
السمان

عبداللطيف محمد الشبامي
27-09-2005, 11:27 PM
أشعلتَ في قلبي القصيدَ
أتبتَ في الوجدانَ أسرارَ المدى
فكأنما الوردُ الذبولُ ولهفةُ المشتاقِ تنتظرُ الندى
وتسابقُ الأحلامَ في ودٍ وفي حسنٍ بدا
لابد أن تُطوى النفوسُ وأن تذوقَ من الردى
..................

الشاعر المتألق
عادل عبدالقادر

أي شاعرية ساحرة ... مجنحةً في فضاءات رحبة ...

أبدعت وأجدت ..


دمت رائعاً مبدعاً ...

خالص التحايا والتقدير

عادل عبد القادر
28-09-2005, 02:53 AM
الأخوة و الأصدقاء الأعزاء
مجذوب العيد / محمد المزوغى / مصطفى بطحيش / جمال مرسى
زاهية / عبلة محمد / سحر الليالى / السمان / عبد اللطيف الشبامى
و كل من قرأنى
و مشرفو هذا المنتدى
أشكر لكم هذا الحس الأدبى و الذائقة الرائعة و للحق كانت جميع المداخلات علامات مضيئة لى و أقوال فى غاية الأهمية و قيمة تؤكد لى أن الشعر بخير طالما هناك قارىء واعى و ناقد له دربته و جديته .
عن النص أقول :
هو من مجموعتى التى صدرت مؤخراً بعنوان يهيىء للظل مادبة و التى سيتم نشرها تباعاً فى هذا المنتدى و الفكرة العامة للمجموعة هى محاولة لتأصيل القيم الفنية عن طريق عمل المصالحة بين الأشكال الموجودة من كلاسيكى و رومانسى و حر و لغة شعر النثر بالإستفادة قدر الإمكان من منجزات كل نوع و ذلك خلال نسيج موائم متماسك
قد سبقت الموت وحدك و إن بدت مرثية لعزيز رحل عنى إلا أننى أراها بجانب ذلك مرثية أخرى لقيم حياتية ضاعت فى هذا الزخم و رثاء للشعر/الأزمة يتجلى فى مراوغة الصدى للصوتِ وفى (ليتنى ما عرت سمعى للقصائدِ) و رثاء لعالمنا العربى (هذا كلامك للقطيع) و (وتخبر الأجداثُ ما فعل القطيع..).
و القصيدة صنعت لنفسها أسطورتها الخاصة أى أنها تؤسطر الحدث .
و التقاطعات المختلفة مع الموروث الدينى تبدو فى أكثر من موضع
و كذا مع المتنبى .
و تتضح هنا معالم فاعلية التناص زمنياً فى التراتب الزمنى للنص و الكشف عن شاعرية اللحظات المختلفة و حركيتها و تحليق الذات فى الأتى عبر قراءة الماضى .
بخصوص مداخلة أخى الحبيب جمال مرسى
نعم معك كل الحق فكلمة الحياة ناقصة سبب خفيف فى أولها
و لكن عمداً فعلت ذلك
فقد كننا معاً لكن حياته أقصر زمنياً من حياتى
لذلك أردت أن أجعل التفعيلة الحاملة لكلمة الحياة هى الأخرى قصيرة فى زمن الإلقاء بحذف جزء من التفعيلة
ليتطابق المستوى الإدراكى للحياة مع المستوى التوثيقى الوثائقى لها
سواء نطقاً أو كتابة ولنعتبر أن عمرى يزيد عن عمره بسبب خفيف
و أرجو أن تلحظ وجود كلمة الممات حائلاً بين حياة المرء و ما يهواه
- بخصوص لِمَ نساق فهى إجازة الإشباع
- بخصوص الإستفهام ما الممات وما القيامة ....
بالطبع هو اِستفهام و ليس إنكار و حاشا لله أن أكون من الجاهلين
فقط الرجل كان معى فى كل شىء لكنه سبقنى الى الموت و للموت أسماء كثيرة (الموت المنية الوفاة الهلاك الردى ...)
فأردت أن أسأله عن هذا المتعدد الأسماء الذى عاينه هو و لم أعاينه بعد
- بخصوص( من الحديث طرافة) فهى من النص القرآنى :
( وجوه يومئذٍ ضاحكة) (إنقلبوا فا كهين) ( على الأرائك يضحكون)
بخصوص مداخلة الأخ الحبيب عبد اللطيف
إطمئن الوزن سليم و الله أعلم
محبة للجميع لا توصف

