المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى الوغد



احمد المعطي
02-11-2019, 01:49 PM
كلُّ السَّحائبِ مرّتْ فوقَ تينَتِنا
......................................لكنها أكلتْ من تينها وكفى
لم تسقِ جذرا ولكنْ ضلَّ ممطرُها
..............................مرَّتْ مرورا وكان الهَطْلُ مُنْحرفا
"بلفور" أوْمَأَ لكنَّ (الألى) منَحوا
.................................وتينَةُ اللّدِّ (خسْفا) لم تَعُدْ هدَفا
واللّدُّ كالقدْسِ يوما منْ مآذِنِها
...................................اللهُ أكبرُ في الأسْماع قدْ هتََفا
بغدادُ عاصمةٌ (أخرى) وقدْ سُقِيتْ
.................................نارَ الوَقيعةِ والميزانُ قدْ نُسِفا
"بلفور" يلعَبُ والعرْبانُ في يدِهِ
.........................ما ماتَ بل سادَ في الشطرْنْجِ محترفا
هذي البيادِقُ في كفيهِ لمْلَمها
............................... صارت مقسمةً في جيبه غُرَفا
هنا الجنوبُ عن السودانِ مزَّقَهُ
........................... و"دارَفورُ" على الأعقابِ منْعَطِفا
قلبي على يَمَني واللِه "يأكُلني"
.......................... والنارُ تنهشُ والصومالُ قدْ خُطِفا
لبنانُ يلهَثً والأخطارُ محدقةٌ
............................... حدِّثْ بلا حرَجٍ في دارِنا طُرَفا
ما كانَ بلفورُ في الحُسْبانِ لو وقَفوا
.............................كالسدِّ لولاهمُ الطوفانُ ما جَرَفا
ولا تجرّأَ كلْبٌ أن يُناكِفَنا
..........................على ترابٍ من الفردوْسِ قد قُطِفا
لكنهم مالأوا بلفورَ وانجرَفوا
.............................وها هو اليومَ في أحداقنا وقفا
"بلفور" في دارنا يُملي ومكتبهُ
......................يحتلُّ من رقعةِ "الصالون" منتصفا
2/11/2010
***
ما انفكَّ يشبعُنا لَمْزاً خليفتُهُ
........................ويرفع الوعْدَ بالعرْبانِ ما اعترَفا
ما زالَ يعْكفُ والنُّكْرانُ في فمِه
.............................على نقائِصِه يبْني بها شرَفا
ونحنُ نجترُّ أحزانا وَنلعنُهُ
..............................وعندنا بعدَهُ ألفٌ مِن الخُلَفا
سودُ العيونِ وأرضُ العُرْبِ تعرِفهمْ
.........................زُرْقٌ القلوبِ مِنَ الأفلاذِ والحُلَفا
أحنوا له أطوَلَ الهاماتِ وانزلَقوا
.........................على الحذاءِ وكانَ اللَّعْقُ مُختلِفا
دانوا له فاستَوى واحتدّ منْتشِياً
................وصاحَ: لا عذرَ عندي.." مَطََّّها" صلَفا
قرنٌ مضى.. وقرونٌ في حظائرنا
....................تناطَحتْ شبَقاً في الحضْن أو شغَفا

محمد ذيب سليمان
02-11-2019, 07:22 PM
وأي وجع ما زلنا نتمرغ به
لم يبق قطر عربي الا وتم تمزيقهكما ارادو له
فمن لم يمزق ماديا فقد مزق معنويا واصبح تابعا
نسأل الله سبحانه ان يقيض لهذه الامة رجالا يخافون الله في هذه الاوطان والامة
شكرا لك

د. سمير العمري
04-11-2019, 01:03 AM
لله درك ما أعمق ما تكتب وما أدق ما تصف!
قصيدة جميلة رغم ما حملت من ألم وأظهرت من غدر وخيانة وقصور. ونعم وعد بلفور لم يقف عند حدود الأرض المقدسة بل تجاوزها ليصبح مع سايكس بيكو قانون الشرذمة للأمة التي كان يجب أن تكون خير أمه أخرجت للناس إلا أنهم أبوا.
لا فض فوك أيها المبدع!

تقديري

محمد حمود الحميري
04-11-2019, 05:35 PM
توصيف دقيق وانهمار منقطع النظير من
شاعر أبي أصيل وكريم ، لا فض فوك.
تحياتي

فيصل مبرك
01-04-2020, 11:16 PM
قضيدة راقية وقوية، بارك الله فيك أيها الشاعر المفلق

عبدالحكم مندور
02-04-2020, 10:54 AM
أنت متميز في إبداعك والقصيدة قوية نافذة بمعناها تصور مأساة ما زالت مستمرة ووضع عربي بالغ المهانة وعلى مستوى الإبداع متألقة قوية بها أبيات بالغة الغاية / بداية بديعة ونهاية قوية نافذة وأنت كتبتها على فترتين أليس كذلك _ مميز في السابق واللاحق ولي عودة فأنا أكتب من الموبايل وفقط أرى أن (مالأوا) اتصلت بواو الجماعة فتكتب الهمزة على الواو/ خالص تحياتي وخالص تقديري /ودمت متميزا متألقا مبدعا

حيدرة الحاج
02-04-2020, 11:41 AM
انها التخاذل في ظل التقاعس والاطماع الاستعمارية التي تسلبنا خيراتنا ولاتزال فقد قسمونا واضعفونا ليسهل عليهم أكلنا بتواطؤ معلوم
وقفت على الداء وشخصته ايما تشخيص وحلقت بحرفك عاليا ورسمت رغم الوجع لوحات فنية رائعة
تحياتي استاذي احمد عبد المعطي

ناديه محمد الجابي
02-04-2020, 07:54 PM
ما أشد الألم الذي يعتمل في أعماق النفس
قصيدة من عمق الجرح ـ وما أشد الجراح المنتشرة في هذا الجسد العربي
أحسنت الوصف ، وأجدت القصد
فجاء القصيد سامقا والسبك بديعا
بوركت شعرا وبوركت قلبا وقلما.
:hat::001::hat:

زيد الأنصاري
02-04-2020, 08:52 PM
والعجب أن كل المعارك تجري في أراضينا ومجلس الأمن ترضيه مآسينا.

قصيدة جميلة أخي أحمد.

غلام الله بن صالح
02-04-2020, 09:04 PM
لقد وصفت واقعا مزريا بكل إتقان ودقة.
دام قلمك صادحا بالحق
مودتي وتقديري