د.جمال مرسي
28-09-2005, 06:19 AM
الأخ الكريم عادل عبد القادر
لروعة القصيدة و جمال المناقشة قام الزملاء بتثبيتها حبا و تقديرا
أشكرك على ما قمت بتوضيحه بخصوص الاستفهام في ما الممات و ما القيامة .. إلخ .
و لكني أخالفك الرأي في محاولة ايجاد مبرر لكسر عروضي بيّن في القصيدة في
( ما الممات ) كما ذكرت آنفاً .. و إلا لما كان الجدل بخصوص ما سمي أخيرا بقصيدة النثر . لقد اتفق أخيرا على قصيدة العمودية و القصيدة التفعيلية و أرى رفضا شبه جماعي لقصيدة النثر على المستوى النقدي و الشعبي ( المتلقي )
و بما أنك الزمت نفسك بقصيدة تفعيلية وصفناها جميعا بأنها رائعة و تحمل خطا مميزا لك فإذن ليس معك الحق في الخروج بنا من الجرس الموسيقي و الوزن إلى ما لا مبرر له .
أما بخصوص اشباع لمَ و بمَ و خلافهما فهو لم يجز كما ذكرت و لكنه هنا اضطرار و إلا لجعلتها ( لمَ ) لنفس المبرر الذي جعلته ل ( ما الممات )
لقد اضطررت إلى تغيير هذين الحرفين ( لمَ و بمَ ) حين وقف عليهما أساتذتي
المرحوم عبد الفتاح الجزار و كان علما من أعلام اللغة في مصر و شاعرنا الكبير محمد محمد الشهاوي أثنا مراجعنهما لديواني الأخير أصداف البحر و لآليء الروح.. و من هنا فقد لفت نظري اشباعك ل ( لمَ ) و هو ما أردت أن أنوه عنه

أخي الحبيب .. هذه مناقشة محببة إلى قلبي أشكرك أن فتحت الباب لتداولها في ساحة قصيدتك الجميلة .
شكرا لك و دمت بخير

أخوكم د. جمال

عادل عبد القادر
28-09-2005, 10:21 AM
الأخ الحبيب د. جمال
سعادتى لا توصف بهذى المداخلات التى تمتلىء وعياً
لك وجهات نظر بالفعل جديرة بالاِحترام
حكاية حذف السبب الخفيف كانت أحد المحاولات التجريبية فى النص
و هى أشبه بالكولاج عند التشكيليين و بالنهاية هى محاولةٌ تقبلُ الرأىَ
و أَخَرَه يستحسنها البعض و يستهجنها البعض المهم أن نجد بالنهاية قيمة فى النص تستحق .
أشكر لك هذا الحضور الممتع و تمسكك بالقيم الشعرية الراسخة
فوالله لك من إسمك نصيب.
محبتى و تقديرى

سعيد أبو حجر
01-10-2005, 12:59 AM
أخي العزيز عادل والله أنت شاعر ، وشهادتي لن تقدم ولن تؤخر شيئاً لكني أقولها تعبيراً عن مشاعري تجاه ما قرأت ، إن قصيدتك هذه شدتني فلم أنتبه حتى صدمني آخرها فكم تمنيت ألا تنتهي ، فهي رائعة مبنى ومعنى ، وأثابك الله على ما أدخلت في نفوسنا من السرور .
:noc:

د. سمير العمري
01-10-2005, 02:46 AM
دعني في أول ردودي عليك أخي عادل عبد القادر أرحب بك في واحتك واحة الفكر والأدب ملتقى النخبة ودار ندوتهم حيث الغراش الخصب والمورد العذب. أهلاً بك.

القصيدة هي بالفعل تستحق التقدير فلقد أحسنت في توزيع موسيقاها الداخلية والخارجية بصورة مميزة خلا بعض انقطاعات في انسيابية النص في غير موضع بسبب هنات عروضية ، كنت مميزاً في العاطفة المتدفقة اللاهثة والتي أضفت جل الجمال على القصيدة. الصور جميلة في جلها والتراكيب واضحة الدلالات رغم بعض الرمزية وبعض الشرود أحياناً عن محور القصيدة. اللغة سليمة بشكل عام والعاطفة صادقة.

ورغم هذا فقد أخذت على القصيدة ما يلي:
1- التدوير المتفلت من أي انضباط مما جعل كتابة القصيدة طويلاً رأسياً لا أفقياً ، وسبب بعض إرباك في قراءة النص وبعض تشتيت في المعاني الجزئية والكلية للأسطر. التدوير مهم جداً للعروض وللمعاني. ربما إن أردت أن ترفض هذه الملحوظة أن تقول: أردته أن يتفلت ويتشتت ليتوافق مع عاطفة القصيدة الحزينة الحزعة ، ويخلق تشويشاً في عاطفة المتلقي كالتشويش في عاطفة الملقي. وقد تقول: كلا ، ما أردت هذا ولا أرى أهمية لتدوير ، وقد تقول غيره ولكن صدقني أخي كل هذا لا ينفي ضرورة التدوير وبأن القصيدة كانت ستكون أفضل شكلاً ومضموناً بكثير لو أعدت التدوير بشكل مناسب.

2- الكسر في الوزن في غير موضع ، وأراك قد فلسفت كسر الوزن في "ما الحياة" ولكن هل تؤمن حقاً بأن فلسفة المعنى يستجلب تغيير الشكل؟؟ هل إذا استوحش قط غدا أسداً؟؟ وهل إذا ألف أسد بات قطا؟؟ أظن أن الأمر بحاجة إلى فلسفة أكثر عمقاً وأنصف رؤية. الشعر شكل ومضمون. أما الشكل فإن تغير استوجب تغييراً في الاسم والمضمون فلا يمكن فلسفة الشكل ويمكن ذلك في المضمون.
أريد أن أشير لك لواحدة من هذه المواضع لترى كيف أن أمر التعديل أجمل مما ترى وأسهل مما تظن.

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !
هنا تحتاج أن تقول فقط (فلمَ ارتضيتَ اليوم ثوباً واحدا !) وسترى جمالية الجرس وسهولة النطق وانسيابية الحرف.

وهكذا هي باقي الأمور.

3- بعض الملحوظات اللغوية وتوافقيتها مع الأداة الشعرية.

كم رحت تشعلُ في ضلوعي غنوةً ثوريةً
هل يمكنك أن تأتينا بما يؤكد أن "غنوة" لفظة فصيحة بما عنيت وليست من اللهجة المصرية الدارجة؟؟ أنا أزعم بأنها غير فصيحة بمعنى أغنية بل بمعنى غنى.

لاحظت بعض لجوءك لضرائر شعرية دون ضرورة كما يبدو في هذا المثال:
وأبوك يصرخُ في الملائكِ اُتركوا هذا الفتى
هل لديك مبرر واضح لقطع همزة الوصل هنا؟؟ ألم يكن من الأنسب والأصوب أن تقول:
وأبوك يصرخُ في الملائكة اتركوا هذا الفتى.
فإضافة التاء هنا تخرجك ببساطة من ضرورة غير محببة.

وهكذا في بعض أمور أخر.


أخيراً أخي الشاعر عادل فإن الشكل الشعري بوحدة التفعيلة في أقل درجاته هو ما توافق الجمع عليه ورفضوا ما سواه ، ونحن ندعو إلى التجديد في المعاني والمباني ولكن ليس بتغيير الشكل بأي حال لأنه وكما أسلفت يخرج الشعر من مسماه ومضمونه إلى أمر آخر.

كما وأرجو أن لا يضيق صدرك ذرعاً بحواراتنا التي نتحرى فيها المعلومة ونستجلب الحوار بعلم وأدب ، وهذا هو منهج الواحة في التعاطي منذ انطلقت.


تحياتي
:os::tree::os:

عادل عبد القادر
01-10-2005, 07:51 AM
الأخ العزيز د. سمير
فى البدء من قال لك أننى أغضب من أى نقد أو يضيق صدرى
بالعكس أنا أرى أن من حق قارئى علىّ المراجعة كى نصل معاً الى
أقصى درجات النص اِشعاعاً.
(التدوير المتفلت من أي انضباط مما جعل كتابة القصيدة طويلاً رأسياً لا أفقياً ، وسبب بعض إرباك في قراءة النص وبعض تشتيت في المعاني الجزئية والكلية للأسطر. التدوير مهم جداً للعروض وللمعاني. ربما إن أردت أن ترفض هذه الملحوظة أن تقول: أردته أن يتفلت ويتشتت ليتوافق مع عاطفة القصيدة الحزينة الحزعة ، ويخلق تشويشاً في عاطفة المتلقي كالتشويش في عاطفة الملقي. وقد تقول: كلا ، ما أردت هذا ولا أرى أهمية لتدوير ، وقد تقول غيره ولكن صدقني أخي كل هذا لا ينفي ضرورة التدوير وبأن القصيدة كانت ستكون أفضل شكلاً ومضموناً بكثير لو أعدت التدوير بشكل مناسب.)
- بصفة عامة هذه الفقرة تؤكد مفهومى الشخصى للتدوير فى الشعر الحر المختلف تماماً عن التدوير فى الشعر العمودى
سيدى الفاضل التدوير عندى هو صورة من صور النزاع الوزن- تركيبى فى القصيدة . فى الشعر الحر أحاول كسر الأنماط الكلاسيكية و إلا ما فائدة
الشعر الحر إذن ؟
هل ولدت هذه المدرسة لتسهيل الكتابة فقط ؟ أم لاِضافة الجديد على مستوى الشكل كواحدة من المنجزات؟
(
2- الكسر في الوزن في غير موضع ، وأراك قد فلسفت كسر الوزن في "ما الحياة" ولكن هل تؤمن حقاً بأن فلسفة المعنى يستجلب تغيير الشكل؟؟ هل إذا استوحش قط غدا أسداً؟؟ وهل إذا ألف أسد بات قطا؟؟ أظن أن الأمر بحاجة إلى فلسفة أكثر عمقاً وأنصف رؤية. الشعر شكل ومضمون. أما الشكل فإن تغير استوجب تغييراً في الاسم والمضمون فلا يمكن فلسفة الشكل ويمكن ذلك في المضمون.
أريد أن أشير لك لواحدة من هذه المواضع لترى كيف أن أمر التعديل أجمل مما ترى وأسهل مما تظن.

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !
هنا تحتاج أن تقول فقط (فلمَ ارتضيتَ اليوم ثوباً واحدا !) وسترى جمالية الجرس وسهولة النطق وانسيابية الحرف.

وهكذا هي باقي الأمور. )
(أجمل مما ترى/ أسهل مما تظن !!)
فى موضوع ما الحياة قلت ما يكفى فى مداخلات سابقة و هو تجديد
من يحب التجديد فليقبل على ما كتبته و من لا يحب فله عندى السطر بصورته الكاملة( إذ ما الحياة و ماالممات..)
- لمَ رضيت
أمن أجل عيون الميم غير المشبعة نغيّر رضيت الى ارتضيت؟
ألا نتفق معاً على أن الرضى غير الاِرتضاء
يا سيدى الذى يرضى عن طيب خاطره غير الذى يرتضى.
إذا تنازع المعنى و الاِشباع عندى فأنا للمعنى أنحاز.
(كم رحت تشعلُ في ضلوعي غنوةً ثوريةً
هل يمكنك أن تأتينا بما يؤكد أن "غنوة" لفظة فصيحة بما عنيت وليست من اللهجة المصرية الدارجة؟؟ أنا أزعم بأنها غير فصيحة بمعنى أغنية بل بمعنى غنى.)
بالتأكيد غنوة بمعنى أغنية غير موجودة فى المعاجم و لكن ما المانع من ضمها الى المعجم ألا تتوفر فيها الفصاحة ؟.
و أراك قد أخذت أحد وجوه التفسيرو هو العلاقة غنوة/منشدا
أليست هناك علاقة بين غنوة/أسافر
لنعد إلى قوله تعالى (كأن لم يغنوا فيها) أى لم يُقيموا
أى العلاقة بين الاِقامة و السفر.
و للحق أنا كنت أقصد الأولى دون إغفال للثانية.
بالنهاية هى محاولات للتجديد قابلة للنقاش و القبول و الرفض و المراجعة
وحتى يتحقق هذا لابد من تنازل كافة الأطراف عن المعتقدات الراسخة
و تحريك الذهن نحو الجدة .
أخى العزيز كم أنا ممتن لمجرد مرورك على النص و زادنى كرمك
بتلك المداخلة القيّمة التى أرى بها الكثير من الفائدة.
محبتى

عادل عبد القادر
01-10-2005, 05:04 PM
أخي العزيز عادل والله أنت شاعر ، وشهادتي لن تقدم ولن تؤخر شيئاً لكني أقولها تعبيراً عن مشاعري تجاه ما قرأت ، إن قصيدتك هذه شدتني فلم أنتبه حتى صدمني آخرها فكم تمنيت ألا تنتهي ، فهي رائعة مبنى ومعنى ، وأثابك الله على ما أدخلت في نفوسنا من السرور .
:noc:
الأخ الحبيب سعيد أبو حجر
و الله إن شهادتك و جميع الأخوة هنا هى مرادى من تواجدى
أفرح لكل رأى يشدد من أزرى أو ينير لى .
محبتى

د. سمير العمري
02-10-2005, 02:49 AM
أخي عادل:

أشكر لك لطيف ردك وأعلق:

هل الخروج عن شكل الشعر العربي بات هدفك؟؟ إلام نجعل فلسفة التبرير درءاً ومطية؟؟ ولم الإصرار على هذا الخروج الكبير؟؟ ثم من قال أنني أطلب منك أن تلتزم تدوير الأسطر هنا كما في الشعر الأصيل أو ما تسميه بالكلاسيكي؟؟
ما أردته هو أن تحسن تدوير الأسطر بما يوافق المعنى والمبنى. قصيدة البيت تعتمد عدداً معيناً من التفعيلات في كل سطر. الشعر الحر يعفيك من هذا القيد ويعطيك مساحة أكبر ولكن ليس بحرية مطلقة إذ لا حرية مطلقة في هذه الحياة. يمكنك أن تضع تفعيلة واحدة في سطر واحد وربما أكثر حتى ست للتفعيلة السباعية أو ثمان للتفعيلة الخماسية. هذا لا يكون خبط عشواء ، وإن كان ربما جاء تلقائياً مع شاعر متمكن من أدواته. يجب أن يكتمل البناء العروضي في السطر إلا إن فرض المعنى الخروج عن الحد الأقصى للتفعيلات إلى سطر جديد دون اكتمالها. ويستحسن جداً أن يكتمل المعنى الواحة في سطر واحد ما أمكن ذلك. وتأتي إطالة الأسطر وتقصيرها عادة بشكل تلقائي يعكس الحالة الشعورية ويحدد المعنى ويرسم أسلوب الإلقاء المقصود. لا أريد أن أطيل في هذا الأمر إذ إنني سأكتب بشكل مستفيض بهذا الخصوص في منتدى العروض.

وتسألني منصفاً:
أمن أجل عيون الميم غير المشبعة نغيّر رضيت الى ارتضيت؟
أجيب صادقاً:
كلا. وما قصدت بما اقترحت إلا الوزن لا المعنى لتدرك الفرق بين الوزن الكامل والوزن المنقوص ، وأعلم أنك لك ذائقة عالية. ولكن هل كان هذا هو المخرج الوحيد؟؟
ربما لا يدرك قولي هذا غير الشعراء ذوي القدرة حين أقول: إن في تقييد النصوص الشعرية فائدة عظمى حين تدفع الشاعر ليفكر في تراكيب أخرى لذات المعنى ولا يكتفي بالتركيب الأول الذي يخطر له ، وحينها لا يجد تراكيب أجمل فحسب بل ويجد معان أجمل أيضا. وطالما أنك تريد ذات معنى رضي فدعني أعطيك اقتراحاً جديداً:
لمَ قد رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !
وربما أيضاً هذا بتصرف:
فإلامَ ترضى الصمت (أو الموت ، أو الحزن ، ....) ثوباً واحدا !

تقول متسائلاً:
بالتأكيد غنوة بمعنى أغنية غير موجودة فى المعاجم و لكن ما المانع من ضمها الى المعجم ألا تتوفر فيها الفصاحة ؟.
لو كان الأمر تودداً إليك لفعلت أنا وربي ، فلست إلا أراني أحمل لك وداً. ولكن الأمر أخي لا يكون بمجرد تساؤل. هذا باب عظيم لو فتحناه لكان فيه ما فيه من ضرر على فصاحة لغتنا ودقتها التي تميزها عن سائر لغات الأرض. يخبرك هذا من يتكلم بخمس لغات ويكتب فيها أدبا. لو أتى كل إنسان فأراد أن يضيف كلمة واحدة ... واحدة فقط للمعجم لكان في ذلك فوضى لا يعلم إلا الله كيف تكون نهايتها. وتتساءل: ألا يجب أن نجتهد في اشتقاقات اللغة ونحييها بمفردات جديدة؟؟
أجيب: نعم بلا ريب. ولكن يجب أن يخضع هذا لمعايير وقواعد وتوافق ممن علموا اللغة وفقه اللغة وممن لهم رصيد يشفع ومبرر يقنع.



تقبل مودتي
:os::tree::os:

عادل عبد القادر
02-10-2005, 09:55 AM
الأخ الحبيب د. سمير
مازلت أرى مع كل مداخلة لك رؤى جديدة و موضوع جيد للنقاش
بالطبع الخروج عن شكل الشعر العربى ليس هدفى لكن محاولة التجديد
ربما كانت الهدف .
هل خرج أبو نواس عن شكل الشعر العربى حين هدم و هزأ بركنٍ أصيلٍ
من أركانه الراسخة فى مطلعه المشهور :
عاج الشقىّ على دارٍ يسائلها
و رحت أسأل عن خمارة البلد
ألم يتمرد على الأطلال و كذلك التصريع؟
فهل كان يشكو حرجاً ما فى الكتابة؟
أرانا نسعى جميعاً للتجديد لكن الخلاف الحقيقى فى ألياته.
أنا نشرت قصيدتى و بها بعض من رؤيتى لتجديد و رغبتى فى تأصيل قيم فنية و كأى أمر فى هذا الزمان بات شعرى يلقى قبولاً و نفوراً.
و كعهدى بالثنائيات فى الحوار ستصل بنا الى التزمت و الشعور بالآنا و التشدد فى الرأى.
لذا أضم صوتى لصوتك لعمل موضوع منفصل فى واحة النقد أو القضايا الأدبية فى هذا المنتدى لمناقشة التجديد فى النص الشعرى( ماهيته و ألياته و الضرورة اليه)
على أن يشارك الجميع من شعراء الواحة فى هذا الموضوع الأهم بما فى ذلك من لهم تجارب نثرية كعماد غزالى و جمال مرسى وغيرهم.
لطرح وجهات النظر المتعددة .
محبتى لك و هى خالصة

سعيد أبو نعسة
22-01-2006, 10:11 AM
الأخ العزيز عادل عبد القادر
لقد أجدت و أبدعت في التعبير عن الفكرة و أثني على رأي الزملاء في أن القصيدة عابقة بالمعاني و الإيقاع الداخلي و الخارجي .
أتساءل هل التجديد في شكل القصيدة هو الأساس أم التجديد في المضمون و الصور والأخيلة هو المرتجى ؟
لقد نبغ شيخ المجددين أبو تمام و سبق عصره و بزّ أقرانه حين نفض الغبار عن الاستعارات القديمة و راح ينحت في الصخر صورا و لا أحلى و لكنه حافظ على شكل القصيدة العمودي و هذا لم يعبه عليه أحد .
و أنت في قصيدتك أتيت بالإبداع في أبهى حلله فلماذا تسعى إلى تحطيم الشكل بدعوى التجديد ؟
بعد التحطيم المتعمد للشعر وصولا إلى قصيدة النثر الغوغائية الطلسمية الفاشلة لم يعد مسموحا التساهل في العبث بشكل القصيدة العمودية و لا بشعر التفعيلة و من أراد التميز و التألق و التجديد فليجدد في المضمون و الصور و سنقف لنصه احتراما وسنتغنى بقصيدته و نحفّظها لأطفالنا .
أرجو أن يتسع صدرك يا أخي و أن تجد من الوقت متسعا للعناية بالقصيدة قبل نشرها لأن فتح باب التجديد على هذه الشاكلة هو التهديد للشعر العربي بعينه .
دمت في عطاء

عادل العاني
22-01-2006, 01:03 PM
الأخ الناقد الكبير سعيد أبو نعسة

يزداد إعجابي بكم يوما بعد يوم , وكلما أقرأ لكم أتعلق بما تكتبون,
وكأنكم تستخلصون ما في ضمائرنا.

المشكلة إن من تخاطبه قد رحل , بسبب نقاش مشابه,
وهو اليوم ينشر آراءه وابتكاراته في هدم مقومات الشعر العربي
والنحو والقواعد بحجة التجديد في منتدى آخر.
أدعو الله أن ييسر له ناقدا مثلك هناك أيضا.

تقبل خالص تحياتي وتقديري

حسن كريم
22-01-2006, 01:54 PM
وأنا كذلك أقطف من القصيدة الوارفة هذه اللمعة:

كم رحت تشعلُ في ضلوعي

غنوةً

ثوريةً

وأنا أسافرُ في ضلوعك مُنشدا

قد كنت تلبسُ كلّ يومٍ

ألف ثوبٍ مُوهنا

فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا !

عادل العاني
23-01-2006, 12:47 PM
الأخ الشاعر حسن كريم

الحمد لله إنك اقتطعت هذه " الوصلة "

وفيها :
فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا

( فَ لِ مَ رَ ضِ ) توالي خمسة حروف متحركة
وهذا بحد ذاته يخرج أي نص عن البناء الشعري.

شكرا لما اقتطعته.

وتقبل تحياتي

العنقاء
23-01-2006, 01:28 PM
سادتي الأفاضل
عذراً للتطفّل
لا أدري ،، ولكني أحبّ أن أبدي وجيهة نظر هنا ،، إذا سمحتم لي
الشاعر / عادل عبدالقادر / له في الشعر العمودي ،، من قبل أن أولد أنا ربّما
و أظنّه يستطيع أن يجد مخرجاً (لما ترونها أنتم) هنّة عروضية
و يستطيع أن يكتب (لمَ ارتَضيت ) كبديل ،، يسكت به الناقدين
ألستُم معي في ذلك ؟



و لكن ،،
كأني أراه يقول (و أنا شخصيّاً أوافقه ) لابد من إيجاد متّسع في اللغة
تجعلنا لا نألّه قوانين الشعر
أو نطوف حولها ،، و كأنها قوانين سماوية مقدّسة

..::: على هامش الردّ :::..
ليتنا نلتزم بما فُرض علينا من واجبات كالتزامنا بحذافير الشعر


..:: نواصل ::..
يعني مثلاً ،، شعراء الجاهلية ،، أخطاؤهم العروضية ( على أفا من يشيل ) ومع ذلك ،، هم شعراء
و ذلك قبل أن يأتي زميلي الراحل (الخليل) رحمه الله
و ينصب قوانيناً حسابية معقّدة ،، باستخدام مساطر و مشارط و عدّة أطباء أسنان مروّعة
متناسياً أن الشعر نزف شعور ،، وقطر من الروح


أنا أرى أنه
لا بدّ من تجاوز النزاعات حول المبني الذي ليس سوى شكلاً ترتديه القصيدة
لتغوصوا بالمعنى الذي من أجله ولدت القصيدة
و لكن في حدود عدم فقدان موسيقى النص الداخلية


و عندما أجد قصيدة كاملة متكاملة (( معنى و مبنى )) و لم تفقد موسيقاها الداخلية
فإني أنا شخصيّا ،، لن أدقق في هنّة صغيرة ،، لن تقدم و لن تأخر

هذا رأيي الذي -قد يجانب الصواب- و لكني مقتنعة به
شكراً لكم هذا النقاش الثري

ودمتم بود ،،

حسن كريم
23-01-2006, 05:41 PM
الأخ الشاعر حسن كريم

الحمد لله إنك اقتطعت هذه " الوصلة "

وفيها :
فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا

( فَ لِ مَ رَ ضِ ) توالي خمسة حروف متحركة
وهذا بحد ذاته يخرج أي نص عن البناء الشعري.

شكرا لما اقتطعته.

وتقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
أخي عادل الكريم
يا أخي لم تعجبني طريقتك هذه في الرد، وكأننا في صراع.
حين ألاحظ هنة عروضية ، فهذا لا ينقص منك عادل الشاعر القدير أي شيء، فلم الرد بهذا الشكل.
ونحن جميعا معرضون لكسور عروضية .
وبخصوص
فلمَ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا
فأعتقد أنني قرأتها هكذا
فلمَنْ رضيتَ اليوم ثوباً واحدا.
وإن لم يكن الأمر كذلك فسأكون قد سقطت في هنة السهو البشري.
كل ما في الأمر أن العروض يدخل ضمن اهتماماتي ، ولي فيه مؤلف واجتهادات، ومن ثم أجدني من غير أن أشعر منصرفا إليه ومدفوعا به حال قراءتي لكل القصائد، فإن كنت مستفزا فهنا أبسط اعتذاري مستسمحا وقائلا : لن أعود .
تحياتي إليك أيها الشاعر الكريم ممزوجة هذه المرة باعتذاري.
مجلك
أخوك.